خالد أبو اسماعيل
17-11-2024, 12:54 PM
(بسم الله مجراها ومرساها إنَّ ربي لررؤوف رحيم)
كما قلت لك عزيزي القارئ هذا الأسلوب اسمه الدقيق هو الاستئناف البياني على تقدير سؤال عن سبب خاص يكون فيه مابعد إن سبب لما قبلها ويحض على القيام به أي مادام ربي رؤوف رحيم فسأقول بسم الله مجراها ومرساها .
فبسم الله مجراها ومرساها .
أهم شيء في المعاني النحوية هي أنها تساعدنا على فهم القرآن والحديث أكثر فهم المعنى وكذلك الشعر .
مثلا إنسان عزيز عليك يكتب فيك شعرا أو نثرا فإنك عن طريق المعاني النحوية لن تفهم كلامه بدقة فقط بل ستتوغل داخل نفسه لأن تعريف نظرية النظم هو :
توخي المعاني النحوية حسب الأغراض والمقاصد .
والأغراض والمقاصد المستورة في النفس كانت هي السبب لاختيار الأسلوب الذي يحمل المعنى للمخاطب فكما أن المعاني النحوية بدأت من الأغراض والمقاصد وتوجهت الى المخاطب منها فإنه يمكن أن نتعرف عليها ونعود اليها عبر المعاني النحوية .
هذه كلمة مهمة تعني أن نظرية النظم ليست مجرد نظرية بل هي نظرية تساعد الناس كثيرا بمساعدتهم في فهم الإنسان وخاصة مشاعره في الحب والبغض والفرح والحزن و... الخ .
قال تعالى(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضعفه له ...)
القرض هو الدَّيْن الذي نسميه السلف فكيف يقرض العبدُ ربَّه ؟
أقول لك : فلان هذا أنا قد تكلفت بأموره واحتياجاته فلذلك إذا احتاج فأقرضه وأنا سأعطيك الميلغ الذي تعطيه له .
فصار بهذا المعنى اذا أقرضته كأنك أقرضتني ومعنى الآية شبيه بهذا لأن الله سبحانه وتعالى قد ابتلى الناس ببعضهم فابتلى الفقير بالفقر وابتلى الغني بالفقير .
لكن في الآية أيضا مدح للذين يساعدون الناس فيطعموهم ويكسوهم ... الخ وذلك في قوله(من ذا الذي) .
لاحظ :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هذا الذي
لأن من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ؟
جوابها :هذا الذي يقرض الله قرضا حسنا .
أو تقول : أنا الذي أقرض الله قرضا حسنا .
ليس المقصود الذين يزكون فهذا هو واجب الشخص تحاه مجتمعه لكن المقصود هو المحسنون الذين يساعدون الفقراء والمساكين .
أصل وضع الاسم الموصول(الذي)في اللغة هو أنه وصلة جلبت لوصف المعارف بالجمل .
يعني تقول :
مررت برجل يتصدق على الفقراء
جملة(يتصدق على الفقراء) تعرب صفة أو نعت لرجل .
وكما نعلم أن النعت يوفق المنعوت في التعريف والتنكير تقول مررب برجل كريم :
رحل نكرة ولذلك كان نعته كريم نكرة مثله ولايجوز ان تقول مررت برجل الكريم .
ولكن تقول : مررت بالرجل المريم .
مررت برجل يتصدق على الفقراء
لما كانت جملة(يتصدق على الفقراء)نعتا للنكرة(رجل)عرفنا أن(((الجملة نكرة)))فإذا جعلنا النكرة(رجل)معرفة هكذا :
مررت بالرجل يتصدق على الفقراء
لايمكن أن نعرب جملة يتصدق على الفقراء نعتا للمعرفة(الرجل)لأن المنعوت معرفة والنعت نكرة لأنه كما قلت الجملة نكرة .
ولذلك احتجنا وصلة تمكننا من وصف المعرفة بالجملة وهو الاسم الموصول فأقول :
مررت بالرجل الذي يتصدق على الفقراء
هذا هو أصل وضع الاسم الموصول الذي في اللغة .
أما بالنسبة للمعنى فله أصل أيضا وهو أنك لاتقول : الذي كذا الا والمخاطب يعلم أن الفعل قد حدث أي لاتقول لشخص :
زيد الذي ضرب ابنك
الا وهو يعلم أن ضربا قد وقع على ابنه وأنت قد أفدته بهذه الجملة بأن عرفته بالفاعل .
زيد الذي ضرب ابنك أصلها هو :
زيد الرجل الذي ضرب ابنك
فالذي أصلها صفة لكن الموصوف محذوف وهذا الحذف مظطرد في اللغة وكثير جدا .
مثل ان تقول :
هند ذكية
أصله : هند امرأة ذكية
الموصوف محذوف .
لاني قلت لك أن أصل وضعها في اللغة هو انها وصلة لوصف المعرفة بالجملة .
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هو جواب من الفرزدق على رجل شامي سأل عن رجل فقال :
من هذا ؟
وكان هذا الشامي قد جاء مع أمير أموي من الشام وكان يطوف معه حول الكعبة وكان الزحام شديدا فلما جاء علي زين العابدين ليطوف أزاح له الناس الطريق فطاف واستلم الحجر الأسود وهو مرتاح من غير زحمة . فتعجب الشامي وسأل الأمير الأموي :
من هذا ؟
فقال الأمير الأموي :
لا أعرفه .
وهو يعرفه .
فأجاب الفرزدق .
البلاغة هي الاختيار ومعنى هذا أننا لكي نعرف بلاغة الأسلوب نقارنه بالاختيارات الممكنة . هكذا :
من الذي يقرض الله قرضا حسنا
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا .
إذاً اسم الإشارة أضاف الى الاسم الموصول مدح وتشريف المتصف بالصفة .
والله أعلم
كما قلت لك عزيزي القارئ هذا الأسلوب اسمه الدقيق هو الاستئناف البياني على تقدير سؤال عن سبب خاص يكون فيه مابعد إن سبب لما قبلها ويحض على القيام به أي مادام ربي رؤوف رحيم فسأقول بسم الله مجراها ومرساها .
فبسم الله مجراها ومرساها .
أهم شيء في المعاني النحوية هي أنها تساعدنا على فهم القرآن والحديث أكثر فهم المعنى وكذلك الشعر .
مثلا إنسان عزيز عليك يكتب فيك شعرا أو نثرا فإنك عن طريق المعاني النحوية لن تفهم كلامه بدقة فقط بل ستتوغل داخل نفسه لأن تعريف نظرية النظم هو :
توخي المعاني النحوية حسب الأغراض والمقاصد .
والأغراض والمقاصد المستورة في النفس كانت هي السبب لاختيار الأسلوب الذي يحمل المعنى للمخاطب فكما أن المعاني النحوية بدأت من الأغراض والمقاصد وتوجهت الى المخاطب منها فإنه يمكن أن نتعرف عليها ونعود اليها عبر المعاني النحوية .
هذه كلمة مهمة تعني أن نظرية النظم ليست مجرد نظرية بل هي نظرية تساعد الناس كثيرا بمساعدتهم في فهم الإنسان وخاصة مشاعره في الحب والبغض والفرح والحزن و... الخ .
قال تعالى(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضعفه له ...)
القرض هو الدَّيْن الذي نسميه السلف فكيف يقرض العبدُ ربَّه ؟
أقول لك : فلان هذا أنا قد تكلفت بأموره واحتياجاته فلذلك إذا احتاج فأقرضه وأنا سأعطيك الميلغ الذي تعطيه له .
فصار بهذا المعنى اذا أقرضته كأنك أقرضتني ومعنى الآية شبيه بهذا لأن الله سبحانه وتعالى قد ابتلى الناس ببعضهم فابتلى الفقير بالفقر وابتلى الغني بالفقير .
لكن في الآية أيضا مدح للذين يساعدون الناس فيطعموهم ويكسوهم ... الخ وذلك في قوله(من ذا الذي) .
لاحظ :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هذا الذي
لأن من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ؟
جوابها :هذا الذي يقرض الله قرضا حسنا .
أو تقول : أنا الذي أقرض الله قرضا حسنا .
ليس المقصود الذين يزكون فهذا هو واجب الشخص تحاه مجتمعه لكن المقصود هو المحسنون الذين يساعدون الفقراء والمساكين .
أصل وضع الاسم الموصول(الذي)في اللغة هو أنه وصلة جلبت لوصف المعارف بالجمل .
يعني تقول :
مررت برجل يتصدق على الفقراء
جملة(يتصدق على الفقراء) تعرب صفة أو نعت لرجل .
وكما نعلم أن النعت يوفق المنعوت في التعريف والتنكير تقول مررب برجل كريم :
رحل نكرة ولذلك كان نعته كريم نكرة مثله ولايجوز ان تقول مررت برجل الكريم .
ولكن تقول : مررت بالرجل المريم .
مررت برجل يتصدق على الفقراء
لما كانت جملة(يتصدق على الفقراء)نعتا للنكرة(رجل)عرفنا أن(((الجملة نكرة)))فإذا جعلنا النكرة(رجل)معرفة هكذا :
مررت بالرجل يتصدق على الفقراء
لايمكن أن نعرب جملة يتصدق على الفقراء نعتا للمعرفة(الرجل)لأن المنعوت معرفة والنعت نكرة لأنه كما قلت الجملة نكرة .
ولذلك احتجنا وصلة تمكننا من وصف المعرفة بالجملة وهو الاسم الموصول فأقول :
مررت بالرجل الذي يتصدق على الفقراء
هذا هو أصل وضع الاسم الموصول الذي في اللغة .
أما بالنسبة للمعنى فله أصل أيضا وهو أنك لاتقول : الذي كذا الا والمخاطب يعلم أن الفعل قد حدث أي لاتقول لشخص :
زيد الذي ضرب ابنك
الا وهو يعلم أن ضربا قد وقع على ابنه وأنت قد أفدته بهذه الجملة بأن عرفته بالفاعل .
زيد الذي ضرب ابنك أصلها هو :
زيد الرجل الذي ضرب ابنك
فالذي أصلها صفة لكن الموصوف محذوف وهذا الحذف مظطرد في اللغة وكثير جدا .
مثل ان تقول :
هند ذكية
أصله : هند امرأة ذكية
الموصوف محذوف .
لاني قلت لك أن أصل وضعها في اللغة هو انها وصلة لوصف المعرفة بالجملة .
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هو جواب من الفرزدق على رجل شامي سأل عن رجل فقال :
من هذا ؟
وكان هذا الشامي قد جاء مع أمير أموي من الشام وكان يطوف معه حول الكعبة وكان الزحام شديدا فلما جاء علي زين العابدين ليطوف أزاح له الناس الطريق فطاف واستلم الحجر الأسود وهو مرتاح من غير زحمة . فتعجب الشامي وسأل الأمير الأموي :
من هذا ؟
فقال الأمير الأموي :
لا أعرفه .
وهو يعرفه .
فأجاب الفرزدق .
البلاغة هي الاختيار ومعنى هذا أننا لكي نعرف بلاغة الأسلوب نقارنه بالاختيارات الممكنة . هكذا :
من الذي يقرض الله قرضا حسنا
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا .
إذاً اسم الإشارة أضاف الى الاسم الموصول مدح وتشريف المتصف بالصفة .
والله أعلم