المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعاني النحوية لحذف المفعول به



خالد أبو اسماعيل
13-10-2025, 06:02 PM
المفاعيل خمسة منها المفعول به وسماه العلماء بهذا الاسم على معنى أنك لو قلت:
ضرب زيدٌ عمراً
فعمرا هو المفعول على معنى :
فعل زيدٌ بعمروٍ الضرب
فعمرو مجرور بالباء ولذلك سموه مفعول به .
هذا المفعول به قد يحذف وهنا أصل ينبغي أن تحفظه وتفهمه وتتقن تطبيقه على الجمل في النصوص إذا كنت ممن يحلل النصوص :
حذف المفعول به على نوعان:
الأول: إنقاص الفعل رتبة
إذا كان الفعل متعديا لمفعول واحد فهذا يعني أن للفعل رتبتان أصليتان يرفع الفاعل وينصب مفعولا به واحدا مثل :
ضرب زيدٌ عمراً
الفعل ضرب رفع زيدا فاعلا ونصب عمرا مفعولا به .
فصار المعنى مقيدا بالمفعول به هكذا :
فعل زيد الضرب بعمرو
الضرب الذي وقع من زيد مقيد بالمفعول به أي وقع على عمرو .
فإذا أردنا ألا نقيد المعنى بالمفعول به حذفنا هذا المفعول به(عمرا)ولانقدره في الإعراب لأننا نوينا إنقاص الفعل رتبة وجعله لازما أي لاينصب مفعولا به وذلك مثل قولهم:
إذا ضربت فأوجع
لما حذفنا مفعول(ضرب)بقصد جعل الفعل لازما نتج هذا المعنى النحوي لهذا الحذف:
إذا فعلت الضرب فافعل الإيجاع
وكما لاحظت ايها القارئ أن المعنى توجه الى الحدث(الضرب).
لكن لوقلنا:
إذا ضربت زيدا فأوجعه
صار الحدث(الضرب)مقيدا بوقوعه على زيد وتوجه الحدث إليه هكذا:
إذا فعلت الضرب بزيد فافعل به الإيجاع
قال تعالى(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون):
يعلمون ماذا ولايعلمون ماذا ؟
كلا الفعلين مفعوله محذوف لجعل الفعل لازما لأن الفعل يعلم متعدي لمفعول به واحد وكان هذا الحذف لجلب هذا المعنى:
هل يستوي االعالم وغير العالم
أي ان الغرض يتعلق بالذي يعلم وليس بالمعلوم لاحظ:
هل يستوي الذي يعلم النحو والذي لايعلم النحو
ذكر المفعول به(النحو)جعل الغرض من الكلام يتوجه الى المعلوم(النحو)أي الشخص الذي يعلم النحو .
يقول تعالى:
(وأضل فرعون قومه وماهدى)
(واضل فرعون قومه)
المعنى هو:فعل فرعون بقومه الإضلال
لأن الفعل أضل يتعدى الى مفعول به واحد وذكر هذا المفعول جعل الخدث(الإضلال)يتوجه الى هذا المفعول به.
(وما هدى)
مفعوله حدث لجعل الفعل لازما وإن كان معلوما من العطف والسياق أنه لم يهد قومه لكن حذف هذا المفعول لمعنى زائد على هذا المعنى(وماهدى قومه):
هو أن الهداية لا تأتي من فرعون أي انه ليس مصدرا للهداية.
البلاغة في هذا المعنى الزائد فتنبه لهذا أيها القارئ.
النوع الثاني لحذف المفعول به:
ألا ينقص الفعل رتبة
أي نحذف المفعول به ونقدره في الإعراب ويكون لحذفه غرضا بلاغيا كقوله تعالى:
(ماودعك ربك وماقلى)
التقدير: وماقلاك
لايمكن أن يكون حذف المفعول به هنا لجعل الفعل لازماً هكذا(وماقلى)لأن المعنى يصير أن الله سبحانه وتعالى ما قلى أحدا وهو سبحانه وتعالى قد لعن إبليس وطرده من رحمته .
والغرض من حذف هذا المفعول به هو المحافظة على الفاصلة القرآنية مثل التي تسمى في الشعر القافية وهو واضح الا أنه لابد أن يكون هناك معاني نحوية أكثر مثل ألا يقع الفعل على الضمير العائد الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
فائدة مهمة:
ذكر الفعل والفاعل والمفعول به له ثلاث حالات:
أولا: أن يتعلق الغرض بالفعل فقط بدون الفاعل ولا المفعول به هنا تأتي بفعل كون عام مثل:حصل أو حدث ثم تأتي بمصدر الفعل فتجعله فاعلا تقول مثلا:حدث سوء فهم .
لكن لو كان الغرض يتعلق بالفاعل والمفعول به تقول:أساء زيد فهم عمرو . فتأتي بالفعل كماهو والفاعل والمفعول.
ثانيا: إذا كان الغرض يتعلق بالفعل وفاعله فقط فإنك تحذف المفعول به إن كان الفعل متعديا لمفعول به واحد أو تحذف أحد المفعولين إن كان الفعل يتعدى الى مفعولين كقوله تعالى؛
(علم القرآن)
هذا فعل ينصب مفعولين يدل على ذلك أنه قال بعد ذلك(علمه البيان)فالهاء هي المفعول الأول والبيان هو المفعول الثاني ولكن لما كانت الآية(علم القرآن)الغرض فيها هو تعليم القرآن حذف المفعول الثاني(أي الذي سيتعلم القرآن)وهو الإنسان .
ثم لما ذكر الإنسان(خلق الإنسان)لم يحذف المفعول(علمه البيان)فلم يقل(علم البيان)لأن الغرض لايتعلق بتعليم البيان ولكن بتعليم الإنسان البيان الذي يعينه على أداء المهمة التي خُلِق لها(تعلم القرآن).
الثالث:ان يتعلق الغرض بالفعل والفاعل والمفعول به
وهنا لايحذف المفعول وإذا حُذف يتم تقديره في الإعراب كقوله تعالى(والله يدعو الى دار السلام)الفعل(يدعو)مفعوله محذوف يدعو من ؟
يجب ان نقدر المفعول المحذوف في الإعراب لأننا اذا لم نقدره في الإعراب يصير المعنى أن الله سبحانه وتعالى يدعو كل شيء الى دار السلام الجبال والأشجار والملائكة فنقدر هذا المفعول:والله يدعو جميع عباده الى دار السلام لأن الغرض من حذف المفعول به هنا هو التعميم على عباد الله .
من المفاعيل الشهيرة في الحذف مفعول المشيئة في أسلوب الشرط مثل :
لو شئتُ لضربته
أي لو شئتُ ضربه لضربته
فهذا يحذف دائما وذكره ليس بليغا ولايذكر الا في حالة واحدة إذا كان لايفهم من جواب الشرط مثل:
لو شئت أن أبكي صبابة لبكيت
لو قلت:لو شئت لبكيت
لم يفهم معنى البكاء صبابة ولذلك يجب ذكر المفعول به هنا .
والله أعلم