تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اعتراف العيون



المصطفى البوخاري
03-05-2025, 08:45 PM
جلستْ باكيةً لتعترفْ
عن فؤادٍ غلّفتهُ لُججُ الأحزانِ
منديلُ يدِها غرقَ بدموعٍ
وضميرٌ يئنُّ على حظّهِ وما اقترفْ
ذات مساء... عاد إليها طيفُ الأيام
تذكّرتْ دفءَ الهوى والحنانِ
وحبًّا نقيًّا، استقامَ وما انعطفْ
أهداها روحًا، ونورَ شموعٍ
فجازتهُ جفاءً، بقلبٍ ما عطفْ
لكن، في صمتها، حرقة تعصف بكل الأحلام
ترى خيال حبٍّ مضى كثوانٍ
في المرايا... فينعكسُ طيفُ الأسفْ
ضاعتْ ذكرياتُ أملٍ وأمانٍ
غطّاها الغمامُ، والقمرُ انكسفْ
تظاهرت بالنسيان رغم الآلام
تنهدتْ... والخذلانُ يسكنُ صوتَها
كالصدى، أصدقُ من نبرة صوتٍ إذا ارتجفْ
رموشُ عينيها تحترقُ بلا دخانٍ
وقلبٌ ينزفُ دمه كبئرٍ تُغترفْ
ثم أدركت... أنها تلاحق الأوهام
قالت: خذوا الذكرى، لا تسألوا القاضي
سيفُ الندمِ لا يَعِفُّ إذا اعتسفْ
لم تقل شيئًا... فالزمان يقاضي
كأنّ العيونَ وحدها من اعترفْ

ناديه محمد الجابي
04-05-2025, 11:55 AM
استيقظ الضمير الغاقل فبكت بدموع الندم
على حب نقيا أضاعته بجفاء وقلب ما عطف
ومع ذلك تظاهرت بالنسيان رغم الآلام، ورغم قلبها الذي ينزف
لكنها لم تقل شيئا .. فقط عيونها وحدها التي اعترفت
بوح شجي رقيق لم يخلو من عمق فلسفي
بلغة بديعة وتعابير أنيقة وتصويرمدهش.
بوركت ـ وبورك مداد قلمك.
:v1::001::wow:

المصطفى البوخاري
04-05-2025, 10:30 PM
أديبتنا الفاضلة،

أشكركِ من أعماق قلبي على مروركِ الكريم الذي أضاء نصي بعبق الرياحين.

كلماتكِ تمنحني دفعة قوية للاستمرار وتحثني على تطوير ما أكتب.

ممتن لدعمكِ وتشجيعكِ المستمر، ولقراءتكِ الدقيقة التي أضافت أبعادًا جديدة لعمق النص. بفضل ردودكِ، أشعر أنني أسير على الطريق الصحيح.

جزاكِ الله كل خير على هذا المجهود الرائع، ودمتِ الواحة خير منارة للإبداع.

آمال المصري
10-09-2025, 05:51 AM
نص ينسج بين عمق العاطفة وسحر اللغة، بين الصمت والاعتراف، بين الحزن والحنين. كل بيت فيه يحمل نبض قلبٍ يتأرجح بين الألم والذكرى، وكل صورة شعورية تصنع لوحة بديعة من الدموع، الضمير، والأسى، وكأنك رسمت اللحظة الإنسانية بكامل أبعادها الروحية والنفسية.
لغة النص رشيقة لكنها نافذة كالسيف على وجدان القارئ، والرمزية فيه تجعل القلوب تتوقف عند كل كلمة، كل همسة، وكل خفقة، فتشعر أن النص ليس مجرد سرد، بل تجربة حسية وروحية متكاملة. لقد أبدعت في نقل الحب الضائع، الخذلان، والندم إلى صيغٍ أدبية تعكس رقة المشاعر وقوة التصوير، فتظل ذكريات النص عالقة بالوجدان، تهمس بالحزن والجمال معًا.
لقد منحتنا اديبنا الفاضل نصًّا يليق بعظمة الروح الإنسانية، نصًّا يستحق كل الثناء والإعجاب، نصًّا يخلّد إحساسك الرفيع وبلاغتك الفائقة.
تحياتي