المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طقــوس



أسماء حرمة الله
30-10-2005, 05:37 AM
إليكَ أبي..

أبي،
تراني كعادتكَ، جالسةً، أرقبُ النجمةَ الأولى وهي تطلّ من شرفتها، لتأخذني إلى حزنٍ مازالَ يحرِقُنا..إلى أمّي ، تراقبنا، كلما هجعَ الحزنُ واستيقظت الأشواق.. أعلم، أنها مازالت تعيش بنا مطراً أخضرَ، يكفينا كل زهرِ عمرنا الباقي..
أعلمُ بأنّك، من أجلي، تنسجُ الصمتَ الجميلَ، وتعتني بحديقةِ قلبي، تسقيها كلّ صباحٍ بغيثِ حبكَ، وتملأ لي كأساً، بل كأسيْنِ، بل كؤوسَ حنانٍ لاتتقنُ ترتيبها، وتُحضِرُ لي من أرضِ القمر، في كل رحلةٍ لكَ إليه، باقاتِ ضوءٍ تخضبُ بها زوايا قلبي، وترمّمُ بها بقاياه وبقايانا، وترتبُ بها أيضا بيتنا الذي اعتزلَ البوح مذْ رحلتْ حبيبتُه، فَأعلنَ العصيان علينا، ثمّ انزوى بِذكراها يكتب شعــرَه فيها..
أعلمُ، بأنكَ تنقلُ أعشاشَ الطير إلى جرحي، لتهدأَ غضبةُ الأحزان وتغفو، ولأفتحَ للشمسِ المُراقةِ على كبدي، كلّ الأرصفة والمدائن التي اغتيلتْ.. فقدْ تقتنعُ الشمسُ أخيرا بأنني أرسم لها شكلا آخر للإشراق..أعلمُ، أنكَ، كلما نمتُ بين الذكريات سرًّا أو جهراً، تتسلّلُ إلى قلعةِ أحلامي، بِرِفقٍ، لتحرسها من دمعةِ الخوف، من نومةِ الزهر، منْ مزنةٍ أودعَتني سرها ثمّ رحلتْ، لتُحضِرَ الليلَ في يدها..أعلمُ، أنّكَ حللتَ معادلةَ الصمت التي نبتتْ بيني وبينك..وعثرتَ على مفتاح السرّ الذي أخفَته تقاسيمي عنكَ، فقدْ قرأتَ الوشمَ الذي نقَشَتْهُ أمي بالقلبِ قبل أن ترحل، قرأتَه مُهراقاً على جفنيّ، في غفلةٍ مني وأنا أجمعُ، لك،َ من شواطئِ الورد أغنيةً تتعلمُ لغتَه..
ولكنْ..!!
أتعلمُ، يازهرةَ عمري الثانية! بأنني أخبّئُ شمعةَ حزني عنكَ، أُشعِلها حين تنام، وأطفِئها حين تقوم، وأرقبها حين تسافرُ إلى مدنِ الملح لتُذكي شُعلَتها، ثمّ تعودُ إلى ضلعي لتحفرَه، أو إلى جفني لتُرضعَه؟؟ أتعلمُ أنّي أخبئها، عنكَ، كي لاتقرأَ تفاصيلَ الألمِ على وجهي؟؟؟ وماكنتُ لأحتملَ حزناً واحدا يلدغُكَ أو يأخذك مني إلى سجنِ الوجع..
أبي،
أتعلمُ، أنني، أشتاقُ لها، شوقَ الأرضِ للمطر، شوقَ المُغتربِ للوطن، شوقَ الوردِ لقطرات الطلّ التي تُحييه؟ لكنني جعلت ُالكتمان لي وتراً، وقريضاً كتبتُه بماء الشؤون ومدادِ الرمّان، أخفيه بأدراجِ القلب، وأجمع لذلكَ كلَّ أحزاني وأشواقي لها، بحقيبةٍ دفنتُها بمدارج الروح..فقط لتظلّ أنتَ دوماً، وطناً للبسمـة والصُّبْــح..
أبي،
لاأدري إن كانت رسالتي هاته ستصل إليك، أكتبها لكَ بيراعٍ صنعتْه لي مسافاتُ الوجع، وأوطانُ الصمت الكبرى، وقبائلُ اليمام التي ماتزال تأخذني، كلَّ جرح، إلى مضاربها، لنحتفلَ معاً بعيدِ شوقنا الأول لحبيبةِ قلبيْنا.. قدْ أبعثُ رسالتي بطوقِ يمامتي البيضاء، أوبأصدافِ البحر، أو بضفائرِ زهرةِ البنفسج التي تؤسس على مكتبي مملكةً للورد.. قد أبعثُها بقافلة القمر التي سيبتدئُ خطوها بعدَ منتصفِ الشوق، وقد تقطع كل مسافاتِ الوجع قبل أن تصل..أو ربما، أترك رسالتي هنا..لتكملَ إخفاءَ ملامحها، ثمّ أعود مرة أخرى إلى معادلةِ الصمت، وأبحثُ عن مفتاح آخر للكتمان، وأعيد ترتيبَ طقوسِ البسمة وفْقَ وقتِ طلوع الشمس، كي لاتغيب عنكَ و ....عنّي...

زاهية
30-10-2005, 06:41 AM
قدْ أبعثُ رسالتي بطوقِ يمامتي البيضاء، أوبأصدافِ البحر، أو بضفائرِ زهرةِ البنفسج التي تؤسس على مكتبي مملكةً للورد.. قد أبعثُها بقافلة القمر التي سيبتدئُ خطوها بعدَ منتصفِ الشوق، وقد تقطع كل مسافاتِ الوجع قبل أن تصل..أو ربما، أترك رسالتي هنا..لتكملَ إخفاءَ ملامحها، ثمّ أعود مرة أخرى إلى معادلةِ الصمت، وأبحثُ عن مفتاح آخر للكتمان، وأعيد ترتيبَ طقوسِ البسمة وفْقَ وقتِ طلوع الشمس، كي لاتغيب عنكَ و ....عنّي...


يالروعة حروفك

أسماء
:001: :tree: :001:
كأنك تغزلين خيوط الشمس قصائد من نور

وكلمات من عبير

هنيئاً لك بوالدٍ رباك على الخلق الحميد

والبر الرائع أمدَّ الله في عمره

وإن شاء الله يرى أحفاده ويفرح بهم

كوني بخير ياغالية

أختك
:0014:
بنت البحر

سحر الليالي
30-10-2005, 11:17 AM
المبدعة أسماء حرمة الله:

دمعات تناثرت

هنا وهناكـ

على صفحات قلوبنا

آآآآآآهات ثارت من ثنايا كلماتكـِ

غطت قلوبنا بحزنها

تنحني الحروف

بكل ذرات مشاعرك

لهذا النزف...الجميل

فقلمٌك شجي . . . يعزف حيث يكون العزف


وينزف . . . حيث يحلو النزف

وحروفٌك أخجل الصمت . . . بحروفٍ من زلال

وألق متجدد . . .

سأنتظر باقة ورودك دائما

لكـِ الشكر

على هذا الدفء من اناملكـِ

لك باقة من الياسمين المعطر بعطر المحبة

د. سلطان الحريري
30-10-2005, 05:26 PM
لله درك من كاتبة وأديبة كبيرة يا أسماء
كثيرون هم الذين يكتبون ، ولكن قلة منهم من يحسنون العزف على أوتار القلوب، وأشهد أنك منهم ، بل أنت منهم في السنام..
اعذري تطفلي الدائم، ولكنه الإدمان لحرف يسمو فوق كل الحروف، ومشاعر تنساب مع كل جمال ينثره عالمك الجميل..
أسماء لا تحرمينا من هذا الجمال الذي أراه ينثر عبقه في أرجاء واحتنا..
دمت رائعة ومتالقة كما أنت

أسماء حرمة الله
30-10-2005, 10:39 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية طرّزتُها بقلبي وبزهر الأوركيد

الحبيبة زاهية،

شكراً لكِ على كلّ كلمة رقيقة ضمّخْتِ بها قلبي المُتْعَب، وعلى كل نسمةٍ من نسماتِ حنانكِ التي أهديْتِنيها، فكانت لي سكَناً وبسمة..معكم أصبح لكل شيء طعمُ الرّمّان والمسك..
وشكرا لدعائكِ ولثنائك العبِقَيْن، وأرجو اللهَ أن أظل دوما عند حسن ظنكم جميعا وعند حسن ظنِّ والدي الحبيب ..حتى ألقى اللهَ وهو راضٍ عني...

أحبكِ في الله

كوني بألف خير..
وتقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطر
دمتِ رحيقا
تحياتي وتقديري

أسماء حرمة الله
30-10-2005, 10:46 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها لكِ من قلبي خالصةً من كل جرح

الحبيبة سحر الليالي،

بلْ لكِ، أنتِ، خالصُ شكري على مروركِ الذي أصبح بالنسبة لي، فصلا من فصولِ الياسمين، وصبحاً أخضر.. ولم أعدْ أخشى أن يسجنني الحزن، وأنتِ بل أنتم جميعا هنا، تضمدون حكايا النزف بكلماتكم الرقيقة وروحكم الطيبة..لكِ، سأفتحُ قلعةَ الورد لتكون لكِ بيتا للضماد...

أحبكِ في الله

كوني بألف خير..
وتقبلي مني ألف باقة من الورد والمطر
دمتِ رحيقا
تحياتي وتقديري

أسماء حرمة الله
30-10-2005, 10:55 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها من أرض القمر

أستاذي العزيز د . سلطان،

كيفَ تقول، سيدي، بأنك تتطفّلُ على حرفٍ متواضعٍ يكتبني؟؟؟ بلْ إنني أزيدُ شرفاً وفخراً بمروركَ المخضرّ، ويشهدُ اللهُ أنني لاأقولُ هذا مجاملةً البتّة..بل إنني أشرُفُ دوماً بوجودكَ العبِق بصفحاتي الفقيرة..
سأنتظركَ دوماً على ضفاف حرفي المتواضع، لتزيدَهُ شرفـاً وورداً..

كن بألف خير..
وتقبّل مني ألف باقة من الورد والمطر
دمتَ رحيقا
تحياتي وتقديري

ليال
30-10-2005, 11:19 PM
"كلما إزداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"*
ياللرسالة المثقلة بالوجع، شموع تخبو فيشعلها الحنين,ودموع تتشبث بأطراف الهدب فينثرها الأسى...الصمت أحتراماً لقلم مداده الألم.






*جورج صاند
روائية فرنسية

عبلة محمد زقزوق
31-10-2005, 12:16 AM
تعجز كلماتي المتواضعة ، والركيكة .... أمام نبع حرفك .

يعجز تكرار المديح والثناء هنا ... وهناك

أن يتكرر علي عظيم صفحتك .

لله درك ، ويحفظك .... ويصون حرفك ...

يا أغلى درة بالواحة .... لدينا

أ/ أسماء حرمة الله

أسماء حرمة الله
31-10-2005, 04:44 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة بلُغة الخزامى والرنْد

العزيزة ليال،

شكرا لكِ، على مشاعرك الطيبة..حضوركِ بحرفي المتواضع، فخرٌ لي وله..
صدقتِ.."كلما زاد حبنا، تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"..وصرنا أكثرَ خوفا من أن ينطقَ خوفُنا خوفا أيضا، أو ترتسم على ملامحه هو الآخر، أشكالٌ أخرى للحزن، فنوقِدَ وجعَ من نحب دون أن ندري..

شكرا لمرورك العبِـق ليال..
وتقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطر
تحياتي وتقديري

أسماء حرمة الله
31-10-2005, 04:53 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مخضوضرة

العزيزة عبلة،

كيف تقولين ذلك أختاه؟؟ ومن قال بأن كلماتك ركيكة؟؟ وأنتِ مدينةٌ من مدائنِ الحرف المورق والمعنى الجميل؟؟؟ وأنتِ عبَقٌ لنا في كل روضة من رياضِ الواحة؟؟؟
لاتعلمين كمْ يُسعدني مروركِ دوما بحروفي المتواضعة..فأنتِ تعنين لي الكثير..بل لنا جميعاً..
شكرا لكِ حدَّ الورد والقلب على دعائك ومشاعرك الرقيقة..
حفظك اللهُ وبارك فيك وفي قلمك..
تقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطر
تحياتي وتقديري

حوراء آل بورنو
01-02-2007, 11:22 AM
أيتها الحبيبة

يبدو أنك تمارسين هذه الطقوس مع كل من تعرفين و تحبين ؛ بت أرى ذلك الحزن الذي تلبسينه عباءة المارج من قمم النار حتى لا تراه أعين الأهل و الخلان .. و لكنه يحرق قلبك كل حين !

كنت للحظة أظنك كما ظنك بنفسك : " كرم " الثانية ، فتتمسكين بأهدابي لحظة الرحيل ، لأراني تلك الطفلة التي تملأ الدنيا ضجيجاً متى ما مس الحريق فروع قلبها لتمسحي برفق دموعي بمنديل حرصك !

فأينا ؛ أنا و أنت و الأب و الزوج و الحبيب و الأخوة و الأخوات و كل الأمهات ؟!

متى يا أسماء ينتهي بنا الطريق إلى بعض .. بعض ما نرجوه ؟

متى يا حبيبة ؟

خليل حلاوجي
08-02-2007, 01:00 PM
أسماء ونزف جديد من محابر الشموخ
وعزف يتجدد على انغام الحقيقة


\

لله در حرفك الباهر

وفاء شوكت خضر
08-02-2007, 06:48 PM
اسماء النقاء ..

للحزن هنا طعم آخر ..
للصمت هنا خشوع ..
والمرور هنا ، يكون بهدوء ، يحصد الألم على مدارج سطورك..
زنابق برية ، حملت ألوان الشجن ..

سأحمل اليمامات وصيتي ..
أن ترعاك في لياليك ، وفي نهاراتك .

كوني دوما بخير ..
لك كل الحب والود .

يسرى علي آل فنه
09-02-2007, 05:32 AM
إليكَ أبي..
أبي،
تراني كعادتكَ، جالسةً، أرقبُ النجمةَ الأولى وهي تطلّ من شرفتها، لتأخذني إلى حزنٍ مازالَ يحرِقُنا..إلى أمّي ، تراقبنا، كلما هجعَ الحزنُ واستيقظت الأشواق.. أعلم، أنها مازالت تعيش بنا مطراً أخضرَ، يكفينا كل زهرِ عمرنا الباقي..
أعلمُ بأنّك، من أجلي، تنسجُ الصمتَ الجميلَ، وتعتني بحديقةِ قلبي، تسقيها كلّ صباحٍ بغيثِ حبكَ، وتملأ لي كأساً، بل كأسيْنِ، بل كؤوسَ حنانٍ لاتتقنُ ترتيبها، وتُحضِرُ لي من أرضِ القمر، في كل رحلةٍ لكَ إليه، باقاتِ ضوءٍ تخضبُ بها زوايا قلبي، وترمّمُ بها بقاياه وبقايانا، وترتبُ بها أيضا بيتنا الذي اعتزلَ البوح مذْ رحلتْ حبيبتُه، فَأعلنَ العصيان علينا، ثمّ انزوى بِذكراها يكتب شعــرَه فيها..
أعلمُ، بأنكَ تنقلُ أعشاشَ الطير إلى جرحي، لتهدأَ غضبةُ الأحزان وتغفو، ولأفتحَ للشمسِ المُراقةِ على كبدي، كلّ الأرصفة والمدائن التي اغتيلتْ.. فقدْ تقتنعُ الشمسُ أخيرا بأنني أرسم لها شكلا آخر للإشراق..أعلمُ، أنكَ، كلما نمتُ بين الذكريات سرًّا أو جهراً، تتسلّلُ إلى قلعةِ أحلامي، بِرِفقٍ، لتحرسها من دمعةِ الخوف، من نومةِ الزهر، منْ مزنةٍ أودعَتني سرها ثمّ رحلتْ، لتُحضِرَ الليلَ في يدها..أعلمُ، أنّكَ حللتَ معادلةَ الصمت التي نبتتْ بيني وبينك..وعثرتَ على مفتاح السرّ الذي أخفَته تقاسيمي عنكَ، فقدْ قرأتَ الوشمَ الذي نقَشَتْهُ أمي بالقلبِ قبل أن ترحل، قرأتَه مُهراقاً على جفنيّ، في غفلةٍ مني وأنا أجمعُ، لك،َ من شواطئِ الورد أغنيةً تتعلمُ لغتَه..
ولكنْ..!!
أتعلمُ، يازهرةَ عمري الثانية! بأنني أخبّئُ شمعةَ حزني عنكَ، أُشعِلها حين تنام، وأطفِئها حين تقوم، وأرقبها حين تسافرُ إلى مدنِ الملح لتُذكي شُعلَتها، ثمّ تعودُ إلى ضلعي لتحفرَه، أو إلى جفني لتُرضعَه؟؟ أتعلمُ أنّي أخبئها، عنكَ، كي لاتقرأَ تفاصيلَ الألمِ على وجهي؟؟؟ وماكنتُ لأحتملَ حزناً واحدا يلدغُكَ أو يأخذك مني إلى سجنِ الوجع..
أبي،
أتعلمُ، أنني، أشتاقُ لها، شوقَ الأرضِ للمطر، شوقَ المُغتربِ للوطن، شوقَ الوردِ لقطرات الطلّ التي تُحييه؟ لكنني جعلت ُالكتمان لي وتراً، وقريضاً كتبتُه بماء الشؤون ومدادِ الرمّان، أخفيه بأدراجِ القلب، وأجمع لذلكَ كلَّ أحزاني وأشواقي لها، بحقيبةٍ دفنتُها بمدارج الروح..فقط لتظلّ أنتَ دوماً، وطناً للبسمـة والصُّبْــح..
أبي،
لاأدري إن كانت رسالتي هاته ستصل إليك، أكتبها لكَ بيراعٍ صنعتْه لي مسافاتُ الوجع، وأوطانُ الصمت الكبرى، وقبائلُ اليمام التي ماتزال تأخذني، كلَّ جرح، إلى مضاربها، لنحتفلَ معاً بعيدِ شوقنا الأول لحبيبةِ قلبيْنا.. قدْ أبعثُ رسالتي بطوقِ يمامتي البيضاء، أوبأصدافِ البحر، أو بضفائرِ زهرةِ البنفسج التي تؤسس على مكتبي مملكةً للورد.. قد أبعثُها بقافلة القمر التي سيبتدئُ خطوها بعدَ منتصفِ الشوق، وقد تقطع كل مسافاتِ الوجع قبل أن تصل..أو ربما، أترك رسالتي هنا..لتكملَ إخفاءَ ملامحها، ثمّ أعود مرة أخرى إلى معادلةِ الصمت، وأبحثُ عن مفتاح آخر للكتمان، وأعيد ترتيبَ طقوسِ البسمة وفْقَ وقتِ طلوع الشمس، كي لاتغيب عنكَ و ....عنّي...

عذبة الروح أسماء:-

كعادتها كلماتك انهمار صدق ودفء إحساس أستعذب معها دمعات تموج مع روحك الصافية ،

وأجدني بت أشاركك المحبة والشوق لوالدتك العزيزة و لجمال شعور حين تأخذك بين أحضانها في

جنان رضاه ومحبته تعالى.

حفظك الله أيتها الرائعة وأسعد قلب والدك الحاني وشملكم بكل خير.

اللهم آمين.

نور سمحان
09-02-2007, 10:42 AM
الأديبة الرائعة أسماء:
حبيبتي تركت قلبي بين حروفك الحانية
وخرجت مرات ومرات من متصفحك دون تعليق لأنني احار في كلماتك التي تلجم حروفي
لكن بصدق انسانة تعد نقطة في بحرك بصدق عزيزتي
نصك رااااااااااااااائع
تقبلي مروري المتواضع
محبتي وتقديري واحترامي لك

أسماء حرمة الله
11-09-2007, 01:07 AM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحية قطفتُها من قلبي


أيتها الحبيبة
يبدو أنك تمارسين هذه الطقوس مع كل من تعرفين و تحبين ؛ بت أرى ذلك الحزن الذي تلبسينه عباءة المارج من قمم النار حتى لا تراه أعين الأهل و الخلان .. و لكنه يحرق قلبك كل حين !
كنت للحظة أظنك كما ظنك بنفسك : " كرم " الثانية ، فتتمسكين بأهدابي لحظة الرحيل ، لأراني تلك الطفلة التي تملأ الدنيا ضجيجاً متى ما مس الحريق فروع قلبها لتمسحي برفق دموعي بمنديل حرصك !
فأينا ؛ أنا و أنت و الأب و الزوج و الحبيب و الأخوة و الأخوات و كل الأمهات ؟!
متى يا أسماء ينتهي بنا الطريق إلى بعض .. بعض ما نرجوه ؟
متى يا حبيبة ؟



شقيقتـي الحبيبـة،

الطقوس، لعلّهـا غير كافيـة أبداً !
أما سؤالكِ : متـى ؟! أتعرفينَ أنّ سؤالَكِ هذا سرقَ من عينيّ دمعتيْـن ؟! متى ؟! صدقاً وحقاًّ ليسَ هنـا يا حوراء، بلْ عندَ الملك أرحم الراحميـن ,. الدار الدنيا كلها تعَب ونصَب، والخيرٌ كلّ الخير عند لقاء الحبيب سبحانـه !

لمْ أكنْ أعتقدُ يوماً، أبداً أبداً ! أنّي قد أصبح لقمةً سائغـةً للوجـع، يلهو بي كيفما يشاء ! لكنْ .. لعلّ ما ينفضُ عنْ قلبي المتعَب لسعاتِ الأوجاع، أنّي موقنةٌ بأنّ ربّي معي، وأنه تعالى ما ابتلاني إلاّ ليكفرّ ذنوبي التي ملأتْ عنان السّماء، بل وملأتْ ما بينَ السماء والأرض ! أعرفُ أنّ كلّ ما أصابني خيرٌ، الحمد للـه عدد خلقـه، ورضاء نفسـه، وزنة عرشه، ومداد كلماتـه بل وأكثـر ..!

صدقيني يا حوراء، لاوجعَ سيفكّ قيودَنـا إلاّ حين ترحل الرّوحُ إلى بارئها ! لنْ نجدَ أرحمَ علينا من الرحمن أرحم الراحميـن ! أدركُ تمامَ الإدراكِ أنه لن يُسلِمَنـا للوجع، كما أسلمنا لـه هذا الزمنُ المرّ ! ورغمَ ذنوبنا، سيكون بنا رحيماً، بلْ أراه سبحانـه يُعدّ لنا- برحمتـه التي وسعتْ كلّ شيء- ما يعوَّضنا به عن كل الخيباتِ والأحلام المغتالـة، عنْ كل نبضةٍ جرحَها بشَـر !


شقيقتي، كوني بخيرٍ، وثقي أنّي بخيرٍ مادمتِ والأحباب كذلك، لافرّقني ربّي عنكِ أبداً..
فداكِ وأبي نفسي !



محبّتي كما تعرفين :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

أسماء حرمة الله
11-09-2007, 01:13 AM
سلام ربّي عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحية مكتوبة بالعطـر



أسماء ونزف جديد من محابر الشموخ
وعزف يتجدد على انغام الحقيقة
\
لله در حرفك الباهر



خليل،

بارك ربّي بكَ وبمروركَ النديّ كصباحاتِ الأمـل .
أيرحل النزفُ عنّـا ؟! كلاّ وربّي إلاّ هناكَ .. عندَه سبحانـه، فالدنيا ستظلّ دارَ ابتلاء، وطوبى لمَن صبرَ واصطبَر حتّى يقطفَ رضوانَ الرحمن ! ..

دمتَ للأمل ولنا يا أخَ الخيـر كلّـه ..


حماكَ ربّي
تقديري الخالص لك، وافر دعواتي :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

أسماء حرمة الله
11-09-2007, 01:18 AM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحيـة مخضّبة بالورد




اسماء النقاء ..
للحزن هنا طعم آخر ..
للصمت هنا خشوع ..
والمرور هنا ، يكون بهدوء ، يحصد الألم على مدارج سطورك..
زنابق برية ، حملت ألوان الشجن ..
سأحمل اليمامات وصيتي ..
أن ترعاك في لياليك ، وفي نهاراتك .
كوني دوما بخير ..
لك كل الحب والود .



وفـاء الخير كلّـه ،

باركَ ربّي بكِ وبمروركِ البلسم، كما أنتِ دائماً أيتها الحبيبـة ..
لعلّي أرتاح من الحزن قريباً .. مَن يدري ؟! ربّنـا وسعتْ رحماتُه كل شيء ,. ليرحمني وإياكِ ربّي .


حماكِ الرحمن ورفع عنكِ وعن كل مكروب ..

محبّتي التي تعرفين :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

حسنية تدركيت
11-09-2007, 01:43 AM
أسماء الغالية رغما عني سالت من عيني دمعتين حارتين , تذكرت أياما كان الألم يحتفل فيها بصحب , وكان الشوق إلى أبي وأمي يمزق قلبي , فكنت أكتب إليها رسائل الحنين المتوالية , لم يسكن شوقي إلى التي غادرت المستشفى بنصف حياة ,وبارقة أمل كانت تخبو في كل زيارة جديدة للمستشفى ...
الشوق إلى الإبتسامة من يومها لم يفارقني ...
سامحيني نصك تغلغل الى مسام روحي فأيقظ الأشواق من سباتها الطويل
أحبك أسماء كثيرا

أسماء حرمة الله
12-09-2007, 12:24 AM
سلام ربّي عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحية تهطل دعاءً


عذبة الروح أسماء:-
كعادتها كلماتك انهمار صدق ودفء إحساس أستعذب معها دمعات تموج مع روحك الصافية ،
وأجدني بت أشاركك المحبة والشوق لوالدتك العزيزة و لجمال شعور حين تأخذك بين أحضانها في
جنان رضاه ومحبته تعالى.
حفظك الله أيتها الرائعة وأسعد قلب والدك الحاني وشملكم بكل خير.
اللهم آمين.



يسرى الحبيبـة، يا زهرةَ الجلنّار ..

آمين آمين آمين وإيّاكِ,. وحماكِ ربّي من كل دمعـة حزن، وكساكِ من رحماتهِ وفضلـه ما تزهرُ بـه حياتُكِ في الدنيا والآخرة يا ذاتَ القلب الطّيّب !

أنْ تشاركيني حبّي وشوقي لحبيبتي الراحلـة، لَهو - وربّي- ليس بغريبٍ عنكِ يا ذاتَ الرّوح البيضاء. أراني يا يسرى قد بلغتُ من شوقي لها مبلغاً لمْ أبلغـه في حياتي قـطّ !! وكأنّي أحسّ بالقلب ينسلخُ عنّي إليـها !


باركَ ربّي بكِ يا يسرى، وأقرّ عينكِ بأحبابك، ورحم موتاكِ وموتانا وموتى المسلمين كافّـة ..
محبّتي لكِ وأكثـر :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

أسماء حرمة الله
12-09-2007, 12:50 AM
سلام ربّي عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحية تعبَق بالدعاء



الأديبة الرائعة أسماء:
حبيبتي تركت قلبي بين حروفك الحانية
وخرجت مرات ومرات من متصفحك دون تعليق لأنني احار في كلماتك التي تلجم حروفي
لكن بصدق انسانة تعد نقطة في بحرك بصدق عزيزتي
نصك رااااااااااااااائع
تقبلي مروري المتواضع
محبتي وتقديري واحترامي لك



نور الغاليـة الطيبة كثيراً ..

أشكرُ لكِ مرورَكِ الأبيض، وروحَكِ الحانية التي طبعتْ على جبينِ حرفي وردة ..
شكراً لروحكِ نور ..


حماكِ ربّي وكساكِ حُلل السعادة في الداريْن
كل عام وأنت بألف خير

محبّتي الخالصة لكِ :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

د. محمد الشناوي
12-09-2007, 01:48 AM
وجدتني بين أزاهر من ألوان شتى
لكن لها ذات الرحيق الرائع

كل عام وأنت بخير

سحر الليالي
11-03-2008, 11:29 PM
لــــ لرفع .....

حفظك ربي ورعاك يا أسماء
دعواتي لك لا تنقطع

هشام عزاس
12-03-2008, 06:08 PM
الفاضلة المورقة / أسماء

و كيف لا تصل رسالتك أيتها الفاضلة و قد نسجت حروفها بأجنحة مضيئة فرفرفت بسماء جوانحنا و لامست سحابا متعطشا فينا ...
كيف لا تصل و قد مدت جسرا للأبجدية فتهادت عليه كل الحروف من الألف إلى الياء فاستحقت الوصول و قبله المكوث في درب كل من مر من هنا فغرف من عذوبة طعمها و استنشق شذى زهرها و تعالت ذائقته عن الألم المبطن فيها فلم يلامس منها غير الجمال ....
الفاضلة أسماء هنا قرأت حرفا جميلا و أكلت ثمرا طيبا ... فهنيئا لي و لكل الإخوة الذين مروا من قبلي
تقديري و اعجابي الشديد

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــــــام

د. نجلاء طمان
12-03-2008, 10:51 PM
أعلمُ، أنّكَ حللتَ معادلةَ الصمت التي نبتتْ بيني وبينك..وعثرتَ على مفتاح السرّ الذي أخفَته تقاسيمي عنكَ، فقدْ قرأتَ الوشمَ الذي نقَشَتْهُ أمي بالقلبِ قبل أن ترحل، قرأتَه مُهراقاً على جفنيّ، في غفلةٍ مني وأنا أجمعُ، لك،َ من شواطئِ الورد أغنيةً تتعلمُ لغتَه..
...........

أسما القلب :

أعلم أنك سيدة للحرف وملكة للبوح لا نزاع ولا جدال.


بارك الله لكِ بالوالد العزيز, وأطال في عمره

ورحمها الله الغالية أم الغالية وأسكنها الفردوس.

أسما الروح

أفتقدكِ, وانا على العهدِ فكوني.

دمت في القلب.

د. نجلاء طمان

سحر الليالي
13-11-2009, 02:18 PM
الحبيبة أسماء :
تذكرناك ، ولكم نذكرك يا حبيبة ...
ليتك تعليمن حجم الشوق الذي يسكن قلوبنا ..ليتك..!

كوني بخير ودعواتي لك دوما

أحمد الرشيدي
17-11-2009, 04:24 PM
إليكَ أبي..

أبي،
تراني كعادتكَ، جالسةً، أرقبُ النجمةَ الأولى وهي تطلّ من شرفتها، لتأخذني إلى حزنٍ مازالَ يحرِقُنا..إلى أمّي ، تراقبنا، كلما هجعَ الحزنُ واستيقظت الأشواق.. أعلم، أنها مازالت تعيش بنا مطراً أخضرَ، يكفينا كل زهرِ عمرنا الباقي..
أعلمُ بأنّك، من أجلي، تنسجُ الصمتَ الجميلَ، وتعتني بحديقةِ قلبي، تسقيها كلّ صباحٍ بغيثِ حبكَ، وتملأ لي كأساً، بل كأسيْنِ، بل كؤوسَ حنانٍ لاتتقنُ ترتيبها، وتُحضِرُ لي من أرضِ القمر، في كل رحلةٍ لكَ إليه، باقاتِ ضوءٍ تخضبُ بها زوايا قلبي، وترمّمُ بها بقاياه وبقايانا، وترتبُ بها أيضا بيتنا الذي اعتزلَ البوح مذْ رحلتْ حبيبتُه، فَأعلنَ العصيان علينا، ثمّ انزوى بِذكراها يكتب شعــرَه فيها..
أعلمُ، بأنكَ تنقلُ أعشاشَ الطير إلى جرحي، لتهدأَ غضبةُ الأحزان وتغفو، ولأفتحَ للشمسِ المُراقةِ على كبدي، كلّ الأرصفة والمدائن التي اغتيلتْ.. فقدْ تقتنعُ الشمسُ أخيرا بأنني أرسم لها شكلا آخر للإشراق..أعلمُ، أنكَ، كلما نمتُ بين الذكريات سرًّا أو جهراً، تتسلّلُ إلى قلعةِ أحلامي، بِرِفقٍ، لتحرسها من دمعةِ الخوف، من نومةِ الزهر، منْ مزنةٍ أودعَتني سرها ثمّ رحلتْ، لتُحضِرَ الليلَ في يدها..أعلمُ، أنّكَ حللتَ معادلةَ الصمت التي نبتتْ بيني وبينك..وعثرتَ على مفتاح السرّ الذي أخفَته تقاسيمي عنكَ، فقدْ قرأتَ الوشمَ الذي نقَشَتْهُ أمي بالقلبِ قبل أن ترحل، قرأتَه مُهراقاً على جفنيّ، في غفلةٍ مني وأنا أجمعُ، لك،َ من شواطئِ الورد أغنيةً تتعلمُ لغتَه..
ولكنْ..!!
أتعلمُ، يازهرةَ عمري الثانية! بأنني أخبّئُ شمعةَ حزني عنكَ، أُشعِلها حين تنام، وأطفِئها حين تقوم، وأرقبها حين تسافرُ إلى مدنِ الملح لتُذكي شُعلَتها، ثمّ تعودُ إلى ضلعي لتحفرَه، أو إلى جفني لتُرضعَه؟؟ أتعلمُ أنّي أخبئها، عنكَ، كي لاتقرأَ تفاصيلَ الألمِ على وجهي؟؟؟ وماكنتُ لأحتملَ حزناً واحدا يلدغُكَ أو يأخذك مني إلى سجنِ الوجع..
أبي،
أتعلمُ، أنني، أشتاقُ لها، شوقَ الأرضِ للمطر، شوقَ المُغتربِ للوطن، شوقَ الوردِ لقطرات الطلّ التي تُحييه؟ لكنني جعلت ُالكتمان لي وتراً، وقريضاً كتبتُه بماء الشؤون ومدادِ الرمّان، أخفيه بأدراجِ القلب، وأجمع لذلكَ كلَّ أحزاني وأشواقي لها، بحقيبةٍ دفنتُها بمدارج الروح..فقط لتظلّ أنتَ دوماً، وطناً للبسمـة والصُّبْــح..
أبي،
لاأدري إن كانت رسالتي هاته ستصل إليك، أكتبها لكَ بيراعٍ صنعتْه لي مسافاتُ الوجع، وأوطانُ الصمت الكبرى، وقبائلُ اليمام التي ماتزال تأخذني، كلَّ جرح، إلى مضاربها، لنحتفلَ معاً بعيدِ شوقنا الأول لحبيبةِ قلبيْنا.. قدْ أبعثُ رسالتي بطوقِ يمامتي البيضاء، أوبأصدافِ البحر، أو بضفائرِ زهرةِ البنفسج التي تؤسس على مكتبي مملكةً للورد.. قد أبعثُها بقافلة القمر التي سيبتدئُ خطوها بعدَ منتصفِ الشوق، وقد تقطع كل مسافاتِ الوجع قبل أن تصل..أو ربما، أترك رسالتي هنا..لتكملَ إخفاءَ ملامحها، ثمّ أعود مرة أخرى إلى معادلةِ الصمت، وأبحثُ عن مفتاح آخر للكتمان، وأعيد ترتيبَ طقوسِ البسمة وفْقَ وقتِ طلوع الشمس، كي لاتغيب عنكَ و ....عنّي...

" ... ثم تعود إلى ضلعي لتحفره ، وإلى جفني لترضعه ! ... "

كانت هذه - يا أختاه - قاصمة جدا ، ألا ما أفصح الألم ، قاتله الله وأبعده !

نص تحفظه الذاكرة لتتعلم منه الكثير من رقة الشعور مددا ، ومن سحر البيان عقدا ، و لكم هو جدير بالتثبيت هنا طويلا طويلا !

الأستاذة الأديبة أسماء

أوشكت أن أقول ، وأقول ، وأقول ... ، ولكن لتعذري انعقاد اللسان والبنان :

ليت لكل الأدباء مثل قلمك ، وليت لكل إنسان مثل قلبك .

غمر الله قلبك باليقين والرضا ، وسقى محبرتك من دموع الفرح ، وجمعك بمن تحبين في نعيم الدنيا والآخرة .

والسلام .

ثائر الحيالي
02-03-2010, 03:11 PM
إليكَ أبي..

أبي،
تراني كعادتكَ، جالسةً، أرقبُ النجمةَ الأولى وهي تطلّ من شرفتها، لتأخذني إلى حزنٍ مازالَ يحرِقُنا..إلى أمّي ، تراقبنا، كلما هجعَ الحزنُ واستيقظت الأشواق.. أعلم، أنها مازالت تعيش بنا مطراً أخضرَ، يكفينا كل زهرِ عمرنا الباقي..
أعلمُ بأنّك، من أجلي، تنسجُ الصمتَ الجميلَ، وتعتني بحديقةِ قلبي، تسقيها كلّ صباحٍ بغيثِ حبكَ، وتملأ لي كأساً، بل كأسيْنِ، بل كؤوسَ حنانٍ لاتتقنُ ترتيبها، وتُحضِرُ لي من أرضِ القمر، في كل رحلةٍ لكَ إليه، باقاتِ ضوءٍ تخضبُ بها زوايا قلبي، وترمّمُ بها بقاياه وبقايانا، وترتبُ بها أيضا بيتنا الذي اعتزلَ البوح مذْ رحلتْ حبيبتُه، فَأعلنَ العصيان علينا، ثمّ انزوى بِذكراها يكتب شعــرَه فيها..
أعلمُ، بأنكَ تنقلُ أعشاشَ الطير إلى جرحي، لتهدأَ غضبةُ الأحزان وتغفو، ولأفتحَ للشمسِ المُراقةِ على كبدي، كلّ الأرصفة والمدائن التي اغتيلتْ.. فقدْ تقتنعُ الشمسُ أخيرا بأنني أرسم لها شكلا آخر للإشراق..أعلمُ، أنكَ، كلما نمتُ بين الذكريات سرًّا أو جهراً، تتسلّلُ إلى قلعةِ أحلامي، بِرِفقٍ، لتحرسها من دمعةِ الخوف، من نومةِ الزهر، منْ مزنةٍ أودعَتني سرها ثمّ رحلتْ، لتُحضِرَ الليلَ في يدها..أعلمُ، أنّكَ حللتَ معادلةَ الصمت التي نبتتْ بيني وبينك..وعثرتَ على مفتاح السرّ الذي أخفَته تقاسيمي عنكَ، فقدْ قرأتَ الوشمَ الذي نقَشَتْهُ أمي بالقلبِ قبل أن ترحل، قرأتَه مُهراقاً على جفنيّ، في غفلةٍ مني وأنا أجمعُ، لك،َ من شواطئِ الورد أغنيةً تتعلمُ لغتَه..
ولكنْ..!!
أتعلمُ، يازهرةَ عمري الثانية! بأنني أخبّئُ شمعةَ حزني عنكَ، أُشعِلها حين تنام، وأطفِئها حين تقوم، وأرقبها حين تسافرُ إلى مدنِ الملح لتُذكي شُعلَتها، ثمّ تعودُ إلى ضلعي لتحفرَه، أو إلى جفني لتُرضعَه؟؟ أتعلمُ أنّي أخبئها، عنكَ، كي لاتقرأَ تفاصيلَ الألمِ على وجهي؟؟؟ وماكنتُ لأحتملَ حزناً واحدا يلدغُكَ أو يأخذك مني إلى سجنِ الوجع..
أبي،
أتعلمُ، أنني، أشتاقُ لها، شوقَ الأرضِ للمطر، شوقَ المُغتربِ للوطن، شوقَ الوردِ لقطرات الطلّ التي تُحييه؟ لكنني جعلت ُالكتمان لي وتراً، وقريضاً كتبتُه بماء الشؤون ومدادِ الرمّان، أخفيه بأدراجِ القلب، وأجمع لذلكَ كلَّ أحزاني وأشواقي لها، بحقيبةٍ دفنتُها بمدارج الروح..فقط لتظلّ أنتَ دوماً، وطناً للبسمـة والصُّبْــح..
أبي،
لاأدري إن كانت رسالتي هاته ستصل إليك، أكتبها لكَ بيراعٍ صنعتْه لي مسافاتُ الوجع، وأوطانُ الصمت الكبرى، وقبائلُ اليمام التي ماتزال تأخذني، كلَّ جرح، إلى مضاربها، لنحتفلَ معاً بعيدِ شوقنا الأول لحبيبةِ قلبيْنا.. قدْ أبعثُ رسالتي بطوقِ يمامتي البيضاء، أوبأصدافِ البحر، أو بضفائرِ زهرةِ البنفسج التي تؤسس على مكتبي مملكةً للورد.. قد أبعثُها بقافلة القمر التي سيبتدئُ خطوها بعدَ منتصفِ الشوق، وقد تقطع كل مسافاتِ الوجع قبل أن تصل..أو ربما، أترك رسالتي هنا..لتكملَ إخفاءَ ملامحها، ثمّ أعود مرة أخرى إلى معادلةِ الصمت، وأبحثُ عن مفتاح آخر للكتمان، وأعيد ترتيبَ طقوسِ البسمة وفْقَ وقتِ طلوع الشمس، كي لاتغيب عنكَ و ....عنّي...


الأستاذة أسماء حرمة الله

مناهل الجمال الثرة ..قد لانعثر أو نستدل إليها دائما ً..

هذا النص..منهل رائع ..للجمال والسحر الكامن في الأعماق..

سلمت..وسلم مدادك ِ..

احترامي

ثامر المحمدى
02-03-2010, 03:55 PM
مشاعر متدفقة وجدتها هنا
تحياتى