المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وطأة السم



آمال المصري
26-08-2025, 01:43 AM
هُناكَ، حيثُ تَتَسَلَّلُ الكَلِمَاتُ كَسِهَامٍ مُسْمُومَةٍ، وتَنْسَلُّ الهَمَسَاتُ كَأَفَاعٍ مُخْفِيَّةٍ، تَكْبِلُ القَلْبَ بِسَلَاسِلَ مِن أَلَمٍ خَفِيٍّ، وتَخْنُقُ الرُّوحَ بصمتٍ قاتل.
ابْتَدَأَتْ بِعُذُوبَةٍ زَائِفَةٍ، عبقٌ يَغْشِي البِدَايَةَ، ثُمَّ امتَدَّ الظَّلَامُ لِيَبْتَلِعَ الثِّقَةَ وَيُذِيبَ الطُّمَأْنِينَةَ كَمَا يَذُوبُ الشَّمْعُ عَلَى نارٍ خَفِيَّةٍ. كلُّ ابتسامةٍ فَخّ، كلُّ لمسةٍ اخْتِبَار، وكلُّ وعدٍ شالٍ ثَقِيلٌ يُثَقِّلُ النَّفْسَ ويُقَيِّدُ الرُّوحَ كَمَا تُقَيَّدُ الرِّيحُ الأَشْجَارَ فِي لَيْلَةٍ عَاصِفَةٍ.
تآكَلَتِ الرُّوحُ تحت وطأةِ السمِّ، وغدا القَلْبُ خاوِيًا، يَتَهَالَكُ بَيْنَ شُكُوكٍ مُتَرَاكِمَةٍ وأَحْلَامٍ ذَائِبَةٍ، والخَوْفُ أَصْبَحَ رَفِيقًا دَائِمًا، والصَّمْتُ صَدًى لا يَنْقَطِعُ فِي أَرُوقَةِ النَّفْسِ. اللَّحَظَاتُ سُرِقَتْ كَسَرَابٍ فِي الصَّحْرَاءَ، وصُنِعَتْ مِنَ المَرْءِ ظِلًّا لِنَفْسِهِ، يَبْتَعِدُ عَن دَفْءِ العَالَمِ، وَيَرْتَجِفُ مِنْ أَيِّ لَمْسَةِ حُبٍّ.
وَحَتَّى بَعْدَ ابْتِعَادِ السُّمُومِ، بَقِيَ أَثَرُهَا الخَفِيُّ عَلَى النَّفْسِ.. نُدُوبٌ خَفِيَّةٌ، صَمْتٌ يَصْرُخُ فِي الصَّدْرِ، قُوَّةٌ خَافِتَةٌ تَبْحَثُ عَن مَسْلَكِهَا نَحْوَ الشِّفَاءِ. مَن نَجَا، أَدْرَكَ أَنَّ الحُرِّيَّةَ الحَقِيقِيَّةَ لا تَكْمُنُ فِي الهُرُوبِ مِنَ الآخَرِينَ، بَلْ فِي اسْتِعَادَةِ الذَّاتِ مِن بَيْنِ الأَنْقَاضِ، وَمَحْوِ أَثَرِ الأَيَادِي السَّامَّةِ عَنِ القَلْبِ وَالرُّوحِ، كَأَنَّ تَطْهِيرَ المَطَرِ لِلأَرْضِ بَعْدَ حَرٍّ طَوِيلٍ.
وَعِندَ عَوْدَةِ الرُّوحِ لِلتَّنَفُّسِ، اكْتُشِفَتِ الحَقِيقَةُ: أَنَّ الأَلَمَ، كُلَّ الأَلَمِ، قَدْ صُنِعَ خُيُوطًا تُنْسَجُ مِنْهَا أَجْنِحَةٌ… أَجْنِحَةٌ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ كُلِّ ظَلاَمٍ، حَمَلَتْهَا فَوْقَ السُّحُبِ، وَابْتَسَمَتِ الرُّوحُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ.
كُلُّ جُرْحٍ تَرَكَ أَثَرَهُ، لَكِنَّهُ مَنَحَ القُوَّةَ لِتَكُونَ أَكْثَرَ نُورًا، أَكْثَرَ حُبًّا، أَكْثَرَ سَلَامًا.. الأَلَمُ صَارَ مُعَلِّمًا، وَالنُّدُوبُ صَارَتْ عَلاَمَاتِ فَخْرٍ، وَالظَّلاَمُ تَحَوَّلَ جِسْرًا نَحْوَ الذَّاتِ الَّتِي لَم تُولَدْ إِلَّا مِن رَحِمِ الصِّرَاعِ.
وَفِي حَضْرَةِ الحُرِّيَّةِ المُطْلَقَةِ، تَتَجَلَّى الرُّوحُ، وَتَهْمِسُ لِنَفْسِهَا، كَمَا يَهْمِسُ البَحْرُ لِلشَّاطِئِ:
لَقَد وُلِدْتُ مِنَ الرُّمَادِ، وَطِرْتُ فَوْقَ الأَلَمِ، وَحَمَلْتُ قَلْبِي بَيْنَ أَجْنِحَتِي، فَأَصْبَحْتُ أَنَا النُّورَ الَّذِي لا يَخْبُو.

ناديه محمد الجابي
26-08-2025, 06:23 PM
قرأت نصك فوجدته رحلة تسللت فيها الكلمات كسهام مسمومة ،
كأفاع تكبل القلب بسلاسل من ألم، تغيب الثقة وتذيب الطمأنينة
إلى ولادة جديدة للروح حين تنسج من الألم خيوطا تغزل بها أجنحة
ترفعها فوق الظلام فتبتسم من جديد
ما أجمل أن ينقلب الظلام إلى جسر والجراح إلى أجنحةترفع الروح حيث
لا تصل لها يد الأذى.
هذا النص يبرهن أن الألم ليس نهاية، بل أن النور يولد من رحم الظلمات
كلماتك لبست مجرد سرد عن وجع مر، بل شهادة انتصار لروح ترفض أن تكبل
وتصر أن تولد من الرماد أكثر أشراقا فتصبح النور الذي لا يخبو.
تتقافز الصور في ركب بديع من كنوز اللغة لتنسجم جميعها في عزف فريد.
دام إبداعك.
:v1::nj::0014:

عبدالله عويد محمد
27-08-2025, 11:54 PM
حروفك أيقظت شيئا عميقا في الروح
كأنها مرآة تعكس رحلة الألم بكل تفاصيلها
ثم تهمس لنا أن الخلاص ممكن وأن النهوض حتمي

سردك انسياب بليغ بين العتمة والنور
بين الانكسار والانبعاث
حتى بدا النص لوحة مكتملة الألوان
يقرأها القلب قبل العين

دام هذا الإبداع الذي يحاكي الأرواح التائهة
ويمنحها أملا بأن الرماد قد يكون بداية ميلاد جديد.
أبدعتِ سيدتي.

آمال المصري
01-09-2025, 05:50 AM
قرأت نصك فوجدته رحلة تسللت فيها الكلمات كسهام مسمومة ،
كأفاع تكبل القلب بسلاسل من ألم، تغيب الثقة وتذيب الطمأنينة
إلى ولادة جديدة للروح حين تنسج من الألم خيوطا تغزل بها أجنحة
ترفعها فوق الظلام فتبتسم من جديد
ما أجمل أن ينقلب الظلام إلى جسر والجراح إلى أجنحةترفع الروح حيث
لا تصل لها يد الأذى.
هذا النص يبرهن أن الألم ليس نهاية، بل أن النور يولد من رحم الظلمات
كلماتك لبست مجرد سرد عن وجع مر، بل شهادة انتصار لروح ترفض أن تكبل
وتصر أن تولد من الرماد أكثر أشراقا فتصبح النور الذي لا يخبو.
تتقافز الصور في ركب بديع من كنوز اللغة لتنسجم جميعها في عزف فريد.
دام إبداعك.
:v1::nj::0014:
كلماتك فيها مرآة للنور الذي يصنعه الإحساس العميق واللغة الراقية. ليست مجرد إشادة، بل محادثة روحية؛ كل حرف منك يفتح نافذة في نصّي، ويحوّل الألم إلى أفقٍ من الطمأنينة والولادة من جديد. حضورك في النص ليس تمريرًا للكلمة، بل صنعٌ للجوهر، وشرفٌ لي أن تجد روحي صدى في أناملكِ التي تنسج من الألم أجنحة تطير بها الكلمات
شكري لكِ قليل أمام وهج لغتك وروحك، لكنّه امتنان صادق لقلبٍ يعرف قيمة الكلمة وبهاءها.
تحياتي

آمال المصري
01-09-2025, 06:05 AM
حروفك أيقظت شيئا عميقا في الروح
كأنها مرآة تعكس رحلة الألم بكل تفاصيلها
ثم تهمس لنا أن الخلاص ممكن وأن النهوض حتمي
سردك انسياب بليغ بين العتمة والنور
بين الانكسار والانبعاث
حتى بدا النص لوحة مكتملة الألوان
يقرأها القلب قبل العين
دام هذا الإبداع الذي يحاكي الأرواح التائهة
ويمنحها أملا بأن الرماد قد يكون بداية ميلاد جديد.
أبدعتِ سيدتي.
ردك الراقي لوحة تفيض حكمة وعمق، فها أنا أردد صداها بأفكار تنسج من حرير الامتنان والتقدير
كلماتكِ السامية تشق الطريق بنورٍ لا يخبو، فتضيء بذائقتكِ الرّفيعة أركان النص، حيث تنصهر العواطف في بوتقة الإلهام.
هذا اللقاء بين الحروف يُعلن ميلاد تحالف بين الروح واللغة، يرسم على صفحة الألم أجنحة الانتصار ويكتب للعقل سجلا جديدًا من الأمل.
فشكراً لكِ، لأنك جعلتِ من النص مرآة تُرى بها الحياة بألوانها المتعددة وفرصها التي لا تنضب.
تحياتي