تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وَجَعٌ بِلَا عُنْوَان



آمال المصري
26-06-2025, 03:31 AM
ثَمَّةَ وَجَعٌ يَتَسَلَّلُ كَغَيْمٍ رَمَادِيٍّ فِي نَهَارٍ سَاكِن،
لَا يُعْلِنُ قُدُومَهُ، وَلَا يَسْتَأْذِنُ فِي مُكُوثِهِ...يَهْبِطُ عَلَى الْقَلْبِ كَنَدَىٰ ثَقِيلٍ،
لَا يُرَى، وَلَا يُمْسَكُ، وَلَكِنَّهُ يَنْهَشُ فِي الدَّاخِلِ رويدا... رُوَيْدًا.
يَسْكُنُنِي صَمْتٌ غَائِرٌ، كَأَنَّنِي أَتَنَفَّسُ مِنْ قَاعِ الْبَحْرِ،
تَتَحَرَّكُ مَلَامِحِي كَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ، وَتَضْحَكُ عَيْنَايَ حِينَ يُطْلَبُ مِنْهَا ذٰلِكَ،
وَلٰكِنْ فِي عُمْقِ الدَّاخِلِ... كُلُّ شَيْءٍ سَاكِنٌ حَدَّ الْجُمُودِ.
أَجُرُّ قَلْبِي كَمَا تُجَرُّ الْحَقِيبَةُ الْمَنْسِيَّةُ فِي نِهَايَةِ السَّفَرِ،
مُمْتَلِئٌ بِمَا لَا يُقَالُ، ثَقِيلٌ بِمَا لَا يُفْهَمُ،
وَلَا أَحَدَ يَسْأَلُ عنْ سبَب اوْجَاعِي
وَإِنْ سَأَلُوا، فَهَلْ أَمْلِكُ لِلْكَلِمَاتِ مَفَاتِيحَ هٰذَا الْخَرَابِ؟
إِنَّهُ وَجَعٌ بِلَا مَلَامِحَ، يَتَلَوَّنُ كُلَّ مَرَّةٍ، يَجِيءُ حِينَ أَظُنُّ أَنِّي بِخَيْرٍ، وَيَأْخُذُ هَيْئَةَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي أُحِبُّهَا،
ثُمَّ يَخْتَفِي كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ… وَيَتْرُكُ قَلْبِي مُسْتَنْزَفًا مِنْ أَثَرِ الْغِيَابِ.
أَشْتَاقُنِي…
أَشْتَاقُ تِلْكَ الَّتِي كَانَتْ تُجِيدُ الضَّحِكَ دُونَ حَذَرٍ،
تُلْقِي أَحْلَامَهَا كَالْفَرَاشَاتِ فِي فَضَاءِ الْحَيَاةِ، قَبْلَ أَنْ يُخْذِلَهَا الضَّوْءُ، وَتَحْتَرِقَ جَنَاحَاتُهَا بِطَيْشِ الْوُثُوقِ.
لَا أُرِيدُ الْكَثِيرَ...
مُجَرَّدَ حِضْنٍ لَا يُشْبِهُ أَحَدًا، هَادِئٍ كَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْعَاصِفَةِ، يَمُدُّ ذِرَاعَيْهِ لَا لِيَسْأَلَ، بَلْ لِيَحْتَوِي،
يَرْبُتُ عَلَىٰ ظَهْرِي كَمَا لَوْ أَنَّهُ يَحْفَظُ تَضَارِيسَ اِنْكِسَارِي، وَيَمْنَحُنِي إِذْنًا بِالْبُكَاءِ دُونَ أَنْ يُمْهِلَنِي تَبْرِيرًا وَاحِدًا.
أُرِيدُهُ لَا يَتَكَلَّمُ، وَلٰكِنَّ صَمْتَهُ يَرُدُّ عَلَىٰ كُلِّ أَسْئِلَتِي الْخَائِفَةِ،
يُهَمْسُ فِي قَلْبِي هَمْسًا خَافِتًا لَا يَسْمَعُهُ سِوَايَ:
"اِبْكِي مَا شِئْتِ... فَأَنَا هُنَا... وَلَنْ أَتْرُكِكِ وَحْدَكِ".

ناديه محمد الجابي
26-06-2025, 02:08 PM
يبدو أننا كلنا نحتاج لمثل هذا الحضن الذي يمد ذراعيه ليحتوي
يربت على الظهر دون ان يتكلم ولكن في صمته واحتوائه السلام
تقول لمساته .. ان هنا لن أتركك وحدك
سلم الله قلبك يالغالية من الوجع.. ذلك الوجع الذي بلا ملامح
ولكنه يترك القلب مستنزف
أشعر بك .. حين يتخفى الحزن في هيئة الأشياء التي نحبها
فيستبيح القلب بلا داع
استمري في الكتابة فالوجع حين يكتب لا يزول ولكنه يتقاسمنا
فيصير أخف قليلا
وانا هنا أقرأئك وأصغي لوجعك كما لو إنه ولد في قلبي أيضا.

يالهذا الحرف الباذخ ياسيدة البوح
حرف ينثال على البياض فيزركشه بخمائل الدرر والمعان.
سلمت وسلم مداد قلمك.
:v1::011::009:

آمال المصري
30-06-2025, 04:16 PM
يبدو أننا كلنا نحتاج لمثل هذا الحضن الذي يمد ذراعيه ليحتوي
يربت على الظهر دون ان يتكلم ولكن في صمته واحتوائه السلام
تقول لمساته .. ان هنا لن أتركك وحدك
سلم الله قلبك يالغالية من الوجع.. ذلك الوجع الذي بلا ملامح
ولكنه يترك القلب مستنزف
أشعر بك .. حين يتخفى الحزن في هيئة الأشياء التي نحبها
فيستبيح القلب بلا داع
استمري في الكتابة فالوجع حين يكتب لا يزول ولكنه يتقاسمنا
فيصير أخف قليلا
وانا هنا أقرأئك وأصغي لوجعك كما لو إنه ولد في قلبي أيضا.
يالهذا الحرف الباذخ ياسيدة البوح
حرف ينثال على البياض فيزركشه بخمائل الدرر والمعان.
سلمت وسلم مداد قلمك.
:v1::011::009:
ردّكِ ياغالية ليس تعليقًا بل احتواءٌ ناعم، وحضنٌ صامت يقول ما تعجز الحروف عنه.
لقد شعرتِ بي كما لو كان الوجع قد مرّ بكِ أولًا، ثم استراح عندي.
صدقتِ .. الحزن حين يختبئ في هيئة الأشياء التي نحب، يسرق القلب بلا إذن.
سلامٌ لقلبكِ إذ مسح عنّي غبار التعب بكلماتك.
وسلامٌ لروحكِ إذ تشاركتِ مع حرفي وجعه، فصار أخفّ.
دمتِ لبوحي خميرة صدق،
ولنصّي مرفأ طمأنينة.
تحياتي