المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رماد الحب



المصطفى البوخاري
01-05-2025, 02:38 AM
رماد الحب
عَطفًا بي، سيّدتي،
ضاعَ العُمرُ... وما بَقى،
أمضيتُهُ في رجاءٍ خادعٍ،
وفي وَهْمِ حُبٍّ ما صَدَق.
أنفقتُ روحي على سرابكِ،
فما أراني سوى أُفُقِ ضياع،
مُظلِمٍ... لا شَفَقٌ هو، ولا غَسَق.
حسِبتُكِ روحي وجنّتي،
فكنتِ لهيبًا لقلبٍ بكِ احترق.
سقيتُكِ حُبًّا طاهِرًا،
فأبيتِ إلّا أن تسقيني دموعًا،
فجرفتْ سيولُكِ عشقًا قد تمزّق.
سبحتُ في بحركِ طامعًا
بحُبِّ حوريّةٍ... تُنقذُ قلبي من الغرق.
ناديتُكِ شوقًا نبيلاً،
فرددتِ صدى جُرحٍ قاتل،
كَسهمٍ مَسمومٍ... ما أخفق.
أهديتُكِ قلبًا عفيفًا،
كقمرٍ تهادى نورُه في سماك،
انكَسَف، وانتظر القلبُ ضياك،
فلا نَبضَ جاء، ولا بَرقٌ صَعَق.
في أحضانكِ كانت سريرتي،
عناقًا محمومًا... وقُضبانَ هوى،
سِجنًا لحبٍّ طغى،
يأبى حرّيةَ عبدٍ ما انعتق.
وفي عينيكِ كانت مجرّتي،
نجومًا متلألئةً، وأقمارًا برونقها،
حتى تجبّرتْ مغانطُها،
ولبستْ غبارَ كونِها،
فلا نجومٌ... ولا قمرٌ... قد انمحق.
انشطرتْ مجرّتي،
تبعثرتْ نجومي،
وأحرقتُ بقايا آمالي،
فصرتُ رمادًا،
ورمادي...
نكهةُ حبٍّ فاح
دخانه عبق،
وأثرُ وجعٍ صاح
أنينه ما رَفَق.

ناديه محمد الجابي
01-05-2025, 05:38 PM
نثرت شجي مشاعرك على أوراق الإبداع مغلفة بسندس العتاب
ومحلقة في سماء جميل الكلم
لوحة تجسدت بفنية لغوية وتصويرية وبلاغية عالية.
مساحة غلفها الجمال برغم محتواها من الألم.
دام إبداعك.
:001::001:

المصطفى البوخاري
03-05-2025, 04:02 AM
أديبتنا الفاضلة نادية محمد الجابي
أشكرك من أعماق قلبي على مرورك الجميل وتشجيعك الذي يبعث في النفس السكينة والطمأنينة. كلماتك تحمل في طياتها دعمًا حقيقيًا، جعلت النص أكثر إشراقًا وقوة.
إمتناني لك على هذا الدعم الدائم.
و لك مني أزكى سلام، وأطيب تحية.

أسيل أحمد
07-05-2025, 10:56 AM
تنتحب الحروف وتبكي الصور في نص بتشح بالصدق ويلامس الوجدان
لبوحك نكهة اللوعة وغصة الألم ولحرفك جماله رغم الوجع
نص جميل بلغته ومضمونه وأسلوبه.
دام جمال حرفك.

المصطفى البوخاري
08-05-2025, 03:05 AM
أستاذتي الفاضلة،

شكرًا لمرورك الكريم وقراءتك القيمة لنصي. إن مرورك هذا اعتز به كثيرًا ويزيدني فخرًا لكوني عضوًا في هذه الواحة التي تزخر بأدبائها وشعرائها الأجلاء. هؤلاء الشعراء والأدباء هم منارة لنا ومنهجًا للفكر والأدب.

سيدتي الفاضلة،

قرأت ردك فارتجف الحرف خجلًا، وانتشت الحروف بمديحٍ يلامس القلب ويمنح النص حياةً جديدة. كل الشكر والتقدير لروحك النبيلة وذائقتك الرفيعة. دامت بصيرتك الجمالية، ودام لطفك اللامحدود.

تحية لك خالصة، ولجميع من في الواحة، معطرة برحيق الفكر والروح.