تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حانات معنى



عبده فايز الزبيدي
27-11-2024, 02:01 PM
حاناتُ معنىً في خيالكَ مُشرعَةْ
وكؤوسُ شِعركَ بالكنايةِ مُتْرَعةْ

وجَنينُ أسئلةٍ بنصِّكَ تارةً
يَهدي السَّبيلَ، وتارةً كالإمَّعَةْ

قدْ كانَ في مُضَغِ المَجاز مُماحِكاً
عَلَقٌ تَعلَّقَ في الجهاتِ الأربعةْ

فقربحتي الغَرَّاءُ دايَةُ فكرةٍ
وثقافتي لجنين فكري مُرضِعةْ

وهناكَ نصٌّ لا يَحِلُّ لقاصِرٍ
فأقوم دونَ النصِّ حتَّى أمنعَهْ

كالطِّفلِ ينمُو في رعايةِ ناقدٍ
ولربَّما مَصَّ المُدلَّلُ إصْبَعَهْ

ونهايةُ المعنى بداية مثله
وشواطئي تلك المعاني المقنعةْ

وأنا أمير البحر نسْلُ نخوذةٍ
في كل وزنٍ قد نشرتُ الأشرعةْ

أختُ العَروضِ فلا يُنالُ وصالُها
إنْ رمْتَ ما تصبو إليه دعِ الدِّعَةْ

ولرُبَّ معنى فرَّقتْه قصائدٌ
أسكنتُهُ بيتاً وجدتُ بأمتِعَةْ

حتَّى إذا أسمعتُ (عبْقرَ) شطرَهُ
سيقولُ قبل رويِّهِ: ما أروعَهْ !

في بَرزخ التصوير بنتُ قريحةٍ
تحبو، وتلثَغ بالخيالِ لتبدعَهْ

كالطِّفلِ يلثغُ عند أوَّل نطقِهِ
فيريدُ (ملعقةً) وينطقُ: (منقَعَة)

ولها شبابٌ كالشَّبابِ وسحْرِهِ
ويديرُ فيها الفِكرُ قطبَ المَعمَعةْ

للشعرِ ذاكرةٌ يشيخُ شبابُها
فتخالها عند المجيئ مودِّعةْ

لو كانَ هذا الشعر وزناً وحدَهُ
لرأيتَ أنَّ غناءَنا كالجَعجَعةْ

ما زلتُ أحذفُ ما يشينُ قصائدي
كالذئبِ يأكلُ زَنْدَهُ إنْ أوجَعَهْ

وأحاورُ الأدنى لأقنعَ قاصياً
وأعِيدُ ترتيبَ السؤالِ لأقنعَهْ

ويطيلُ في صيفِ الجوابِ لأنَّه
في فكرهِ آثارُ ظنِّ التَّعتعةْ

أرخيتُ جَفْنَ تَصَامُمٍ عن نابحٍ
ولربَّما سدّ المحاورُ مسمعَهْ

كنَقِيقِ ضفدعةٍ تنقُّ بوحلها
والنهر يضْجرهُ نقيقُ الضّفدَعةْ

لا تحْقرِ الأشياءَ قبلَ قياسِها
فالمرءُ يسمعُ ما يقال بقَوقَعةْ

وأبِي أذابَ العمْرَ في أعمارنا
أيامُهُ فينا تجيءُ موزَّعةْ

وتسيرُ أمُّيَ خلفَ مِنْجلِ والدي
وتظلُّ تجمع دمْعَه كيْ تزرعَهْ

بِتِهامةٍ مثل الحجازِ ونجدنا
والمَجُد يَرْفلُ في البلادِ على سِعَةْ

وبطيبةِ الأنوار نورُ محمدٍ
والنورُ جَلّلَهُ وجَلَّلَ مَنْ مَعَهْ

كلُّ القلوبِ إليكِ مكّةُ يمَّمَتْ
وإليكِ يمَّمَتِ الجهاتُ الأربعةْ

والعازفونَ نشازَ حقدِ قلوبِهم
ما ضرّ قافلة نباح السَّلفَعةْ

أيامُنا تجري تسابقُ نفسَها
فتظنُّها مثلَ الثِّواني المُسرعَةْ

المُستحيلُ مِنَ القصائدِ لُعبَتِي
والممكناتُ من القصائدِ مَضيَعة

كمْ أشتهي ((ما لا نهايةَ)) فكرةً
لأقولَها شعراً وأشْدو مَطْلَعَهْ

ما زلتُ أنشُر في القصيدِ مشاعري
كم من أسىً خطَّيتُه ُكيْ أطْبَعَهْ

ولدَيَّ أقنِعةُ النهار لأهلِهِ
أما المساء ففيه نَزْعُ الأقْنعَةْ

عبد السلام دغمش
30-11-2024, 05:09 AM
السلام عليكم
وتحيتي لك استاذ عبده ..
قصيدة جميلة قرأت هنا فخرا يليق بالشاعر .
وقفت عند هذه الصورة :
أرخيت جفن تصاممٍ عن نابحٍ
لما اخترت الجفن والأمر يتعلق بالسماع ؟
بورك المداد شاعرنا.

رياض شلال المحمدي
23-12-2024, 10:13 AM
وبطيبةِ الأنوار نورُ محمدٍ = والنورُ جَلّلَهُ وجَلَّلَ مَنْ مَعَهْ

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة وتسليما إلى يوم اللقا والدين .
وما أجمل الفخر في حضرة المعنى تطاول به الشم الرواسي ، تحيتي وتقديري .

خالد أبو اسماعيل
24-12-2024, 12:58 PM
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
من أكثر قصائدك شاعرية بارك الله فيك

ناديه محمد الجابي
24-12-2024, 07:48 PM
قصيدة رائعة تفيض بصدق المقال وطيب الخصال
وطاب لنا أن ننهل من فيض الفخر وقوة الأداء وجمال المعاني
بارك الله فيك ودام ألقك وإبداعك.
:v1::0014:

د. سمير العمري
01-05-2025, 01:37 AM
جميل يا عبده، جل هذه الأبيات فيها صور مميزة وأسلوب قريب للقلب بصور بلاغية ملفتة فلا فض فوك!

المجيئ ... بل المجيء

ثم هنا "خطيته"
لا إخالك إلا أردت خططته وذان أمران مختلفان.

دمت مبدعا!

تقديري

محمد ذيب سليمان
02-05-2025, 06:42 PM
نص جميل النسج والتصوير ,, ابدعت في تلوين الصورة الشعرية
واغبطك على الجمال
دمت متألقا