تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بعض المعاني النحوية للآيات التي تتحدث عن الكيان الصهيوني ١



خالد أبو اسماعيل
11-11-2024, 06:27 AM
الحق يقال أني لا أقرأ كتب التفسير وأنا أكتب مثل هذا المقال الا قليلا ولذلك كلامي قد يكون فيه كثير من الخطأ فأرجو منك أيها القارئ ان تقرأ كتب التفسير لتعرف الصواب .
وليتك عزيزي القارئ تحمل كتاب المعاني النحوية للدكتور فاضل السامرائي إذا أعجبك هذا العلم .
هذا الكتاب لايعلمك معاني الأساليب فقط بل يعلمك أيضا الطريقة التي تطبق بها هذه المعاني على آيات القرآن الكريم .
كما تعلمون أيها السادة أن القرآن الكريم تحدث عن إفسادين لبني إسرائيل وسمى الإفساد الثاني(وعد الآخرة) يعني لن يكون هناك دولة لبني اسرائيل بعد هذا ولذلك علينا أولا أن نتثبت من أن الكيان الصهيوني هو المقصود في الإفساد الثاني .
جميع المفسرين من أول الأمة الى عام ١٩٤٨ قالوا بأن الإفسادين قد حصلا على اختلاف بينهم أنهما حصلا أيام الدولة البابلية أو أن الثاني قد حصل أيام الدولة الرومانية .
وعندنا عالم جهبذ من المفسرين هو الشيخ ابن عاشور المتوفى عام ١٩٧٣ أي بعد قيام الكيان الصهيوني قال بأن الإفساد الثاني حصل أيام الرومان وبالتالي الكيان الصهيوني ليس هو المقصود في الإفساد الثاني والحقيقة أني أظن أن الشيخ كتب ماكتب قبل قيام الكيان الصهيوني ولم يراجع رأيه والله أعلم .
وعندنا في التاريخ شي اسمه قبائل بني اسرائيل المفقودة يقولون أن كثيرا من قبائل بني اسرائيل حوالي ثمانية أو تسعة من الاثني عشر غادرت في فترة تاريخية فلسطين متجهة شرقا نحو العراق وآسيا ثم اختفوا .
يمكن أن كثيرا منهم أسلموا أعتقد هذا .
ويقولون كذلك أن اليهود الموجودين في فلسطين هم من قبائل تهودت وليسوا أحفاد بني اسرائيل .
وبعد عام ١٩٤٨ صار العلماء يقولون أت دولة الكيان الصهيوني هي المقصود في الإفساد فماهو الدليل على أن الكيان الصهيوني هو المقصود في الإفساد الثاني ؟
الدليل هو الآية رقم ١٠٤ من سورة الإسراء .
سأوردها مع الآية التي قبلها لنفهم السياق ومع الآية التي بعدها لأشرح أسلوبا مهما جدا :
(فَأَرَادَ أَن يَسۡتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ فَأَغۡرَقۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ جَمِيعٗا (103) وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا (104) وَبِٱلۡحَقِّ أَنزَلۡنَٰهُ وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَۗ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا (105)
لاحظ الآية التي بعدها :
(وبالحق أنزلناه وبالحق نزل)
كان يستطاع أن يقال :
وبالحق أنزلناه وبه نزل ..... وليس وبالحق نزل .
وهذا هو الأصل لأن الأصل هو الاختصار والضمائر مخترعة للاختصار لكن المعنى مع الضمير ليس مثل المعنى مع الاسم الصريح لاحظ :
وبالحق أنزلناه وبه نزل
وبالحق أنزلناه وبالحق نزل
ما رأيك ؟
أيهما أبلغ ؟
سبحان الله
هذه الآية العظيمة جاءت بعد الآية التي تدل على الكيان الصهيوني أنه هو المقصود في الإفساد الثاني .
يعني هنا في هذا الموضع الآية ١٠٤ توجد معجزة تدل على أن القرآن الكريم كلام الله وأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله لأنه لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن كيف كان سيعلم ماسيحدث عام ١٩٤٨ .
عندنا الترتيب له معنى فكما أن ترتيب المبتدأ والخبر والفاعل والمفعول و .....الخ له معنى نسميه معنى نحويا فكذلك ترتيب الكلمات له معنى وكذلك ترتيب الجمل له معنى.
وكذلك ترتيب المعاني يكون حسب علاقات بين المعاني فتنبه لذلك أيها القارئ لتعرف أن الله سبحانه وتعالى لم يقل (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ... ) بعد(... فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) من فراغ .
الآية قبلها آيات تتحدث عن أحداث من قصة بني إسرائيل مع فرعون وهذه لها معنى أيضا :
(فأراد أن يستفزهم من الأرض)
يطردهم من البلاد . التهجير عام ١٩٤٨.
المهم لاحظ التشابه :
(... فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا (104)
وعد الآخرة
(... فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا (7)
الإفساد الثاني سماه الله سبحانه وتعالى وعد الآخرة وهذا متفف عليه بين المفسرين والناس جميعا .
لكن المفسرين لما قالوا بأن الإفساد الثاني وعد الآخرة قد حصل قالوا في تفسير :
(فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا)
قالوا وعد الآخرة هو يوم القيامة لكننا بعد عام ١٩٤٨ عرفنا أن المقصود بوعد الآخرة في هذه الآية هو الإفساد الثاني مثل وعد الآخرة في قوله تعالى(فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم ... ) .
لأن الله سبحانه وتعالى قد جاء باليهود لفيفا كما قال وهذا هو الهجرات اليهودية الى أرض فلسطين .
بعض العرب في زماننا يقولون في لهجتهم : هؤلاء القوم ملفلفين يعني من عدة أصول أو جنسيات ولفيفا معناها مثل هذا أي من بلدان شتى وأصول عديدة .
وفي نفس لهجتهم لفلفهم تعني جمعهم .
سبحان الله
هذا هو الذي حصل جمعوا اليهود من بلدان كثيرة(لفلفوهم)ليحتلوا فلسطين بعد ذلك .
والله أعلم