تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخوف.



ناديه محمد الجابي
16-07-2025, 07:36 PM
"للجزع صوت هامس في العالم، وصاخب في داخلنا..
الجزع لا يناقَش، يتجاهل الناس الحديث عنه علنًا".
يعرَّف الخوف بأنه شعور، أو رد فعل عاطفي، يصيب الإنسان عند تعرُّضه لموقف يشعره بالخطر. والخوف جزء من استجابة البقاء عند الإنسان، ومن الطبيعي أن يكون الإحساس بالخوف غير مريح إلى أقصى حدّ.

لماذا نشعر بالخوف؟


منذ آلاف السنين كان الخوف هو الطريقة التي تخبرنا بها أجسادنا بأننا خارج منطقة أماننا، تحذرنا من خطر محتمل، تمنحنا فيضًا من الأدرينالين الذي نحتاج إليه لنهرب بعيدًا، وهذه الاستجابة مفيدة في الأيام التي كانت تطاردنا فيه الضواري، لكن معظم الأخطار التي نتعرض لها في وقتنا الحاضر ليست كلها مهددة لحياتنا.

للخوف مسببات كثيرة، كالخوف من الظلام، أو المرتفعات، أو ركوب الطائرة، أو التفاعل الاجتماعي، والخوف من بعض الحيوانات، والخوف من الموت

يمكن لبعض المخاوف أن تشل قدرتك وحركتك فعليًا!. مثل: الخوف من الطيران، أو الخوف من الأماكن المغلقة كالمصاعد.
ليس في مقدور العقل البشري فعل شيء يذكر عندما يعترينا الخوف؛
الخوف طاقة مدمرة في الإنسان، وهو شعور مُعدٍ، إذا شعر شخص ما بالخوف من شيء ما، فإن هذا الخوف ينتقل إلى الآخرين.
الشيء الوحيد الذي يجب أن نخشاه هو الخوف نفسه"، ويعتمد الدور الذي يؤديه الخوف في حيواتنا على قدر ما نسمح له به أن يفعل.
كيفية التغلب على الخوف:

على الفرد أن يتذكر أن الشعور بالخوف والقلق أمر طبيعي لا بد منه في بعض المواقف وأن الحياة لن تكون مثالية دائمًا فالجميع يمر بمشاكل وتحديات. يساعد التفكير بهذه الطريقة عند الخوف وترك النفس تشعر بهذه الأحاسيس بضع دقائق مع تذكر أنها ستمر، ومن ثم القيام بنشاط ما مثل التحدث إلى صديق أو الخروج للمشي، في التغلب على الخوف وتهدئة النفس.
:os::os:

عبدالله عويد محمد
16-07-2025, 09:03 PM
مقاربة إنسانية صادقة تمسّ كلّ من اختبر ذلك الصوت الصاخب في داخله رغم صمت العالم من حوله.
الخوف، كما وصف، طاقة قد تنقذ أو تهدم، تحذر أو تشلّ، وفي كلا الحالتين، يظلّ شعورًا لا يُستهان به، لأنه من أكثر الأحاسيس التي تكشف هشاشتنا البشرية واحتياجنا الدائم للأمان.
وكأنك تضعين إصبعك على موضع الإنكار الجمعي، حيث نرتدي أقنعة الثبات بينما ينهار شيءٌ ما في دواخلنا كلما مررنا بلحظة رعب أو تهديد داخلي.
ولعل أجمل ما تضمنه طرحك هو التوازن بين فهم "الخوف كاستجابة فطرية" وفهمه كـ"عائق متضخم في واقع اليوم"، حيث لم نعد نُطارد من وحوش، لكننا نُطارد من أفكار، من احتمالات، من نظرات، ومن داخلنا أحيانًا.
وقد ذكرتِ نقطة محورية:
"يعتمد الدور الذي يؤديه الخوف في حياتنا على قدر ما نسمح له به أن يفعل"
وهذا تمامًا هو جوهر الفرق بين من يكبر بخوفه، ومن يصغر فيه.
لذا، نعم، الاعتراف بالخوف وتقبله كمرحلة مؤقتة، لا كإقامة دائمة، هو أول خطوة في تحرير ذواتنا من سطوة غير مرئية تسكننا أحيانًا أكثر من لزومها.
تقبلي مروري وتقديري

ناديه محمد الجابي
17-07-2025, 12:32 PM
حضور جميل استطاب يه النص والنفس
وقد سعدت بقراءتك المتفحصة الواعية
جاء ردك بديعا فشكرا للمرور العبق والحضور المزهر
كم تشرفت بمرورك.
:010::0014::0014:

د. وسيم ناصر
17-07-2025, 05:35 PM
طبعا رأس الحكمة مخافة الله

وذلك شيء آخر..




ولكن في نطاق الخوف الذي تتحدثين عنه

(الشيء الوحيد الذي يجب أن نخشاه هو الخوف نفسه)

صدقت... وأجدت... وأبدعت



في مقالة عادية جدا لم تحلق في الفضاء الأدبي ولم تغص في العمق العلمي بالمعنى الأكاديمي
تمر فجأة وعلى حين غرة بين السطور عبارة يمكن لها أن تخلد بين عبارات الفلاسفة والمفكرين...
(الشيء الوحيد الذي يجب أن نخشاه هو الخوف نفسه)

راقت لي جدا

شكرا جزيلا

ناديه محمد الجابي
17-07-2025, 07:20 PM
إن الخوف من الله ورجاء رحمته واجبان يلزم العبد أن يتحلى بهما،
فلا يأمن مكر الله ولا يقنط من رحمته فكما أن من صفاته الرحمة والعفو والمغفرة،
فمن صفاته أنه ينتقم وأنه شديد العقاب، لقول الله تعالى:
( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ).{الحجر:49-50}.

وهناك فرق بين الخوف الطبيعي و الخوف المرضي،
فالخوف الطبيعي يحدث كرد فعل طبيعي للحماية من المخاطر التي قد نتعرض لها، وقد تزول أعراضه مع زوال المُسبب،
أمّا الخوف المرضي فهو عبارة عن رد فعل مُفرط اتجاه أماكن أو مواقف معينة لدرجة قد تؤثر على حياة الشخص.
ويكون الخوف عادةً أكبر بكثير من الخطر الفعلي.

أجدني جد سعيدة بمرورك على موضوعي رغم إنه كماوصفت
مقالة عادية جدا لم تحلق في الفضاء الأدبي ولم تغص في العمق العلمي
أشكر لك هذا المرور الثري، ويكفيني منك ما راق لك
وأشكر لك تعليقك الغالي.
:0014::0014:

د. وسيم ناصر
18-07-2025, 10:25 AM
عذرا
الأديبة الأستاذة نادية الجابي


لم أقصد أبدا المعنى السلبي بما كتبت
وإنما كل ما قصدته أنني أثناء قراءة روتينية هادئة (لم تكن على شكل قصة أو قصيدة أو رواية ولا حتى على شكل بحث علمي) فوجئت بعبارة مذهلة أعجبتني
فكان قصدي الإطراء لا غير
سلم يراعك ودام عطاؤك أكثر وأكثر...


{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}