المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عائد الى حيفا ... عائد الى بغداد



عبدالسلام العطاري
15-04-2003, 10:53 PM
http://www.alsakher.com/modules/My_eGallery/gallery/photos/comic/politics/naji36.jpg
عائد الى حيفا...عائد الى بغداد
:
بين غسان كنفاني والوطن حالة عشق وحكاية طويلة ،خبأتها حبة برتقال يافاوية واكتست من لونها حبة زيتون مزروعة في تلال وجبال نابلس تعانق الشمس وتشرب من عين الحقيقة ومن جداول تستحم في انهار الوطن ،حكاية يرددها الحصّادون على البيادر في ليلة فلسطينية عاشقة لموسم الحصاد.
حين تجلت روعة كنفاني بروايته عائد الى حيفا كان الحلم الطويل الذي داعب غسان طوال رحلة الشقاء ورحلة التهجير والتشريد ورحلة اللاعودة إلى الجغرافيا والعودة الى وطن الحلم وبقاء وطن الحقيقة على مذبح الحرية يسجل روايته بالدم وبالتضحية .
غسان وغيره ممن كتبوا في الأدب المقاوم ،الأدب الذي حرك الثورة بقدر ما كانت الثورة تحترق على طريق العودة وعلى طريق الرغبة بالخلاص ليكون وطن الحقيقة هو ذاته الشمس التي تلاقح الأرض المتعطشة للحرث كي تنبت سنابل القمح على يد أهلها وليكون الزعتر الفلسطيني نار تحرق من لا يقدر على طعمه.
هكذا كان الوطن المحتل وهكذا كان القلم وهكذا كانت ومزالت طريق الحرية المعبدة بالأشواك وبالأسلاك الشائكة .

قدرنا ان تكون هناك حيفا المحتلة لنكتب عنها ويكتب غسان عائدته الى حيفا،قدرنا ان تكون فلسطين رباط للجهاد، وللنضال وقدرنا ان يكون صراعنا ليس فقط على حدود كما يظن البعض بقدر ما هو صراع تاريخ ووجود ودين ... لذلك كان أدب المقاومة الفلسطينية، وكان أدباء المقاومة، وأقلام محرّضة على الثورة وعلى الاستمرار بالمقاومة .
والسؤال هنا من سيكتب رواية عائد الى بغداد؟!ومن سيكون كنفاني العراق ؟!
ولماذا فرض على بغداد ان يكون هناك من يكتب لها ،إن وجد ؟! ومن رغب بأن يكون للعراق غسانه؟! حيث كنا نكتب للوطن المحتل لحيفا ويافا والرملة والقدس وغزة من بغداد ، وننشد للوطن المحتل من بغداد ونهتف للقدس في شوارع بغداد !،والحكمة كما قيلت إن أردت أن تكون شاعرا او كاتبا عليك أن تعرّج على مرابد بغداد الشعرية والادبية ، وان تقف في حضرة عبق التاريخ والحضارة وتستنشق رحيق حروف التاريخ المرصعة في كل زاوية بغدادية و بابلية .
من عائد إلى حيفا...( إلى ) إلى عائد بغداد تصبح عين الحقيقة في مربعها الكبير مربع لا يمتلك سوى ان المدن التي تحفل بالمجد وبالتاريخ المجيد مجرد رواية ومجرد حكاية وسنبقى نغني لوطن الحلم والحقيقة وحدها تدفع الثمن ،واي ثمن ؟!!
وما اصعب حين تصبح مدننا حكاية للشعراء ورواية للأدباء فقط حين يكون مهرها الدم دون سواه .
ومن بغداد التي كانت تكتب فيها الرواية الى بغداد التي اصبحت هي الرواية والحكاية تكون الصورة الكاملة تحتاج الى دمشق .
:
عبد السلام العطاري

نسرين
16-04-2003, 06:58 AM
الرائع دائماً / عبد السلام العطاري
اخي ماذا اقول ما كتبت نعم بغداد عاصمة الخلافة العباسية
بغداد ارض الرشيد
بغداد ملهم الشعراء والكتاب
بغداد كنا فيها نهتف ونهتف لاجل فلسطين ولاجل الاحرار
ولاجل العودة
وبغداد الان حيث حنا هناك نهتف بالعودة
من سيصرخ إنا عائدون إلى بغداد؟
ومن بعدها من سيصرخ انا عائدون لدمشق الشام
ومن سيليها من ارض الحضارات والتاريخ والاثار

سلمت وسلم غاليك اخي عبد السلام
سلمت يا جيفارا فلسطين

نسرينه

ياسمين
17-04-2003, 12:52 PM
من تحت الانقاض
ومن بين الدمار
ومن بين حطام بغداد
سيأتى يوما من يكتب عن بغداد
منها وليس غريبا عنها
بغداد كانت ومازلت الارض التى نبت فيها
العديد والعديد من الادباء والشعراء
لا تيأس عزيزى
وان كنا نهتف اليوم بفلسطين وبغداد
فسوف يأتى اليوم الذى نكتب فيه من قلب بغداد وفلسطين
لا تيأس ان نصر الله قريب مهما طال زمن القهر

شكرا لك جيفارا
لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

عبدالسلام العطاري
22-04-2003, 07:55 PM
جدلية الخوف تقتضي ان نقف تحت مجهر الرغبة بالانتصار
لأنها جدلية ضد الجُبن والهوان والخوف حين يتملكنا وحالنا تكون صادقة ،عندها تتجلى مشاعر تحمل في طياتها التحدي ومعايير تتوافق مع حالة الانعتاق من القيود وسياسة التكبيل التي تتقنها الانظمة العربية الرديئة .
اعالج السؤال بالسؤال حين يكون هناك كنفاني لبغداد حينها ستغرق حبيبات التمر وتتبلل سعفات نخيل في شط العرب ومابين الاهوار والاهواز ...نقطة في الظاهر ...ودهر في (حفر) الباطن ......نسرين !!! تحياتي لك .

د. سمير العمري
25-04-2003, 06:35 PM
أخي جيفارا:

قد لا تكون بغداد بحاجة إلى ما قلت كما لم تكن حيفا ويافا والقدس والرملة بحاجة إلى أكثر من ساعد كمي وقلب أبي ... إن مسألة تهاويم الثقافة والفكر تستفزني وتستعديني حين يصبح الأدب عبث وإن لبس ثوباً مخملياً أو اختفى خلف قناع ثوري ...

ما نحتاجه هو الفعل قبل القول وإلى كتاب مفكرين يحملون الحق لا يحلمون به ويصدقون النية لا يقصدون الهدية. نحتاج أقلاماً كالسيوف مدادها دم لا أقلاماً عاجية مدادها زخارف من حرف وصور من ترف.

القدس وبغداد وكل شبر من أرضنا وكل نقطة دم من شعوبنا تحتاج إلى الشهيد ... شهيد السيف وشهيد الكلمة ....

تحياتي وتقديري

يوسف الحربي
04-05-2003, 10:43 AM
سيدي المناضل جيفارا ..
وسيخرج من بين نخيل بغداد ونهرها ..بغداد العلم والثقافة ..سيخرج ألف كنفاني يتحدث عن المأساة وحجم الجريمة التي نفذها الأعداء والخونة على حد سواء ..سيكون في بغداد مقاومة ثقافية كما هي مقاومة عسكرية ..سيحارب المثقفون النبلاء بأقلامهم ودماءهم ومدادهم ..
تحياتي وتقديري لك صديقي الحبيب ..

عبدالسلام العطاري
04-05-2003, 11:49 PM
ياسمينة الواحة
:
من تحت الانقاض يطل طائر الفينيق دائما
يحمل بيارق الثورة وحالة التمرد
يجدّل عشقه على اطرافالارض المتجمدة فينا
على صوت وترنا النائم
لذلك اقتضى دائما من يكون الفعل المحرك للثورة
الفعل المحرك للتحريض
المحرك ......دائما هو الانسان الراغب بالحياة في اعلى القمم .
:
تحياتي لك

عبدالسلام العطاري
05-05-2003, 12:28 AM
اخي الاستاذ سمير ،بصدق ما دفعني بتأخري عن الرد هنا هو انني كنت ادخل وأقرأ مداخلتك على الموضوع ،واعود الكرة دائما على هذه الحال ،وكنت أسأل نفسي ما الذي يدفع الاخ العزيز سمير الى هذا التصور الذي كتبته ؟وكنت اجد الجواب في بعض الاحيان ولكن لم اكن استيطع ان اقنع نفسي به ,لماذا نقلل من شأن ادب الثورة وكلنا يعرف غسان كنفاني وان اختلفت ايدلوجيته او توجهاته الفكريه معك اخي سمير او مع البعض الاخر؟!! وكلنا يعرف او من تابع او كان يتابع ادب غسان كنفاني المحرض والمحرك للثورة والعمل الفدائي ايضا .
وفي الحقيقة ما كنت اهدف به هو حالة الادب التي كانت تكتنز بها بغداد على وجه الخصوص وما رأيناه وما وجدناه من حالة اعدام جرت للثقافة والحضارة كحالة الاعدام االتي جرت بحق النظام السياسي ،وحالة التصفية للمخزون التراثي والفكري والادبي الذي كان يعتبر وبحق من اهم المقتنيات في متاحف ومكتبات بغداد .ومن هنا وجدت نفسي اكتب عن حالتنا نحن حين افاق الشعب الفلسطيني على نكبته الاولى العام 1948 وكيف وجد الادب الفلسطيني المقاوم وكان له تأثيره ودوره على الحركة النضاليه بشكلها العام ودوها في التحريض والتحشيد . وأظن ان الكثير من الاقلام لم تكن يالا صديقي تختفي خلف الاقنعة الثورية ولا تتستر او تتووارى خلف ستار العمل الفدائي وكلنا يعلم لماذا اغتال الموساد الصهيوني كنفاني .
:
اخي سمير ارجوك ان لاتحاكم الامور دائما من خلال نظرة احادية ولا تحمّل الاشياء اكثر ما تحتمل ....
وكما اتفقنا لا يفسد (الاختلاف ) لا الخلاف للود قضية .
احترم رايك وان لم اوافقه .

د. سمير العمري
05-05-2003, 09:47 PM
أخي الحبيب جيفارا:

سعيد أنا بك ...

نعم لنتفق على ما كررناه مراراً ولتكن المرة الأخيرة الآن التي نعلن فيها أن شعار الواحة وشعارنا هو نرحب بالاختلاف ونستنكر الخلاف والشعار الذي يكمله "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية".

لا أملك أخي السلطة لإصدار أحكام أو محاكمة أعمال أو أشخاص وأعدك يوم أستطيع ذلك أن أكون أكثر حيادية أما ما قدمت فهو مجرد رأي شخصي أقدمه كما قدمت رأيك الذي احترمته وإن أختلفت معه شأنك تماماً وشأن كل من يكتب بصدق ودون مواربة معبراً عن رأيه الحر المعبر عن رؤيته.

ثم إننا نعود هاهنا مرة أخرى إلى نفس الجدلية والإشكالية التي أجهدتنا في المداخلة السابقة بيننا دون كثير ثمر اللهم من توطد علاقة الأخوة والود كما أرجو .. إنك هنا تعود بي إلى تشخيص القضية في حين أميل أنا إلى عمومياتها ... أنني أحاول حين أقرأ موضوعاً أن أتداخل معه فكرياً لا شخصياً أي أنني أنظر إلى مكنون الموضوع ومحاور فكره لأتناوله من هذه الزاوية ولعلي قرأت الموضوع بهذا الأمر ولم يخطر ببالي حين رددت غسان كنفاني أو غيره وإنما ناقشت إشكالية الأدب بشكل عام والأدب الثوري بشكل خاص وهنا أود أن أقول رأيي باختصار أنني أقدم الفكر على الشعر والنثر أي أرى أن يكون الأدب في خدمة الفكر لا أن يكون الفكر في خدمة الأدب .... هذه مدرستي التي أدعو إليها وأبشر بها ويوافقني فيها الكثير ويخالفني فيها الكثير ولكنها مدرسة واتجاه أدبي هو من حقي ومن حق كل من يراه له حقاً ...

وعليه فأنا لا يهمني الكاتب وتهمني الكتابة ولا يهمني الشاعر ويهمني الشعر. أذكر أنني وجه لي سؤال تررد في أكثر من لقاء صحفي وعلى صفحات الإنترنت "من هو شاعرك المفضل؟" فكان جوابي دائماً أنني لا أفضل شاعراً بعينه بل أفضل شعراً بعينه. ولم يكن لي يوماً ميولاً لأشخاص بعينهم وإنما أنظر إلى أعمالهم فتكون مكانتهم بما يقدمون مما أراه يستحق تقديري .... العالم مثلاً كله يفتتن بنزار قباني ولكني لا أراه كما يرون وإن أعجبني القليل مما كتب .... هذا رأيي فهل يصادروني حقي فيه؟؟!!

إن محاولة ربط الأسماء في الذهن بنجاح عمل ما أو فعل ما أو قول ما وافتراض التفوق الدائم لهذا الإسم مغالط للحقيقة ومجانب للصواب ويعطي الأسماء قداسة وحصانة هي ما أراها أدت بنا إلى متاهات الردى والسقوط الفكري والثقافي والسياسي... أنا ضد كل الأسماء ومع كل الأفعال إن جاز لي التلاعب بالألفاظ هنا كدعابة.

أرجو أن أكون فيما قدمت توضيحاً لأمرين أولاهما أنني أناقش الفكر ولا أتعرض للأشخاص وهذا أسلوبي الذي أرجو أن تعتاد عليه وثانيهما أنني بالفعل أرحب الاختلاف وبحق كل إنسان في التعبير عن رأيه بما يرى ولا يغضبني أبداً وكنت أتمنى أن يكون جهدنا في هاتين المرتين في نقاش الفكر المحيط بالموضوع لا في هجوم ودفاع وتوضيح وتصريح ... سأحاول أن أجهلها الأخيرة فهل توافقني؟؟

والله إنني أحبك في الله وأجد أن حوارنا سيكون أكثر إنتاجاً وإفادة ...

تحياتي وتقديري

عبدالسلام العطاري
06-05-2003, 12:30 AM
العزيز الاخ د.سمير
هنا لا نختلف وهنا نجد انفسنا راغبين لا مضطرين بأن نعترف امام المشهد الذي يحملنا الى العصف الذهني والى حالة التفكير التي لا مناص منها ولا اراك غير صائب بها واقدر لك هذا ولا اجادل به واحترمه وأقدره حق التقدير ،ولا عيب بان نختلف على حالة نصوب بعضنا حتى نتمكن بأ نمسك بطرف الخيط او نجد ضالتنا التي غرقت في بحر من المتاهات تعود مسؤليتها علينا نحن حين نظرنا شرقا فكانت فجعيتنا حين اصبحت بلا مأوى وكذلك حين نظرنا فوجدنا ثقافة (الهمبرغر)تحل مكان رغيف قمح من بيدرنا ،ونيسنا او أُنسينا بأننا نمتلك مخزون من الثقافة والابداع والفكر الذي لا ينضب حين نستطيع ان نحدد وجهتنا وطريقنا ،وها نحن ان اختلفنا على جملة نثرية تجدنا نتفق على اصل اللغة وعلى اصل الحالة التي ولدت منها ،لذلك لا يضرنا بشيء حين نختلف اذا كان الاختلاف مبعث لمزيد من التلاقي ومبعث لأغناء فكرة ما.
:
تقبل خالص محبتي وتقديري لك دائما اخي الحبيب

د. سمير العمري
06-05-2003, 12:43 AM
نعم صدقت لا عدمتك ...

قد نختلف في بعص التفصيلات أو تفصيلات التفصيلات وهذا صحي ولكنني على قناعة أننا نتفق على القواعد والأطر العامة الأساسية من توظيف الأدب في خدمة القضايا بشكل فاعل وتوحيد الجهود وإخلاص النوايا نحو مستقبل أفضل نكرس فيه الهوية ولا نغرق في التبعية أو الثقافة الجدلية المخملية التي تضر ولا تنفع ...

أحييك أن صدقت فيك حدسي

:0014: تقبل وردة تقدير هي الأولى التي أهبها في الواحة ...

تحياتي

عبدالسلام العطاري
06-05-2003, 01:23 AM
اخي سمير اشكرك من خالص قلبي
على هذا التخصيص الذي سيكون له الاثر الطيب الكبير
في نفسي و سأحمله ابد الدهر في ذاكرتي .

محبتي لك من الوطن :0014::0014::0014:

مهند صلاحات
03-01-2005, 10:30 AM
أخي عبد السلام دعني اختلف معك اليوم فقط حول قراءة النص واساليب قراءة الموضوع
بداية لا بد ان نعود الى حيفا كي نحسن قراءة بغداد
ولا بد ان نعود لكنفاني كي نحسن قراءة انفسنا
ولا بد أن نعود الى رواية عائد الى حيفا لنحسن قراءة عائد الى بغداد
ان كان المقصود هو حيفا بذاتيتها فنحن اذا عائدون لبغداد
اما ان كان المقصود رمزية رواية عائد الى حيفا فهي لم تقصدنا نحن
رواية عائد الى حيفا وهي احد روايات الشهيد غسان كنفاني اول شهداء الادب الفلسطيني المقاوم في منظمة التحرير مثلها مثل بقية روايات غسان تحمل جانبين
الجانب الادبي من خلال قراءة نصوص الرواية
والجانب الرمزي الذي يحمل البعد السياسي في الرواية
فمثلا لو قرأنا رواية غسان رجال في الشمس نجد الرواية عبر عن معانيها من خلال ايجاد وصف لحالة التشرد للشعب الفلسطيني بوصفهم الرجال المهاجرين الذين جمعهم الفقر والبحث عن العمل و الغربة والوطن وكذلك وقوعهم تحت رحمة الرجل المخصي الذي قادهم الى الموت
مجرد هذه الكلمات تختصر ما اراد قوله غسان في رائعته رجال في الشمس
لقد اسلم الشعب الفلسطيني رقبته الى قيادة مخصية التي تمثل في ابو خيزران فقادهم للموت والشتات
اما عائد الى حيفا فهي اشبه بمحاكمة لنا
محاكمة للافراد الذين خرجوا من فلسطين افرادا وعائلات صغيرة وظنوا ان الجيوش العربي ستعيد لهم وطنهم
لكنهم عادوا بعد عشرين عاما يبحثون عن طفلهم العربي الذي تركوه في المدينة اثناء الحرب
ليجدوه شابا في العشرين من عمره يعمل في صفوف الجيش الصهيوني
حسب العرف ان يقوم الاهل بمعاتبة ومحاكمة الطفل
لكن العكس هو الذي حصل
لقد حاكمهم وقال لهم
انتماء الانسان لا يكفي بان يكون الدم
لقد كنتم جبناء وانتظرتم عشرين عاما لتحضروا وتبحثوا عني
انا ابن هذه المرأة اليهودية ولست ابنا لكم
لقد استطاع الطفل الذي خذلوه اهله ان يحاكمهم
لقد عاد المهزومون اهله الى حيفا ليبحثوا عنه
فهل نعود الى بعداد كما عاد اهل الطفل بعد عشرين عاما ؟؟؟
مهزومين ؟؟
هذا فرق بين الرمزية واضح
وعائد الى حيفا تحمل اكبر من عنوانها
انها محاكمة العائدين الى حيفا بعد عشرين عاما مهزومين
كل ما نتمناه ان لا نكون بعد عشرين عاما العائدون الى بغداد
المطلوب ان نشد الرحال بعد ان سقط الدجال على يد الساحر
كانت حجتنا جميعا ان بغداد يحكمها الطاغية
واليوم بعد ان راينا الطاغية يحاكمه اللصوص الصغار
أعتقد ان الامر بحاجة لاكثر من وجهة نظر واكثر من محاولة تحليل ومحاولة تفسير وتبرير كيف سقطت بغداد خلال ساعتين
موضوع البحث يكون بطريقة عودة بغداد مرة اخرى بلا طاغية وبلا احتلال
ليس شرطا ان تعود خلال ساعتين كما سقطت
لكن على الاقل ان نكون فاهمين وواعين للدور القادم
والقادم يعني الذي بدأ والذي سياتي

عبدالسلام العطاري
04-01-2005, 05:22 PM
اخي العزيز / مهند ..

تحية تقدير ومحبة لك ..ولا اجدني اختلف واياك كم ظن لك لو وجدت فقط ما اريد وربما ذكرته انت في سياق معرض ردك الجميل الذي ربما استوقفت من اراد ان يتزود من رائعة (عائدالى حيفا ) ووجه النص ووجه التزامن يختلف حين نفصله ونحيّده كما اسلفت انت ..ونجمعه في قربة واحدة حين افهم اني اردت ان ابحث عن كاتب يحرّض على الثورة اكثر ما يحرض على الرضوخ او البحث عن استزلام لقلميصيع قبل الوصول الى بوابة النص الذي يريده النص ذاته ... وهنا نتفق يا مهند حين تجدني اني قصدت التحريض -تحريض القلم -على الثورة عوضا عن التحريض على المطالبة بمقضاة نظام خلع لا بقوة شعبه بقدر ما كانت بقوةصفقوا لها ظنا بأنهم نالوا حرية ونالوا حياة ما بعدها حياة ...الحياة التي ارادها غسان بحلوها ومرها بتقاعسها وبانتفاضتها او ثورتها لم يكن بها مواربة ولا مغالات كونها كانت تنبع من مصدر جرب المعاناة وجرب معنى ان تنهزم الذات قبل ان تقع الروح تحت وطأة التردد والانزواء ...وحين كتبت هذه القطوعة لم يكن ما اقصده مقارانة بين النص كنص بقدر ما كنت ابحث عن غسان العراقي ..حين لاحظت احد الشعراء والكتاب شمّروا عن سواعدهم ليحرّضوا على اسد جريح ..في حين كان الاولى ان يحرّضواويعلو صوتهم (يا أيها الناس ان كنا عانينا من نظام قمعي او دكتاتوري علينا ان لا نقع تحت بريق مدججة امريكية تلمع في عيون من استهوتهم الضلالة).

اخي مهند /
كل المحبة والتقدير لك من الوطن واشكرك من كل قلبي علىانك هنا ليس كاللعادة قدر ما تكون مبشرا بأن النص لا يمر دون تمعّن وتمحيص .


محبتي لك

مهند صلاحات
04-01-2005, 05:49 PM
استاذ عبد السلام
اشكرك من جديد على إطلالتك الرائعة مرة أخرى
فأنا احاول على الاقل أن ابحث بين السطور عما يمكن أن أصل غليه عبر ذاتية الفكرة بجماليتها
بحيث أكسر عقدة الكاتب الكبير ... الكاتب الاسم ... الكاتب الذي لا يخطئ
فكلنا بشر ولكنا قابل للخطأ
ما يعانيه أدبنا وفكرنا بشكل عام عقدة الكاتب الاسم فنجد البعض يتراكضون نحو إسم الكاتب بمجرد صدور كتاب له
وهذا يولد لدينا ازمة النصوص التي لا يقرأها إلا كتابها
لذلك أجد ضالتي أحيانا في اقلام لم يسمع بها احد
طبعا عبد السلام العطاري وليس لقبا كما ناداه البعض بجيفارا بدات بقراءته منذ مدة ليست بالطويلة
ليس مجاملة في وجهك لكني أعجبت به حقيقة واقصد أعجبت بما يكتبه ووجدت أن لديه شيئا جميلا يطرحه لكن لا اعرف لماذا هذا التبلور في الفكرة لا يقرأه الاخرون
ذاتية الشخص لا تهمني وسبق وقلت عنها في نقاش سابق حول الاشخاص والادب
فقلت أني لا احب محمود درويش ولا اتمنى بيوم ان اكون بموضع محمود درويش
ولا يشرفني ان يكون لي صديق بشكل محمود لكني اذوب في ظل كلمات محمود درويش
هذا ما قصدته واتمنى ان تكون قد فهمته
ما احاول البحث عنه هو القلم التحريضي
اكره الشعارات العالية والقوالب العاجية
لذلك ادعوك في ذات الوقت وانا اكتب لك هذه الكلمات لقراءة قصة قصيرة حاولت فيها اختزال اصحاب الشعارات الرخامية بطالب جامعي يحفظ كل شعارات الثورة والقيم والاخلاق
ووقت التطبيق يقول العبارة الشهيرة (ماذا سيقول عني الناس )
اتمنى ان تضع لمستك على النص الادبي في القصة وهي منشورة الان في الواحة بعنوان (شعارات)
ومن بعدها نستكمل حديثنا الجميل