تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كان وما كان.



أسيل أحمد
26-11-2024, 03:54 PM
حمل وطنه في حقيبة صغيرة ولملم ما شاء من الذكريات
ودفع بقدمه باب البيت وخرج منه متلهفا لحضن الاغتراب
استثقل حمل الذكرى فركنها في زاوية المنفى وراح يصنع
لنفسه ذكريات مغترب يزرع بذورا في غير أرضه
صار يتعود أن يفتح عينه على احساس الغربة
و يغلقها على احساس بليد بالتعود
سرق من السنين ملامح سعادة و رسم عليها خيالات وطن
(غريب لماذا يأخذ منّا الوطن كل هذا الحسّ)؟؟؟؟
لما لا تكون كل الأرض وطنا لمدامعنا وخطوات الحنين؟
رسم رسالة الى أمّه بعدما تبادر لذهنه رائحة رحم الأمّ
استجمع بين قبضتيه قطعة من منديل أمّه وشمّها وكأنه يجدد
بصدره الهواء الفاسد ويستنشق الحياة من جديد
لالا ... لم تكن دمعة تلك التي نزفت من عيونه
فهو قوي و ليس ضعيفا هو لا يبكي شرقي الطبع شديد
تلك كانت اغماضة صورة أمّه عندما شمّت عطره وحضنته
قبل السفر وتمتمت له(حبيبي الله معك) .......
لم يكن يغفل عن نبرة صوتها ولا عن قبّلتها على خده
راح يتلمس خدّه علّها تلك القبلة ما زالت موجودة
لحد الآن لم يفهم كيف مرّت كل هذي السنين وقبلة أمّه
و دمعة الاغتراب ما زالت متحجرة بعيونه
يغفو على تلك الصورة و يصحو على دفء القبلة
هو جزع الغربة ودفء الروح المتروكة على شرفة بيت
يسكنه أحوة واخوات ويملأه صوت الأم و صوت الوالد
(كاسة الشاي متى ح تصير) ضحك ولعب الاخوة
لكن في الستين من العمر ليس للغربة الا رسم
الذكرى ورسم الأمل بأولاد عسى يعوضوه تلك القبلة يوم سفره

منقول.

ناديه محمد الجابي
27-11-2024, 06:58 PM
ألم الفراق عن الوطن من أصعب الآلام ومن أشدّها.
فمن لا يبكي لفراق الوطن؟ ومن لا يشتاق لأرض وطنه؟
فلو لم يكن الوطن غالياً لهذه الدرجة لما سُمّي بـ"الوطن الأم".
فالوطن هو تماماً كالأم الحنون.
لكن ربما بعد الغياب الطويل في الغربة لا يعود للإنسان في
الحقيقة أي بلد.
في أفياء نصك باقة جمال وأزاهير أدب محلق في سماء الإبداع,
تحياتي وتقديري.
:0014::0014: