خالد أبو اسماعيل
15-12-2024, 02:40 PM
الحق يقال أني أكره المتنبي وأحاول أن أنغص على عشاقه بطريقة كلام حق يراد به باطل وبما أن هذا غلط فاني اكتب هذا الموضوعوع حتى يكون شيء مقابل شيء أي أبين عبقرية صاحبهم مقابل هجومي عليه .
ويمكن أن أفيد عشاق المتنبي في دفع أهم تهمة اتهم بها المتنبي وهي انخفاض مستوى شاعريته في غير شعر القتال والميل الى الحكمة حتى قال أبو العلاء المعري وهو من جمهور المتنبي المتعصبين له :
المتنبي حكيم .
لكني لامزاج لي في الدفاع عنه .
أكره المتنبي لأنه مغرور ويعجبني شعره
هناك أبيات سارت بها الركبان وهذه الأبيات كثير منها للمتنبي أي أنه الشاعر الوحيد الذي يتصف بهذه الصفة وهذا الكلام معناه أن العامة الذين ساروا بأبياته يجعلونه أشعر الشعراء لكن الخاصة يجعلونه حكيما حتى وإن تعصبوا له لان المقياس هو الشاعرية والمتنبي ليس عنده شعر في الحكمة فقط بل عنده شعر فيه فلسفة وهذا سيء جدا في الشعر .
كل الشعراء فحول وغير فحول عندهم أخطاء فعند العلماء أشعر الشعراء هو امرؤ القيس ولؤلؤة شعره هي المعلقة والمعلقة قد نقدها الباقلاني فأظهر فيها أخطاء كثيرة لأنه نقدها في سياق إعجاز القرآن فسلط عليها المجهر وهذا النقد موجود يمكن ان تقرأه لكن الباقلاني أيضا ذكر أن العلماء ألفوا أجلادا أو مجلدات في أخطاء امرئ القيس في النحو والبلاغة والمعاني وغيرها وهذه الكتب لم تصل الينا .
تكمن عبقرية المتنبي في المعاني البديعة المخترعة فهو أكثر شاعر عنده هذا النوع من المعاني يتوفر بكثرة ولما كانت كثيرة عنده عرفنا أنها ليست خواطر تخطر في النفس فقط بل مستخرجة بقوة التفكير فتكون قوة التفكير هي سبب العبقرية .
يمكنك أن تقرا شعر الفحول فتجد أنك قد تقرأ اكثر من قصيدة ولاتجد فيها معنى بديعا مخترعا واحدا وتقرأ شعر المتنبي فتجد في القصيدة الواحدة أكثر من بيت فيه معنى بديعا مخترعا .
ولذلك خصوم المتنبي الذين وجهوا نقدهم الى سرقاته الشعرية كانوا أذكياء جدا لأنهم وجهوا نقدهم الى موطن العبقرية قوة التفكير التي بها تستخرج المعاني البديعة المخترعة والسرقات الشعرية جائزة في الشعر بشرط أن يضيف الشاعر الى المعنى فيظهر فيه أثر صنعته لكن المتنبي إذا كان أكثر معانيه المخترعة أصله مسروق فهذا ينسف قوة التفكير التي ميزته عن غيره من الشعراء فجعلته أكثر شاعر يتميز بهذا النوع من المعاني وبالتالي يكون المتنبي صاحب صنعة فقط يردد ماقاله غيره :
أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى
هذا كلام المتنبي وهو كلام واضح في الموضوع الذي أتكلم فيه يقول للمدوح إذا مدحك شاعر فإنه أي المتنبي يستحق أن يجاز لأن الشعراء يقلدونه فهو شيخهم فكيف يكون شيخهم أكثر معانيه المخترعة التي تميز بها مسروقة بل يفترض بما أنه شيخ الشعراء أن يكون هو المسروق منه وليس السارق يقول المتنبي :
فما لجرح إذا ماسركم ألم
ويقول شوقي :
جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
أعتقد ان هذا ما يقصده المتنبي الا أن السرقات الشعرية أكثرها ليس بهذا الوضوح .
بالفعل هو المحكي وغيره الصدى فما أجمل هذين البيتين وما أجمل شعر المتنبي إن المتنبي أشعر الشعراء ولو حاولنا نحن الذين نكرهه لغروره أن نجعله شاعرا عاديا .
ويمكن أن أفيد عشاق المتنبي في دفع أهم تهمة اتهم بها المتنبي وهي انخفاض مستوى شاعريته في غير شعر القتال والميل الى الحكمة حتى قال أبو العلاء المعري وهو من جمهور المتنبي المتعصبين له :
المتنبي حكيم .
لكني لامزاج لي في الدفاع عنه .
أكره المتنبي لأنه مغرور ويعجبني شعره
هناك أبيات سارت بها الركبان وهذه الأبيات كثير منها للمتنبي أي أنه الشاعر الوحيد الذي يتصف بهذه الصفة وهذا الكلام معناه أن العامة الذين ساروا بأبياته يجعلونه أشعر الشعراء لكن الخاصة يجعلونه حكيما حتى وإن تعصبوا له لان المقياس هو الشاعرية والمتنبي ليس عنده شعر في الحكمة فقط بل عنده شعر فيه فلسفة وهذا سيء جدا في الشعر .
كل الشعراء فحول وغير فحول عندهم أخطاء فعند العلماء أشعر الشعراء هو امرؤ القيس ولؤلؤة شعره هي المعلقة والمعلقة قد نقدها الباقلاني فأظهر فيها أخطاء كثيرة لأنه نقدها في سياق إعجاز القرآن فسلط عليها المجهر وهذا النقد موجود يمكن ان تقرأه لكن الباقلاني أيضا ذكر أن العلماء ألفوا أجلادا أو مجلدات في أخطاء امرئ القيس في النحو والبلاغة والمعاني وغيرها وهذه الكتب لم تصل الينا .
تكمن عبقرية المتنبي في المعاني البديعة المخترعة فهو أكثر شاعر عنده هذا النوع من المعاني يتوفر بكثرة ولما كانت كثيرة عنده عرفنا أنها ليست خواطر تخطر في النفس فقط بل مستخرجة بقوة التفكير فتكون قوة التفكير هي سبب العبقرية .
يمكنك أن تقرا شعر الفحول فتجد أنك قد تقرأ اكثر من قصيدة ولاتجد فيها معنى بديعا مخترعا واحدا وتقرأ شعر المتنبي فتجد في القصيدة الواحدة أكثر من بيت فيه معنى بديعا مخترعا .
ولذلك خصوم المتنبي الذين وجهوا نقدهم الى سرقاته الشعرية كانوا أذكياء جدا لأنهم وجهوا نقدهم الى موطن العبقرية قوة التفكير التي بها تستخرج المعاني البديعة المخترعة والسرقات الشعرية جائزة في الشعر بشرط أن يضيف الشاعر الى المعنى فيظهر فيه أثر صنعته لكن المتنبي إذا كان أكثر معانيه المخترعة أصله مسروق فهذا ينسف قوة التفكير التي ميزته عن غيره من الشعراء فجعلته أكثر شاعر يتميز بهذا النوع من المعاني وبالتالي يكون المتنبي صاحب صنعة فقط يردد ماقاله غيره :
أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى
هذا كلام المتنبي وهو كلام واضح في الموضوع الذي أتكلم فيه يقول للمدوح إذا مدحك شاعر فإنه أي المتنبي يستحق أن يجاز لأن الشعراء يقلدونه فهو شيخهم فكيف يكون شيخهم أكثر معانيه المخترعة التي تميز بها مسروقة بل يفترض بما أنه شيخ الشعراء أن يكون هو المسروق منه وليس السارق يقول المتنبي :
فما لجرح إذا ماسركم ألم
ويقول شوقي :
جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
أعتقد ان هذا ما يقصده المتنبي الا أن السرقات الشعرية أكثرها ليس بهذا الوضوح .
بالفعل هو المحكي وغيره الصدى فما أجمل هذين البيتين وما أجمل شعر المتنبي إن المتنبي أشعر الشعراء ولو حاولنا نحن الذين نكرهه لغروره أن نجعله شاعرا عاديا .