مشاهدة النسخة كاملة : عبثا أحببت ؟
المصطفى البوخاري
05-02-2025, 04:08 AM
أعبثًا أحببتَ؟
نساءً ونساءَ،
أهديتَهنّ قلبَك،
فسالتْ دماؤه هباءَ.
أما زلتَ تحلمُ وتهوى؟
سرابًا يلوحُ...
وفي العيون ماء
تسقي الصحاري بلا ارتواء.
لكن، وهل كنتُ أدري؟
وهل كان لي أن أرى
غيمةً مرَّتْ
وأطفأتِ الضياء؟
ما زلتَ تطرقُ بابَ الهوى؟
أما مَلَّ قلبُك بحثًا عن حبٍّ بلا انتهاء؟
هو إحساسٌ بالفطرةِ...
كحبِّ آدمَ وحوّاء.
أتذكَّرُ القصةَ،
وأدرك العِبرةَ...
ما الحبُّ إلّا ابتلاء.
ليس الابتلاءُ في النساءِ،
بل في قلبٍ يتبعُ الأهواء،
وفي عيونٍ ترى أجسادًا، تغويها، فتنسيها الحياء،
وفي عقلٍ ذهبتْ حكمتُه،
مفتونٌ، بلا اهتداء.
الحبُّ داءٌ
لقلبٍ يُطفئ النورَ في السماء،
والحبُّ شفاءٌ
لمهجةٍ ذاقت الشقاء.
وتظلُّ الأيامُ تسحبُنا،
بينما القلبُ يُعيدُ النداء.
نبحرُ في بحورٍ من الأماني،
وفي أفق الهوى نغرقُ،
لعلّنا نلاقي الوفاء،
وإن كان محضَ رجاء.
ناديه محمد الجابي
06-02-2025, 12:17 PM
ما الحبُّ إلّا ابتلاء.
ليس الابتلاءُ في النساءِ،
بل في قلبٍ يتبعُ الأهواء،
وفي عيونٍ ترى أجسادًا، تغويها، فتنسيها الحياء،
وفي عقلٍ ذهبتْ حكمتُه،
مفتونٌ، بلا اهتداء.
الحبُّ داءٌ
على قيثارة الحرف شدوت أرقى العبارات، وكتبت بماء العمق والصدق
تسكب الحكمةعلى المعنى حتى تكون لوحة معبرة وجمال تصوير
في تراتيل وصفت سمو المشاعر ومعانيها الراقية.
بورك النبض والحس والقلم.
:v1::005::001:
المصطفى البوخاري
06-02-2025, 12:59 PM
أديبتنا الفاضلة
إطلالة برحيق الياسمين، وسعيد بقراءتك البنّاءة أستاذتي.
أعجبني أنك اقتبستِ هذه الأبيات، فهل ترين أنها تحمل جوهر النص أكثر من غيرها؟
وبرأيك، هل يحتاج النص إلى معالجة بُعد آخر لم أتطرق إليه، لتعزيز التأثير العاطفي مثلًا؟
مع أطيب التحايا وأرقّ السلام، تحياتي الخالصة."
أسيل أحمد
19-04-2025, 08:21 PM
حرف جميل وحس رقيق وبوح مترع بالمعاني
بورك النبض والحس والقلم.
علياء محمود
20-04-2025, 12:38 AM
ما اجمل المعنى ورشاقة الحرف ودقة الوصف..
آمال المصري
03-05-2025, 02:57 AM
ليس مجرد بوحٍ، بل مرآةٌ تُعرِّي القلب من غفلته، وتُلبِسه ثوب الوعي… كأنكِ تسائل قلبًا تاه في دهاليز التعلق، ونسِيَ أن الحبَّ ليس كلُّ ما يلمعُ من بعيد هو النور، وأنّ للهوى أبوابًا إن فُتِحتْ بغير حكمة، أدخلتنا متاهاتٍ لا رجعة منها.
أعبثًا أحببتَ؟
بل عبثُ الحبِّ أن نُهديه لمن لا يستحق، أن ننثر الوردَ في صحراءٍ تأبى الزهر، أن نجري خلف خيالٍ يسرق من أعيننا الحقيقة.
وفي سطوركِ، تُعلنها صرخةً عاقلة: ما الحبُّ إلا ابتلاء... لا في النساء، بل في قلبٍ لم يُروِّضه النور، وفي عينٍ لا تبصر إلا الجسد، لا الروح.
ردُّكِ على ذلك القلب السائل ليس توبيخًا، بل حكمة نزلت بثوب الشعر، تُوقظ، وتُربّت، وتُرشد.
إنّه عزفٌ على أوتار الإدراك، حيث كل كلمة تنكأ جرحًا لتُداويه، وتكشف وهمًا لتُعيد البصيرة.
دمتِ للنبض أدبًا،
وللأدب ضوءًا لا يُطفأ.
تقديري
المصطفى البوخاري
03-05-2025, 03:52 AM
أديبتنا الفاضلة
شكرًا لكِ على مرورك الكريم،
مرورٌ لم يكن عابرًا، بل إنصاتٌ عميق لنبض النص،
قرأتِ بحسّ من يلتقط ما بين السطور،
ولمستِ جوهره كما أرجو دائمًا أن يُقرأ: لا بعيون اللغة فقط، بل ببصيرة القلب.
شكرًا لهذا التفاعل النبيل،
ولهذا التشجيع الذي يُضيء عتماتِ الكتابة،
ولحسٍّ نقديٍّ ينهل من صفاء الفهم وصدق التلقّي.
دمتِ قارئة تُنبت المعنى في النصوص،
ودام لكِ الأدب مرافئ وسموّ ذوق.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir