خالد أبو اسماعيل
06-09-2024, 09:38 PM
يوصف الشعر الجيد بأن نغمه نغم لذيذ فهل لذيذ في قولهم : نغم لذيذ مجاز ؟
ستقول أيها القارئ نعم هو مجاز استعارة لأن كلمة لذيذ تستخدم حقيقة فيما له طعم مثل : طعام لذيذ وفاكهة لذيذة وهذا كلام صحيح أو يتصور أنه صحيح لكن هلا أجبتني أيها القارئ عن هذا السؤال :
إذت قلنا كلام كالعسل في الحلاوة فما هو وجه الشبه ؟
ستقول وجه الشبه هو الحلاوة .
ومعنى هذا أن المشبه الكلام والمشبه به العسل قد اشتركا في صفة الحلاوة فكيف اشتركا في صفة الحلاوة والحلاوة في العسل حسية وفي الكلام معنوية ؟ والصفة المعنوية لاتشبه الصفة الحسية .
إذا ً الكلام والعسل لم يشتركا في صفة الحلاوة فغي أي شيء اشتركا ؟
قال الشيخ عبدالقاهر الجرجاني لم يشتركا في الصفة ولكن اشتركا في لازم الصفة .
أي أن صفة الحلاوة التي في العسل يلزم منها شيء وهذا الشيء هو الذي اشتركا فيه وهو وجه الشبه .
إذا شربت عسلا وطعمت حلاوته فإنك تتلذذ بهذه الحلاوة وكذلك إذا سمعت أو قرأت كلاما فأعجبك فإنك تستمتع به ألست إذا قرأت شعرا فاستمتعت تقول ياسلام شعر جميل وإذا شربت عسلا فتلذذت به تقول ياسلام عسل حلو .
قول ياسلام هي ردة فعلك بعد تلذذك بالعسل واستمتاعك بالشعر .
ولأن وجه الشبه في كلام كالعسل في الحلاوة هو لازم الصفة فيكون من قال هذا الكلام يقيس الاستمتاع بالكلام على التلذذ بالعسل واشتراك المشبه والمشبه به في الاستمتاع والتلذذ يعني أنهما شيء واحد فيكون التلذذ هو الاستمتاع فكيف إذا قيل :
نغم لذيذ يكون الكلام مجازا ؟
أي شيء يوصف بأنه لذيذ لا بد أن يكون له طعم وتطعمه بلسانك أما الكلام ومنه الشعر قياسا على هذا فتطعمه بأذنك وفؤادك والا ففسر لنا كيف يطرب الناس الشعر ؟
لولا النغم لما أطربهم وهذا هو الهدف من المقال أن تغير الصورة التي في عقلك القائلة بأن النغم ليس مطلوبا لذاته ولكن ليخدم المعنى لا هو مطلوب لذاته بل ويُؤكل بالفؤاد ويُشرب.
ألم يقل عتبة بن ربيعة لما سمع القرآن :
إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة
هذا وصف لصوت القرآن وجرسه وليس لمعناه لأن القرآن ليس فيه معاني بديعة مخترعة .
وأنت اذا قرأت شعرا استقبلت نغما ومعنى فاهتزازك للمعنى يجعلك تظن أن النغم قد زاده جمالا .
لا بل النغم هو جميل أيضا بل أحيانا يكون الأجمل وأنا أعرف هذا جيدا لأني إذا قلت قصيدة لا أنقح معناها بل نغمها فأنا مزيكاتي ولست بصاحب معاني :
إذا قلتُ شعراً كأني أغني
أسوقُ حروفي بأصخبِ لحنِ
تراها على الشطرِ راقصةً
تصيحُ كأنَّ بها مسُّ جنِّ
والله أعلى وأعلم
ستقول أيها القارئ نعم هو مجاز استعارة لأن كلمة لذيذ تستخدم حقيقة فيما له طعم مثل : طعام لذيذ وفاكهة لذيذة وهذا كلام صحيح أو يتصور أنه صحيح لكن هلا أجبتني أيها القارئ عن هذا السؤال :
إذت قلنا كلام كالعسل في الحلاوة فما هو وجه الشبه ؟
ستقول وجه الشبه هو الحلاوة .
ومعنى هذا أن المشبه الكلام والمشبه به العسل قد اشتركا في صفة الحلاوة فكيف اشتركا في صفة الحلاوة والحلاوة في العسل حسية وفي الكلام معنوية ؟ والصفة المعنوية لاتشبه الصفة الحسية .
إذا ً الكلام والعسل لم يشتركا في صفة الحلاوة فغي أي شيء اشتركا ؟
قال الشيخ عبدالقاهر الجرجاني لم يشتركا في الصفة ولكن اشتركا في لازم الصفة .
أي أن صفة الحلاوة التي في العسل يلزم منها شيء وهذا الشيء هو الذي اشتركا فيه وهو وجه الشبه .
إذا شربت عسلا وطعمت حلاوته فإنك تتلذذ بهذه الحلاوة وكذلك إذا سمعت أو قرأت كلاما فأعجبك فإنك تستمتع به ألست إذا قرأت شعرا فاستمتعت تقول ياسلام شعر جميل وإذا شربت عسلا فتلذذت به تقول ياسلام عسل حلو .
قول ياسلام هي ردة فعلك بعد تلذذك بالعسل واستمتاعك بالشعر .
ولأن وجه الشبه في كلام كالعسل في الحلاوة هو لازم الصفة فيكون من قال هذا الكلام يقيس الاستمتاع بالكلام على التلذذ بالعسل واشتراك المشبه والمشبه به في الاستمتاع والتلذذ يعني أنهما شيء واحد فيكون التلذذ هو الاستمتاع فكيف إذا قيل :
نغم لذيذ يكون الكلام مجازا ؟
أي شيء يوصف بأنه لذيذ لا بد أن يكون له طعم وتطعمه بلسانك أما الكلام ومنه الشعر قياسا على هذا فتطعمه بأذنك وفؤادك والا ففسر لنا كيف يطرب الناس الشعر ؟
لولا النغم لما أطربهم وهذا هو الهدف من المقال أن تغير الصورة التي في عقلك القائلة بأن النغم ليس مطلوبا لذاته ولكن ليخدم المعنى لا هو مطلوب لذاته بل ويُؤكل بالفؤاد ويُشرب.
ألم يقل عتبة بن ربيعة لما سمع القرآن :
إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة
هذا وصف لصوت القرآن وجرسه وليس لمعناه لأن القرآن ليس فيه معاني بديعة مخترعة .
وأنت اذا قرأت شعرا استقبلت نغما ومعنى فاهتزازك للمعنى يجعلك تظن أن النغم قد زاده جمالا .
لا بل النغم هو جميل أيضا بل أحيانا يكون الأجمل وأنا أعرف هذا جيدا لأني إذا قلت قصيدة لا أنقح معناها بل نغمها فأنا مزيكاتي ولست بصاحب معاني :
إذا قلتُ شعراً كأني أغني
أسوقُ حروفي بأصخبِ لحنِ
تراها على الشطرِ راقصةً
تصيحُ كأنَّ بها مسُّ جنِّ
والله أعلى وأعلم