خالد أبو اسماعيل
06-01-2025, 12:15 PM
(الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر)
لاحظ أن الصفات كلمات مفردة وغير معطوفة على بعضها .
وفي آية الكرسي :
الله لا إله الاهو الحي القيوم
لاتأخذه سنة ولانوم
له مافي السماوات ومافي الأرض
من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه
لاحظ أن الصفات جُمَل وهي أيضا مثل المفردات في الآية التي قبلها غير معطوفة على بعضها .
لاحظ:
(الأول والآخر)
صفة معطوفة على صفة .
أليس يشبهان الذي يسمى في علم البديع الطباق أي الكلمة وعكسها .
ولاحظ:
(يعلم مابين أيديهم وماخلفهم ولايحيطون بشيء من علمه الا بماشاء)
أليست جملة(لايحيطون بشيء من علمه الا بماشاء)معطوفة على مجموع جملتي(يعلم مابين أيديهم وماخلفهم)
أليس هو(يعلم)وهم(لايحيطون...)شبيه بالذي يسمونه في علم البديع طباق بالاثبات والنفي(يعلم-لايحيطون)لايعلمون.
هل لاحظت ؟
كأن العطف وعدم العطف في الألفاظ والجمل مبنيان على أصل واحد .
بالنسبة للمفردات أي الألفاظ فقد تكلم عنها النحاة ووضعوا لها بابا سموه باب التوابع وهو مكون من :
عطف النسق
النعت
التوكيد
البدل
عطف البيان
وشرحوا فقالوا في عطف النسق تعطف مثل جاء زيد وعمرو والنعت لاتعطف مثل جاء زيد الشجاع لاتعطف الشجاع على زيد كما عطفت عمرو على زيد لأن الشجاع هو زيد وعمرو ليس هو زيد أي لاتعطف الشيء على نفسه ولكن تعطف الشيء على غيره .
أي لاتعطف النعت على المنعوت لأن النعت هو المنعوت في المعنى أي أن الشجاع هو زيد في المعنى ان قلت جاء زيد الشجاع .
وكذلك التوكيد والبدل وعطف البيان لاتعطف فيها .
هذا ملخص لباب التوابع في علم النحو .
في القرن الخامس جاء الشيخ عبدالقاهر الجرجاني وأسس باب الفصل والوصل في البلاغة على باب التوابع في النحو .
باب التوابع يتعلف بالمفردات أي الألفاظ عطفها وعدم عطفها وباب الوصل والفصل يتعلق بالجُمَل عطفها وعدم عطفها .
فوجد أن أكثر الجمل سبب عطفها وعدم عطفها هو نفس السبب في عطف المفردات وعدم عطفها .
كان عطف المفردات وعدم عطفها معلوما في باب التوابع في النحو وكان عطف الجمل وعدم عطفها مجهولا الا ماذكره النحاة في عطف جملة على جملة في عطف النسق بحروف العطف .
فقاس المجهول(باب الوصل والفصل)على المعلوم(باب التوابع). فاستخرج المجهول من المعلوم .
هل هذا مجرد قياس ؟
أم أن الفكرة منقولة نقلها واضع اللغة من المفردات الى الجمل ؟ أم أنها هي ؟
(حاشا لله ماهذا بشرا - إن هو الا ملك كريم)
جملة(إن هو الا ملك كريم)لم تعطف على جملة(ماهذا بشرا)لأنها تؤكدها أي مادام أنه ملك كريم فهو ليس بشرا وكذلك توضحها وهذا الذي لم أشرحه عندما تحدثت عن هذه الآية في أكثر من مقال ولكن أشرت اليه .
البدل في المفردات مثل : مررت بالشجاع زيد . زيد بدل من الشجاع والمقصود بالفعل(مررت)هو البدل(زيد)والمبدل منه(الشجاع)توطئة له . يعني أن المهم هو زيد والشجاع يخدمه بأن يمهد له . وكذلك البدل يوضح المبدل منه أي أن زيد يوضح المقصود بالشجاع من هو .
وعطف البيان مثل أن تقول : مررت بأبي حفص عمر .(فعمر)عطف بيان على(أبي حفص)يوضح المقصود(بأبي حفص)مثل البدل تماما لكن عطف البيان المقصود بالفعل(مررت)هو(أبي حفص)وليس عطف البيان(عمر)يعني المهم هو(أبي حفص)و(عمر)يخدمه بأن يوضحه من هو(أبوحفص).
صار البدل وعطف البيان في المفردات يتكون من لفظين هكذا :
المبدل منه+البدل=الشجاع+زيد
المعطوف عليه+عطف البيان=أبي حفص+عمر
لكن المهم في البدل هو اللفظ الثاني واللفظ الأول توطئة لذكره . والمهم في عطف البيان هو اللفظ الأول والثاني يوضحه .
(ماهذا بشرا - إن هو الا ملك كريم)
أي الجملتين أهم ؟
أليس هي(إن هو الا ملك كريم)وتكون جملة(ماهذا بشرا)توطئة لذكرها .
يعني العلاقة بين الجملتين هي البدل وليس عطف البيان .
ماهو رأيك ؟
أليست الفكرة منقولة نقلا حرفيا بأجزائها من المفردات الى الجمل ؟
يهز الجيش حولك جانبيه
كمانفضت جناحيها العقاب
ماهو مصدر المشبه به؟
يفترض أنه صورة مخزنة في العقل أي أن الشاعر لما رأي الجيش يسير أحاله عقله على الصورة المخزنة صقر ينفض جناحيه .
أو يكون مصدر المشبه به السرقات الشعرية .
لكن ليس هذا ولا هذا .
بل المصدر هو فكرة نقلها الإنسان من الطير الى الجيش(الجناحين).
لأن التشبيه قياس فلو أحاله عقله على الصورة المخزنة فيه فلابد أن يقوم عقله بقياس طرفي الجيش على جناحي الطائر فتكون الصورة المشاهدة تشبه الصورة المخزنة في العقل من جهة الشكل .
التشبيه قياس والقياس تشبيه ووجه القياس هو وجه الشبه .
يعني التشبيه الذي في هذا البيت لا يقوم على قياس قام به الشاعر بل على قياس قام به ناقل الفكرة من الطير الى الجيش .
وكذلك اكتشف هذا الشيخ عبدالقاهر الجرجاني بأن واضع اللغة نقل الفكرة من المفردات الى الجمل فسار على الطريق الذي عبده له واضع اللغة بالقياس .
والله أعلم
لاحظ أن الصفات كلمات مفردة وغير معطوفة على بعضها .
وفي آية الكرسي :
الله لا إله الاهو الحي القيوم
لاتأخذه سنة ولانوم
له مافي السماوات ومافي الأرض
من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه
لاحظ أن الصفات جُمَل وهي أيضا مثل المفردات في الآية التي قبلها غير معطوفة على بعضها .
لاحظ:
(الأول والآخر)
صفة معطوفة على صفة .
أليس يشبهان الذي يسمى في علم البديع الطباق أي الكلمة وعكسها .
ولاحظ:
(يعلم مابين أيديهم وماخلفهم ولايحيطون بشيء من علمه الا بماشاء)
أليست جملة(لايحيطون بشيء من علمه الا بماشاء)معطوفة على مجموع جملتي(يعلم مابين أيديهم وماخلفهم)
أليس هو(يعلم)وهم(لايحيطون...)شبيه بالذي يسمونه في علم البديع طباق بالاثبات والنفي(يعلم-لايحيطون)لايعلمون.
هل لاحظت ؟
كأن العطف وعدم العطف في الألفاظ والجمل مبنيان على أصل واحد .
بالنسبة للمفردات أي الألفاظ فقد تكلم عنها النحاة ووضعوا لها بابا سموه باب التوابع وهو مكون من :
عطف النسق
النعت
التوكيد
البدل
عطف البيان
وشرحوا فقالوا في عطف النسق تعطف مثل جاء زيد وعمرو والنعت لاتعطف مثل جاء زيد الشجاع لاتعطف الشجاع على زيد كما عطفت عمرو على زيد لأن الشجاع هو زيد وعمرو ليس هو زيد أي لاتعطف الشيء على نفسه ولكن تعطف الشيء على غيره .
أي لاتعطف النعت على المنعوت لأن النعت هو المنعوت في المعنى أي أن الشجاع هو زيد في المعنى ان قلت جاء زيد الشجاع .
وكذلك التوكيد والبدل وعطف البيان لاتعطف فيها .
هذا ملخص لباب التوابع في علم النحو .
في القرن الخامس جاء الشيخ عبدالقاهر الجرجاني وأسس باب الفصل والوصل في البلاغة على باب التوابع في النحو .
باب التوابع يتعلف بالمفردات أي الألفاظ عطفها وعدم عطفها وباب الوصل والفصل يتعلق بالجُمَل عطفها وعدم عطفها .
فوجد أن أكثر الجمل سبب عطفها وعدم عطفها هو نفس السبب في عطف المفردات وعدم عطفها .
كان عطف المفردات وعدم عطفها معلوما في باب التوابع في النحو وكان عطف الجمل وعدم عطفها مجهولا الا ماذكره النحاة في عطف جملة على جملة في عطف النسق بحروف العطف .
فقاس المجهول(باب الوصل والفصل)على المعلوم(باب التوابع). فاستخرج المجهول من المعلوم .
هل هذا مجرد قياس ؟
أم أن الفكرة منقولة نقلها واضع اللغة من المفردات الى الجمل ؟ أم أنها هي ؟
(حاشا لله ماهذا بشرا - إن هو الا ملك كريم)
جملة(إن هو الا ملك كريم)لم تعطف على جملة(ماهذا بشرا)لأنها تؤكدها أي مادام أنه ملك كريم فهو ليس بشرا وكذلك توضحها وهذا الذي لم أشرحه عندما تحدثت عن هذه الآية في أكثر من مقال ولكن أشرت اليه .
البدل في المفردات مثل : مررت بالشجاع زيد . زيد بدل من الشجاع والمقصود بالفعل(مررت)هو البدل(زيد)والمبدل منه(الشجاع)توطئة له . يعني أن المهم هو زيد والشجاع يخدمه بأن يمهد له . وكذلك البدل يوضح المبدل منه أي أن زيد يوضح المقصود بالشجاع من هو .
وعطف البيان مثل أن تقول : مررت بأبي حفص عمر .(فعمر)عطف بيان على(أبي حفص)يوضح المقصود(بأبي حفص)مثل البدل تماما لكن عطف البيان المقصود بالفعل(مررت)هو(أبي حفص)وليس عطف البيان(عمر)يعني المهم هو(أبي حفص)و(عمر)يخدمه بأن يوضحه من هو(أبوحفص).
صار البدل وعطف البيان في المفردات يتكون من لفظين هكذا :
المبدل منه+البدل=الشجاع+زيد
المعطوف عليه+عطف البيان=أبي حفص+عمر
لكن المهم في البدل هو اللفظ الثاني واللفظ الأول توطئة لذكره . والمهم في عطف البيان هو اللفظ الأول والثاني يوضحه .
(ماهذا بشرا - إن هو الا ملك كريم)
أي الجملتين أهم ؟
أليس هي(إن هو الا ملك كريم)وتكون جملة(ماهذا بشرا)توطئة لذكرها .
يعني العلاقة بين الجملتين هي البدل وليس عطف البيان .
ماهو رأيك ؟
أليست الفكرة منقولة نقلا حرفيا بأجزائها من المفردات الى الجمل ؟
يهز الجيش حولك جانبيه
كمانفضت جناحيها العقاب
ماهو مصدر المشبه به؟
يفترض أنه صورة مخزنة في العقل أي أن الشاعر لما رأي الجيش يسير أحاله عقله على الصورة المخزنة صقر ينفض جناحيه .
أو يكون مصدر المشبه به السرقات الشعرية .
لكن ليس هذا ولا هذا .
بل المصدر هو فكرة نقلها الإنسان من الطير الى الجيش(الجناحين).
لأن التشبيه قياس فلو أحاله عقله على الصورة المخزنة فيه فلابد أن يقوم عقله بقياس طرفي الجيش على جناحي الطائر فتكون الصورة المشاهدة تشبه الصورة المخزنة في العقل من جهة الشكل .
التشبيه قياس والقياس تشبيه ووجه القياس هو وجه الشبه .
يعني التشبيه الذي في هذا البيت لا يقوم على قياس قام به الشاعر بل على قياس قام به ناقل الفكرة من الطير الى الجيش .
وكذلك اكتشف هذا الشيخ عبدالقاهر الجرجاني بأن واضع اللغة نقل الفكرة من المفردات الى الجمل فسار على الطريق الذي عبده له واضع اللغة بالقياس .
والله أعلم