نبيل شبيب
15-04-2003, 10:51 AM
شكوى
طـالَ الرقـادُ وعافـتْـنـا مهاجعُنـا=
وأزعجتْنـا البواكـي فـي مواجعِنـا
وإن أفقْـنـا شَـكَتْ آذانُنـا ضَجَـرا=
من فَـرْطِ نَـوْحٍ كَئيـبٍ في فواجِعِنا
نشكو.. ولا تغفـرُ الشكوى تَصَعُّرَنـا=
نبكي.. ولا يرفعُ البـلوى تضرَّعنـا
ولن نُحـرّرَ أرضـاً بالنحيـبِ ولـو=
جرتْ فلسـطينُ أنهـاراً بأدمعِـنـا
موتى بلا كفـنٍ والهُـونُ مَلْبَسُـنـا=
عـارٌ على نَسَـبٍ للعِـزِّ أرضَعَنـا
تُسائِلُ المسـجدَ الأقصى دِمـاهُ متى=
هذا النزيـفُ إلى الأحيـاءِ يُرْجِعُنـا
لولا دمُ الشـهداءِ الحَيّ ما سَـكَبَتْ=
نبضَ الحيـاةِ عُروقٌ في أضالِعِنـا
نَلهو ونَلغو وصُـمُّ الصّخرِ يَحْسِدُنـا=
على تَبَلُّـدِ وَقْـرٍ فـي مَسـامِعِنـا
نَلْوي الوجوهَ بَعيداً عـن حرائِـرِنـا=
ونَرتضي الوَهْـنَ والآهـاتُ تَتْبَعُنـا
أمّا الغـوانـي فَنُهْـديهـا تَأَوُّهَنـا=
ويَرقصُ "الفَـنُّ" تيهـاً في مراتِعِنـا
وكمْ صَنَعْنا انتصـاراتٍ نَلـوذُ بهـا=
وَهْماً.. ولَغْوُ "الفَضائيّـاتِ" يَصْنَعُنـا
فأسْـكَـرَتْنـا مَراثينـا بِمَأْتَمِـنـا=
والبغـيُ يثمـلُ مِن أدمائِنـا مَعَنـا
جيل التسليم
يا قـومِ مَعْذِرَةً.. شَـكوايَ جارِحَـةٌ=
نَزْفُ الجراحِ شَـكا منْ نَزْفِ عِزّتِنـا
نَسْـتمرئُ الذلَّ في صَـبْرٍ بلا مَلَـلٍ=
وملّـتِ الصـبرَ والكتمـانَ ذِلّـتُنـا
فكـمْ فتـاةٍ يغضُّ الطـرفَ ناظرُهـا=
ما نـالَ منها الهوى قلبـاً ولا فَتَنَـا
وتسـتجيـرُ مـنَ الأوغـادِ عفّتَهـا=
وحارَ فينـا سـؤالٌ.. أيـنَ عِفّتُـنا
لمْ ننسَ في الخُطَبِ العَصماءِ مُعْتَصِماً=
لكـنْ وَأَدْنـا بأيديـنـا حَمِـيَّـتَنـا
وكمْ وليـدٍ بأيـدي الحقـدِ مُحْتَرِقٍ =
والحقدُ يَحْـرِقُ في الأكْبـادِ مُهْجَتَنا
إلـى الرّمـادِ فُـؤادُ الأمّ يَتْـبَعُـهُ=
قدْ ذابَ حُزْناً وما اهْتزّتْ مُروءتُنـا
تَأبى الحياةَ مَواتـاً بعـدَ مصرعِـهِ=
وتَحْذَرُ الموتَ في العليـاءِ كَثرتُنـا
نَرى الجزائرَ في أشْـلائِنـا مِزَقـاً=
ولا نُنـاصِـرُهـا إلاّ بدمعَـتِـنـا
والموتُ يغتالُ أطفـالَ العراقِ وهُمْ=
يَسّـاءَلونَ: هلِ اغتيلتْ رجولتُنـا
ونبصرُ الهنـدَ في كشـميرَ ماضيةً=
في القتلِ.. هلْ قَتَّلَـتْ إلا بَصيرتَنـا
وأرضُ قوقازَ كالطادْجيكِ في مِحَـنٍ=
ولا تُحسُّ بِوَطْءِ الروسِ هامَتُـنـا
أمْ تَحْسَبونَ ذُرى الشاشـانِ نائيـةً=
أَتأمَنـونُ وقـدْ خُنّــا أمانَتَـنـا
تَهوي المآذنُ تحتَ القَصْفِ ناعِيَـةً=
مواتَنا نحنُ مذْ ماتَـتْ شـهامَتُنـا
وقدْ أغـارُ على البلقـانِ قاتلُهـا=
فلمْ تُجِـبْ صَرْخَةَ البلقانِ غَيْرَتَنـا
والأهلُ في أفغانسـتانَ يَحْصُدُهُـمْ=
حِلْفُ الشرورِ على إِسْلامِ أمّتِنــا
هيهاتَ يَصنعُ وحشُ الغابِ صُنْعَهَمُ=
في جْوانْتِنامو.. ولمْ نرفعْ عَقيرتَنا
أجسادُهُمْ بشـرٌ إبليسُ يَسْـكُنُهـا=
ونحنُ منْ جُبْنِنـا إبليسُ أَسْـكَتَنا
نحنُ الذينَ أضاعوا الديـنَ والوَطَنا=
وأطْمَعَتْ خنجـرَ الجَزّارِ فُرْقَتَنـا
منذُ استخفَّ بِنا فِرعونُ مُنْتَشِـيـاً=
وَغَـرَّهُ ما رَأى من ذُلِّ طاعَـتِـنا
فنحنُ من سَـلَّمَ الحُكّـامِ مقودَنـا=
إذْ يُسْـلِمونَ لأمريكـا قِيادَتَـنـا
ونحنُ من عَظَّمَ الحُكّـامَ فانْتَهَكـوا=
جُـلَّ الحُقوقِ ونُهْديهِـمْ "سَماحَتَنا"
ألْعوبَةٌ نحنُ لا يُخْشـى تَمَـرُّدُهـا=
قد بـاعَ أتبـاعُ أمريكا إرادَتَنـا
نَلْهو.. وحَيفا ويافا في القيودِ ولَمْ=
تَجـفَّ أدمـاءُ أهليـنـا بِغَزَّتِنـا
وأرضُ سيناءَ كالجولانِ في رَسَفٍ=
فلا تَحَـرُّرَ إن غُلّـتْ سِـيادَتُنـا
ومـا خَشـينا أذلَّ الناسِ قاطِبَـةً=
مثلَ الذبابِ تَداعى حولَ قَصْعَتِنـا
لولا الطواغيتُ أمْسَوا لا يُساوِرُهُمْ=
هَمٌّ سِوى الخوفِ أن تَشْتَدَّ صَحوتُنا
خوفٌ على ثلّـةٍ في الشـرِّ ماضِيةٍ=
تغتالُـنـا وبقايــا من كرامَتِـنـا
فلا تَلـومَـنَّ أنيابـاً علـى شَـرَهٍ=
قدْ أسْـلَمَتْنـا إلى الأنيـابِ غَفْلَتُنـا
ولا تَلـومَـنَّ ذئبـاً في تَوَحُّشِـهِ=
أغْرى الذئابَ خُنوعٌ سادَ جَبْهَتَنـا
ما جَرَّأَ الذئبَ في جُنْحِ الظلامِ سوى=
من جَرَّأَتْهُمْ على الظلمِ اسْـتِكانَتُنـا
طوائف دون أندلس
شُـلّتْ إرادَتُنـا.. شُـلّتْ مفاصِلُنـا=
واستوطَنَ الظّلْـمُ قَهْراً في مَرابِعِنـا
وفـي العروشِ نِزاعـاتٌ مَفَـرِّقَـةٌ=
عن كلّ دربٍ على الإسْـلامِ تَجْمَعُنـا
كردٌ وعُـرْبٌ وأتراكٌ فَمـا جَمَعَـتْ=
دُروبَ حكّـامِـنـا إلاّ مَصـارِعُنـا
نَرى الطوائـفَ لكنْ دونَ أنْـدلسٍ=
فمنْ سَـتَـرْثيهِ إنْ غِبْنـا مَدامِعَنـا
صالوا وجالوا وأَرْداهُمْ تَنازُعُهُـم=ْ
وفـي التّـوافِـهِ أرْدانـا تَنازُعُنـا
بَكى "الصّغيـرُ" على مُلْكٍ يُضَـيِّعُهُ=
وإنْ بَكيـنا فَمِـنْ مُـلْكٍ يُضَـيِّعُنـا
فقدْ أَضَعْنا وضِـعْنا والصَّغارُغَـدا=
نَهْجـاً عَقيـماً وطُغْيـانـاً يُرَوِّعُنـا
فَفيـمَ نَخْـدَعُ أَشْـلاءً وأدْمِـيَـةً=
عَلـى مَذابِـحِ طاغـوتٍ يُخادِعُـنـا
جِرْوٌ إِذا اسْتَصْرَخَتْهُ القُدسُ نازِفَةً=
وإنْ أَجَبْـنـا غَدا وَحْشـاً لِيَمْنَعَـنـا
فالجُنْـدُ ناداهُمُ الطّاغوتُ وانْطَلَقوا=
إلى التّصَـدّي.. ولكنْ في شَـوارِعِنا
إنْ هَبَّ بَعْضُ شَـبابٍ في مُظاهَرَةٍ=
هَبَّـتْ هَـراواتُ أهْليـنـا لِتَقْمَعَنـا
أو جادَ بَعْضُ ذَوي الأموالِ مِنْ أَلَمٍ=
إَلى الضحايـا غَـدا جرما تبرّعنـا
أو قاطـع الناس أمريكا وطغمتهـا=
أبَوا على الناسِ أنْ يَحْموا بَضائِعَنـا
وألفُ دَرْبٍ إلى "التّطبيـعِ" سـالِكَةٌ=
فَوْقَ الجَماجِمِ والطّاغـوتِ يَدْفَعُنـا
ويَزْعُمُ العجزَ عن حَرْبٍ إذا نَشِـبَتْ=
ويُتْقِنُ الفَتْـكَ بَطْشـاً في مواقِعِنـا
خُـدّامُ صُهْيـونَ أمريكا تُوَِظِّفُهُـمْ=
فبئسَ من صـارَ خَدّاماً لِيَرْدَعَنــا
ووَيْـحَ من يَرْتَضي ذُلَّ اسْـتكانَتِنـا=
أمسَـتْ سِلاحاً بِهِ الطاغوتُ يُخْضِعُنا
سَـلِ السُّـجونَ عن آلامِ ذي كَبَـدٍ=
وَضَـجَّ من آهـةِ التّعذيبِ سـامِعُنا
فَسَـوَّدَتْ جَبْهةَ التاريـخِ صفحتُنـا=
وأذهَـلَ المجـدَ مَرآنـا فَوَدَّعَنــا
هيهـاتَ مَهما تَمادَوْا في مَظالِمِهِـم=ْ
هَيهـاتَ يُثْـني تَماديهِمْ طَلائِعَـنـا
ودعـوةُ اللهِ مثـل الطّود شـامِخََـةٌ=
فـلا عَـدوّ ولا إرهـابَ يُفْـزِِعُنـا
ورُبَّ داعِيـةٍ يَرْعى الشبابَ أَبَـوا=
عليهِ دَرْبـاً إلى العَليـاءِ تَرْفَعُنــا
يأبَوْنَ أن يسـمَعَ الإرشـادَ طالبُـهُ=
لِيستبيحَ دعاةُ الفِسْـقِ مَسْـمَعَنـا
حتى الحجابُ إذا ما صـانَ عِفّتَنـا=
غَـدا عَـدوّاً كما عـادوا جَوامِعَنـا
يا قومِ هذا شبابُ الجيلِ مَـدَّ يَـدا=ً
نَحْوَ الجِهـادِ يُنادي مَن يُبـايِعُنـا
وإنْ رَدَدْنـا يَـدَ العَلْيـاءِ تَطْلُبُنـا=
فلنْ نَـرُدَّ يَـدَ التاريـخِ تَصْفَعُنـا
جيل الأمل والعمل
منْ يأمَـنِ الكفرَ فَالإيمانُ ينقُصُـهُ=
يَخشى يهوداً.. ولِلجَبّـارِ خَشْيَتُنـا
فَامْضوا مَعَ الشرِّ في الأحْلافِ آثِمَةً=
هَيهاتَ يَحْرِفُ إِرْهابٌ مَسـيرَتَنـا
إنْ تَجْعَلوا العَجْزَ والتّسْـليمَ مَأْثَرَةً=
فَفي فِلَسْـطينَ لَمْ تَعْجَزْ حِجارَتُنـا
أوْ أصْـبَحَ اليَأْسُ والتّخْذيلُ دَيْدَنَكُمْ=
لَنْ يكسِرَ اليَأْسُ والتّخْذيلُ شَوْكَتَنـا
فَلْيَرْحَلِ الظّلمُ والعُـدْوانُ مُنْدَحِـراً=
أوْ تَدْحَر الظّلْـمَ والعُدْوانَ عُصْبَتُنـا
وإنْ تَحَصَّـنَ في الأبـراجِ مُنْتَفِشـاً=
سَتَحْرِقُ البَغْيَ في الأبْراجِ غَضْبَتُنا
أيّامُ باطِـلِهِـمْ مَعْـدودَةٌ.. ومَضَـتْ=
والحَقّ يَرْسُـمُ في الآفاقِ خُطْوَتَنـا
قدْ أدْبَرَتْ في بَهيمِ الليلِ سَـكْرَتُهُـمْ=
وأَذَّنَ الفَجْرَ فَاصْـطَفَّتْ كَتيـبَتُنـا
إنْ يُسـكِتوا مِنْبَراً لِلْحَقِّ سَـاءَلَهُـمْ=
أولادُهُـمْ.. وَبِهِمْ تَعْتَـزُّ يَقْظَتُـنـا
كَمْ حاصَروا مَسْجِداً أوْ بابَ جامِعَـةٍ=
يَخْشَوْنَ وَعْياً تَجَلّى في شَـبيبَتِنـا
ففي الجوامِعِ مثلَ الجامِعـاتِ غَـدا=
للحَقِّ جُنْدٌ هُمُ البُشْـرى لِثَوْرَتِنـا
ما بَيْنَ عَمّانَ والبِحْرَيْنِ قَدْ صَـمَدوا=
واسْتَبْشَـرَتْ في تَفانيـهِمْ كنانَتَنـا
لا لَنْ يَنالوا سِـوى الأوْزارِ مُثْقَلَـةً=
إنْ يَفْزَعوا مِن حِجابٍ مَزَّقَ الفِتَنـا
أُخْتـاهُ إنْ تَصْنِعي الأَجْيالَ مُقْبِلَــةً=
سَـتَصْنَعينَ على الإسْلامِ نَهْضَتَنا
فَأَنْتِ مَنْ تُرْضِـعُ الأحْرارَ عِزَّتَهُـمْ=
ومَنْ تُعيــدُ إلى الدّنْيـا عَدالَتَنـا
وأنتِ مَنْ تُوقِـظُ الأبْطـالَ يَقْظَتُـها=
وذا حِجابُكِ أضْحـى اليومَ رايتَنــا
يا مَنْ أَعَـدّتِ لَنـا الآمالَ مُشْـرِقَةً=
تَسْـقينَ أزْهارَ دُنيانـا وَجَـنَّتَـنـا
يا أخْتَ خالِدَ.. في اليرْموكِ مَوْعِدُنا=
أبناؤُكِ اليَوْمَ هُمْ للنّصْــرِ قادَتُنـا
وتلكَ حِطّيـنُ قـدْ ربّـيْـتِ صانِعَها=
وذا صَـلاحٌ يُصَلّـي في مَدينَتِـنـا
وهؤلاءِ بَنو الخَنْسـاءِ قَدْ سَـكَبوا=
دَمَ الشّـهادَةِ إيذانـاً بِعَوْدَتِنـــا
فَامْضوا ثُباتا على نَهْجِ الألى حَمَلوا=
في المَشْـرِقَيْنِ لِلإِنْسـانِ دَعْوَتَنـا
حَقّـاً وعَـدْلاً وإِحْسـاناً ومَعْرِفَـةً=
وَالهَـدْيُ والخَيْـرُ أَنْوارٌ بِسيرَتِنـا
إنْ نَطْلُبِ العِلْمَ فَالأخْلاقُ شُـرْعَتُهُ=
أو نطلبِ الحكـمَ تَقوى اللهِ شُرْعَتُنا
أو نطْلُبِ الحَرْبَ لا نَنْسـى سَماحَتَنا=
أو نَطْلُبِ السّـلْمَ لا تَخْرِقْهُ قُوَّتُنـا
أمّـا التّقَـدُّمُ فالإنْسـانُ مِحْـوَرُهُ=
والعَـدْلُ تَحْميهِ لِلإنْسـانِ قَلْعَتُنـا
ومَـنْ يُوالِ عَـدُوّاً لَـنْ نُهادِنَـهُ=
نَنالُــهُ رَغْـمَ أمريكـا بِنقْمَتِنـا
ومنْ يُساوِمْ على الأقْصى سَنَسْحَقُهُ=
أوْ يُسْلِمِ الأرضَ تَجْرِفْهُ انْتِفاضَتْنـا
ولنْ نُبـاعَ سُـطوراً في مُعاهَـدَةٍ=
فُالذلُّ صَنْعَتُهُـمْ.. والعِزُّ صَنْعَتُنـا
هُمْ ثُلّةٌ جُمِعَتْ في "شَرْقِ أوْسَطِهِم"=
ونحنُ مَنْ بارَكَ التّوحيـدُ وَحْدَتَنـا
فَلْيَطْلُبِ الـرّقَّ أقْـوامٌ لأنفسِـهِمْ=
إذْ تَطْلُبُ العِـزَّ بِالرحمنِ جَبْهَتُنـا
ولـنْ يَكـونَ لِغَيْـرِ اللهِ مَوْثِقَنـا=
ولنْ تَكـونَ لِغَيْـرِ اللهِ سَـجْدَتُنـا
نـورٌ يُبارِكُـهُ الرحمـنُ مُنْتَشِـراً=
نَرْقى.. ويَبْقى رِضى الرحمنِ غايَتَنا
طـالَ الرقـادُ وعافـتْـنـا مهاجعُنـا=
وأزعجتْنـا البواكـي فـي مواجعِنـا
وإن أفقْـنـا شَـكَتْ آذانُنـا ضَجَـرا=
من فَـرْطِ نَـوْحٍ كَئيـبٍ في فواجِعِنا
نشكو.. ولا تغفـرُ الشكوى تَصَعُّرَنـا=
نبكي.. ولا يرفعُ البـلوى تضرَّعنـا
ولن نُحـرّرَ أرضـاً بالنحيـبِ ولـو=
جرتْ فلسـطينُ أنهـاراً بأدمعِـنـا
موتى بلا كفـنٍ والهُـونُ مَلْبَسُـنـا=
عـارٌ على نَسَـبٍ للعِـزِّ أرضَعَنـا
تُسائِلُ المسـجدَ الأقصى دِمـاهُ متى=
هذا النزيـفُ إلى الأحيـاءِ يُرْجِعُنـا
لولا دمُ الشـهداءِ الحَيّ ما سَـكَبَتْ=
نبضَ الحيـاةِ عُروقٌ في أضالِعِنـا
نَلهو ونَلغو وصُـمُّ الصّخرِ يَحْسِدُنـا=
على تَبَلُّـدِ وَقْـرٍ فـي مَسـامِعِنـا
نَلْوي الوجوهَ بَعيداً عـن حرائِـرِنـا=
ونَرتضي الوَهْـنَ والآهـاتُ تَتْبَعُنـا
أمّا الغـوانـي فَنُهْـديهـا تَأَوُّهَنـا=
ويَرقصُ "الفَـنُّ" تيهـاً في مراتِعِنـا
وكمْ صَنَعْنا انتصـاراتٍ نَلـوذُ بهـا=
وَهْماً.. ولَغْوُ "الفَضائيّـاتِ" يَصْنَعُنـا
فأسْـكَـرَتْنـا مَراثينـا بِمَأْتَمِـنـا=
والبغـيُ يثمـلُ مِن أدمائِنـا مَعَنـا
جيل التسليم
يا قـومِ مَعْذِرَةً.. شَـكوايَ جارِحَـةٌ=
نَزْفُ الجراحِ شَـكا منْ نَزْفِ عِزّتِنـا
نَسْـتمرئُ الذلَّ في صَـبْرٍ بلا مَلَـلٍ=
وملّـتِ الصـبرَ والكتمـانَ ذِلّـتُنـا
فكـمْ فتـاةٍ يغضُّ الطـرفَ ناظرُهـا=
ما نـالَ منها الهوى قلبـاً ولا فَتَنَـا
وتسـتجيـرُ مـنَ الأوغـادِ عفّتَهـا=
وحارَ فينـا سـؤالٌ.. أيـنَ عِفّتُـنا
لمْ ننسَ في الخُطَبِ العَصماءِ مُعْتَصِماً=
لكـنْ وَأَدْنـا بأيديـنـا حَمِـيَّـتَنـا
وكمْ وليـدٍ بأيـدي الحقـدِ مُحْتَرِقٍ =
والحقدُ يَحْـرِقُ في الأكْبـادِ مُهْجَتَنا
إلـى الرّمـادِ فُـؤادُ الأمّ يَتْـبَعُـهُ=
قدْ ذابَ حُزْناً وما اهْتزّتْ مُروءتُنـا
تَأبى الحياةَ مَواتـاً بعـدَ مصرعِـهِ=
وتَحْذَرُ الموتَ في العليـاءِ كَثرتُنـا
نَرى الجزائرَ في أشْـلائِنـا مِزَقـاً=
ولا نُنـاصِـرُهـا إلاّ بدمعَـتِـنـا
والموتُ يغتالُ أطفـالَ العراقِ وهُمْ=
يَسّـاءَلونَ: هلِ اغتيلتْ رجولتُنـا
ونبصرُ الهنـدَ في كشـميرَ ماضيةً=
في القتلِ.. هلْ قَتَّلَـتْ إلا بَصيرتَنـا
وأرضُ قوقازَ كالطادْجيكِ في مِحَـنٍ=
ولا تُحسُّ بِوَطْءِ الروسِ هامَتُـنـا
أمْ تَحْسَبونَ ذُرى الشاشـانِ نائيـةً=
أَتأمَنـونُ وقـدْ خُنّــا أمانَتَـنـا
تَهوي المآذنُ تحتَ القَصْفِ ناعِيَـةً=
مواتَنا نحنُ مذْ ماتَـتْ شـهامَتُنـا
وقدْ أغـارُ على البلقـانِ قاتلُهـا=
فلمْ تُجِـبْ صَرْخَةَ البلقانِ غَيْرَتَنـا
والأهلُ في أفغانسـتانَ يَحْصُدُهُـمْ=
حِلْفُ الشرورِ على إِسْلامِ أمّتِنــا
هيهاتَ يَصنعُ وحشُ الغابِ صُنْعَهَمُ=
في جْوانْتِنامو.. ولمْ نرفعْ عَقيرتَنا
أجسادُهُمْ بشـرٌ إبليسُ يَسْـكُنُهـا=
ونحنُ منْ جُبْنِنـا إبليسُ أَسْـكَتَنا
نحنُ الذينَ أضاعوا الديـنَ والوَطَنا=
وأطْمَعَتْ خنجـرَ الجَزّارِ فُرْقَتَنـا
منذُ استخفَّ بِنا فِرعونُ مُنْتَشِـيـاً=
وَغَـرَّهُ ما رَأى من ذُلِّ طاعَـتِـنا
فنحنُ من سَـلَّمَ الحُكّـامِ مقودَنـا=
إذْ يُسْـلِمونَ لأمريكـا قِيادَتَـنـا
ونحنُ من عَظَّمَ الحُكّـامَ فانْتَهَكـوا=
جُـلَّ الحُقوقِ ونُهْديهِـمْ "سَماحَتَنا"
ألْعوبَةٌ نحنُ لا يُخْشـى تَمَـرُّدُهـا=
قد بـاعَ أتبـاعُ أمريكا إرادَتَنـا
نَلْهو.. وحَيفا ويافا في القيودِ ولَمْ=
تَجـفَّ أدمـاءُ أهليـنـا بِغَزَّتِنـا
وأرضُ سيناءَ كالجولانِ في رَسَفٍ=
فلا تَحَـرُّرَ إن غُلّـتْ سِـيادَتُنـا
ومـا خَشـينا أذلَّ الناسِ قاطِبَـةً=
مثلَ الذبابِ تَداعى حولَ قَصْعَتِنـا
لولا الطواغيتُ أمْسَوا لا يُساوِرُهُمْ=
هَمٌّ سِوى الخوفِ أن تَشْتَدَّ صَحوتُنا
خوفٌ على ثلّـةٍ في الشـرِّ ماضِيةٍ=
تغتالُـنـا وبقايــا من كرامَتِـنـا
فلا تَلـومَـنَّ أنيابـاً علـى شَـرَهٍ=
قدْ أسْـلَمَتْنـا إلى الأنيـابِ غَفْلَتُنـا
ولا تَلـومَـنَّ ذئبـاً في تَوَحُّشِـهِ=
أغْرى الذئابَ خُنوعٌ سادَ جَبْهَتَنـا
ما جَرَّأَ الذئبَ في جُنْحِ الظلامِ سوى=
من جَرَّأَتْهُمْ على الظلمِ اسْـتِكانَتُنـا
طوائف دون أندلس
شُـلّتْ إرادَتُنـا.. شُـلّتْ مفاصِلُنـا=
واستوطَنَ الظّلْـمُ قَهْراً في مَرابِعِنـا
وفـي العروشِ نِزاعـاتٌ مَفَـرِّقَـةٌ=
عن كلّ دربٍ على الإسْـلامِ تَجْمَعُنـا
كردٌ وعُـرْبٌ وأتراكٌ فَمـا جَمَعَـتْ=
دُروبَ حكّـامِـنـا إلاّ مَصـارِعُنـا
نَرى الطوائـفَ لكنْ دونَ أنْـدلسٍ=
فمنْ سَـتَـرْثيهِ إنْ غِبْنـا مَدامِعَنـا
صالوا وجالوا وأَرْداهُمْ تَنازُعُهُـم=ْ
وفـي التّـوافِـهِ أرْدانـا تَنازُعُنـا
بَكى "الصّغيـرُ" على مُلْكٍ يُضَـيِّعُهُ=
وإنْ بَكيـنا فَمِـنْ مُـلْكٍ يُضَـيِّعُنـا
فقدْ أَضَعْنا وضِـعْنا والصَّغارُغَـدا=
نَهْجـاً عَقيـماً وطُغْيـانـاً يُرَوِّعُنـا
فَفيـمَ نَخْـدَعُ أَشْـلاءً وأدْمِـيَـةً=
عَلـى مَذابِـحِ طاغـوتٍ يُخادِعُـنـا
جِرْوٌ إِذا اسْتَصْرَخَتْهُ القُدسُ نازِفَةً=
وإنْ أَجَبْـنـا غَدا وَحْشـاً لِيَمْنَعَـنـا
فالجُنْـدُ ناداهُمُ الطّاغوتُ وانْطَلَقوا=
إلى التّصَـدّي.. ولكنْ في شَـوارِعِنا
إنْ هَبَّ بَعْضُ شَـبابٍ في مُظاهَرَةٍ=
هَبَّـتْ هَـراواتُ أهْليـنـا لِتَقْمَعَنـا
أو جادَ بَعْضُ ذَوي الأموالِ مِنْ أَلَمٍ=
إَلى الضحايـا غَـدا جرما تبرّعنـا
أو قاطـع الناس أمريكا وطغمتهـا=
أبَوا على الناسِ أنْ يَحْموا بَضائِعَنـا
وألفُ دَرْبٍ إلى "التّطبيـعِ" سـالِكَةٌ=
فَوْقَ الجَماجِمِ والطّاغـوتِ يَدْفَعُنـا
ويَزْعُمُ العجزَ عن حَرْبٍ إذا نَشِـبَتْ=
ويُتْقِنُ الفَتْـكَ بَطْشـاً في مواقِعِنـا
خُـدّامُ صُهْيـونَ أمريكا تُوَِظِّفُهُـمْ=
فبئسَ من صـارَ خَدّاماً لِيَرْدَعَنــا
ووَيْـحَ من يَرْتَضي ذُلَّ اسْـتكانَتِنـا=
أمسَـتْ سِلاحاً بِهِ الطاغوتُ يُخْضِعُنا
سَـلِ السُّـجونَ عن آلامِ ذي كَبَـدٍ=
وَضَـجَّ من آهـةِ التّعذيبِ سـامِعُنا
فَسَـوَّدَتْ جَبْهةَ التاريـخِ صفحتُنـا=
وأذهَـلَ المجـدَ مَرآنـا فَوَدَّعَنــا
هيهـاتَ مَهما تَمادَوْا في مَظالِمِهِـم=ْ
هَيهـاتَ يُثْـني تَماديهِمْ طَلائِعَـنـا
ودعـوةُ اللهِ مثـل الطّود شـامِخََـةٌ=
فـلا عَـدوّ ولا إرهـابَ يُفْـزِِعُنـا
ورُبَّ داعِيـةٍ يَرْعى الشبابَ أَبَـوا=
عليهِ دَرْبـاً إلى العَليـاءِ تَرْفَعُنــا
يأبَوْنَ أن يسـمَعَ الإرشـادَ طالبُـهُ=
لِيستبيحَ دعاةُ الفِسْـقِ مَسْـمَعَنـا
حتى الحجابُ إذا ما صـانَ عِفّتَنـا=
غَـدا عَـدوّاً كما عـادوا جَوامِعَنـا
يا قومِ هذا شبابُ الجيلِ مَـدَّ يَـدا=ً
نَحْوَ الجِهـادِ يُنادي مَن يُبـايِعُنـا
وإنْ رَدَدْنـا يَـدَ العَلْيـاءِ تَطْلُبُنـا=
فلنْ نَـرُدَّ يَـدَ التاريـخِ تَصْفَعُنـا
جيل الأمل والعمل
منْ يأمَـنِ الكفرَ فَالإيمانُ ينقُصُـهُ=
يَخشى يهوداً.. ولِلجَبّـارِ خَشْيَتُنـا
فَامْضوا مَعَ الشرِّ في الأحْلافِ آثِمَةً=
هَيهاتَ يَحْرِفُ إِرْهابٌ مَسـيرَتَنـا
إنْ تَجْعَلوا العَجْزَ والتّسْـليمَ مَأْثَرَةً=
فَفي فِلَسْـطينَ لَمْ تَعْجَزْ حِجارَتُنـا
أوْ أصْـبَحَ اليَأْسُ والتّخْذيلُ دَيْدَنَكُمْ=
لَنْ يكسِرَ اليَأْسُ والتّخْذيلُ شَوْكَتَنـا
فَلْيَرْحَلِ الظّلمُ والعُـدْوانُ مُنْدَحِـراً=
أوْ تَدْحَر الظّلْـمَ والعُدْوانَ عُصْبَتُنـا
وإنْ تَحَصَّـنَ في الأبـراجِ مُنْتَفِشـاً=
سَتَحْرِقُ البَغْيَ في الأبْراجِ غَضْبَتُنا
أيّامُ باطِـلِهِـمْ مَعْـدودَةٌ.. ومَضَـتْ=
والحَقّ يَرْسُـمُ في الآفاقِ خُطْوَتَنـا
قدْ أدْبَرَتْ في بَهيمِ الليلِ سَـكْرَتُهُـمْ=
وأَذَّنَ الفَجْرَ فَاصْـطَفَّتْ كَتيـبَتُنـا
إنْ يُسـكِتوا مِنْبَراً لِلْحَقِّ سَـاءَلَهُـمْ=
أولادُهُـمْ.. وَبِهِمْ تَعْتَـزُّ يَقْظَتُـنـا
كَمْ حاصَروا مَسْجِداً أوْ بابَ جامِعَـةٍ=
يَخْشَوْنَ وَعْياً تَجَلّى في شَـبيبَتِنـا
ففي الجوامِعِ مثلَ الجامِعـاتِ غَـدا=
للحَقِّ جُنْدٌ هُمُ البُشْـرى لِثَوْرَتِنـا
ما بَيْنَ عَمّانَ والبِحْرَيْنِ قَدْ صَـمَدوا=
واسْتَبْشَـرَتْ في تَفانيـهِمْ كنانَتَنـا
لا لَنْ يَنالوا سِـوى الأوْزارِ مُثْقَلَـةً=
إنْ يَفْزَعوا مِن حِجابٍ مَزَّقَ الفِتَنـا
أُخْتـاهُ إنْ تَصْنِعي الأَجْيالَ مُقْبِلَــةً=
سَـتَصْنَعينَ على الإسْلامِ نَهْضَتَنا
فَأَنْتِ مَنْ تُرْضِـعُ الأحْرارَ عِزَّتَهُـمْ=
ومَنْ تُعيــدُ إلى الدّنْيـا عَدالَتَنـا
وأنتِ مَنْ تُوقِـظُ الأبْطـالَ يَقْظَتُـها=
وذا حِجابُكِ أضْحـى اليومَ رايتَنــا
يا مَنْ أَعَـدّتِ لَنـا الآمالَ مُشْـرِقَةً=
تَسْـقينَ أزْهارَ دُنيانـا وَجَـنَّتَـنـا
يا أخْتَ خالِدَ.. في اليرْموكِ مَوْعِدُنا=
أبناؤُكِ اليَوْمَ هُمْ للنّصْــرِ قادَتُنـا
وتلكَ حِطّيـنُ قـدْ ربّـيْـتِ صانِعَها=
وذا صَـلاحٌ يُصَلّـي في مَدينَتِـنـا
وهؤلاءِ بَنو الخَنْسـاءِ قَدْ سَـكَبوا=
دَمَ الشّـهادَةِ إيذانـاً بِعَوْدَتِنـــا
فَامْضوا ثُباتا على نَهْجِ الألى حَمَلوا=
في المَشْـرِقَيْنِ لِلإِنْسـانِ دَعْوَتَنـا
حَقّـاً وعَـدْلاً وإِحْسـاناً ومَعْرِفَـةً=
وَالهَـدْيُ والخَيْـرُ أَنْوارٌ بِسيرَتِنـا
إنْ نَطْلُبِ العِلْمَ فَالأخْلاقُ شُـرْعَتُهُ=
أو نطلبِ الحكـمَ تَقوى اللهِ شُرْعَتُنا
أو نطْلُبِ الحَرْبَ لا نَنْسـى سَماحَتَنا=
أو نَطْلُبِ السّـلْمَ لا تَخْرِقْهُ قُوَّتُنـا
أمّـا التّقَـدُّمُ فالإنْسـانُ مِحْـوَرُهُ=
والعَـدْلُ تَحْميهِ لِلإنْسـانِ قَلْعَتُنـا
ومَـنْ يُوالِ عَـدُوّاً لَـنْ نُهادِنَـهُ=
نَنالُــهُ رَغْـمَ أمريكـا بِنقْمَتِنـا
ومنْ يُساوِمْ على الأقْصى سَنَسْحَقُهُ=
أوْ يُسْلِمِ الأرضَ تَجْرِفْهُ انْتِفاضَتْنـا
ولنْ نُبـاعَ سُـطوراً في مُعاهَـدَةٍ=
فُالذلُّ صَنْعَتُهُـمْ.. والعِزُّ صَنْعَتُنـا
هُمْ ثُلّةٌ جُمِعَتْ في "شَرْقِ أوْسَطِهِم"=
ونحنُ مَنْ بارَكَ التّوحيـدُ وَحْدَتَنـا
فَلْيَطْلُبِ الـرّقَّ أقْـوامٌ لأنفسِـهِمْ=
إذْ تَطْلُبُ العِـزَّ بِالرحمنِ جَبْهَتُنـا
ولـنْ يَكـونَ لِغَيْـرِ اللهِ مَوْثِقَنـا=
ولنْ تَكـونَ لِغَيْـرِ اللهِ سَـجْدَتُنـا
نـورٌ يُبارِكُـهُ الرحمـنُ مُنْتَشِـراً=
نَرْقى.. ويَبْقى رِضى الرحمنِ غايَتَنا