تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كتــــاب الحــــروف*



أسماء حرمة الله
04-11-2005, 08:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


(لعلّ علي بن عيسى الرماني، ألّف كتاب الحروف على مثال كتاب الحروف لأرسطاليس، الذي أشار إليه ابن النديم (..)
وقد بدأ الرمّاني بالحروف الأحادية، ثمّ ثنّى بالثنائية، ثمّ تحدّث عن الثلاثية فالرباعية، وقد أورد الرماني هذه الحروف في سلك لايخضع لنظرة ذات اتجاه منظّم، فقد تحدّث عن الحروف بالترتيب الآتي:

الحروف الأحادية: الهمزة، الباء، السين، الفاء، الكاف، اللام، الواو.

الحروف الثنائية: وقد أوردها على النسق الآتي:
أل- أم- أن- إو- أي- لا- ما- وا- ها- بل- عن- في- من- قد- كي- لم- لو- هل- مذ.

الحروف الثلاثية: منذ- نعم - بلى - ثم -جير- خلا- رُبّ-على - سوف- إنّ- أنّ- ليت- ألا- إلى- إذا- أيا.

ثمّ ساق الكلام عن : حاشا- حتى-كأنّ- كلاّ- لولا- لوما - لعل-ألاّ -إمّا - هلاّ- لمّا- لكنّ (تلك هي الرباعية).

......................................

الحروف الأحادية

الهمزة

..وهي تُستعمَل في موضعين: في النداء والاستفهام.
فإذا استعملت في النداء، فلاينادى بها إلا القريب دون البعيد، لأن مناداة البعيد تحتاج إلى مدّ الصوت، وليس في الهمزة مدّ.
وإذا استعملت في الاستفهام، فإنها تأتي فيه على أوجه:
منها أن يكون على جهل من المستفهِم، كقولك: أقام زيد؟ أزيد عندك أم عمرو؟
ومنها أن يكون إنكارا: أزيد أمرك بهذا ؟ أمثلُ عمرو يقول ذلك؟ كقوله تعالى: ((آلله أذن لكم أم على الله تفترون))؟، ((آلذكرينِ حرّم أم الأنثييْن)) ؟
ومنها أن يكون توبيخا كقوله تعالى:
((أأنت قلتَ للناس اتخذوني وأميَ إلهين من دون الله))؟
هذا توبيخ لعيسى عليه السلام في اللفظ، ولقومه في المعنى، لأن الله تعالى علم أن عيسى لم يقل ذلك، ولكن قال ذلك له بحضرة قومه، ليوبخهم على ذلك، ويكذبهم فيما قالوه.
ومنها أن يكون تعجبا. كقولك: أيكون مثل هذا؟
ومنها أن يكون استرشادا كقولك للعالم: أيجوز كذا وكذا؟ كقوله تعالى: ((أتجعل فيها من يفسد فيها))؟
وذلك أنهم استرشدوا ليعلموا وجه المصلحة في ذلك. وقيل: هي تعجب، تعجبت الملائكة في ذلك. وزعم أبو عبيدة أنها إيجاب، وليس بشيء، لأن الملائكة لاتوجب مالم يوجبه الله، ولاتصرف همزة الاستفهام على معنى الإيجاب، لأن الاستفهام خلاف الواجب.
وتكون تقريرا وتحقيقا، وذلك إذا دخلت على "ما" أو "لم" أو "ليس"، كقولك: أما أحسنت إليك؟ ألم أكرمك؟ ألست بخير من زيد؟ والجواب: بلى. وإن شئتَ قلت: ألست خيرا من زيد؟ قال جرير:
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راحِ
ويكون تسوية، وذلك في أربعة مواضع، وهي:
ماأبالي، أقمت أم قعدت؟
وليت شعري، أخرج أم دخل؟
وماأدري، أأذّن أم أقام؟
وسواء عليّ، أغضبت أم رضيت؟
قال الله تعالى"
((سواءٌ علينا أوعظتَ أم لم تكن من الواعظين)).
وقال حسان:
ماأبالي، أنبّ بالحَزن تيس
أم لَحاني بظهر غيب لئيمُ
وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل ، ثبتت، وسقطت همزة الوصل.
وإن كانت همزة الوصل مع لام المعرفة، مُدّت ولم تُحذف، لئلا يشتبه الاستفهام بالخبر، وذلك كقولك: آلرجل قال ذلك أم المرأة؟ . قال الله تعالى: ((آلله خيرٌ أمّا يشركون))؟
وإذا دخلت على همزة القطع، جاز لك أربعة أوجه:
أحدها: أن تُحقق الهمزتين، كقولك: أأنت قلت ذاك؟
والثاني: أن تحقّق الأولى، وتلين الثانية، كقول ذي الرمّة:
أان ترسمت من خرقاء منزلة
ماء الصبابة من عينيك مسجوم
والثالث: أن تُحقِّق الهمزتين، وتُدخِل بينهما ألفا، كقوله:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل
وبين النقا آأنت أم أمّ سالم
والرابع : إن من العرب من يفصل بالألف، ويليّن الهمزة الثانية، فهؤلاء خففوا من جهتين
وقد قرأت القراء بالأوجه الأربعة.
وإنما لم تعمل الهمزة شيئا، وكانت من الهوامل، لأنها تدخل على الاسم والفعل، وماكان بهذه الصفة لم يعمل شيئا، وإنما يعمل الحرف إذا اختصّ بأحد القبيلين دون الآخر.)


يُتبَـــع بــإذن الله..

......................

منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.


* ذكر ابن الأنباري وياقوت الحموي والكتبي كتاب الحروف باسم: "معاني الحروف"، وذكره القفطي باسم: "الحروف"..

عبلة محمد زقزوق
04-11-2005, 11:57 PM
بارك الله في غرسك بيننا .. وجعل ماتنقلينه من علم ننتفع به ، في ميزان حسناتك
أختا الأديبة أ / أسماء حرمة الله

تابعي فنحن لك متتبعين ، بإذن الله ، ومن علمك مستفيدين بمشيئة الرحمن .
تابــــــــــــــــــــــ ــعي

محمد الدسوقي
05-11-2005, 12:05 AM
أسماء حرمة الله

نقلٌ ممتع مشكورة عليه

أأنتي متحققة من ذلك أم فيه أرتياب ...؟

((أأنت قلتَ للناس اتخذوني وأميَ إلهين من دون الله))؟
هذا توبيخ لعيسى عليه السلام في اللفظ، ولقومه في المعنى، لأن الله تعالى علم أن عيسى لم يقل ذلك، ولكن قال ذلك له بحضرة قومه، ليوبخهم على ذلك، ويكذبهم فيما قالوه.
عندي تحفظ على كلمة ( توبيخ الله لعيسى ) ؟
لأن الله جل شأنه لا يوبخ أنبيائه ورسله أنما تنبيه واستدلال بكلامه جل شأنه وهو يعلم ما كان وما يكون وما سوف يكون ..؟

كما قال تعالى ( وما تلك بيمينك يا موسى ) وهو يعلم أنها عصى ..؟

سعدت بما قدمتي من فائدة أيتها الرائعة

تقبلي جل أحترامي

كوني بخير

سحر الليالي
05-11-2005, 12:41 AM
حبيبتي أسماء:

سلم قلبك وسلم اختيارك ..

وسلم نور روحك المغزول بماء الذهب ..

وبانتظار البقية

لك من روح الورد أعذب عطره

أسماء حرمة الله
05-11-2005, 12:52 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مضمّخة بالرحيق

العزيزة عبلة،

شكرا لمرورك الأخضر..بارك الله فيك أختاه..
بكم ومعكم ومنكم أتعلّمُ خطوي..


الأخ الكريم محمد،

شكرا لمرورك المخضرّ..
إنما قمتُ بنقل ماورد بكتاب "معاني الحروف"، ولم أزد كلمة واحدة، والآية هي من سورة المائدة/الآية 116: ((وإذ قال الله ياعيسى بن مريم، أأنت قلتَ للناس اتخذوني وأميَ إلهين من دون الله، قال سبحانك مايكون ليَ أن أقول ماليس لي بحق، إن كنتُ قلتُه فقد علمتَه، تعلم مافي نفسي ولاأعلم مافي نفسك، إنك أنت علاّم الغيوب))، وبدوري لم أستسغ استعمال المؤلف لكلمة "توبيخ"في سياق حديثه عن عيسى عليه السلام، مع أنه شرحَ ماقصدَه قائلا: " هذا توبيخ لعيسى عليه السلام في اللفظ، ولقومه في المعنى، لأن الله تعالى علم أن عيسى لم يقل ذلك، ولكن قال ذلك له بحضرة قومه، ليوبخهم على ذلك، ويكذبهم فيما قالوه." ولكنها الأمانة العلمية، لايمكنني أن أغيّر أو أبدّل شيئا من كلام المؤلف..

لك فائقُ تقديري أخي محمد على ملاحظتك القيّمة..

العزيزة سحر،
شكرا لتشجيعك النديّ..

وتقبّل مني أخي محمد والعزيزة عبلة والعزيزة سحر أجمــل تحية تقديـر
وألف باقة من الورد والمطــر
كونوا دوماً بالقُرب....

أسماء حرمة الله
05-11-2005, 01:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


البـــاء

(وهي من العوامل، وعملها الجر، وهي مكسورة، وإنما كسرت لتكون على حركة معمولها، وحركة معمولها الكسر، ولايعترض على هذا بالكاف، لأن الكاف قد تكون اسما، وهم اعتزموا على أن يفرقوا بين حركة مالايكون، إلاّ حرفا نحو الباء واللام، وحركة ماقد تكون اسما نحو الكاف.

والباء تأتي على وجوه، من ذلك:

أن تكون للإضافة، نحو قولك: مررت بزيد، أضفت المرور بالباء إلى زيد.
وتكون للاستعانة، كقولك: كتبت بالقلم، وقطعت بالمدية.
وتكون للظرف، كقولك أقمت بمكة، وكنت بالبصرة، قال الشماخ:
وهنّ وقوف ينتظرن قضاءه
بضاحي عذاة أمره وهو ضامر
وتكون قَسَما، كقولك: بالله لأخرجن، وهي أصل حروف القَسَم.
وتكون حالا، كقولك: خرج بثيابه، والمعنى: خرج مكتسيا.
وتكون زائدة. وإن كانت كذلك، كانت لها مواضع:
أحدها: أن تدخل على الفاعل، كقوله تعالى: ((كفى بالله شهيدا)).
والمعنى، كفى الله. ولكن الباء دخلت للتوكيد.
وقال ابن السراج: ليست بزائدة، والتقدير: كفى والاكتفاء بالله، وهذا التأويل فيه بعد لقبحِ حذف الفاعل، ولأن الاستعمال يدلّ على خلافه، قال عبد بني الحسحاس:
عميرة ودّع إن تجهّزت غاديا
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فهذا كما تقول: كفى الله.
وقد دخلت على الفاعل في غير هذا الموضع، وهو شاذ، وذلك قوله:
ألم يأتيك والأنباء تنمي
بمالاقت لبونُ بني زياد
والمعنى: مالاقت. والباء زائدة.

وزيدت في المبتدأ، نحو قولك: بِحسبك زيد، والمعنى: حسبك، وزيدت في خبر المبتدأ، وذلك نحو قوله تعالى:
((وجزاء سيئة بمثلها)).
والمعنى: فجزاء سيئة مثلها. وهو قول أبي الحسن.
وقد قيل" الخبر محذوف، والباء في موضع الحال، وهي متعلقة بمحذوف، والتقدير: فجزاء سيئة كائنا بمثلها واجب.
وقيل: الباء تتعلق بنفس جزاء، والخبر محذوف أيضا.
وتدخل على المفعول، نحو قول الشاعر:
نحن بني ضبة أصحاب الفلجْ
نضرب بالسيف، وندعو بالفرج
ومما دخلت فيه الباء على المفعول، قوله تعالى:
((ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة)).
والمعنى: ولاتلقوا أيديكم إلى التهلكة.
فأما قوله تعالى: ((تُنبِتُ بالدهن)) .
فتقرأ: تَنبت، وتُنبت. فمن قرأ: تنبت بفتح حرف المضارعة، ففيه وجهان:
أحدهما: أن تكون الباء للتعدية، كقولك: ذهبت به، في معنى أذهبته، والتقدير: تُنبت الدهن، ومثل ذلك قوله تعالى:
((ماإنَّ مفاتحَهُ لَتنوءُ بالعُصبة)).
أي تُنيء العُصبة، والهمزة والباء متعاقبان في هذا ونحوه.
والثاني: أن تكون الباء موضع الحال، والتقدير: تنبت وفيها الدهن، كما تقول: خرج بدرعه أي خرج دارعاً، ومن هذا قوله عزّ اسمه:
((وقد دخلوا بالكفرِ وهم قد خرجوا به)).
لايريد أنهم دخلوا يحملون شيئا، وخرجوا يحملونه، وإنما يريد أنهم دخلوا كافرين وخرجوا كافرين،
ومن هذا قول الشاعر:
ومُستنَّةٍ كاستنان الخرو
ف قد قطع الحبل بالمرود.
أي: وفيه المرود.
وأما من قرأ "تنبت" بضمّ التاء، فيجوز أن تكون الباء للحال أيضا على ماتقدّم، والمفعول محذوف والتقدير: تنبت ثمرتُها بالدهن، أي وفيها الدهن.
والثاني: أن تكون الباء زائدة: تنبت الدهن، أي مايكون منه الدهن، وحكى الأصمعي: نبتَ البقل وأنبت بمعنى، وأنشد لزهير:
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم
قطينا بها حتى إذا أنبت البقل
فعلى هذا الوجه، تتفق القراءتان.
وتُزاد مع حرف النفي كقولك: مازيد بقائم، وليس عبد الله بخارج، وفي زيادتها هاهنا ثلاثة أوجه:
أحدها أنها دخلت لتوكيد النفي، وذلك أن الكلام يطول وينسى أوله، فلا يعلم أكان في أوله نفي أم لا، فجاءوا بالباء لتكون إشعارا بأن أول الكلام نفي، وهذا قول عامة البصريين.
والثاني أنّ الخبر لمّا بعُد عن حرف النفي، جاءوا بالباء، ليوصلوه بها إلى حرف النفي.
والثالث أن النفي إنما يقع عن إيجاب، فكأن قولك: مازيد قائما، جواب من قال: إن زيدا قائم، فإن قال: إن زيدا لقائم، قلت أنت: مازيد بقائم: فالباء بإزاء اللام، و"ما" بإزاء "إنّ"، وهذا القول للكوفيين.
وإنما عملت الباء لاختصاصها بقبيلٍ ما، وعملت الجر خاصة لاختصاصها بالاسم، فلما كانت لامعنى لها إلاّ في الاسم، عملت الإعراب الذي لايكون إلاّ في الاسم وهو الجر.
وجواب ثان: وهو أن علامة الجر الكسرة، والكسرة من الياء، ومخرج الياء من وسط الحنك، والباء تدخل على المرفوع والمنصوب على نحو ماقدمناه، وأعطيت حركة متوسطة بين حركتي المرفوع والمنصوب، لأن حركة المرفوع من الشفتين، وحركة المنصوب من الحلق، والحنك متوسط بينهما، وهذه علة جميع حروف الجر في العمل.)

يُتبَـــع بإذن الله...

.................................



منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

د. سلطان الحريري
05-11-2005, 01:37 AM
حروف من ذهب
سأتابعك يا أسماء ؛ فدومي كبيرة بحجم حروفك ، وبارك الله بجهودك وتفانيك في خدمة لغتنا الجميلة..
كل عام وأنت بخير

زاهية
05-11-2005, 03:05 AM
رااائع ماتقدمينه هنا عزيزتي
أسماء
:001: :tree: :001:
تابعي ونحن لك منصتون

تسمحين بالنقل ؟
أختك
:0014:
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
05-11-2005, 03:05 AM
تابعـــــــــــــــــــي

بارك الله في مدادك بيننا

جميلة الحرف دائما أ / أسمـــــــــــاء حرمة الله

خالد الحمد
05-11-2005, 11:56 AM
وأنا أيضا احجزي لي مقعدا

في الصف الأول كي أتابع دروسكِ

دمتِ أختي أسماء مبدعة

خوله بدر
05-11-2005, 03:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أسماء
تقبلي مني جزيل الشكر على هذا المجهود الرائع والمثمر
وبارك الله فيك دوما مبدعه .
وأنا بعون الله تعالى سأنتظم في المقاعد الأولى ولو إنني جئتكم متأخرة
لك دوام العافية والتألق
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .

أسماء حرمة الله
05-11-2005, 10:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تحية مخضّبة بالرحيق


أستاذي العزيز د. سلطان،

العزيزة زاهية

العزيزة عبلـة

الأخ الكريم بحر الشوق

العزيزة خولة

يعجز اللسان والقلم أن يفيكم حقكم من الشكر والامتنان، على مروركم وحضوركم العبقيْن، وعلى تشجيعكم وروحكم الطيبة الطاهرة.
كونوا بالقرب دائما..
وعلى بركة الله، نواصــل معا ...

زاهية العزيزة، طبعا يمكنك النقل..فما قمتُ بدوري بنقل الموضوع، إلاّ لأهميته البالغة، خدمةً للغتنا الحبيبــة..

تقبّلوا مني جميعا ألف باقة من الورد والمطر
تحياتي وتقديري وامتناني

أسماء حرمة الله
05-11-2005, 11:05 PM
بسم الله الرحم الرحيم


التــاء


من العوامل، إلاّ أنها لاتعمل إلاّ في اسم الله تعالى في القسَم، نحو: تالله لأخرجن، وفيها معنى التعجب، قال الله تعالى: ((وتالله لأكيدن أصنامكم))، وإنما لم تعمل إلاّ في اسم الله عزّ وجلّ، لأنها بدل من بدل. وذلك أن الأصل في باب القسم الباء، لأنها من حروف التعدية التي توصل الأفعال إلى الأسماء، وتلصقها بها، ثم يبدلون منها الواو لقرب إحداهما من الأخرى في المخرج والمعنى.
فأمّا في المخرج، فلأن الباء من الشفتين وكذلك الواو.
وأما المعنى، فلأنّ الباء للإلصاق، والواو للجمع، والإلصاق والجمع يتقاربان. ثم أبدلوا التاء من الواو، كما أبدلوها في: "تخمة وتكأة، وتراث، واتجاه"، والأصل في هذه الأشياء الواو، لأنها من :"الوخامة، ومن توكأت، ومن ورث، ومن واجهت، فقالوا: تالله، وأصل والله بالله، ولهذا نظير، وذلك أنهم يقولون: أسنى القوم: إذا دخلوا في السنة مخصبة كانت أو مجدبة، فإذا قالوا أسنت القوم، لم يكن ذلك إلاّ في المجدبة، وذلك أن التاء بدل من الياء في: أسنينا، والياء بدل من لام الفعل التي هي واو على قول من قال : سانهت، فلما كان بدلا من بدل، ألزمت شيئا واحدا إشعارا بذلك، وخصّوا بها أشهر الأسماء وهو الله عزّ وجلّ، ومثله: آل أفلاطون، والأصل: أهل، فقالوا: القراء آل الله، وقريش آل الله. وقالوا: اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد، ولم يقولوا: آل المدينة ولاآل البلد، وماأشبهه لما تقدّم.

وتدخل التاء في آخر الفعل الماضي علامة التأنيث، وهي ساكنة أبدا نحو: قامت هند، فإن لقيها ساكن كسرت لالتقاء الساكنين نحو: قامت المرأة.

وإنما عملت التاء في المقسم به، لأنها مختصة بالاسم، وعملت الجرّ، لأنها وصلت القسم إلى المقسم به، كمايوصل حرف الجر الأفعال إلى الأسماء، ولأنها بدل من عامل، فعملت كما كان ماهي بدل منه عاملا.

وأما التاء التي تدخل علامة لتأنيث العامل ومايقوم مقامه، فأسكنت على مايجب في حروف المعاني، ولم تعرض لها علة تخرجها عن أصلها، فأما التقاء الساكنين فعارضٌ لايعتدّ به. ألا ترى أنّ حركته لايردّ لها المحذوف نحو: رمت المرأة، ولو اعتدّ بها لرجعت ألف رمى.


يُتبَع بإذن الله
.................................

منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

أسماء حرمة الله
07-11-2005, 08:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السيــن

(من الحروف الهوامل، لأنها قد صيغتْ مع مادخلت عليه حتى صارت كأحد أجزائه. ولولا ذلك لوجب أن تعمل، لأنها مختصة بالفعل، ومعناها التنفيس، وذلك قولك: سأخرج وسأذهب، فهي عدّة وتنفيس كما قال سيبويه، وإذا دخلت على الفعل، أخلصَته للاستقبال بعد أن كان محتملا الزمانين، فهي في الأفعال بمنزلة لام المعرفة للأسماء.

والسين في كلام العرب على خمسة أوجه:
سين الاستقبال.
وسين النقل، كقولك: استنوق الجمل.
وسين الطلب: استسقيته/ فسقاني.
وسين الوجدان: استحسنته أي وجدته كذلك.
والسين للزيادة نحو: سلّم واستسلم، ونحو أخرج واستخرج.)


يُتبَع بإذن الله
.................................


منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

أسماء حرمة الله
07-11-2005, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الفــاء

من العوامل، لأنها تخص أحد القبيلين دون الآخر، ولها ثلاثة مواضع:
العطف، والجواب، والزيادة.
فالعطف: نحو قولك رأيت زيداً فعمرًا، وهي مرتِّبة تدل على أن الثاني بعد الأول بلا مهلة.
والجواب على ضربين: أحدهما أن ينتصب الفعل بعدها على إضمار أن، وذلك في ستة مواضع.
والثاني: أن تستأنف الكلام بعدها.
فأما المواضع الستة التي ينتصب الفعل فيها بإضمار أن، فهي: الاستفهام، والأمر، والنهي والتمني، والجحد والعرض.
وإنما احتيج إلى إضمار "أن" هاهنا، لتكون مع الفعل مصدرا فتعطف مصدر الفعل الأول لمخالفته إياه، وذلك أن العطف إنما يحسن إذا كان الثاني موافقا للأول، فإذا قلت: "أين بيتك فأزورك"، كان التقدير: ليكن معك إخبار بمكان بيتك وزيارة منّي، وكذلك جميعه يخرّج على هذا التقدير، ويجوز الرفع على القطع والاستئناف، وقد قرئ: ((فيُسحِتُكم، و فَيسْحِتَكُمْ) رفعا ونصبا.

ألم تسأل الرَّبع القَواء فينطق
وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق
وأما قوله تعالى: ((ألم تر أن الله أنزلَ من السماء ماءً فتُصبحُ الأرضُ مخضرّةً، إنّ الله لطيفٌ خبير))، فخبر، وإن خرج مخرجَ الاستفهام، وتقديره: قد رأيت أن الله ينزل من السماء ماء فتصبح الأرضُ مخضرّة، وهو تنبيه على ماكان رآه ليتأمل مافيه، والله أعلم.
فإن حُذفت الفاء من هذه الأشياء، جزمت إلاّ الجحد، فإن جوابه لايكون إلاّ بالفاء.
ومن الكلام مالايجوز إلاّ مع الفاء، وذلك قولك: لاتدنُ من الأسد فيأكلَك، ولو قلت: لاتدنُ من الأسد يأكلْك، لكان محالا، لأنك تجعل المباعدة منه سببَ الأكل، ألا ترى أن التقدير: إلاّ تدنُ من الأسد يأكلك، فإن جئت بالفاء حسن، لأن التقدير: لايكن منك دنوٌّ إلى الأسد فأكل منه.
وأما مايستأنف فيه الكلام بعد الفاء فالشرط، وذلك نحو قولك: إن تقصدني فأكرمك، ومن جاءني فأحسن إليه. قال الله تعالى: ((ومنْ عادَ فينتقمُ اللهُ منه))، وقال: ((مايَفتحِ اللهُ للناسِ منْ رحمةٍ فلاَ ممسكَ لها، ومايُمسِكْ فلا مرسلَ لهُ منْ بعدِهِ)).
وأما زيادة الفاء، فنحو قوله تعالى: ((قُلْ إنّ الموتَ الذي تفرّونَ منه، فإنّهُ مُلاقيكُمْ))، والمعنى: إنّ الموت الذي تفرّون منه، إنه ملاقيكم، لأن الكلام لاوجه للجزاء فيه، لأن الموت فرّوا منه أو لم يفرّوا يلاقيهم، هذا هو الظاهر.
ويجوز أن يكون في الكلام معنى الشرط، كأنهم ظنوا أن الفرار من الموت يُنجيهم، وقد جاء الشرط المحض على هذا التأويل، قال زهير:
ومنْ هاب أسبابَ المنايا ينَلْنَهُ
ولو رام أسبابَ السماء بسُلّمِ
ومما جاءت فيه زائدة، قول النمر بن تولب:
لاتجزعي إن مُنْفسا أهلكتُه
وإذا هلكتُ فعند ذلك فاجزعي
لابدّ أن تكون إحدى الفاءين زائدة، لأنّ "إذا" إنما تقتضي جوابا واحدا، وزعم قوم أن الفاء تأتي عوضا من رُبّ، وأنشدوا:
فمثلك حبلى قد طرقتُ ومرضع
فألهيتُها عن ذي تمائمَ مُغيلِ
وأنشدوا:
فإنْ أهلِك فَذي حنقٍ لظاه
يكاد عليّ يلتهبُ التهابا
والوجه عند البصريين، أنّ رُبَّ هاهنا مضمرة، وهي العاملة لاالفاء، يدل على ذلك قول الشاعر:
رسِم دارٍ وقفتُ في طللهْ
كدتُ أقضي الحياةَ منْ جللهْ
فَجرَّ بإضمار رُبَّ، ولاعوض منها هاهنا.


يُتبَع بإذن الله

.................................



منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

محمد الدسوقي
07-11-2005, 10:39 PM
أيتها المبدعة

أسماء حرمة الله

أستمري في تلك الدروس فإنها مفيدة للجميع .

فأنا جالس في المقعد الخلفي من الصف .

أتلصص على تلك الدروس العظيمة لعلي أخرج منها بنتيجة .

جزاكِ الذي يُجزي عباده الصالحين .

كوني دائما بخير :NJ:

سحر الليالي
07-11-2005, 10:40 PM
حبيبتي أسماء:

بارك الله فيك على هذا الجهد

ودمت منبع الابداع والروعة والتميز

لك خالص حبي وودي المعطر بعبق الياسمين

أسماء حرمة الله
09-11-2005, 05:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية عبِقة كعبَق مروركمـا

الأخ المبدع محمد والعزيزة سحر الليالي،

لمروركما دوماً نكهةُ الصبح، وأريجُ الياسميـــن
شكرا لكما ولحضوركما الذي عطٍّر صفحتي..
ممتنّةٌ لتشجيعكما النديّ..
لكما مني ألف باقة من الورد والمطـر
.....................

أسماء حرمة الله
09-11-2005, 06:28 AM
بسم الله الرحمـن الرحيـم

الكـاف

(وهي تجرّ مابعدها، وتكون اسما وحرفا، فمثال كونها اسما: مررتُ برجل كعمرو، فموضعها هاهنا جر، لأنها وصفٌ لرجل، ومن كونها اسما، قول الأعشى:
أتنتهون؟ ولنْ ينهى ذوي شطط
كالطعن يهلِكُ فيه الزيت والفتُلُ
فالكاف هاهنا في موضع رفع، لأنها فاعلة، ومن كونها اسما قول امرئ القيس:
ورُحنا بِكابْنِ الماء يُجنَبُ وسطنا
تصوّبُ فيه العينُ طورا وترتقي
وتقول: مررتُ بزيد كالأسد، فموضع الكاف نصب على الحال من يزيد.
وتقول: مازيد كعمرو ولاشبيها به، إذا عطفت شبيها على موضع الكاف في لغة أهل الحجاز. وإن شئت: ولاشبيهٌ على لغة بني تميم. ويجوز، ولاشبيهٍ: تعطف على عمرو كأنك قلت: ولاكشبيهٍ.

وأمّا كونها حرفا، فنحو قولك: مررت بالذي كزيدٍ.
فالكاف هاهنا حرف، ولولا ذلك لم يجز أن تكون صلة للذي، ألا ترى أنه لايجوز: مررت بالذي مثل عمرو، حتى تقول: مررت بالذي هو مثل عمرو؟
فأما من قرأ:
(تمامًا على الذي أحسَنُ) فبعيدة عند النحويين، ولكن يجوز مثل هذا، إذا طال الكلام، لأن الخليل حكى: ماأنا بالذي قائل لك شيئا.
وإنما جاز أن تكون الكاف صلة، لكونها حرفا كما توصل بفي، في قولك: مررت بالذي في الدار. وتكون الكاف زائدة نحو قولك: مارأيتُ كمثلك، والمعنى: مارأيت مثلك، قال الله تعالى:
((ليسَ كمِثله شيءٌ وهو السّميعُ البصِيرُ))، والمعنى: ليس مثله شيء. ولايجوز أن تكون غير زائدة، لأنه يصير كفرا، وذلك أنه يكون إثبات مثل، ونفى التشبيه عن ذلك المثل، ويصير كأنه قال: ليس مثل مثله شيء.
وأجاز محمد بن جرير الطبري أن تكون غير زائدة، ولكن يكون "مثل" بمعنى "ذات"، على حدّ قولك: مثلك لايفعل كذا، أي أنت لاتفعل كذا، وعلى هذا قوله تعالى: ((فَجَزاءُ مثلِ ماقتَلَ منَ النَّعَم)) على قراءة من أضاف، لأنه إنما يجب عليه جزاء نفس ماقتل، لاجزاء مثل ماقتل، والمِثْـلُ كالمثـَل في هذا. ومنه قوله تعالى: ((كمَنْ مَثَلُهُ في الظلمات))إنما يريد: كمنْ هو في الظلمات، واللهُ أعلم. فكان التقدير عنده: ليس كذاته شيء، أي ليس مثل ذاته شيء، وهذا التأويل فيه بعد، لأنّ المِثْل إنما يُكنى به عن ذات الشيء في الأناسي، لأن بعضهم مثلٌ لبعض في بعض الأحوال، واللهُ تعالى لامثــل له.
ومن زيادتها قول الآخر:
(وصالياتٍ ككُما يُؤَثْفَيْنَ)
والمعنى: كما يُؤثْفَين، ومثله:
فصيروا مثلَ كعصف مأكول
أي: فصيروا مثل عصف، تقدذر زيادة الكاف، لأنها حرف، ولاتقدّر زيادة مثل، لأنها اسم، والأسماءلاتكون لغواً.
ومن زيادتها:
لواحِقُ الأقرابِ فيها كالمَقَقْ
أي فيها مقق، أي طوله.

وفتحت الكاف على مايجب في الحروف التي تكون أحادية، وذلك أن الفتح أخفّ الحركات، فاختير لها لذلك.)


يُتبَع بإذن الله
.......................

منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

عبداللطيف محمد الشبامي
10-11-2005, 09:31 PM
بارك الله فيك وبك يا أسماء

وجعلها في ميزان حسناتك ... وهذه الأسطر ستكون مرجعاً مهما لكل طالب علم ...

أما أنا فأقرأ : كتاب حروف المعاني
المؤلف : أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي
الناشر : مؤ سسة الرسالة - بيروت
الطبعة الأولى ، 1984
تحقيق : د.علي توفيق الحمد
عدد الأجزاء : 1

وهذا نموذج من الكتاب :


بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحق الزجاجي رحمة الله عليه
أما بعد حفظك الله وهدانا وإياك للسداد ووفقنا وإياك في ما نحاول دينا ودنيا للرشاد فإنك سألتني أن أضع لك كتابا أشرح لك فيه جميع معاني الحروف وعلى كم وجه يتصرف الحرف منها فأجبتك إليه وأحسنت عونا عليه
فمن ذلك
1 - ) عند أداة لحضور الشيء ودنوه كقولك كنت عند زيد أي بحضرته و كان هذا عند انتصاف النهار فتحتمل الزمان والمكان
2 - ) كل عموم وقيل لتوكيد المعنى وقد يستغنى عنه نحو قولك مررت بالعشيرة كلهم ولو لم تقل كلهم كنت مستغنيا 3 - ) بعض اختصاص هل تكون استفهاما كقولك هل خرج زيد
وتكون بمعنى قد كقول الله تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر ) قالوا معناه قد أتى
ويدخلها من معنى التقرير والتوبيخ ما يدخل الألف التي يستفهم بها كقوله تعالى ( هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء ) وكقوله تعالى ( هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده ) فهذا استفهام فيه تقرير وتوبيخ
ويجعلونها أيضا بمعنى ما في قوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة ) و ( هل ينظرون إلا تأويله ) و ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله ) و ( فهل على الرسل إلا البلاغ ) كل هذا بمعنى ما
4 - ) مثل تسوية ومعناها ومعنى الكاف واحد والكاف يدخلعليها يقال أنت كمثل زيد أي أنت كزيد سي وليس أنه يقع التشبيه على مثل له معروف وإنما هو تأكيد فكأنه رد الكلام مرتين
ومثل ذلك قوله تعالى ( ليس كمثله شيء ) أي ليس كهو شيء
5 - ) قبل لما ولي الشيء وقد تكون بمعنى عند كقولك لي قبلك شيء أي عندك وتقول ذهبت قبل السوق أي نحو السوق
قال سيبويه لي قبلك حق أصله فيما بينك ولكنه اتسع فيه حتى أجري مجرى عليك
6 - ) نولك أن تفعل كذا وكذا معناه ينبغي لك فعل كذا وأصله من التناول 1 ظ
كأنه قال تناولك كذا وإذا قال لا نولك فكأنه قال أقصر
7 - ) لو يمتنع بها الشيء لامتناع غيره كقولك لو جاء زيد لأكرمته معناه امتنعت الكرامة لامتناع المجيء تأويله فهلا قصدت عمرا
قال الشاعر
( تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ... بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا ) - الطويل - المعنى فهلا تعدون الكمي المقنعا "


وبحول الله ومشيئته سأحاول أن أنشرها هنا في موضوع مستقل ..



ودمت راقية رائعة

خالص التحايا والتقدير

أسماء حرمة الله
10-11-2005, 10:48 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة بالبنفسج

الأخ المبدع عبد اللطيف،

شكرا لكَ على مرورك المضمّخ بالورد، وعلى تشجيعك النديّ..أسأل الرحمن جلّ وعلا أن يتقبّل منا..
سأحجز أول مقعـد بالصـف الأول، بالشرفة التي ستفتحها: عن" كتاب حروف المعاني "لأبي القاسم عبد الرحمن بن اسحق الزجّاجي ،وسأكون طالبـة مجتهدة بإذن الله.
بارك الله فيك وفي قلمك، وجعله في ميزان حسناتك..
تقبّل مني ألف باقة من الورد والمطر
تحياتي وتقديري

أسماء حرمة الله
12-11-2005, 01:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


اللام

تكون مفتوحة ومكسورة، فالمفتوحة من الهوامل لاعمل لها، وهي تكون للتوكيد في المبتدأ نحو قولك: لزيد أفضل من عمرو، وقد اضطرّ الراجز فأدخلها على خبر المبتدأ، فقال:
أمّ الحُليْس لَعجوزٌ شهْرَبه
ترضى من اللحم بعَظْم الرقبَه
وتدخل في خبر إنّ توكيدا، ودخولها يوجب كسر إنّ، قال الله تعالى: ((واللهُ يعلَمُ إنّكَ لَرسولُه)).
وإنما دخلت لتوكيد الخبر كما دخلت إنّ لتوكيد الجملة، وكان حقها أن تكون قبل إنّ، إلاّ أنهم كرهوا الجمع بين حرفي التوكيد، فزحلقوا اللام إلى الخبر. وكانت اللام أوْلى بذلك، لأنها غير عاملة، وإنّ عاملة، فكان تقديم العامل أولى. وقد يضطر فيدخل اللام قبل إنّ، وذلك مع إبداله الهاء من الهمزة، قال:
ألاَ ياسنا برق على قلل الحمى
لهِنَّك من برق عليّ كريم
وقد يضطرّ فيأتي بلامين، في نحو قولك: لهنك لقائم، وهو قبيح، وقد جاء به بعض المولدين، وهو حبيب، فقال:
أربيعُنا في خمسَ عشرةَ حجة
حقا لهِنّك للربيع المزهر
وقد أدخلها بعض الشعراء على خبر أمسى: أنشد ثعلب:
مروا عجالا، وقالوا كيف صاحبكم
قال الذي سألوا أمسى لمجهوداً
وحكى قطرب: أراك لشاتمي، وإني أراك لسمحا. وحكى يونس: زيد والله لرافق بك.
وقال كثيّر:
ومازلت من ليلى لدن أن عرفتُها
لَكالهائم المُقصى بكل مراد
وقد أدخلوها على خبر لكن، وأنشدوا:
ولكنني من حبّها لَعميدُ
وقد أدخلوها على خبر إنّ المفتوحة، أنشد قطرب:
ألم تكن حلفتَ بالله العلي
إن مطاياكَ لمن خير المطي
وهذا كله شاذ لايقاس عليه، ولايلتفت إليه.
ومن لام الابتداء قولك: لعمرك، وتكون اللام جوابا للقسم، وتلزمها إحدى النونين، وذلك نحو قولك: لتخرجن، ولتكرمن عمرا، وتأتي مع أن توطئة للقسم، وإنذارا به كقولك: لئن قمت لأكرمنك.
وإذا دخلت لام القسم على الفعل الماضي، كانت معها قد، كقولك: والله لقد قام زيد. ومنه قوله تعالى:
((لقدْ كان لكمْ في رسول اللهِ أُسوةٌ حسنة)).
وقال كثير:
لقد كذب الواشون مابحتُ عندهم
بسوء، ولاأرسلتهم برسول
وقد تحذف قد، قال امرؤ القيس:
حلفتُ لها بالله حِلفةَ فاجر
لَناموا، فما إن من حديث ولاوصالِ
وربما حذفت لام القسم، لأن النون يدل عليها، قال الشاعر:
وقتيلِ مرة أثارنّ فإنه
فِرغ وإن أخاكم لم يثأرِ
وأجازوا حذف النون، وإبقاء اللام كما حذف هذا الشاعر اللام، وأبقى النون، وعلى هذا تأولوا رواية قنبل: ((لأُقسم بيوم القيامة)). قالوا: حذفت النون، لأنها تدل على الاستقبال، وهذا الفعل للحال، وهذه القراءة فيها نظر.
وتكون اللام جوابا للو ولولا في قولك: "لو جاء زيد لأكرمته"، و"لولا أخوك لأحسنت إليك"، وقد تحذف هذه اللام.
وأما المكسورة فعاملة، وعملها على ضربين: الجر، والجزم في الأفعال، وهما متغايرتان، وإن اتفق لفظهما، فالجارّة نحو قولك: المال لزيد، والحبل للدابة. فاللام الأولى للملك، والثانية للاختصاص، فإن دخلت هذه اللام على مضمر فُتحت، وذلك نحو قولك: المال له، والثوب لك، وفي فتحها وجهان:
أحدهما: أن أصلهما الفتح، وذلك أن جميع الحروف التي هي أحادية، حقها الفتح، فلما اتصلت بالضمير رجعت إلى أصلها، لأن المضمر يرد الأشياء إلى أصولها في غالب الأمر.
والوجه الثاني: أنها إنما كسرت مع المظهر للفرق بين لام التوكيد وبينها، وذلك أنك لو قلت: إن زيدا لهذا، وأنت تريد الملك والاستحقاق لالتبس بقولك: إن زيدا لهذا، أي: هو هو . فلما اتصلت بالمضمر استُغنى عن الفرق، لأن علامة المضمر المجرور تخالف علامة المضمر المرفوع، تقول: إن زيدا لك إذا أردت الملك والاستحقاق، وإن زيدا لأنت، إذا أردت أنت زيد، وهذا قول سيبويه.
وقد تضمر أن بعد لام الجر، وذلك في موضعين:
أحدهما: أن تكون في معنى"كي". وذلك قولك: جئت لتكرمني، والمعنى: جئت لأن تكرمني، ويجوز إظهار أن هاهنا.
وقد تقع هذه اللام بمعنى العاقبة، نحو قوله تعالى: ((فالتقطه آلُ فرعون ليكون لهم عدوّا وحزَناً)).
أي فكانت عاقبته أن كان لهم عدوا، وهم إنما التقطوه ليكون لهم ولدا.
وبعض النحويين يسمي هذه اللام (لام) الصيرورة، أي ليصير لهم، أو فصار لهم.
الثاني: أن تكون بعد النفي، وذلك قوله تعالى:
((ماكان اللهُ ليذَرَ المؤمنين)).
والمعنى لأن يذر المؤمنين، ولايجوز إظهار (أن) هاهنا، لأن المعنى ينقلب، ولأن هذا جواب من قال: سيقوم زيد، فكما يجوز أن يفرق بين السين والفعل، فلذلك لايجوز أن يفرق بين اللام والفعل.
وأما الجازمة فلام الأمر، وذلك نحو قولك: ليقم زيد. والغالب عليها أن تدخل على فعل الغائب، وذلك نحو قولك: لتعن بحاجتي، ولتزه علينا.
وكذلك فعل المتكلمين، نحو قولك: لنقم، ولنخرج. قال الله تعالى: ((ولْنحمِلْ خطاياكم))، وقد يؤمر بها المخاطب: وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في بعض مغازيه: "لتأخذوا مصافكم"، وقال مرة أخرى: "لتقوموا إلى مصافكم" وقرأ: ((فبِذلك فلْتفرحوا)) وقد يقع الأمر موقع الخبر نحو قوله: ((فلْيمددْ له الرحمنُ مَدّا)).
وهذا اللفظ لفظ الأمر ومعناه الخبر، لأن القديم لايأمر نفسه.
ومن حكم هذه اللام إذا دخلت عليها الفاء أن تسكن، كقولك: فليقُمْ زيد، وكذلك الواو نحو قولك: وليخرجْ أخوك، ويجوز الكسر، والإسكان أكثر، وإنما أسكنت لأن الفاء والواو يتصلان بما بعدهما، ولايجوز الوقف عليهما، فيشبه1............. وعلى هذا قالوا: فهي وهي، فإن كان في موضع الفاء والواو حرف على حرفين فصاعدا، كسر اللام لاغير عند البصريين، وذلك نحو قولك: بل ليقمْ زيد، ثم ليخرجْ عمرو، قال الله تعالى: ((ثمّ ليقضوا تفَثَهم)).
فأما من أسكن اللام من القراء، فالبصريون ينكرونه عليه ومجازه: (ثم) ساكنة، الأوسط، فكأنه نوى الوقف على الميم الأولى، وابتدأ: ماْيقضوا. وقد أسكنوا ماهو أبعد من هذا، وهذا قول امرئ القيس:
اليوم أشربْ غير مستحقب
إثما من الله ولاواغل
وكان الأصل: فاليوم أشربُ غير، فأسكن الباء على التشبه بقولهم في عضُد عضْد، وفي فُهو فهو، وفيه بعد، لأن هذا متصل، وذاك منفصل، وهو في الآية أسهل على نحو ماذكرناه.
وكسرت اللام الجازمة حملا على الجارة، لأنها نظيرتها، وذلك أن الجزم في الأفعال نظير الجرّ في الأسماء، فلما كانت اللام الجارة مكسورة لما ذكرناه قبل هذا، كسرت هنا حملا عليها.

يُتبَع بإذن الله

.................................

1..... هنا موضع كلمتين لم يتبين المحقق صحتهما.


منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

حوراء آل بورنو
12-11-2005, 04:35 AM
بارك الله في جهدك ، نقل رائع .

نرجو منه الخير لنا علما و لك أجرا موصولا غير مقطوع .

أسماء حرمة الله
13-11-2005, 01:58 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة برحيق القلب

العزيزة حـرة،

بدايةً، اسمحي لي أن أُعرِب عن سعادتي بعودتك..كما أشكر لكِ مرورك المخضرّ ودعاءكِ الكريم أختاه...بارك الله فيـك..
وتقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطـر
تحياتي وتقديري

أسماء حرمة الله
16-11-2005, 12:24 AM
بسم الله الرحمــن الرحيم

الــواو

من الحروف الهوامل: لأنها تدخل على الاسم والفعل جميعا، ولاتختص بأحدهما، فاقتضى ذلك ألا تعمل شيئا، لأنها ليست بالعمل في الاسم أحقّ منها بالعمل في الفعل، ولها معانِ:
منها أن تكون عاطفة جامعة، كقولك: قام زيد وعمر. يحتمل أن يقوم كل واحد منهما قبل صاحبه، ويحتمل أن يقوما معاً في وقت واحد، يدلك على ذلك قوله تعالى: ((فكَيْفَ كانَ عذابي ونُذُر)).
والنذر قبل العذاب، بدلالة قوله: ((وما كناّ معذّبينَ حتى نبعثَ رسولا))
وقال حسان:
بها ليل منهم جعفرٌ منه وابن أمّه
عليّ ومنهم أحمد المتخير
وذهب قطرب، وعلي بن عيسى الربعي إلى أنه يجوز أن يكون مرتبة، نحو قوله تعالى: ((شهِدَ اللهُ أنه لاإله إلاّ هوَ والملائكةُ وأولو العِلم)). وهذا كلام مرتب: ويؤنس بهذا أيضا قوله تعالى: ((وهوَ الذي كفّ أيديَهمْ عنكمْ وأيديكُمْ عنهمْ منْ قبل)) / وأنه لو/ كف أيديهم قبل كف أيدي عدوهم، لكان في ذلك محنة لهم ومشقة عليهم. وهذا يؤيد مذهب الشافعي في أن الواو يجوز أن ترتب.
ويجوز أن تكون جامعة غير عاطفة، وذلك نحو قولك: استوى الماء والخشبة، أي مع الخشبة فحذفت مع، وجيء بالواو فأوصلت الفعل إلى مابعدها، وهو الذي يسمى المفعول معه.
وكان أبو الحسن الأخفش يذهب إلى أن مابعد الواو ينتصب انتصاب مع، في قولك: جئت معه، والوجه ماأُبدي به، لأن (مع)
ظرف، وزيد وما يجري مجراه لايجوز أن يكون ظرفا.
ويكون حالا في مثل قولك: جئتك وزيد قائم. ولقيت عمرا وعبد الله منطلق ، أي في هذه الحال. قال الله تعالى: ((يغشى طائفةً منكمْ، وطائفةٌ قد أهمتْهم أنفسُهم)).
وكان سيبويه يمثلها بإذْ، وذلك أنك إذا قلت: جئت وزيد قائم صلح أن تقول: جئتك إذ زيد قائم، وإذا كان في الجملة التي بعدها ضمير يربطها بما قبلها، جاز حذف الواو. وذلك نحو قولك: جئتك وأبوك قائم. ويجوز: "جئتك وأبوك قائم. ولو قلت: جئتك زيد قائم، لم يجز. فإن قلت: في دارك أو من أجلك، وماأشبه ذلك جاز.
ويكون قسَماً، نحو قولك: واللهِ لأخرجن، وهي بدلٌ من الباء في قولك: حلفت بالله لأخرجن، ولايجوز أن تدخل على مضمر كما تدخل الباء في قولك به: لأخرجن، أنشد أبو زيد:
ألا همّت أمامة باحتمال
لتحزنني فلاأبكِ ماأبالي
لأن الباء هي الأصل والواو بدل منها، وقد شرحنا ذلك فيما تقدّم، وتضمر معها رُبَّ نحو قولك: ورجلٍ أكرمتُ، وبلدٍ دخلتُ. قال:
وبلدةٍ ليس بها أنيس
إلاّ اليعافير وإلا العيس
والجرّ برُبّ المضمر، وقال أبو العباس : الجر بالواو، التي هي عوض من رب، ويدل على فساده مجيء الجر على إضمار رب، ولاعوض منها، وذلك نحو قوله:
رسمِ دار وقفت في طلله
كدت أقضي الحياة من جلله
وقد جاء الجر مع بل، وذلك نحو قوله:
بل جوز تيهاء كظهر الجِحْفت
ولايقول أحد: بل يجر.
وقد يضمر مع الواو: أن، وذلك نحو قولك: لاتأكل السمك وتشرب اللبن، إذا نهيته عن الجمع بينهما. قال الشاعر:
لاتنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
فإن أردت أن تنهاه عنهما جميعا جزمت فقلت: لاتأكل السمك وتشربِ اللبن، ومما أضمرت فيه "أن" قول الشاعر:
للبس عباءة وتقرّ عيني
أحبّ إليّ من لبس الشفوف
ومن ذلك قوله تعالى: ((وماكان لبشرٍ أن يكلمه اللهُ إلاّ وحياً أو منْ وراء حجابٍ، أو يرسلَ رسولاً))، فقرئ رفعا ونصبا، فمن رفع، فعلى معنى: أو هو يرسل. ومن نصب فعلى إضمار "أن". ولايجوزأن تكون عاطفة على أن يكلمه الله، لأن في ذلك إبطال الرسالة، وذلك أن التقدير يصير: وماكان لبشر أن يكلمه الله، ولاكان لله أن يرسل رسولا وهذا فاسد كما ترى.
وتكون زائدة نحو قولك: كنت ولاشيء لك.
واختلفت العلماء في قوله: ((حتى إذا جاءُوها وفُتِحَتْ أبوابها)).
فذهب المبرد إلى أن الواو زائدة، والتقدير: حتى إذا جاءوها، فتحت أبوابها.
وأنشد:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل
قال: والمعنى: فلما أجزنا ساحة الحي انتحى، والواو زائدة، واعتفى الخليل من الآية، والقول فيها.وتكلم على البيت، فقال: جواب لمّا محذوف، والتقدير: فلما اجتزنا ساحة الحي خلونا ونعمنا، ويجيء على قوله أن الجواب في الآية محذوف. والتقدير: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها، فازوا ونعموا.
وذهب بعض المفسرين إلى أن الواو هاهنا تدل على أن للجنة ثمانية أبواب، قال: لأن العرب تستعمل الواو فيما بعد السبعة، واحتجّ على ذلك بقوله تعالى: ((ويقولون سبعةٌ وثامنُهم كلبُهُمْ)).
وكان علي بن عيسى يصحح هذا القول، ومما يؤنَس به قولُه تعالى: (( التَّائبُون، العَابدُون، الحَامدُون، السَّائحُون، الرَّاكعُون، السَّاجدُون، الآمرونَ بالمعرُوف والنّاهُون عن المنكر)).
ومثله: ((عَسَى ربُّه إنْ طلّقكنّ أنْ يُبْدلَه أزواجًا خيراً منكنَّ، مسلماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائحاتٍ، ثيّباتٍ وأبكاراً)).
وفتحت الواو على مايجب في الحروف الأحادية، وماسوى هذه من الحروف الأحادية، ليس هذا موضع تفسيرها.

يُتبَع بإذن الله
.................................


منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

أسماء حرمة الله
21-11-2005, 11:26 PM
بسم الله الرحمــن الرحيم

الحروف الثنائية

أل

فمنها"أل" وهي حرف من الهوامل، وإن كان يختصّ الاسم، لأنه مع مادخل عليه كالشيء الواحد. ولها مواضع:
أحدها: أن تكون لتعريف العهد كقولك: جاءني الرجل، إذا أردت واحداً بينك وبين المخاطب فيه عهد.
والثاني: أن تكون لتعريف الجنس، وذلك نحو قولك: أهلك الناسَ الدينارُ والدرهمُ. والملَك أفضل من الإنسان، ومنه: ((والملَكُ على أرجائها))، (( واللهُ يعلمُ المفسدَ من المصلِح))، ومنه: ((إنّ الإنسانَ لَفِي خُسر)). كل ذلك لايراد به شيء بعينه، وإنما يراد به الجنس، وهو واحد يدل على أكثر منه.
والثالث: أن يكون عوضا، وذلك على ضربين:
أحدهما: أن تكون عوضا من الهمزة، وذلك في اسم الله عز وجلّ، الأصل فيه: إلاه، فحذفت الهمزة حذفا على غير قياس، وعوض منها "أل"، هذا أحد قولي سيبويه، وكذلك قال الفرّاء، إلاّ أنه جعل الهمزة قياسا والأصل عنده: الإلاه، ثم ألقيت حركة الهمزة على اللام فصار اللاه، فالتقى المثلان، وهما اللامان، فأسكنت الأولى، وأدغمت في الثانية، فقيل: الله.
والقول الثاني من قول سيبويه، أن الأصل "لاه" ثم دخلت "أل"التعظيم والتفخيم، واستدلّ على ذلك بقول بعضهم: لاه أبوك، وقال ذو الإصبع:
لاه** ابن عمك لاأفضلت في حسب
عني، ولاأنت دياني فتخزوني
يريد الله، واستدلّ أيضا بقول بعضهم: لهي أبوك، يريدون: الله. فعلى هذا القول، تكون الألف التي قبل الهاء، وبعد اللام منقلبة عن الياء التي هي عين، وعلى القول الأول تكون زائدة بمنزلة ألف كتاب وعماد.
والثاني: أن تكون عوضاً من ياء النسب، وذلك نحو قولهم اليهود والمجوس، والأصل يهوديون ومجوسيون، فحذفت ياء النسب، وعوضت منها "أل"، ويدل على ذلك أن يهود ومجوس معرفتان، قال:
أُحار ترى بُرَيقاً هبّ وَهنا
كنارِ مجوسٍ تستعر استعارا
وقال الآخر:
فرت يهودُ، وأسلمتْ جيرانها
صمِّي لما فعلت يهودُ صَمامِ
وفي الحديث:
""فخرجت يهودُ بمساحيها، فقالت: محمد والْخميس"".
ومن هذا قول الشاعر:
والتّيم ألأَمُ من يمشي وألأمهم
ذهل بن تيمٍ بنو السود المدانيس
وإنما هو: تيميون.
والثالث: أن تكون بمعنى"الذي"، وذلك قولك: القائم عندك زيد، أي الذي قام. ويكون في المؤنث بمعنى"التي"نحو "القائمة عندك هند"، ولابدّ لها من صلة، وهي توصل بكل جملة يحسن فيها الصدق والكذب، ولايدخل إلاّ على اسم الفاعل، وقد اضطرّ الشاعر فأدخلها على الفعل المضارع، وذلك نحو قوله:
فيستخرج اليربوع من نافقائه
ومن بيته ذي الشيخة اليتقصّع
وقال: يقول الخنا، وأبغضُ العجم ناطقاً
إلى ربّنا صوت الحمار اليُجدَّعُ
ومثله:
ماأنتَ بالحكم الترضى حكومته
ولا الأصيل ولاذي الرأي والجدل
وهذا من أقبح الضرورات، ولايجوز استعماله في سعة الكلام.
والرابع: أن تكون زائدة، وذلك على ضربين:
أحدهما: أن تكون زيادتها لازمة، وذلك كنحو زيادتها في الذي، والتي، والأصل ليت، وليستا للتعريف، لأنهما يتعرفان بالصلة كما يتعرف من، وما. وإنما زيدت هاهنا ليكون الذي والتي على مايجب في الصفات من إثبات أل.
ومن ذلك زيادتها في الآن، وليس متعرفا بها، وإنما يتعرف بأخرى، ولذلك بني، لأنه يضمن معناها.
والثاني: أن تزاد، ولاتكون زيادتها لازمة، وذلك نحو مايحكى من قول بعضهم: عشر الدرهم، الأولى للتعريف، والأخريان زائدتان، ومن هذا قول الشاعر:
أما دماءٍ ماتزال كأنها
على قنّة العزى وبالنّسر عندما
إنما هو نسر، قال الله تعالى: ((ولايغوث ويعوق ونسرا)).
وأما دخولها في نحو الحسن والحسين والقاسم والحارث والضحاك والعباس، فقال الخليل: دخلت لتجعله الشيء بعينه، يريد أن هذه الأسماء صارت بمنزلة الصفات الغالبة نحو: الْصّعِق والسماك، وماأشبه ذلك.
وحرف التعريف عند الخليل"أل" بكمالها، وكان يمثلها بقد، وهمزتها عنده همزة قطع، وإنما وصلت لكثرة الاستعمال.
وقال سيبويه: اللام وحدها حرف التعريف، والهمزة دخلت ليتوصل بها إلى النطق بالساكن، واستدلّ أصحابه على ذلك بنفوذ الجر إلى مابعدها، وبأنها في مقابلة التنوين، فكما أن التنوين حرف واحد، فكذلك اللام لأنها تقابله، وذلك أنه يدل على التنكير، كما تدل اللام على التعريف.
واحتجّ أصحاب الخليل بأنها تثبت مع حرف الاستفهام كما تثبت همزة القطع، وأنهم قطعوها في قولهم: ياألله.
ولكل واحد منهما احتجاج أكثر من هذا يطول ذكره، إلاّ أن ماذكرناه أقوى ما يحتجّ به لهما.

يُتبَع بإذن الله
.................................

***(أي: لله درّ ابن عمّك(....))


منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

سحر الليالي
27-11-2005, 06:49 PM
غاليتي أسماء :

شكرا لهذا المجهود الرائع ..

بارك الله فيك ، وألبسك ثوب الصحة والعافية

لك خالص حبي وودي المعطر بأنقى العطور مع باقة من الياسمين

أسماء حرمة الله
28-11-2005, 01:01 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحيـة مكتوبة بالرحيق

الغالية سحر الليالي،

خالص امتناني وشكري على مرورك العبِق عبَق روحك...
شكرا لكِ..
وتقبّلي مني خالص التقدير والتحايا
وألف باقة من الورد والمطـر

أسماء حرمة الله
28-11-2005, 01:05 AM
بسـم الله الرحمـن الرحيـم


أم

ومنها أم: وهي من الحروف الهوامـل، لأنها تدخـل على الاسم والفعل، تكون عديلـة لألف الاستفهام، وهي معها بمنزلة أي، وذلك قولك: أزيد عندك أم عمرو؟ والمعـنى: أيهما عندك؟ والجواب يكون بالتعيين، وذلك أن تقول: زيد، إن كان عندك زيد، وعمرو إن كان عندك عمرو.
وتكون عديلة لألف التسوية، نحو قولك: ماأبالي أقمت أم قعدت، وسواء عليّ أغضبت أم رضيت. قال الله تعالى:((سواءٌ عليهم أأنذرتهمْ أمْ لم تنذرهُمْ)).
وأصل ألف الاستفهام التسوية، لأنك إنما تستفهم لتستوي أنت ومن تستفهمه في العلم. وتكون قطعا يقدر ببلْ مع الهمزة، وذلك نحو قولك: أزيد عندك أم عمرو؟ والمعنى، بل أعندك عمرو. ومنه قوله تعالى:
((أمْ يقولونَ افتراهُ))، والتقدير: بل يقولون افتراه.
وقد يأتي في الخبر، وذلك نحو قول العرب: إنها لإبـل أم شاء، وذلك أنه رأى أشباحاً فقال: إنها لإبل متيقنا، ثم بان له أنها ليست بإبل، فأضرب عن ذلك فقال: أم شاء على معنى بل هي شاء.
وتأتي للتعريف، وهي لغة هديل، يقولون: جاءني أم رجل، ورأيت أم غلام، قال الشاعر:
ذاك خليلي، وذو يعاتبني
يرمي ورائي بامسهم وامسلمة
يريد: بالسهم والسلمة، وذو بمعنى الذي في لغتهم. وفي الحديث: ليس من امبر امصيام في امسفر، يريد: ليس من البر الصيام في السفر. وقد رواه قوم هكذا، وهذا لايكون تناقضا، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكلّم كل قوم بلغتهم، فيجوز أنه خاطب قوماً هكذا، وخاطب الآخرين على الوجه الآخر.
ومن كلام أبي هريرة لما حوصر عثمان: طاب امضرب وحل امقتال.
ومن الناس من يجعل هذه الميم بدلاً من اللام لكثرة اللام في ذلك، وقلة الميم، ومنهم من يجعل ذلك لغتين، لأن الذين يقولون هذا، لايقولون ذلك.

يُتبَع بإذن الله
.................................



منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

إبراهيم الشريف
30-11-2005, 11:25 PM
أسماء

السلام عليكم

كعادتك .. تختارين مواضيعك بكل عناية وتميّز

جزاك الله خيراً

أسماء حرمة الله
02-12-2005, 04:09 AM
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

تحيـة مكتوبة بمداد الورد

الأخ المبدع ابراهيــم،

أتمنى أن أبقى دوماً عند حسن ظنك وظن أحبّتي..بارك الله فيك..
شكرا لمرورك العبِق عبَق حروفك..
لكَ مني خالص التحايا والتقديـر
وألف باقة من الورد والمطـر

د.جمال مرسي
02-12-2005, 05:10 AM
فاتني هذا الموضوع القيم فلم ألتفت إليه إلا مؤخرا
سأكون من المتابعين إن شاء الله أختي أسماء
و أتمنى لك دوام التوفيق
د. جمال

أسماء حرمة الله
03-12-2005, 04:27 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها من حدائق الرحيق

أستاذي العزيـز د. جمـال،

ممتـنةٌ لمرورك العبِق دوماً أستاذي، شكرا لتشجيعك لي ولباقة حروفك العطرة..
دمتَ لـنا...
لكَ مني خالص التقدير والتحايا
وألف باقة من الورد والمطـر

أسماء حرمة الله
05-12-2005, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


أنْ

ومنها "أنْ"، وهي تكون عاملة وغير عاملة، فأمّا العاملة فتكون مع الفعل في تأويل المصدر، وذلك قولك: يعجبني أن تقوم، والمعنى: يعجبني قيامك.
وقد تدخل على الماضي ولاتعمل فيه، وذلك نحو قولك: كرهت أن خرجت، والمعنى: كرهت خروجك.(والفرق بين كرهت خروجك) وكرهت أن خرجت، أن الأول مصدر غير مؤقت لأنه ليس فيه الوقت.
وتكون مخففة من الثقيلة فلاتعمل في الفعل شيئا، نحو قوله:
((علِمَ أنْ سيكون منْكم مرضى))، والمعنى: علم أنه سيكون.
والأفعال على ثلاثة أضرب:
أحدها: أن تكون متيقنة.
والثاني: أن تكون غير متيقنة.
والثالث: أن تكون محتملة للأمرين.
فإذا وقعت الأفعال المتيقنة قبل"أنْ" كانت مخففة من الثقيلة، وذلك نحو علمت وأيقنت، وتيقنت، وتحققت وماأشبه ذلك، تقول من ذلك: علمت أنْ سيقوم، ورأيت أن لايخرج، قال تعالى: ((أفَلاَيرونَ ألاّ يرجعُ إليهم قولاً))، ولابدّ أن يقع بين أنْ والفعل حشو يسد مسدّ ماحذف منها، وذلك نحو السين وسوف، ولايثبت النون في الخط.
وإذا وقع قبلها الأفعال التي ليست متيقنة، انتصب الفعل بأنْ، وحذفت النون من الخط، وذلك أحببت، وخفت، واشتهيت، وماأشبه ذلك، تقول: أحببت وتمنيت وأردت ألا تقوم، وأردت ألا تخرج، وكذلك ماجرى هذا المجرى.
وأمّا الأفعال التي تحتمل اليقين وغير اليقين، فنحو: ظننت وحسبت وماأشبه ذلك، فإذا وقعت أنْ هاهنا وأردت معنى اليقين رفعت الفعل، وأثبت النون، وإن أردت غير اليقين نصبت الفعل وحذفت النون، وذلك نحو قوله تعالى:
((وحسبوا ألاّ تكونَ فتنةٌ))، قُرِئ رفعا ونصبا على مافسرت لك.
وإن كانت "أنْ" مخففة من الثقيلة، فهي العاملة في الأسماء، واسمها مضمر، ومابعدها من الفعل خبرها.
وأما غير العاملة فعلى ضربين:
أحدهما: أن تكون مفسرة، كقولك: أشرت إليه أن افعل، قال الله تعالى: ((وانطلَقَ الملأُُ منهم أن امشوا واصبروا))، وتقديرها تقدير أي، ومن ذلك قولك: كتبت إليه أن افعل كذا وكذا.
والثاني: أن تكون زائدة بعد"لما"، وذلك نحو قوله تعالى: ((فلمّا أنْ جاء البشيرُ))، ((فلمّا أنْ جاءت رسلُنا لوطاً)).
وزعم الكوفيون أنها تكون بمعنى "إذا"، قالوا ذلك في قوله تعالى: ((عبس وتولّى أن جاءه الأعمى))، زعموا أن معناه: إذا جاءه الأعمى.
وقال البصريون : "أنْ" هاهنا في موضع نصب لأنه مفعول له، والتقدير: لأن جاءه، وزعموا أيضا أنها تكون بمعنى "لو"، قالوا ذلك في قراءة من قرأ: ((لوْ أردنا أنْ نتخذَ لهواً لاتّخذناهُ منْ لدُنّا إنْ كنّا فاعلينَ)). والبصريون يأبون ذلك، ولايعرفون إنْ في معنى لوْ.

يُتبَع بإذن الله
...................

منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

د . حقي إسماعيل
20-12-2005, 07:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


(لعلّ علي بن عيسى الرماني، ألّف كتاب الحروف على مثال كتاب الحروف لأرسطاليس، الذي أشار إليه ابن النديم (..)
وقد بدأ الرمّاني بالحروف الأحادية، ثمّ ثنّى بالثنائية، ثمّ تحدّث عن الثلاثية فالرباعية، وقد أورد الرماني هذه الحروف في سلك لايخضع لنظرة ذات اتجاه منظّم، فقد تحدّث عن الحروف بالترتيب الآتي:

الحروف الأحادية: الهمزة، الباء، السين، الفاء، الكاف، اللام، الواو.

الحروف الثنائية: وقد أوردها على النسق الآتي:
أل- أم- أن- إو- أي- لا- ما- وا- ها- بل- عن- في- من- قد- كي- لم- لو- هل- مذ.

الحروف الثلاثية: منذ- نعم - بلى - ثم -جير- خلا- رُبّ-على - سوف- إنّ- أنّ- ليت- ألا- إلى- إذا- أيا.

ثمّ ساق الكلام عن : حاشا- حتى-كأنّ- كلاّ- لولا- لوما - لعل-ألاّ -إمّا - هلاّ- لمّا- لكنّ (تلك هي الرباعية).

......................................

الحروف الأحادية

الهمزة

..وهي تُستعمَل في موضعين: في النداء والاستفهام.
فإذا استعملت في النداء، فلاينادى بها إلا القريب دون البعيد، لأن مناداة البعيد تحتاج إلى مدّ الصوت، وليس في الهمزة مدّ.
وإذا استعملت في الاستفهام، فإنها تأتي فيه على أوجه:
منها أن يكون على جهل من المستفهِم، كقولك: أقام زيد؟ أزيد عندك أم عمرو؟
ومنها أن يكون إنكارا: أزيد أمرك بهذا ؟ أمثلُ عمرو يقول ذلك؟ كقوله تعالى: ((آلله أذن لكم أم على الله تفترون))؟، ((آلذكرينِ حرّم أم الأنثييْن)) ؟
ومنها أن يكون توبيخا كقوله تعالى:
((أأنت قلتَ للناس اتخذوني وأميَ إلهين من دون الله))؟
هذا توبيخ لعيسى عليه السلام في اللفظ، ولقومه في المعنى، لأن الله تعالى علم أن عيسى لم يقل ذلك، ولكن قال ذلك له بحضرة قومه، ليوبخهم على ذلك، ويكذبهم فيما قالوه.
ومنها أن يكون تعجبا. كقولك: أيكون مثل هذا؟
ومنها أن يكون استرشادا كقولك للعالم: أيجوز كذا وكذا؟ كقوله تعالى: ((أتجعل فيها من يفسد فيها))؟
وذلك أنهم استرشدوا ليعلموا وجه المصلحة في ذلك. وقيل: هي تعجب، تعجبت الملائكة في ذلك. وزعم أبو عبيدة أنها إيجاب، وليس بشيء، لأن الملائكة لاتوجب مالم يوجبه الله، ولاتصرف همزة الاستفهام على معنى الإيجاب، لأن الاستفهام خلاف الواجب.
وتكون تقريرا وتحقيقا، وذلك إذا دخلت على "ما" أو "لم" أو "ليس"، كقولك: أما أحسنت إليك؟ ألم أكرمك؟ ألست بخير من زيد؟ والجواب: بلى. وإن شئتَ قلت: ألست خيرا من زيد؟ قال جرير:
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راحِ
ويكون تسوية، وذلك في أربعة مواضع، وهي:
ماأبالي، أقمت أم قعدت؟
وليت شعري، أخرج أم دخل؟
وماأدري، أأذّن أم أقام؟
وسواء عليّ، أغضبت أم رضيت؟
قال الله تعالى"
((سواءٌ علينا أوعظتَ أم لم تكن من الواعظين)).
وقال حسان:
ماأبالي، أنبّ بالحَزن تيس
أم لَحاني بظهر غيب لئيمُ
وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل ، ثبتت، وسقطت همزة الوصل.
وإن كانت همزة الوصل مع لام المعرفة، مُدّت ولم تُحذف، لئلا يشتبه الاستفهام بالخبر، وذلك كقولك: آلرجل قال ذلك أم المرأة؟ . قال الله تعالى: ((آلله خيرٌ أمّا يشركون))؟
وإذا دخلت على همزة القطع، جاز لك أربعة أوجه:
أحدها: أن تُحقق الهمزتين، كقولك: أأنت قلت ذاك؟
والثاني: أن تحقّق الأولى، وتلين الثانية، كقول ذي الرمّة:
أان ترسمت من خرقاء منزلة
ماء الصبابة من عينيك مسجوم
والثالث: أن تُحقِّق الهمزتين، وتُدخِل بينهما ألفا، كقوله:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل
وبين النقا آأنت أم أمّ سالم
والرابع : إن من العرب من يفصل بالألف، ويليّن الهمزة الثانية، فهؤلاء خففوا من جهتين
وقد قرأت القراء بالأوجه الأربعة.
وإنما لم تعمل الهمزة شيئا، وكانت من الهوامل، لأنها تدخل على الاسم والفعل، وماكان بهذه الصفة لم يعمل شيئا، وإنما يعمل الحرف إذا اختصّ بأحد القبيلين دون الآخر.)


يُتبَـــع بــإذن الله..

......................

منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.


* ذكر ابن الأنباري وياقوت الحموي والكتبي كتاب الحروف باسم: "معاني الحروف"، وذكره القفطي باسم: "الحروف"..

الأخت الفاضلة أستاذة أسماء حرمة اللـه .
تحية طيبة .
تفصيل وجيز مكثف مفيد لكتاب الرماني في الحروف ، وتعرض لمنهجيته بأسلوب سلس ، وهناك كثير من الكتب التي حملت هذا العنوان ( كتاب الحروف ) ، وأغليها يمتاز بالإيجاز ، ولعل أشهرها ( كتاب الحروف ) لأبي عمرو الداني .. أما تسمية ( كتاب الحروف ) للرماني بـ ( معاني الحروف ) أيضا فالأوَل اهتموا بالمضمون كثيرا ، ووهذا الكتاب وأمثاله ممن يطلق عليهم كتب حروف المعاني في المكتبة النحوية العربية .
بوركت ، وجعله اللـه هذا العمل نورا لك في طريقك .
تحياتي

عبلة محمد زقزوق
20-12-2005, 08:40 PM
شكرا أختاه أ / أسماء حرمة الله

نتمنى من الله أن ينير لنا طريقاً للفهم من جميل درسك بيننا .

وجزاك الله الخير الكثير .

وما زلت من المتتبعين .

أسماء حرمة الله
08-01-2006, 06:00 PM
السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته

تحية مكتوبة برحيق البنفسج

الأخ الكريم د.حقي
الأخت الغالية عبلة

بارك اللـه فيكما وجزاكما عني خير الجزاء..
ممتنة لمتابعتكما الكريمة، دمتما لنا..
لكما مني خالص الود والتقدير
وألف باقة من الورد والمطر

أسماء حرمة الله
08-01-2006, 06:01 PM
بسم اللـه الرحمن الرحيم


إنْ

وهي تكون عاملة وغير عاملة، فالعاملة تكون شرطاً وذلك قولك: إن تقم أقم معك، تجزم الشرط والجزاء جميعاً، فإن أدخلتها على فعلين ماضيين حكمت على موضعهما بالجزم، وذلك نحو قولك: إن قمت قمت معك. وقد يكون الشرط مستقبلا، والجزاء ماضيا، وهو أقلّ الوجوه وذلك نحو قولك: إن تقم قمت معك.
ولايلي إنْ الفعل /إلاّ/ مظهرا أومضمرا، فالمظهر نحو ماذكرناه، والمضمر نحو قوله تعالى: ((إنِ امرؤٌ هلكَ)).
والمعنى: إنْ هلك امرؤ هلك، إلا أن الفعل الأول /لا/يجوز إظهاره، لأنّ الثاني يفسره.
ومثل ذلك:
((وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك))، والمعنى: وإن استجارك أحد من المشركين استجارك.
وكان أبو الحسن الأخفش يجيز أن يرتفع الاسم بعد إنْ بالابتداء، ومابدأنا به هو الوجه، لأن (إنْ) يطلب الفعل من أجل الشرط، وهو قول يونس وسيبويه.
وتكون مخففة من الثقيلة، ويلزم خبرها اللام للفرق بينها وبين النافية، وذلك قولك: إنْ زيد لقائم، وإنْ عبد اللـه لخارج. قال تعالى: ((إنْ كل نفسٍ لَما عليها حافِظ)).
والكوفيون يزعمون أنَّ إنْ بمعنى: "ما"واللام بمعنى إلاّ، والتقدير عندهم: "ماكل نفسٍ/إلاّ عليها حافظ".
وأما التي لاتعمل فالنافية، وذلك نحو قولك: إن زيد إلا قائم، قال اللـه تعالى: ((إنِ الكافرون إلاّ في غرور))، وكل إنْ بعدها إلاّ فهي نفي.
وقد تأتي وليس معها إلاّ، وذلك نحو قوله تعالى: ((ولقدْ مكّنّاهم فيما إنْ مكّنّاكم فيه)). والمعنى: في الذي مكناكم فيه، ولايجوز أن تعمل عند سيبويه.
وكأن أبو العباس يجيز أن تعمل عمل ما، لأنها لاتمتنع أن تقع موقعها في كل موضع من الكلام، والمعروف في ذلك مذهب سيبويه.
وتكون زائدة، وذلك بعد /ما/، نحو قولك: ما إن رأيته، وما إن مررت به.
قال الشاعر:
فما إن كان من نسب بعيد
ولكن أدركوك وهم غضاب
ومثله:
فما إن طبُّنا جبنٌ ولكن
منايانا ودولة آخرينا
وإذا دخلت "إنْ" على "ما" كفتها، كما تكف إن عن العمل في قولك: إنما زيد قائم.
وزعم الكوفيون أنها تأتي بمعنى إذ، قالوا ذلك في قوله تعالى:
((لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء اللـه آمنين)). زعموا أن معناه: إذ شاء اللـه.
والبصريون يأبون ذلك، ويقولون: إنْ هاهنا شرط على بابها، وإنما جاء هذا على تقدير التأديب للعباد ليتأدبوا بذلك كما قال في آية أخرى:
((ولاتقولنّ لشيءٍ إنّي فاعلٌ ذلك غداً إلاّ أنْ يشاء اللـه)).
وقيل الاستثناء وقع هاهنا على: دخولهم آمنين، وفي الكلام تقديم وتأخير، والتقدير: لتخلنّ المسجد الحرام آمنين إن شاء اللـه.
وزعموا أيضا أنها تكون بمعنى "لو"، قالوا ذلك في قوله تعالى: ((لوْ أردنا أنْ نتخذَ لهواً لاتخذناه من لدنّا إنْ كنا فاعلينَ)). في قراءة من كسر الهمزة. والبصريون يأبون ذلك، ويقولون: إنْ هاهنا شرط. ولِإنْ موضع آخر لايكون فيه حرفا، وذلك قولك: إنْ ياوقتُ إذا أمرت من يئين، ويقال: آن يئين بمنزلة سار يسير-وإنْ بمنزلة سِرْ.

يُتبَع بإذن اللـه
................

منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

نورا القحطاني
13-02-2006, 02:25 AM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif
بارك الله فيك يا أسماء
لا حرمنا الله منكِ أيتها الرائعة

انتظرك
والف صحة وعافية

محبتك

*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية عطرة
نـورا

أسماء حرمة الله
16-03-2006, 12:19 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة بمداد الورد

نورا العزيزة،

ممتنـة لمروركِ العبِقِ بكِ، سلّمَكِ ربي وعافاكِ..

أحبكِ :0014:

لكِ قلبي ووردة :0014:

أسماء حرمة الله
18-03-2006, 03:46 PM
بسم اللـه الرحمن الرحيم


أوْ

وهي من الحروف الهوامل، وذلك نحو قولك: أكلت خبزاً أو تمراً، وتعطف ما بعدها على ما قبلها.
وتكون تخييرا، وذلك نحو قولك: تزوج هنداً أو بنتها، خيرته بينهما، ولايجوز أن يجمعهما.
وتكون إباحة، وذلك قولك: جالس الحسن أو ابن سيرين، وتعلّم الفقه أو الأدب، أي ذلك مباح لك، تفعل منه ما شئت على الانفراد والاجتماع.
ويدخل النهي على هذا باللفظ نحو قوله تعالى:
(( ولاتطعْ منهمْ آثماً أوْ كفوراً)).
ولايجوز أن يقع "أو" مع الأفعال التي تقتضي فاعلين، ولا مع الأسماء التي على هذه الصفة، ولايجوز أن تقول: تخاصم زيد أو عمرو، ولا جلست بين زيد أو عمرو، وكذلك ما جرى هذا المجرى.
فأما قول الشاعر:
فكان سيان ألا يسرحوا نَعَماً
أو يسرحوا بها واغبرّت السُّوحُ
فإنما سوّغ ذلك أنه وجدهم يقولون: جالس الحسن أوابن سيرين على معنى الإباحـة، وهو كقولك: جالس الحسن وابن سيرين، فاستعمل ذلك على هذا التقدير، ولايجوز مثله في الكلام.
فأما قوله تعالى:
((وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدُونَ)): ففيه خمسة أقوال، ثلاثة منها للبصريين:
أحدها: قال سيبويه، وهو أن "أو" هاهنا للتخيير، والمعنى: إذا رآهم الرائي منكم، يخيّر في أن يقول: هم مائة ألف أو يزيدون.
والثاني: حكاه الصيمري عنهم، وهو أن "أو" هاهنا لأحد الأمرين على الإبهام، وهو أصل أو.
والثالث: ذكره ابن جني، وهو أنّ "أو" هاهنا للشك، والمعنى أن الرائي إذا رآهم شكّ في عدّتهم لكثرتهم.
وأما أهل الكوفة: فذهب قوم منهم إلى أن "أو" بمعنى الواو، وكذلك قالوا في قوله تعالى:
(( لعلّه يتذكر ويخشى )).
زعموا أن معناه: لعله يتذكر ويخشى، ومثله:
((عذرا أو نذرا)).
وقال آخرون منهم، "أو" هاهنا بمعنى بل، والمعنى: بل يزيدون، ولايجوز ذلك عند البصريين.
وتضمر مع أو "أن"، وذلك إذا كان معناها معنى حتّى، وذلك قولك:
لألازمنّك أو تقضيني حقي، والمعنى: حتى تقضيني، قال امرؤ القيس:
فقلت له: لاتبكِ عينك إنما
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وتأتي "أو" مع همزة الاستفهام، وذلك نحو قولك: أزيد عندك أو عمرو، والجواب: نعم، أولا، لأن المعنى: أعندك أحد هذين، وأصل "أو" أن تكون لأحد الأمرين، يدلك على ذلك أنك لاتقول: زيد أو عمرو قاما، لأن الغرض الإخبار عنهما.

يُتبَع بإذن اللـه

................

منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

سحر الليالي
27-11-2007, 10:39 AM
لـــ رفـــع

الحبيبة أسماء لك كل الحب
كوني بخير دوما

حسام الدين
18-03-2008, 04:55 PM
شكرا للأخت أسماء على هذه المعلومات القيمة لقد أفادتنا كثيرا و أرجوا منها أن ترسل لي رابط تحميل كتاب معاني الحروف للرماني بأقرب فرصة لأنني محتاج له كثيرا ودمت ذخرا أختنا الكريمة:hat:

أحمد موسي
11-03-2009, 11:22 PM
جزاك الله خيراااااااااااااااااااا

د. نجلاء طمان
05-05-2009, 05:01 PM
أسماء يا حفنة شهد !

افتقدتكِ بشدة , عساكِ بخير غاليتي!

حبي وتقديري

هيثم السليمان
19-06-2009, 05:02 PM
جزاكِ الله خيراً أختنا الكريمة
على هذه المعلومات القيّمة

جمال محمد صالح
29-06-2009, 12:56 PM
الله يفتح عليكم
ويتقبل منا ومنكم صالح الاعمال

فريد البيدق
29-06-2010, 12:06 PM
بورك الجمع الطيب!
إلى النحو!