اسكتوا يا شعراء العصر.

[ناديه محمد الجابي]

اسكتوا يا شعراء العصر


كنت ليل البارحة ..
ألمح العزة في راحة فلاح
وأهداب فتاة صالحة
ألمح القوة في تلك الوجوه الكادحة


كنت ليل البارحة
أشرب الليل دموعا سافحة
أبصر الحزن رؤى غادية نحوي ..
وأخرى رائحة
ألمح الذل على كل الوجوه الكالحة


كنت ليل البارحة
أسمع الصخرة تبكي ..
وشفاه المسجد الأقصى تناجيني وتحكي ..
كيف يا مسجدنا الأقصى ..
تناجيك العصافير التي ..
تقبع في سجن الطيور الجارحة


كنت ليل البارحة
راحلا من أرض أحزاني ..
إلى أرض شجوني
لم أكن أبصر نعشا
حينما سافرت من حزني ..
إلى حزني
ولا ابصرت جثمان الرجولة
لا .. ولا أبصرت أشلاء الفضيلة
إنما ..
شاهدت قبرا
واهن التربة مفتوحا ..
وأطفالا صغارا يقرؤون الفاتحة
قلت : من هذا المسجى بينكم ..؟؟
أخبروني ..
أنها العزة قد ماتت مساء البارحة !
حينها شاهدت آلاف اليهود استوطنوا
وملايين الضحايا النازحة
فتلفعت بحزني ..
وقرأت الفاتحة


كنت ليل البارحة
أرقب الفجر فلم يأتي ..
ولم تهتف عصافير الصباح الصادحة
كنت استصغي ..
لأشعار الذين ابتكروا بعض المعاني الفاضحة
ويلهم كم يلحدون
كم يريقون دم الشعر بما يبتكرون
أي فن يدعون
برئت من فنهم ذمة تاريخ الفنون
ويلكم يا شعراء العصر
مما تنشدون
يا دعاة الزيف ..
يا تجار تجار المجون
اسكتوا يا شعراء العصر
عيشوا في مغارات الصبايا ..
استنشقوا منها قبيح الرائحة
اشربوا منها صديد الإثم
نيران المعاصي اللافحة
اسكتوا ..
عن قدسنا الغالي ..
فلن يسمع شعر العابثين
قدسنا أكبر من أن ..
يصرف السمع إلى صوت انحراف الماجنين


اسكتوا يا شعراء العصر
ذوبوا في لهيب النزوات الجامحة
اسكتوا..
إني أرى الأقصى ..
يدير المقلة اللهفى ..
إلى ضوء الرشاد
إنه ينتظر البسمة ..
في ثغر الجهاد
إنه يرقب أفكار العقول الراجحة
إنه ينتظر الطفل الذي ..
يتلو من الأنفال ما ..
يحفظ بعد الفاتحة .


‫#‏عبدالرحمن_العشماوي‬