تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حين يصمت العدل



آمال المصري
01-08-2025, 08:46 PM
كانَ كُلُّ شَيْءٍ يَبدو عَلى ما يُرامُ،
حَتّى بَدَأَتِ الأَشْياءُ تَتَصَرَّفُ كَأَنَّها تَكْرَهُني.
الأَبْوابُ تُغْلَقُ حينَ أَقْتَرِبُ،
والطُّرُقُ تَلْتَفُّ حَوْلي كَأَنَّها تَعْلَمُ أَنِّي لا أَمْلِكُ خارِطَةً أُخْرَى.
أَبْتَسِمُ، ولَكِنَّ الهَوَاءَ لا يُجيدُ المُجامَلَة،
أَتَكَلَّمُ، فَيَعودُ إِلَيَّ صَدَى صَوْتي مُرْتَجِفًا...
كَأَنَّما يُحَذِّرُني مِن شَيْءٍ لا يَجِبُ أَنْ يُقالَ.
لا أَحَدَ يَراكَ حينَ تَنْكَسِرُ بِبُطْء،
ولا أَحَدَ يَفْهَمُ أَنَّ سُكُونَكَ لَيْسَ رِضًا،
بَلْ صُراخٌ صامِتٌ... مِن نَوْعٍ آخَر.
كُلُّ ما حَوْلَكَ يَرْتَدي القِناعَ...إلّا قَلْبَكَ،
القَلْبُ وَحْدَهُ مَن يَدْفَعُ الفاتورَةَ كامِلَةً،
عَلى طاوِلَةٍ لَمْ يَجْلِسْ إلَيْها قَطْ.
وفي زاوِيَةٍ مِن هذِهِ الحَياةِ،
يَتَدَلّى السُّؤالُ الّذي لا يُغْلَقُ:
"هَلْ كُنْتَ تَسْتَحِقُّ ما جَرَى؟
أَمْ فَقَطْ كُنْتَ الأَقْرَبَ… حينَ أَطْلَقَ القَدَرُ رَصاصَتَهُ؟"
ورَغْمَ ذلِكَ…
تَنْهَضُ.
لا لأَنَّكَ بِخَيْرٍ،
بَلْ لأَنَّكَ قَرَّرْتَ أَلّا تَكونَ مِثْلَهُمْ.
ولأَنَّكَ تَعْرِفُ — في عُمْقٍ لا يَراهُ أَحَدٌ —
أَنَّ كُلَّ ما يُخْفَى…
سَيُوزَنُ يَوْمًا،
بِدِقَّةٍ لا تُخْطِئُ.

ناديه محمد الجابي
02-08-2025, 10:34 AM
كم هى عميقة وموجعة هذه النثرية
تنبض بشعور القهرحين يصمت العدل ولا يترك خلفه إلا العبث والخذلان
صمت العدل ليس غيابا للقانون يل غيابا للضمير ،للإنصاف الذي يرد المظالم
في زمن الظلم تحاسب القلوب التي لم ترتكب شيئا لكنها كانت أصدق من اللازم
رأيت هنا أيضا وصف لمن يشعر أن الحياة تدير له ظهرها دون سبب واضح
لكنها في النهاية تمسك بيده لتقول له... انهض فالصمت ليس النهاية
بل الأنتظار العميق لمن لا يخطئ.

رحلة تجولنا فيها بين حروفك فغرقنا في اقتدار فكرك وجمال بلاغتك
وعايشنا هنا جمال اللغة وبليغ التعبير وألق الصور البلاغية.
دام إبداعك.
:001::nj::wow:

عبدالله عويد محمد
04-08-2025, 08:04 PM
كأنك تحاوري الحياة في لحظة خذلانها الكبرى
لأنك اخترت ألّا تنكسري مثلهم

هذا النص شهادة حيّة على من مرٍّ من الجمر
ولم يتفحم

أقف احترامًا لهذا العمق
ولقلبٍ ما زال يكتب، رغم كل الفواتير غير المستحقة
شكرا لهذا البهاء، ولهذا الصدق النادر.

آمال المصري
08-08-2025, 02:19 AM
كم هى عميقة وموجعة هذه النثرية
تنبض بشعور القهرحين يصمت العدل ولا يترك خلفه إلا العبث والخذلان
صمت العدل ليس غيابا للقانون يل غيابا للضمير ،للإنصاف الذي يرد المظالم
في زمن الظلم تحاسب القلوب التي لم ترتكب شيئا لكنها كانت أصدق من اللازم
رأيت هنا أيضا وصف لمن يشعر أن الحياة تدير له ظهرها دون سبب واضح
لكنها في النهاية تمسك بيده لتقول له... انهض فالصمت ليس النهاية
بل الأنتظار العميق لمن لا يخطئ.
رحلة تجولنا فيها بين حروفك فغرقنا في اقتدار فكرك وجمال بلاغتك
وعايشنا هنا جمال اللغة وبليغ التعبير وألق الصور البلاغية.
دام إبداعك.
:001::nj::wow:
قرأتُ حروفكِ ياغالية فوجدتُها امتدادًا للنص وروحه، تزيده عمقًا وتمنحه بعدًا جديدًا. التقطتِ المعنى الخفي وصغتِه بلغةٍ أنقى من الضوء، فأضفتِ على الفكرة جمالًا فوق جمالها.
امتناني لحرفكِ الذي جاء كخاتمة راقية تُزيّن العمل وتُثريه.
تحياتي

آمال المصري
08-08-2025, 02:23 AM
كأنك تحاوري الحياة في لحظة خذلانها الكبرى
لأنك اخترت ألّا تنكسري مثلهم
هذا النص شهادة حيّة على من مرٍّ من الجمر
ولم يتفحم
أقف احترامًا لهذا العمق
ولقلبٍ ما زال يكتب، رغم كل الفواتير غير المستحقة
شكرا لهذا البهاء، ولهذا الصدق النادر.
كلماتك اديبنا الفاضل ليست مرورًا على النص، بل غوصًا في أعماقه والتقاطًا لروحه في لحظة ولادتها. قرأتَ الوجع بعيون من يعرف النار، وميّزتَ الصمود بين رماد الهزيمة.
امتنانٌ لك على قراءة تحمل صدقًا يوازي صدق الحرف، وعلى إهداء النص مرآة يرى فيها ذاته أوضح.
تحياتي