خالد أبو اسماعيل
12-10-2025, 10:23 AM
الكلام نوعان حقيقة ومجاز والحقيقة هي استعمال الكلمة فيما وضعت له في اللغة مثل أن تقول جرى زيد فكلمة جرى بمعناها في قواميس اللغة أما لو قلت جرى الجبل فكلمة جرى ليست بمعناها في اللغة ولكنها بمعنى مجازي والمجاز مجاز عقلي في الإسناد مثل أن تقول جرى النهر فتسند الجري الى النهر وهذا غير حقيقي لأن الذي جرى هو ماء النهر وليس النهر وأصل الجملة جرى الماء في النهر لأن الفعل أسند الى المكان مكان وقوع الفعل فالمجاز هنا في إسناد الفعل للفاعل ولبس في الكلمة مثل جرى الجبل فهذه استعارة استعار الجري للجبل .
ومجاز لغوي وهو الاستعارة والكناية والمجاز المرسل ومايهمنا هو المجاز المرسل وهو استعمال كلمة في موضع كلمة لعلاقة غير المشابهة مثل رعى الحصان المطر فالمطر كلمة مستخدمة غي موضع كلمة العشب لعلاقة السببية أي المطر سبب لوجود العشب وكقوله تعالى(وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ۚ)فكلمة رزقا مستخدمة في موضع كلمة المطر لأن المطر هو الذي ينزل من السماء فينبت الزرع الذي هو الرزق والعلاقة هنا المسببية أي أن الرزق مسببب من المطر وهكذا .
ومما ينسب الى المجاز المرسل أسلوب يسمى المشاكلة وهو مما اختلف فيه المسلمون في باب الأسماء والصفات وملخصه مثل قوله(يخادعون الله وهو خادعهم)هل الله سبحانه يخدع؟طبعا لا ولذلك نفسر(خادعهم)بالمشاكلة أي شاكل لفظيا(يخادعون)لكن مثل(ويمكرون ويمكر الله)هل يمكر الله سبحانه وتعالى ومنه كذلك(تعلم مافي نفسي ولا أعلم مافي نفسك)هل الله سبحانه وتعالى نفس؟أم ان هناك مشاكلة؟
وللمشاكلة تفسيران تفسير أنها مجاز مرسل علاقته المشاكلة والآخر هو المهم:
قال تعالى(وجزاء سيئة سيئة مثلها)
سيئة الأولى حقيقة وسيئة الثانية مجاز مرسل لان معناها عقوبة هكذا:
وجزاء سيئة عقوبة مثلها
ثم حذفت كلمة عقوبة بلفظها ومعناها ووضع في موضعها كلمة سيئة بلفظها ومعناها لغرض المشاكلة في اللفظ وهذا رأي من رأيين في تفسير المشاكلة.
والرأي الثاني هو أن كلمة عقوبة تجردت من حروفها العين والقاف والواو والباء والتاء المربوطة فصارت معنى بلا لفظ ثم لبست حروف كلمة سيئة السين والياء والهمزة والتاء المربوطة وهذا شيء فريد في اللغة العربية لانظير له وليس موجودا الا في المشاكلة فقط .
والغرض من المشاكلة هو المساواة التامة مثل الآية(وجزاء سيئة سيئة مثلها)كلمة(مثلها)دلالتها على المساواة التامة واضحة بحيث أن المذنب لو زيد في عقوبته عن سيئته مقدار ذرة تحول من ظالم الى مظلوم .
وربي اللغة العربية عظيمة جدا لأنه لتحقيق مبدأ المساواة التامة تجردت كلمة(عقوبة)من حروفها ولبست حروف كلمة(سيئة)فصارت الكلمة ٥٠٪ للمعنى(عقوبة) و ٥٠٪ للفظ(سيئة) فتحقق مبدأ المساواة التامة .
فإذا كان هذا في اللغة فكيف في البشر .
هذه الأمة أمة عظيمة لاتستمد مبادئها من دينها فقط بل من لغتها أيضا وهذه اللغة تهيأت لتكون وعاءا للقرآن الكريم ومن هنا أتتها العظمة لأنه بها تحقق إعجاز القرآن الكريم.
والله أعلم
ومجاز لغوي وهو الاستعارة والكناية والمجاز المرسل ومايهمنا هو المجاز المرسل وهو استعمال كلمة في موضع كلمة لعلاقة غير المشابهة مثل رعى الحصان المطر فالمطر كلمة مستخدمة غي موضع كلمة العشب لعلاقة السببية أي المطر سبب لوجود العشب وكقوله تعالى(وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ۚ)فكلمة رزقا مستخدمة في موضع كلمة المطر لأن المطر هو الذي ينزل من السماء فينبت الزرع الذي هو الرزق والعلاقة هنا المسببية أي أن الرزق مسببب من المطر وهكذا .
ومما ينسب الى المجاز المرسل أسلوب يسمى المشاكلة وهو مما اختلف فيه المسلمون في باب الأسماء والصفات وملخصه مثل قوله(يخادعون الله وهو خادعهم)هل الله سبحانه يخدع؟طبعا لا ولذلك نفسر(خادعهم)بالمشاكلة أي شاكل لفظيا(يخادعون)لكن مثل(ويمكرون ويمكر الله)هل يمكر الله سبحانه وتعالى ومنه كذلك(تعلم مافي نفسي ولا أعلم مافي نفسك)هل الله سبحانه وتعالى نفس؟أم ان هناك مشاكلة؟
وللمشاكلة تفسيران تفسير أنها مجاز مرسل علاقته المشاكلة والآخر هو المهم:
قال تعالى(وجزاء سيئة سيئة مثلها)
سيئة الأولى حقيقة وسيئة الثانية مجاز مرسل لان معناها عقوبة هكذا:
وجزاء سيئة عقوبة مثلها
ثم حذفت كلمة عقوبة بلفظها ومعناها ووضع في موضعها كلمة سيئة بلفظها ومعناها لغرض المشاكلة في اللفظ وهذا رأي من رأيين في تفسير المشاكلة.
والرأي الثاني هو أن كلمة عقوبة تجردت من حروفها العين والقاف والواو والباء والتاء المربوطة فصارت معنى بلا لفظ ثم لبست حروف كلمة سيئة السين والياء والهمزة والتاء المربوطة وهذا شيء فريد في اللغة العربية لانظير له وليس موجودا الا في المشاكلة فقط .
والغرض من المشاكلة هو المساواة التامة مثل الآية(وجزاء سيئة سيئة مثلها)كلمة(مثلها)دلالتها على المساواة التامة واضحة بحيث أن المذنب لو زيد في عقوبته عن سيئته مقدار ذرة تحول من ظالم الى مظلوم .
وربي اللغة العربية عظيمة جدا لأنه لتحقيق مبدأ المساواة التامة تجردت كلمة(عقوبة)من حروفها ولبست حروف كلمة(سيئة)فصارت الكلمة ٥٠٪ للمعنى(عقوبة) و ٥٠٪ للفظ(سيئة) فتحقق مبدأ المساواة التامة .
فإذا كان هذا في اللغة فكيف في البشر .
هذه الأمة أمة عظيمة لاتستمد مبادئها من دينها فقط بل من لغتها أيضا وهذه اللغة تهيأت لتكون وعاءا للقرآن الكريم ومن هنا أتتها العظمة لأنه بها تحقق إعجاز القرآن الكريم.
والله أعلم