تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دون كيشوت عربياً – قصة قصيرة بقلم : مهتدي مصطفى غالب



مهتدي مصطفى غالب
28-06-2025, 08:30 AM
دون كيشوت عربياً
قصة قصيرة بقلم :مهتدي مصطفى غالب

فيما كان الليل يتوكأ على عكاز الغروب قادماً من كلِّ الآفاق ،
تعالت أصواتُ طبولٍ تدقُّ
…دُمْ….دُمْ….دُمْ…
لقد بدأت المعركة….
حملت نفسي….
أمسكت قبضة حذائي سيفاً….
حملتُ سروالي فوق رأسي راية…
ركبت قدميَّ العاريتين خيلاً
((ها قد أصبحت جاهزاً للمعركة … لكن …أين هي المعركة ؟؟!!))
بدأت البحث في كلِّ الاتجاهات و الأزقة …
وصلت الأفق الغربي …
بضعة أطفال يتناقلون العالم بأقدامهم كالكرة …
سخروا مني كثيراً ..
عَرَضْتُ لهم مشهداً مأساوياً …
فجأة تذكرت أني أبحث عن المعركة، حين سمعت طبولها تدق من جديد… دُمْ…دُمْ…دُمْ…
عدت أبحث في كلِّ الأنحاء..
وصلت الأفق الشرقي :
هناك …
رأيت الناس يغطون بهدوء في شوارع الكسل و الفقر…
و القاذورات تغطي وجوههم حتى العظم …
قالت أفواههم : خُذْ …ارتدِ ثيابنا،نحن معك في رحلة البحث عن المعركة … و الأفضل أن تبحث أنت…و حين تجدها…اتصل بنا … نحارب معك…
عاودت البحث مرة أخرى …
فجأة تحول كلُّ شيءٍ إلى صحراء قاحلة، كثبان متناثرة هنا و هناك … و في البعيد لاح لي سرابُ واحةٍ خضراء ، اقتربت منها ، أعجبتني …تركت خيلي و شربت من مياهها حتى الثمالة …
تعالت دقات الطبول ..
اقتربت مني صبيةٌ سمراء عيناها رائعتا السواد …
شفتاها دعوة للقبل..،..
اقتربتُ منها، تصاعدت طرقات الطبول …
اقترب صليل السيوف،
لم أرَ إلا ثلة من الحرس المدججين بالسلاح، يحيطون بهذه الصبية و رماحهم اتجهت إلى ثدييها…
– اقتربي أيتها الحسناء
– اغرب عن وجهي …أيُّها القذر
تعالت الضحكات الشبيهة بعواء الذئاب،
لوحت بسيفي .. سقط على رأسي ..
دارت بي الأرض،تغيرت الألوان …
تحولت الصبية إلى طفل صغير …
يحبو في شوارع مدينتنا …
يحبُّ أن يحمل مقلاعه ..
ليقذف بالحصى المصابيح ..
و يزيد عتمة الدرب..
دُمْ…..دُمْ…..دُمْ…
صحوت من غفوتي على صوت الطبول تقرع …
و السيوف التي تصلُّ ،
حملت سيفي …
ركبت حصاني القصب …رفعت سروالي راية …
رأيت الصبية فاتحة فخذيها …
و بينهما تتوضع آلاف الطعنات الوحشية ،
ثدياها …مقضومان بأسنان الاغتصاب …
و في البعيد لاح لي غبارٌ متصاعدٌ من خيولٍ أتمت مهمتها …
جلست قرب الضحية ..
الطبول لا زالت تُقرع …
و صوتها يتعالى …
تناولت خنجراً سقط سهواً من أحد القتلة ،
أغمدته في صدري ..
حينها …
بدأ صوت الطبول يتلاشى …
و صليل السيوف يبتعد …
حينها عرفت أن المعركة في داخلي

ناديه محمد الجابي
29-06-2025, 12:32 PM
يالها من صورة ساخرة لدون كيشوت العرب حذاؤ سيفا
وسرواله راية ، وقدميه العاريتبن خيلا
إنها اكثر أنواع السخرية التي يمكن التعبير عنها بمرارة
يتجه إلى الأفق الشرقي يبحث عن المعركة فيجد الفقر والقذارة والكسل
حتى إنهم قالوا له ـ إبحث عن العركة فإن وجدتها سنحارب معك
أما الفتاة فهي رمز للوطن الذي ينتهك ويغتصب وتهتك حرمته
وعندما يسقط خنجر في صدره يتلاشى صوت الطبول وصليل السيوف
ليعرف إن المعركة لم تكن إلا في داخله.
دون كيشوت العرب هو تعبير مجازي يطلق على الشخص الذي يعيش
في عالم الأحلام والأوهام ويحاول تحقيق أهداف مستحيلة وغير واقعية
وكل إنسان مهما بلغت عقلانيته وموضوعيته يظل يحلم بعالم مواز تتطابق فيه
تصوراته وأحلامه مع العالم الخارجي.
قصة جميلة بتعابيراتها وبرموزها وبلغة قوية وسردية محكمة
ساخرة ومؤلمة ولاذعة وناقدة
ساحرة البناء، قوية المعنى.
فأهلا بك وبقلمك الجميل في واحتك
واغفر لي ضعف ردي
ولك كل التحية والتقدير.
:sb::sb::sb:

مهتدي مصطفى غالب
01-07-2025, 04:38 AM
يالها من صورة ساخرة لدون كيشوت العرب حذاؤ سيفا
وسرواله راية ، وقدميه العاريتبن خيلا
إنها اكثر أنواع السخرية التي يمكن التعبير عنها بمرارة
يتجه إلى الأفق الشرقي يبحث عن المعركة فيجد الفقر والقذارة والكسل
حتى إنهم قالوا له ـ إبحث عن العركة فإن وجدتها سنحارب معك
أما الفتاة فهي رمز للوطن الذي ينتهك ويغتصب وتهتك حرمته
وعندما يسقط خنجر في صدره يتلاشى صوت الطبول وصليل السيوف
ليعرف إن المعركة لم تكن إلا في داخله.
دون كيشوت العرب هو تعبير مجازي يطلق على الشخص الذي يعيش
في عالم الأحلام والأوهام ويحاول تحقيق أهداف مستحيلة وغير واقعية
وكل إنسان مهما بلغت عقلانيته وموضوعيته يظل يحلم بعالم مواز تتطابق فيه
تصوراته وأحلامه مع العالم الخارجي.
قصة جميلة بتعابيراتها وبرموزها وبلغة قوية وسردية محكمة
ساخرة ومؤلمة ولاذعة وناقدة
ساحرة البناء، قوية المعنى.
فأهلا بك وبقلمك الجميل في واحتك
واغفر لي ضعف ردي
ولك كل التحية والتقدير.
:sb::sb::sb:

شكرا لك أديبتنا الراقية ناديه محمد الجابي
على هذه الإشارات الجمالية
التي أفتخر و أعتز بها
و اعتبرها مفاتيح اكتشاف النص و خفاياه
بحس ناقد شاعري و رؤيا جمالية مبدعة ....
شكراً لك و دمت بخير
لك تقديري و احترامي