المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من نادر وطرائف العرب.



ناديه محمد الجابي
22-09-2024, 07:19 PM
سئل أعرابي اشتهر بالسرقة عن أعجب ما مرّ به فقال :
ﻋﺠﺎﺋﺒﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ . ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺠﺒﻬﺎ، ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻲ ﺑﻌﻴﺮ ﻻ ﻳﺴﺒﻖ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﺧﻴﻞ ﻻ ﺗﻠﺤﻖ، ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻼ ﺃﺭﺟﻊ ﺧﺎﺋﺒﺎً، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﺎﺣﺘﺮﺷﺖ ﺿﺒﺎ، ﻓﻌﻠﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﺒﻲ، ﺛﻢ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﺨﺒﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻋﺠﻮﺯ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻣﻦ ﻏﻨﻢ ﻭﺇﺑﻞ . ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻣﺴﻴﺖ ﺇﺫﺍ ﺑﺈﺑﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺷﻴﺦ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺷﺜﻦ ﺍﻟﻜﻔﻴﻦ ﻭﻣﻌﻪ ﻋﺒﺪ ﺃﺳﻮﺩ ﻭﻏﺪ . ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻧﻲ ﺭﺣﺐ ﺑﻲ، ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﻗﺔ ﻓﺎﺣﺘﻠﺒﻬﺎ، ﻭﻧﺎﻭﻟﻨﻲ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ، ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﺎ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﻬﺘﻪ، ﺛﻢ ﺍﺣﺘﻠﺐ ﺗﺴﻊ ﺃﻳﻨﻖ، ﻓﺸﺮﺏ ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﻦ، ﺛﻢ ﻧﺤﺮ ﺣﻮﺍﺭﺍً ﻓﻄﺒﺨﻪ، ﻓﺄﻛﻠﺖ ﺷﻴﺌﺎً، ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﻰ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﺑﻴﻀﺎً . ﻭﺟﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺤﺎﺀ ﻭﺗﻮﺳﺪﻫﺎ، ﺛﻢ ﻏﻂ ﻏﻄﻴﻂ ﺍﻟﺒﻜﺮ . ﻓﻘﻠﺖ : ﻫﺬﻩ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ، ﺛﻢ ﻗﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﻓﺤﻞ ﺇﺑﻠﻪ ﻓﺨﻄﻤﺘﻪ، ﺛﻢ ﻗﺮﻧﺘﻪ ﺑﺒﻌﻴﺮﻱ ﻭﺻﺤﺖ ﺑﻪ، ﻓﺎﺗﺒﻌﻨﻲ ﺍﻟﻔﺤﻞ ﻭﺍﺗﺒﻌﺘﻪ ﺍﻹﺑﻞ ﺇﺭﺑﺎﺑﺎً ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﺭ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺧﻠﻔﻲ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﺒﻞ ﻣﻤﺪﻭﺩ . ﻓﻤﻀﻴﺖ ﺃﺑﺎﺩﺭ ﺛﻨﻴﺔ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻠﻤﺴﺮﻉ، ﻭﻟﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﺿﺮﺏ ﺑﻌﻴﺮﻱ ﻣﺮﺓ ﺑﻴﺪﻱ ﻭﻣﺮﺓ ﺑﺮﺟﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﻓﺄﺑﺼﺮﺕ ﺍﻟﺜﻨﻴﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮﺍﺩ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﻮﺕ ﻣﻨﻪ، ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﻋﺪ ﻭﻗﻮﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻩ . ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺿﻴﻔﻨﺎ؟ ﻗﻠﺖ : ﻧﻌﻢ . ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺴﺨﻮ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﻞ؟ ﻗﻠﺖ : ﻻ . ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺳﻬﻤﺎً ﻛﺄﻧﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﻛﻠﺐ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻈﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﺃﺫﻧﻲ ﺍﻟﻀﺐ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺐ، ﺛﻢ ﺭﻣﺎﻩ، ﻓﺼﺪﻉ ﻋﻈﻤﻪ ﻋﻦ ﺩﻣﺎﻏﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ؟ ﻗﻠﺖ : ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺓ ﻇﻬﺮﻩ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ، ﺛﻢ ﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺪﺭﻩ ﺑﻴﺪﻩ ﺛﻢ ﻭﺿﻌﻪ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺭﺃﻳﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﺇﻧﻲ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺜﺒﺖ . ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﻋﻜﻮﺓ . ﺫﻧﺒﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻚ . ﺛﻢ ﺭﻣﺎﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺨﻄﺊ ﺍﻟﻌﻜﻮﺓ . ﻗﻠﺖ : ﺃﻧﺰﻝ ﺁﻣﻨﺎً؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ . ﻓﺪﻓﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﻄﺎﻡ ﻓﺤﻠﻪ ﻭﻗﻠﺖ : ﻫﺬﻩ ﺇﺑﻠﻚ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺑﺮﺓ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﻰ ﻳﺮﻣﻴﻨﻲ ﺑﺴﻬﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻗﻠﺒﻲ . ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺒﺎﻋﺪﺕ، ﻗﺎﻝ : ﺃﻗﺒﻞ؛ ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﻗﺎً ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﻻ ﻃﻤﻌﺎً ﻓﻲ ﺧﻴﺮﻩ . ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﺃﺣﺴﺒﻚ ﺗﺠﺸﻤﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﺠﺸﻤﺖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ . ﻗﻠﺖ ﻧﻌﻢ . ﻗﺎﻝ ﻓﺎﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﻞ ﺑﻌﻴﺮﻳﻦ ﻭﺍﻣﺾ ﻟﻄﻴﺘﻚ . ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﺖ : ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻣﻀﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ، ﻓﻼ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎً ﻗﻂ ﺃﺷﺪ ﺿﺮﺳﺎً، ﻭﻻ ﺃﻋﺪﻯ ﺭﺟﻼً، ﻭﻻ ﺃﺭﻣﻰ ﻳﺪﺍً، ﻭﻻ ﺃﻛﺮﻡ ﻋﻔﻮﺍً، ﻭﻻ ﺃﺳﺨﻰ ﻧﻔﺴﺎً ﻣﻨﻚ . ﻓﺼﺮﻑ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻨﻲ ﺣﻴﺎﺀ، ﻭﻗﺎﻝ : ﺧﺬ ﺍﻹﺑﻞ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻣﺒﺎﺭﻛﺎً ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ .

#العقد (https://www.facebook.com/hashtag/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%AF?__eep__=6&__cft__[0]=AZXHmQbvPBnz41tpMLmVZPzV52nbk9oLH6kRemu9Fd24FLk2j fzOwcCeQm6pI3DtAzF9wG3yM0_BvD_cHT2EEW97ZE6xim-oaUf7GwHwYvhkaPtR8awj6LOl0KZxKu6fl78uNYbRBBjfpBAg9 GjvPh8FRW0aAhlKxWBqnxKcXRUIrg&__tn__=*NK-R) الفريد

أسيل أحمد
02-10-2024, 04:43 PM
نادرة طريفة وجميلة وبليغة ورائعة
فشكرا لك على جميل اختيارك ــ ولك تحياتي وتقديري.

أسيل أحمد
02-10-2024, 04:48 PM
وبما أن الشيء يالشيء يذكر
فهذه نادرة أخرى من طرائف ونوادر العرب.

*(ضرب زيد عمرو)*
ذكر الأديب الكبير المنفلوطي في أحد كتبه قصة طريفة بهذا العنوان
وهي أن أحد السلاطين كان محباً للغة العربية وكان فيه شيء من الحماقة،
فبينما هو يقرأ في كتب النحو لفت انتباهه عبارة ضرب زيد عمرو فراح يبحث في كتب النحو فوجد العبارة حيث ما وردت ترد بهذه الصيغة.
فقال هذا شيء عجيب وعمل مقصود،
فأرسل إلى أحد علماء النحو وسأله عن ذلك فقال يا مولانا إنما هي مجرد أمثلة وضعها علماء النحو توضيحا للدارسين.
فقال السلطان لو كان الأمر كما تقول مجرد أمثلة لقالوا مرة ضرب زيد عمرو ومرة أخرى ضرب عمرٌو زيدا
أما أن يجعلوا عمرو هو المضروب دائما فهذه جناية وظلم لا بد من إيقافه،
وحينما لم يستطع أن يقنع السلطان زج به في السجن ثم أرسل إلى آخر وآخر وهلم جره حتى ملأ السجن بأهل النحو وحصلت أزمة ومشكلة كبيره،
وكان في مصر آنذاك عالمٌ داهية فطن .
فأرسلوا إليه الخبر فشد الرحال إلى السلطان.
وعندما وصل إليه أخبره أنه جاء شافعا في علماء النحو .
فقال السلطان: والله لا يخرجون حتى يأتوني بحجة مقنعة على ضرب زيد لعمرو .
فقال العالم: أصلح الله مولانا السلطان إن عمرو متطفل وقليل أدب ويستحق أكثر من ذلك، فقال السلطان :كيف؟
قال: أليس اسم مولانا السلطان داود ينطق بواوين ويكتب بواو واحدة؟
قال: بلى.
قال: فأين ذهبت الواو الثانية؟
قال السلطان :أين ذهبت؟
قال :سرقها الخبيث عمرو وألحقها باسمه دونما حاجة إليها فسلط عليه علماء النحو زيدا يضربه أبد الآبدين.
قال: فضحك السلطان وقهقه.
وأكرمه وبالغ في إكرامه.
وأفرج عن العلماء المسجونين.
D:D:D: