المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصديق ..



ياسر سالم
26-08-2024, 11:50 AM
..

قلت ..

..




الأصدقاء متى صفت ارواحهم لموجبات الصداقة .. وتابعت جوارحهم نبض قلوبهم سعيا وعملا
كانوا كنوزا جديرة بالاحتواء... وعطايا خليقة بالاعتناء
لا سيما من ارتبط منهم بآخِيّة الدين، وآصرة الحق،بغير تشدد ولا تكلف ..
فإنهم أفئدة بيضاء، ينعكس بياضها نورا واشراقا على من حولها وما حولها

وقد صدق من قال :
فلا تكونن لشيء ممّا في يدك أشدّ ضنّا،
ولا عليه أشدّ حدبا، منك بالأخ الذي قد بلوته في السّرّاء والضّرّاء،
[فعرفت مذاهبه] وخبرت شيمه، وصحّ لك غيبه، وسلمت لك ناحيته؛
فإنما هو شقيق روحك ،وباب الرّوح إلى حياتك، ومستمدّ رأيك وتوأم عقلك.
ولست منتفعا بعيش مع الوحدة. ولا بدّ من المؤانسة،
وكثرة الاستبدال تهجم بصاحبه على المكروه.
فإذا صفا لك أخ فكن به أشد ضنّا منك بنفائس أموالك،
ثمّ لا يزهّدنّك فيه أن ترى منه خلقا أو خلقين تكرههما؛

فإنّ نفسك التي هي أخصّ النفوس بك لا تعطيك المَقَادة في كلّ ما تريد،
فكيف بنفس غيرك!
وليكن دأبك معه صفاء ومكاشفة، بغير تلون او مخاتلة ..
والمنطق الحسن يزيد في وُدِّ لصديق، ويستل سخيمة الوغِر (المحترق غيظا)
واياك وصديق الاضطرار المرتهن منك ببعض حاجته ، فمتى استوفاها طرحك وقطع حبائلك..
فليس منه لك مبذول او مأمول إلا بقدر ما يعين على اقتناص منفعته وتحصيل رغائبه.
فاقطع لبانة من تعرّض وصله ، فإنه ماء مسخن ؛ متى رُفعت عنه النار برد .


واما الصديق الطائع الذي يشاكلك ويتماهي معك لفحة ونفحة ؛فاعقد عليه معاقدك ، وجازه باحسن ما اسدى إليك ، ولا تقطع إخاءه ..واحذر مِرَاءَه ولا تكثر مجادلته ؛ تنل منه صفو الوداد وزبد الاخوة .. وإياك والملل معه . فليس لملول صديق ..
واحذر ان تُحزن من تحب .. فكثرة الحزن إيذانٌ بالتحول ..
وليس صديق الرخاء كصديق البلاء..فالرخاء مهيع يسع غالب الناس .. واما البلاء فلا يحتمله الا كل ذي مروءة وعقل...

(وعدو سوء عاقل خير من صديق جاهل ..
فإن اصطحاب المائق من أعظم البوائق ..)

ناديه محمد الجابي
26-08-2024, 08:35 PM
قال الشاعر عن الصداقة الحقيقية

الصداقة كنز معناها جميل
من ملكها أشهد أنه ملك
تعرف أوصافك من أوصاف الخليل
والصديق أحيان أقرب من أهلك
من كلام المصطفى سقنا الدليل
الجليس اثنين واحدهم هلِك
حامل المسك طبّن للعليل
صاحب للخير بدروبه سلك
لو تحس بضيق للضيقة يزيل
لو تغيب شوي عن الحال سألك
والجليس السوء النذل الرذيل
نافخ الكير من الكير شعلك
ما يعين بخير خيره مستحيل
ما وراه إحسان يجهل بجهلك
لو تمر بسوء دور لك بديل
خاينن ما شال هم لزعلك
الفضل لله والشكر الجزيل
يا فؤادي خير من المولى شملك
البداية عين وآخرها سبيل
والوسط إبرة وفكر بمهلك

حثّ القرآن الكريم على التآخي، وحسن اختيار المرء للصحبة التي تنفعه وترفعه في الدنيا والآخرة،
ومن الآيات الدالة على ذلك:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا...). [آل عمران: 103]
بوركت ـ ولك تحياتي وتقدبري.
:005::noc::005:

ناديه محمد الجابي
30-08-2024, 09:04 PM
ما أجمل الحياة حين تضيق بك الدنيا ...
فتجد فيها أخا عزيزا أو صديقا حميما يشاركك أحزانك ...
ويُواسيك في همومك ...
وأجمل من ذلك حين يُقاسمك، الشراكة في العمل الصالح ...
﴿ اشدد بهِ أزري وأشركهُ في أمري كي نُسبحك كثيراً ونذكرك كثيرا ﴾

سئل حكيم: كيف تعرف ود أخيك؟ ...
فقال: يحمل همي، ويسأل عني، ويسد خللي، ويغفر زللي، ويذكرني بربي ...
فقيل له: وكيف تكافئه؟ قال: أدعو له بظهر الغيب ...

قال ابن تيمية رحمه الله: مثل الأخوة في الله كمثل اليد والعين ...
إذا دمعت العين مسحت اليد دمعها ...
وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها ..

اللهم ...
اجمع قلوبنا على الحب والمودة في طاعتك ...

اللهم
صل وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد ...
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ...
والحمد لله رب العالمين ...
:005::noc::005:

ياسر سالم
16-09-2024, 11:51 AM
تعقيبات جميلة نافعة ..
أشكر لك عنايتك الجميلة بهذا الموضوع الذي يستحق معناه ان نعتني به
وأرجو من الله التوفيق في علاقاتنا بكل من حولنا حتى لا نغضب احدا او نخذل احدا
كما ارجوه تعالى ان يرزقنا البطانة الصالحة ا لناصة التي تحمل بين أضالعها قيم الخير والحق والجمال وتدل عليه
تحياتي وأمنياتي لك بالتوفيق والسداد:tree:

أسيل أحمد
03-12-2024, 12:15 PM
الصداقة الحقة هى تلك التي ليس للمصلحة فيها مكان
فالصديقان قريبان من بعضهما لدرجة أنه لا يمكن أن تتدخل بينهما المصالح الدنيوية ـ يتشاركان آلامهم وأفراحهم
والصديق الحقيقي هو من يفهمك يلا كلمات، زهو من يصدقك بلا أدلة، وينصحك من دون أغراض، ويحبك من دون أسباب
الصداقة حلم وكيان يسكن الوجدان.
بوركت على هذا الموضوع الجميل ـ ولك تحياتي وتقديري.