المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يذوب الجليد



صابرين الصباغ
04-11-2005, 02:55 AM
توفى زوجى ، بعد زواج حب ، لم يقتله لاطفل ، ولا مشاكل، فقدته فجأة، مات قلبى معه ، دفنت مشاعرى قبله ، عشت فى بيته أراه ، أسمعه فى كل شىء، أصبح أثاث البيت , نوافذه , ستائره صورة له.
أحدثه وقت الطعام ، أفرغ له فى طبقه. وضعت ثوب نومه إلى جوارى ، فى فراشى ، أشمهُ فيه ، أتحسسهُ فى الليل ، تهب رياح الطمأنينة !! أنام .
لم أشعر أنى وحدى ، أحببته وهو حىّ , وأحييته وهو ميت!!
أذهب إلى عملى ، الذى يؤنسنى فى وحدتى ، يظهر رجل، بدأ يرسل لى وفوداً لتقنعنى بالعودة للعيش مع الأحياء ، وخلع الشريط الأسود الذى يحزم بيتى ، فرفضت ، ونهرت ، وطردت .
قابلنى , قال إنَه يهوانى ، حتى قبل موت زوجى ، كم تمنانى زوجة ، حبيبة ،وإن لشبابى علىّ حقا، لماذا أدفنه فى قبور الذكريات وحيداً ؟؟
يستجدينى فى أن أكون واحة حب تحتويه ، أرفض ، أغلق علىّ غرفتى ، أتحسَس ثوب زوجى أسمعه يقول:
- أنا معك لاترحلى وتتركينى ، أحتضنه وأنام.
يأتى للعمل ، يرسل لى صديقه يحاول أقناعى ، أرفض، يُرسل إلىّ نظرات استعطاف ، أشيح بوجهى بعيداً، أعلق على صدرى لوحة) قلب مغلق( !!
يتعمد ألا يقرأها ، كأنى خلعت قلبى ، واستلقى مكانه قالب من الثلج.
أعود لغرفتى ، جارى فى السرير، لكنه ليس وحده الذى بجوارى، دخلت تحت غطائى ،أعطيته ظهرى .
أشعر بيد الثوب تجذبنى، أرتعش، يهمس لى ، أخاف ، أرتجف ، أرفع غطائى ،أرتعد، بلا تفكير ، أقذف الثوب بعيداً.

أسماء حرمة الله
04-11-2005, 05:56 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية طرّزتُها برحيق الورد

العزيزة صابرين،

"""توفى زوجى ، بعد زواج حب ، لم يقتله لاطفل ، ولا مشاكل، فقدته فجأة، مات قلبي معه ، دفنت مشاعرى قبله ، عشت فى بيته أراه ، أسمعه فى كل شىء، أصبح أثاث البيت , نوافذه , ستائره صورة له.
أحدثه وقت الطعام ، أفرغ له فى طبقه. وضعت ثوب نومه إلى جوارى ، فى فراشى ، أشمهُ فيه ، أتحسسهُ فى الليل ، تهب رياح الطمأنينة !! أنام .
لم أشعر أنى وحدى ، أحببته وهو حي , و"أحببته" وهو ميت!! """

الوفاء..هذه القيمة الرائعة التي لايعادلها شيء..كلما ألقت بظلالها بإنسان وامتلكت ناصية روحه، كلما صارت له وترا ونغما في الوقت ذاته، أورقت الدنيا وزهتْ ..واطمأنت النفس لأحلامها بعودة زمن الزنبق، وبنقاء القلوب الذي لم يندثر بعدُ..وفاء الإنسان لدينه..وفاء الإنسان لوطنه..وفاء الإنسان لوالديه..وفاء الإنسان لرسالته..لمبادئه..للعلم..للح لم المشروع الذي يبني الذاكرة والزمن والإنسان والأشياء..وفاء الإنسان لأحبابه..وفاء الإنسان لنصفه الآخــر..وأي شيء أجمل في حياتنا من الوفاء؟؟
صابرين، حروفك التي نسجتِها من رحيق الوفاء، أسعدت مسائي..بطلة قصتك كتبت الوفاء عهدا مخمليا لحبيب دربها، وجعلت قلبها وعمرها وذكرياتهما معا مدادا يكتب كل خطوها، بل كل حركاتها وسكناتها..أنحني لوفائها تقديرا..في زمن صار فيه الوفاء ملكا ضائعا..


"""يأتى للعمل ، يرسل لى صديقه يحاول "إقناعي" ، أرفض، يُرسل إلىّ نظرات استعطاف ، أشيح بوجهى بعيداً، أعلق على صدرى لوحة (قلب مغلق) !! يتعمد ألا يقرأها ، كأنى خلعت قلبى ، واستلقى مكانه قالب من الثلج. أعود لغرفتى ، جارى فى السرير، لكنه ليس وحده الذى بجوارى، دخلت تحت غطائى ،أعطيته ظهرى .أشعر بيد الثوب تجذبنى، أرتعش، يهمس لى ، أخاف ، أرتجف ، أرفع غطائى ،أرتعد، بلا تفكير ، أقذف الثوب بعيداً. "


( قلب مغلق)..مازلتُ أرى قلبها الرائع الذي طرّزَته بالوفاء..قلبا مغلقا حتى وإن ارتجفتْ..حتى وإن وارتعدتْ بدون تفكير وقذفتْ بالثوب بعيدا..

قصصكِ دائما تسعد صباحي ومسائي..
شكرا لكِ حدّ الورد لإبداعك صابرين
وتقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطر
تحياتي وتقديري

سحر الليالي
05-11-2005, 12:19 AM
المبدعة صابرين:

ولقصصك نكهة لا تقاوم

فما اجمل القصص التي تخطينها

وماأروع نسجها

سلمت وسلمت قلمك

تقبلي خالص احترامي والتقديري المطرز بالمحبة

د. سلطان الحريري
05-11-2005, 01:12 AM
مرور معجب بقلمك يا صابرين، وتوقيع متذوق لحرف أجده أنيقا ومتفردا ،وهكذا وعدت في المرور الدائم في عالمك..
دومي بنقاء ، وكل عام وأنت بخير

ليال
06-11-2005, 01:14 AM
هذه القصة تتناول باسلوب جيد حالة أرملة تعيش صراع عنيفاً ما بين الرغبة كغريزة تشعل فيها أنوثتها وبين الأخلاص كمعنى أنساني سام يطفئها. والبطلة حين تخوض هذا الصراع تمر بمرحلة تشبه الهذيان فلا هي في غفوة الموت ولا في صحو الإفاقة،الكاتبة ما تزال تحتفظ باسلوبها في السرد المتسارع والميل إلى اختيار الجمل القصيرة المقطعة تقطيعا متتالياً، هذا يؤثر أحياناً على عمق اللحظه القصصيه بحيث لا تستوفي حقها من التصوير، مثلاً اللحظه التالية:
أذهب إلى عملى ، الذى يؤنسنى فى وحدتى ، يظهر رجل، بدأ يرسل لى وفوداً لتقنعنى بالعودة للعيش مع الأحياء ...
لو ان الكاتبة تمهلت في سردها قليلاً وعملت على إضفاء أجواء تمهيدية بحيث لايحدث ظهور الرجل الآخر هكذا فجأه وإنما تسبقه وتحيط به اجواء معينه تمهد له ذلك سيضفي على اللحظة القصصية جمالاً أكثر. القصة بشكل عام جميلة وتستحق القراءة والذي أراه اختى الكريمةأن لك خيال خصب وذاكرة تستوعب تفاصيل الأشياء و بان شخصيتك ككاتبة قصة قصيرة في طور التشكل والتميز..تقبلي مني كل الود والتقدير.

ناديه محمد الجابي
22-08-2016, 06:25 PM
ليس ثمة شيء أقسى على الروح من الفقد، وليس هناك أنبل من الوفاء لمن رحلوا
جسدت بقلمك قلب يحمل المحبة والوفاء، وعقل يحمل الذكرى الجميلة لأيام بقت
في الخاطر ويبقى القلب يعزف على اوتار الحزن سيمفونية الرحيل الذي
لا رجعة منه .ولكن الحياة لا تتوقف ، وسنة الله تعالى باقية:
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.)
فالشمس تشرق بعد المطر، والصبح يأتي بعد الليل لتستمر الحياة.
تحية إلى هذا الحرف الزاهر والزاخر بالشعر والشاعرية والصور البديعة
رقيقة معانيك، وبارع حرفك، وجميل أداؤك
دام حرفك راقيا. :001: