تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المعاني النحوية - الطوفان والكيان



خالد أبو اسماعيل
01-09-2024, 03:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا (2)ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) ... )

بدأت سورة الإسراء بالحديث عن الإسراء ثم تحدثت عن سيدنا موسى عليه السلام كسياق أو توطئة للحديث عن موضوع السورة الذي زوال الكيان الصهيوني جزء منه ولكن قبل الحديث عن موضوع السورة ذكرت الطوفان وسيدنا نوح عليه السلام كجزء من السياق فلماذا كان هذا ؟
قال المفسرون أن الله سبحانه وتعالى يذكر بني اسرائيل بنعمة إنقاذه لأجدادهم من الطوفان وهذا صحيح لكن قد لايكون الأهم لأنه قال : (ذرية من حملنا مع نوح) ولم يقل : الذين حملنا إذ أن(مَن) الموصولة تكون للذات والأشخاص بينما الاسم الموصول (الذي) يكون للصفات ولذلك قال في أول السورة :(سبحان الذي أسرى بعبده ... ) ولم يقل : مَنْ أسرى بعبده لأن الحديث عن الإسراء ولذلك قال بعد ذلك :(لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) والآيات صفات وليست ذات .
فيكون الأهم والله أعلم هو الذات وليس الصفة أي ذرية ونسل من أنقذهم الله سبحانه وتعالى من الطوفان وهنا أيضا كيف ذكر هذه الذرية بينما موضوع السورة هو عن ذرية إسرائيل إسحاق عليه السلام .
وكذلك لم يقل : ذرية إبراهيم فالعرب يجتمعون مع بني اسرائيل في ذرية إبراهيم عليه السلام ولذلك قد يكون المقصود هم البشر أو ما يعرف بالشعوب السامية فذرية يجوز إعرابها مفعول به منصوب على الاختصاص وتقدير الكلام : اختص أو أعني ذرية من حملنا مع نوح .
العلاقة قد تكون في السبب وهو الطوفان فإن لم تكن فيه فقد تكون في المسبب وهو فناء نسل الكافرين وبقاء نسل المؤمنين يقول تعالى عن نوح عليه السلام :( وجعلنا ذريته هم الباقين ) الضمير (هم) يؤكد الحصر أي أن ذرية الذين كفروا من قوم نوح عليه السلام انقرضت والله أعلم .
وقال تعالى :(فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) لفيفا أي مختلطين من أجناس شتى ودول عديدة وهذا ماحصل قبل قيام دولة الكيان الصهيوني فهل جاء بهم ليضربهم العرب والمسلمون الضربة التي تقطع نسلهم كما حصل للكافرين بعد الطوفان .
أليسوا في هذه الحرب طوفان الأقصى قد ارتكبوا مجازر فأفنوا أسرا بكاملها حتى أنه قد تم إسقاط جميع أفراد بعض الأسر من سجل الأحوال المدنية إذ لم يبق منهم أحد فيكون جزاءهم الفناء كما أفنوا هذه الأسر .
(ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا)
إنَّ قد تكون تعليلية فيكون هذا الأسلوب هو أسلوب الاستئناف البياني على تقدير سؤال عن سبب خاص ومابعد إن سبب لماقبلها أي شكر نوح عليه السلام سبب لبقاء ذريته هو ومن معه في السفينة .
فيكون تحرير فلسطين استئصالا للصهاينة أو أغلبهم .
والله أعلم