المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فِي حَضْرَةِ الغِيَابِ



آمال المصري
31-05-2025, 08:32 PM
لَمْ تَكُنِ الخَسَارَةُ وَجَعِي،
وَلَا الوِحْدَةُ خَيْمَتِي،
وَلَا الفَقْدُ سَيْفًا عَلَى خَاصِرَتِي.
الوَجَعُ كَانَ أَعْمَقَ مِنْ تَفَاصِيلِ الرَّاحِلِينَ،
كَانَ فِي تَهَشُّمِ المَعْنَى،
فِي تَصَدُّعِ المُطْلَقِ الَّذِي ظَنَنْتُهُ حَارِسَ وُجُودِي.

مَا سَقَطَ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَلْمُوسًا…
بَلْ رُكْنٌ فِي القَلْبِ
كُنْتُ أَظُنُّهُ مُقَدَّسًا:
ثَبَاتٌ،
حَقٌّ،
عَدْلٌ،
نُورٌ لَا يَخْفُتُ، وَسَنَدٌ لَا يَخُونُ.

لَكِنَّ الخَرَابَ، يَا صَدِيقِي،
لَا يَجِيءُ صَارِخًا،
لَا يَهْجُمُ كَجُيُوشِ الظَّلَامِ،
بَلْ يَتَسَلَّلُ…
كَوَجَعٍ بَارِدٍ فِي العَظْمِ،
يَسْتَقِرُّ،
ثُمَّ يَصِيرُكَ.

مَا عُدْتُ أَبْحَثُ عَنْ إِجَابَةٍ،
وَلَا أُطَارِدُ ضَوْءًا فِي آخِرِ النَّفَقِ.
كُلُّ مَا أَمْلِكُهُ الآنَ،
صَمْتٌ يُشْبِهُ الحِكْمَةَ،
وَغَضَبٌ لَا يَصْرُخُ…
لَكِنَّهُ يَعْرِفُ جَيِّدًا مَا خَسِرَهُ.

كُلُّ يَقِينٍ تَهَشَّمَ،
كُلُّ فِكْرَةٍ أَصَابَهَا الصَّدَأُ،
كُلُّ شُعُورٍ صَارَ خَفِيفًا كَرَمَادِ العَاطِفَةِ،
وَكُلُّ حُلْمٍ صَارَ قَابِلًا لِلذَّوَبَانِ مَعَ أَوَّلِ غِيَابٍ.

كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ المَعْرِفَةَ تُدَاوِي،
أَنَّ الخَيْرَ لَا يُمْحَى،
أَنَّ فِي القَلْبِ ضَوْءًا لَا يُطْفَأُ.
لَكِنَّ الرِّهَانَ خُذِلَ،
وَالعَهْدَ تَسَرَّبَ مِنْ بَيْنِ الأَصَابِعِ.

فَهِمْتُ مُؤَخَّرًا،
أَنَّنَا نَشْتَاقُ لِمَا لَا يُوجَدُ .. نُؤْمِنُ بِمَا نَتَمَنَّى، لَا بِمَا هُوَ.

وَرَغْمَ هَذَا…
لَمْ أَهْرُبْ.. لَمْ أُطْلِقْ صَرْخَةَ النَّجَاةِ،
لَمْ أُخْفِ وَجْهِي خَلْفَ قِنَاعٍ رَخِيصٍ.
بَلْ وَقَفْتُ… وَجْهًا لِوَجْهٍ أَمَامَ الغِيَابِ،
كَمَا هُوَ.

لَا بُطُولَةَ فِي هَذَا،
وَلَا شَجَاعَةَ خَارِقَةً.
هُوَ فَقَطْ صِدْقٌ…
الصِّدْقُ الأَخِيرُ لِلْإِنْسَانِ حِينَ يُبْصِرُ الحَقِيقَةَ .. وَلَا يَمُوتُ.
بَلْ يَتَنَفَّسُ…
وَهَذَا وَحْدَهُ،
أَحْيَانًا،
يَكْفِي!.

رياض شلال المحمدي
01-06-2025, 09:38 AM
وما بين الصدق واليقين مساحة للفكر للأمل والتأمل ، فما شاء الله كان وما لم
لم يشأ لم يكن ـ ولعل في مجرى المقادير يكون الصبر صنو الصدق يقينًا ليس تحبطه
جراحات الحياة ـ تحاياي القلبية .

ناديه محمد الجابي
01-06-2025, 07:40 PM
يالها من كلمات مفعمة بالوجع النبيل والصدق العاري
تشي بأنين داخلي متزن دون أن يصرخ ويكتب نجاته من بين ركام الخيبات
لم اقرأ وجعا .. بل سيرة نجاة
لم تكن الكلمات مجرد حروف دامية بل كانت جدارا كتب عليه القلب
اعترافه الأخير بعد ان نجا من احتراق ظنه الأول
ما أقسي أن ينكسر الإنسان في المعنى
أن ينهار في داخله ما حسبه مطلقا
أن يكتشف إن ما تمناه يقينا لم يكن يوما إلا رجاء مبللا بالأمل
ومع ذلك
ما أبهى هذا الصمت حين لا يكون هروبا ، بل حكمة تنمو على حواف الألم
وما أعمق هذا الغضب الصامت حين لا يثور .. بل يعرف
يعرف كم خسر .. يعرف من خانه ويعرف إنه لم يمت
وقفت في مواجهة الغياب غير مدججة بزيف ، ولا متدثرة بوهم
بل وقفت وجها لوجه أمام الغياب
بالصدق فقط حين يبصر الإنسان الحقيقة
يتألم .. ولكنه لا يموت
هذا هو النور الذي لا ينطفأ.

كيف أستطيع مجاراة إبدعاتك آمال
نسيت نفسي بين سمو المعاني ورقي الأسلوب
وثراء اللغة المبهرة حد الإدهاش
نص ماتع بديع جميل صياغة وفكرة وهدفا
تحياتي وبالغ تقدبري.
:014::014:

آمال المصري
05-06-2025, 03:03 AM
وما بين الصدق واليقين مساحة للفكر للأمل والتأمل ، فما شاء الله كان وما لم
لم يشأ لم يكن ـ ولعل في مجرى المقادير يكون الصبر صنو الصدق يقينًا ليس تحبطه
جراحات الحياة ـ تحاياي القلبية .

"ردك نسمة صيف هادئة في عزّ صخب الحياة… فيه وقار الصادقين ونور المتأملين، كأنما الكلمات خرزات تسبيح، تُهدينا في الظلمة بعض يقين. دمتِ قلمًا يُضيء لا يُطفأ، وصوتًا من القلب لا يخذل."
تحياتي لك

آمال المصري
05-06-2025, 03:12 AM
يالها من كلمات مفعمة بالوجع النبيل والصدق العاري
تشي بأنين داخلي متزن دون أن يصرخ ويكتب نجاته من بين ركام الخيبات
لم اقرأ وجعا .. بل سيرة نجاة
لم تكن الكلمات مجرد حروف دامية بل كانت جدارا كتب عليه القلب
اعترافه الأخير بعد ان نجا من احتراق ظنه الأول
ما أقسي أن ينكسر الإنسان في المعنى
أن ينهار في داخله ما حسبه مطلقا
أن يكتشف إن ما تمناه يقينا لم يكن يوما إلا رجاء مبللا بالأمل
ومع ذلك
ما أبهى هذا الصمت حين لا يكون هروبا ، بل حكمة تنمو على حواف الألم
وما أعمق هذا الغضب الصامت حين لا يثور .. بل يعرف
يعرف كم خسر .. يعرف من خانه ويعرف إنه لم يمت
وقفت في مواجهة الغياب غير مدججة بزيف ، ولا متدثرة بوهم
بل وقفت وجها لوجه أمام الغياب
بالصدق فقط حين يبصر الإنسان الحقيقة
يتألم .. ولكنه لا يموت
هذا هو النور الذي لا ينطفأ.

كيف أستطيع مجاراة إبدعاتك آمال
نسيت نفسي بين سمو المعاني ورقي الأسلوب
وثراء اللغة المبهرة حد الإدهاش
نص ماتع بديع جميل صياغة وفكرة وهدفا
تحياتي وبالغ تقدبري.
:014::014:






ردّك يا بهيّة الحرف كان كأنّه عناق بين الجرح والعقل… بين الانكسار والوعي النبيل…
ردٌّ كُتب لا ليُقال، بل ليُعاش، ليُقرأ مرتين: مرّة بالعقل، ومرّة بالقلب المُنهك الذي وجد فيه مرهمًا.
تحياتي لكلماتك النادرة،
ولروحك التي تضيء ما تقرأ .