أنس عبد القادر العيسى
30-08-2025, 10:46 PM
أَضْنَى بكَ الوَجدُ أَم أُوْذيتَ باللَدَدِ ؟
حتى رَأيتَ انْعِكاسَ الرُّوحِ في الجَسدِ
لا شَيءَ قبلَكَ أنتَ الكلُّ أَجْمَعُهُ
وَهبْتُكَ الرُّوحَ في ما ظَلَّ مِن جَسَدي
خَصْمانِ قلبي و عقلي، قال قائِلُهُم :
هذا رَشيدٌ و هذا فاقدُ الرَّشَدِ
فَهَا هُما في الهوى نِدَّانِ ما اجْتَمعا
إِلَّا لِـيَخْـتَـلِفا بـالمـــالِ و الـوَلَـدِ
فجِئْتَ أنتَ اتِّفاقَ الكُلِّ جامِعَهم
و كنتَ مُدرِكَهُم في لُجَّةِ العُقَدِ
فأَجْمَعوا أَنَّ مَن يَهواكَ ذو سَعةٍ
و أَنَّ فيكَ غَرامي غَيرُ ذي عَدَدِ
عَدْلٌ أنا فيكَ فانْظُرْ في المَدى هِمَمي
تَطْوي الجَناحَ بعيدًا عنْ جَوَى الحَرَدِ
يا أَيُّها البحرُ فيكَ الدُّرُّ مُكتَنَزٌ
و لَستُ أَرْجو سوى شَيءٍ مِنَ الزَّبَدِ
لا أُنْكِرُ الفَضلَ حاشا أَنْ أَكونَ على
نُكْرانِهِ مُقدِمًا مَهْما طَغى جَلَدي
و كيفَ أُنكِرُ رُؤْيا بالكَرى بَزغَتْ
وَفَدْتُ فيها و مَن أهواهُ لَمْ يَفِدِ
كلُّ الكواكبِ فيها تَحْتفي طَرَبًا
و الشَّمسُ و البَدرُ جَذْلانانِ مِنْ سَعَدِ
فقالَ يعقوبُ في أُذْنَيَّ مُبتسِمًا
إِياكَ أَنْ تَقصُصَ الرُّؤيا على أَحَدِ
قد يُنْكِرُوكَ و هذا الطَّبعُ دَيدَنُهُمْ
و قَدْ يَكيدونَ كيدَ الفُجْرِ و الحُقُدِ
قالَ البُصَيريُّ لمَّا ضاقَ خافِقُهُ
(قد تُنكِرُ العينُ ضوءَ الشَّمسِ مِنْ رَمَدِ)
و طُورُ مُوسى على كَفِّي أُقَلِّبُهُ
فيَصْرُخُ القَلبُ بِسْمِ الواحدِ الصَّمَدِ
و جَاهُ حُبِّكَ تَوراتي و مِنْسأَتي
أَهُشُّ فيها جِراحي في لَظَى الأَبَدِ
فابْعَثْ وَزيرًا إذا ما الدَّهرُ فَرَّقَنا
أَزْدَدْ بهِ جَلَدًا ، أُشْدُدْ بهِ عَضُدي
بَيني و بَينَكَ ما لا عينَ تُبصِرُهُ
كالوِدِّ بينَ أَميرِ القومِ و الجُنُدِ
كلُّ التَّفاسيرِ قالتْ و هْيَ صادقةٌ
لا تُثبِتُ الشُمَّ إِلَّا شِدَّةُ الوَتَدِ
و جِئتَ تَمْشي و تَحتَ النَّعْلِ كم شَمَمٍ
تَرْتدُّ مِن هَيبةِ الرَّاقينَ و الصُّعُدِ
فكيفَ يَثبُتُ قلبٌ أَنتَ ساكنُهُ
و ما رَأَيْنا ثَبَاتًا مِن ذُرَى أُحُدِ ؟
كَلْمى هيَ الرُّوحُ سالتْ مِن هواكَ دَمًا
و لَمْ تَعِشْ مُذْ عَرفْتُ الحُبَّ في رَغَدِ
يَطالُها أَلْفُ شَيطانٍ و زَنْدَقةٍ
فتَقْتَفي إِثْرَهُم طَيشًا على عَمَدِ
فأَدْفَعُ الشَّرَّ في قولٍ وفي عَمَلٍ
وأَطْلُبُ العَونَ بالمُخْتارِ في مَدَدِ
قَبَّلتُ بابَكَ لا حُزنًا و لا فَرَحًا
و بي انْدِهاشُ قَديمٍ ضاقَ بالجُدُدِ
فأَنْكَروني و قالوا لا مَقامَ لهُ
مِثلُ الحَديثِ الذي ما صَحَّ بالسَّنَدِ
ولَمْ يَكُنْ في الهوى خِلِّي أَبو لَهَبٍ
ولَمْ أَكُنْ حَامِلًا حَبْلًا مِنَ المَسَدِ
أَنَّى أَسِيرُ أَرى وَجهًا على صُوَرٍ
و أَنتَ وَجهُكَ مِثلُ النَّقشِ فَي خَلَدِي
لو أَجْمَعتْ هَذهِ الدُّنيا لتَحْذفَهُ
ستَنطِقُ الرُّوحُ هذا فِلْذةُ الكَبِدِ
جَمرُ الهوى مُحْرِقٌ لكنْ سأَحْملُهُ
إِذْ صِرتُ أَمْزُجُ حَرَّ الجَمرِ بالبَرَدِ
و ما أنا غيرُ حَلَّاجٍ يُطاوِعُهُ
حُبُّ النَّقيضَينِ مِن تِيهٍ و مِن رَشَدِ
و لَمْ أَكُنْ في فُنُونِ الشِّعرِ نابِغةً
لكي تَكونَ ذُرى العَلياءِ طَوعَ يَدي
حتى رَأيتَ انْعِكاسَ الرُّوحِ في الجَسدِ
لا شَيءَ قبلَكَ أنتَ الكلُّ أَجْمَعُهُ
وَهبْتُكَ الرُّوحَ في ما ظَلَّ مِن جَسَدي
خَصْمانِ قلبي و عقلي، قال قائِلُهُم :
هذا رَشيدٌ و هذا فاقدُ الرَّشَدِ
فَهَا هُما في الهوى نِدَّانِ ما اجْتَمعا
إِلَّا لِـيَخْـتَـلِفا بـالمـــالِ و الـوَلَـدِ
فجِئْتَ أنتَ اتِّفاقَ الكُلِّ جامِعَهم
و كنتَ مُدرِكَهُم في لُجَّةِ العُقَدِ
فأَجْمَعوا أَنَّ مَن يَهواكَ ذو سَعةٍ
و أَنَّ فيكَ غَرامي غَيرُ ذي عَدَدِ
عَدْلٌ أنا فيكَ فانْظُرْ في المَدى هِمَمي
تَطْوي الجَناحَ بعيدًا عنْ جَوَى الحَرَدِ
يا أَيُّها البحرُ فيكَ الدُّرُّ مُكتَنَزٌ
و لَستُ أَرْجو سوى شَيءٍ مِنَ الزَّبَدِ
لا أُنْكِرُ الفَضلَ حاشا أَنْ أَكونَ على
نُكْرانِهِ مُقدِمًا مَهْما طَغى جَلَدي
و كيفَ أُنكِرُ رُؤْيا بالكَرى بَزغَتْ
وَفَدْتُ فيها و مَن أهواهُ لَمْ يَفِدِ
كلُّ الكواكبِ فيها تَحْتفي طَرَبًا
و الشَّمسُ و البَدرُ جَذْلانانِ مِنْ سَعَدِ
فقالَ يعقوبُ في أُذْنَيَّ مُبتسِمًا
إِياكَ أَنْ تَقصُصَ الرُّؤيا على أَحَدِ
قد يُنْكِرُوكَ و هذا الطَّبعُ دَيدَنُهُمْ
و قَدْ يَكيدونَ كيدَ الفُجْرِ و الحُقُدِ
قالَ البُصَيريُّ لمَّا ضاقَ خافِقُهُ
(قد تُنكِرُ العينُ ضوءَ الشَّمسِ مِنْ رَمَدِ)
و طُورُ مُوسى على كَفِّي أُقَلِّبُهُ
فيَصْرُخُ القَلبُ بِسْمِ الواحدِ الصَّمَدِ
و جَاهُ حُبِّكَ تَوراتي و مِنْسأَتي
أَهُشُّ فيها جِراحي في لَظَى الأَبَدِ
فابْعَثْ وَزيرًا إذا ما الدَّهرُ فَرَّقَنا
أَزْدَدْ بهِ جَلَدًا ، أُشْدُدْ بهِ عَضُدي
بَيني و بَينَكَ ما لا عينَ تُبصِرُهُ
كالوِدِّ بينَ أَميرِ القومِ و الجُنُدِ
كلُّ التَّفاسيرِ قالتْ و هْيَ صادقةٌ
لا تُثبِتُ الشُمَّ إِلَّا شِدَّةُ الوَتَدِ
و جِئتَ تَمْشي و تَحتَ النَّعْلِ كم شَمَمٍ
تَرْتدُّ مِن هَيبةِ الرَّاقينَ و الصُّعُدِ
فكيفَ يَثبُتُ قلبٌ أَنتَ ساكنُهُ
و ما رَأَيْنا ثَبَاتًا مِن ذُرَى أُحُدِ ؟
كَلْمى هيَ الرُّوحُ سالتْ مِن هواكَ دَمًا
و لَمْ تَعِشْ مُذْ عَرفْتُ الحُبَّ في رَغَدِ
يَطالُها أَلْفُ شَيطانٍ و زَنْدَقةٍ
فتَقْتَفي إِثْرَهُم طَيشًا على عَمَدِ
فأَدْفَعُ الشَّرَّ في قولٍ وفي عَمَلٍ
وأَطْلُبُ العَونَ بالمُخْتارِ في مَدَدِ
قَبَّلتُ بابَكَ لا حُزنًا و لا فَرَحًا
و بي انْدِهاشُ قَديمٍ ضاقَ بالجُدُدِ
فأَنْكَروني و قالوا لا مَقامَ لهُ
مِثلُ الحَديثِ الذي ما صَحَّ بالسَّنَدِ
ولَمْ يَكُنْ في الهوى خِلِّي أَبو لَهَبٍ
ولَمْ أَكُنْ حَامِلًا حَبْلًا مِنَ المَسَدِ
أَنَّى أَسِيرُ أَرى وَجهًا على صُوَرٍ
و أَنتَ وَجهُكَ مِثلُ النَّقشِ فَي خَلَدِي
لو أَجْمَعتْ هَذهِ الدُّنيا لتَحْذفَهُ
ستَنطِقُ الرُّوحُ هذا فِلْذةُ الكَبِدِ
جَمرُ الهوى مُحْرِقٌ لكنْ سأَحْملُهُ
إِذْ صِرتُ أَمْزُجُ حَرَّ الجَمرِ بالبَرَدِ
و ما أنا غيرُ حَلَّاجٍ يُطاوِعُهُ
حُبُّ النَّقيضَينِ مِن تِيهٍ و مِن رَشَدِ
و لَمْ أَكُنْ في فُنُونِ الشِّعرِ نابِغةً
لكي تَكونَ ذُرى العَلياءِ طَوعَ يَدي