المصطفى البوخاري
24-12-2024, 02:18 PM
على ألحانِ هديرِ أمطارٍ،
وضوءِ قمرٍ خافتٍ،
يتسلل من ستارِ نافذةٍ غرفةٍ منسيةٍ،
رطبةٍ كليلِ شتاءٍ عصيبٍ،
ومظلمةٍ كغورِ محيطٍ عابثٍ.
طابعها معمارٌ قديمٌ، وهيكليةٌ أثريةٌ،
جدرانٌ خلابةٌ بزخارفَ آشوريةٍ،
انمحت تفاصيلُ رسومها،
تنبعثُ منها رائحةُ زمنٍ محترقٍ،
وتنثر غبارًا من شقوقها،
كأبخرةِ حممٍ بركانيةٍ.
سقفٌ هرميٌّ بهندسةٍ فرعونيةٍ،
عبقريةُ بناءٍ، وأساطيرُ أزليةٍ،
تحكي أنينَ ذكرياتٍ،
وماضٍ عريقٍ، لغرفةٍ منسيةٍ.
الغرفة
"كانت جنةً مزخرفةً،
حياةٌ تزخر بالأنفاسِ والفرحِ،
ثم زحف الزمنُ بين جدرانها،
حاك شِبَاكه في زواياها،
أسدل ضَلامه على أنفاسها،
فأضحت مقبرةً للروحِ،
وسجنًا لحياةٍ كانت طليقةً".
غرفةٌ منسيةٌ،
يسودها صوتٌ ثقيلٌ سوى:
صوتُ زجاجِ نافذةٍ منكسرةٍ،
ضوءٌ مكسورٌ يرسم ملامحَ زائفةٍ،
ويزرع الرعبَ في نفسٍ خائفةٍ.
نافذةٌ كان شفافُها مصقولًا،
ينشر نورًا دافئًا ويقي من العاصفةِ،
ترى منها أفقًا بألوانِ طيفٍ،
زاهرًا ببريقِ أملٍ، كله حبٌ وعاطفةٌ،
إنكسر سناهُ، كما يكسرُ الوقتُ بالسيفِ.
صريرُ سريرٍ مهترئٍ،
قضى نحبه، نخرته السنون،
سوسُ خشبٍ وعودٌ مدفونٌ.
كان من الخيزران، فراشٌ من حريرٍ،
نومُ أمانٍ، غلفه الهجرُ،
حرمانٌ، وتنحٍ محتومٌ.
غرفةٌ أتمدد على سريرها،
بنظراتٍ حائرةٍ، وعبراتٍ نياحةٍ،
أتأمل فيها ذكرياتِ ماضٍ،
وبريقِ أملٍ تلاشى،
سرابُ بيداءٍ، والقلوبُ عطشى.
صليلُ مروحةٍ متآكلةٍ تنشر ظلالًا،
شعاعُ عناكبَ أصبحت،
خيوطًا تدلت منها، ونسوجًا رسمت،
صورَ أشباحٍ، حقيقةً لا خيالًا.
كانت مروحةً، تنطق شفراتها لحنا،
تنشر هواءً ونسيما عليلا،
بذور حبٍ منثورةٍ في زوايا،
رمز حبٍ، سخاءٌ وهدايا.
ومدفأةٌ بذكرياتِ الماضي،
حنينٌ دفءٍ لدخانٍ ونارٍ،
كشوقٍ جسديٍ إلى دثارٍ.
مدفأةٌ حطبها زيتونٌ،
احتراقها بريقٌ، ودفءٌ يسدل الجفون،
بحمرة جمرٍ وزرقة لهبٍ،
طربٌ شوقٍ لذكرياتِ حبٍ ذهب.
غرفةٌ صمتها كدبيبِ دماءٍ بأذني،
نبضاتٌ رتيبةٌ لقلبي،
تخز ذاكرةً ضبابيةً،
تتأمل نور الزجاجةِ المكسورةِ،
وعتمة الجدرانِ المتصدعةِ.
صفيرُ أنفاسٍ وفرقعةٍ،
أنفاسٌ سجينةٌ تحاول الهربَ في صمتٍ،
ترجو النجاةَ من سجنِ العتمةِ،
تستدلُّ بضوءِ النافذةِ،
وزجاجُها يطلقُ صافرةَ الإنذارِ،
سجنٌ بلا حراسٍ،
وحريةٌ معتقلة.
وضوءِ قمرٍ خافتٍ،
يتسلل من ستارِ نافذةٍ غرفةٍ منسيةٍ،
رطبةٍ كليلِ شتاءٍ عصيبٍ،
ومظلمةٍ كغورِ محيطٍ عابثٍ.
طابعها معمارٌ قديمٌ، وهيكليةٌ أثريةٌ،
جدرانٌ خلابةٌ بزخارفَ آشوريةٍ،
انمحت تفاصيلُ رسومها،
تنبعثُ منها رائحةُ زمنٍ محترقٍ،
وتنثر غبارًا من شقوقها،
كأبخرةِ حممٍ بركانيةٍ.
سقفٌ هرميٌّ بهندسةٍ فرعونيةٍ،
عبقريةُ بناءٍ، وأساطيرُ أزليةٍ،
تحكي أنينَ ذكرياتٍ،
وماضٍ عريقٍ، لغرفةٍ منسيةٍ.
الغرفة
"كانت جنةً مزخرفةً،
حياةٌ تزخر بالأنفاسِ والفرحِ،
ثم زحف الزمنُ بين جدرانها،
حاك شِبَاكه في زواياها،
أسدل ضَلامه على أنفاسها،
فأضحت مقبرةً للروحِ،
وسجنًا لحياةٍ كانت طليقةً".
غرفةٌ منسيةٌ،
يسودها صوتٌ ثقيلٌ سوى:
صوتُ زجاجِ نافذةٍ منكسرةٍ،
ضوءٌ مكسورٌ يرسم ملامحَ زائفةٍ،
ويزرع الرعبَ في نفسٍ خائفةٍ.
نافذةٌ كان شفافُها مصقولًا،
ينشر نورًا دافئًا ويقي من العاصفةِ،
ترى منها أفقًا بألوانِ طيفٍ،
زاهرًا ببريقِ أملٍ، كله حبٌ وعاطفةٌ،
إنكسر سناهُ، كما يكسرُ الوقتُ بالسيفِ.
صريرُ سريرٍ مهترئٍ،
قضى نحبه، نخرته السنون،
سوسُ خشبٍ وعودٌ مدفونٌ.
كان من الخيزران، فراشٌ من حريرٍ،
نومُ أمانٍ، غلفه الهجرُ،
حرمانٌ، وتنحٍ محتومٌ.
غرفةٌ أتمدد على سريرها،
بنظراتٍ حائرةٍ، وعبراتٍ نياحةٍ،
أتأمل فيها ذكرياتِ ماضٍ،
وبريقِ أملٍ تلاشى،
سرابُ بيداءٍ، والقلوبُ عطشى.
صليلُ مروحةٍ متآكلةٍ تنشر ظلالًا،
شعاعُ عناكبَ أصبحت،
خيوطًا تدلت منها، ونسوجًا رسمت،
صورَ أشباحٍ، حقيقةً لا خيالًا.
كانت مروحةً، تنطق شفراتها لحنا،
تنشر هواءً ونسيما عليلا،
بذور حبٍ منثورةٍ في زوايا،
رمز حبٍ، سخاءٌ وهدايا.
ومدفأةٌ بذكرياتِ الماضي،
حنينٌ دفءٍ لدخانٍ ونارٍ،
كشوقٍ جسديٍ إلى دثارٍ.
مدفأةٌ حطبها زيتونٌ،
احتراقها بريقٌ، ودفءٌ يسدل الجفون،
بحمرة جمرٍ وزرقة لهبٍ،
طربٌ شوقٍ لذكرياتِ حبٍ ذهب.
غرفةٌ صمتها كدبيبِ دماءٍ بأذني،
نبضاتٌ رتيبةٌ لقلبي،
تخز ذاكرةً ضبابيةً،
تتأمل نور الزجاجةِ المكسورةِ،
وعتمة الجدرانِ المتصدعةِ.
صفيرُ أنفاسٍ وفرقعةٍ،
أنفاسٌ سجينةٌ تحاول الهربَ في صمتٍ،
ترجو النجاةَ من سجنِ العتمةِ،
تستدلُّ بضوءِ النافذةِ،
وزجاجُها يطلقُ صافرةَ الإنذارِ،
سجنٌ بلا حراسٍ،
وحريةٌ معتقلة.