المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كِتاب و حدود



نزار ب. الزين
08-11-2005, 04:07 AM
كِتاب و حدود
أقصوصة بقلم : نزار ب. الزين*



بعد المراجعة ربما العاشرة ، يجمع زياد أوراق مخطوطه ثم يضعها بعناية في حقيبته .

يحث زوجته على الإسراع ،

يتجه إلى سيارته بخطى واسعة ،

يشغل محركها ،

يزفر متذمرا ،

يهمس إلى ذاته : << ألا ما أقبح هذا التباطؤ ..>>

يضغط على بوق السيارة بشيء من العصبية....

تأتي مهرولة محتجة : << فضحتنا أمام الجيران يا رجل ! >>

<< دوما تتلكئين ..>> يجيبها غاضبا ، فترد مستاءة : << و أنت دوما على عجل ..ماذا لو تأخرنا بضع دقائق ؟! >>

ينظر إليها شذرا ثم يقلع متجها نحو الطريق السريع .....



*****

يصل إلى الحدود .

يأمرهما مفتش الجمارك بالخروج من السيارة ...

يأمره بفتح صندوق السيارة ....

يأمره بفتح الحقيبة ...

يقول زياد للمفتش " نحن خارجون و لسنا بداخلين !! "

" الخارج مثل الداخل ، في هذا الزمن ! " يجيبه المفتش ، و قد رسم على فمه إبتسامة ساخرة ..

تصل يده إلى ملف المخطوط ...

و كمن لدغته أفعى يصيح متسائلاً : " ما هذا يا استاذ ؟ "

يجيبه زياد : " إنه مخطوط لكتاب ألفته ، و أنا متوجه لأقدمه لمؤسسة نشر إتفقت معها هناك .." مشيراً إلى الطرف الآخر من الحدود .

يحمل المفتش مخطوطة زياد و يطلب منه اللحاق به ، تحاول زوجته اللحاق بهما فيامرها المفتش بالبقاء حيث هي .....

يقرأ زياد عبارة ( مكتب المخابرات ) فوق الباب الذي قرعه مفتش الجمارك ، فيشعر ببعض القلق...

*****

يلقي ضابط المخابرات نظرة استطلاع نحو زياد ، ثم يبدأ بتقليب صفحات المخطوط ،

ثم يلقي عليه نظرة أخرى بعينين حمراوين ، ثم يعود إلى تقليب المخطوط ...فيزداد زياد قلقاً ...

بعد صمت طال ، و أعصاب بدأت تتلف ، يسأل ضابط المخابرات زياد بضعة أسئلة بعصبية ، ثم يقول له بحزم : << أنت ستبقى معي ، سأجرى إتصالا بالعاصمة و نرى ما سيقرورنه بشأنك ! >> .

يتحول قلق زياد إلى خوف ...

ثم يحاول أن يشرح للضابط طبيعة الكتاب من أنه مجرد رواية إجتماعية ، فيأمره الضابط بغلظة بأن يلزم الصمت ..

تدخل زوجته ، يصيح بها الضابط بعد أن فهم أنها زوجة زياد : " كيف تقتحمين مكتب المخابرات بدون إستئذان ، يا حرمة ؟ " ثم يضيف و هو يعيد مسرة الهاتف إلى موضعها : " على أي حال أنتما موقوفان ! لقد صدر الأمر بذلك تواً "

" موقوفان ؟ " تصيح الزوجة مندهشة . :

يعاود زياد محاولة إفهامه بأنها مجرد رواية إجتماعية و أنه اتفق مع مؤسسة نشر في البلد المجاور على نشرها ، و أنها لاتحتوي على أية بندود سياسية و لا تهاجم أحدا و لا تطعن بأحد و لا تتضمن أية دعوة ثورية أو تمردية أو إنقلابية ، و لا تحرض على عصيان أو إرهاب ، و بما أن النشر سيتم في بلد آخر فإنه لم يجد داعيا لعرضها على وزارة الإعلام أو وزارة الثقافة ...

يجيبه الضابط بمزيد من الغلظة : << لا داعي لكثرة الكلام ، أنتما موقوفان و الكتاب مصادر ! >>

تتساءل الزوجة مستغربة (( هكذا بكل بساطة ، موقوفان ؟!..)) .ثم تضيف ساخرة : (( و هل ضبطتَ معنا أسلحة دمار شامل ؟ أم كمية من الحشيش ؟ أم حقيبة ملأى بالدولارات ؟! )) يصرخ الضابط في وجهها و هو يجيبها بلهجة إستفزازية : (( أتهزئين حضرتك ؟ المخطوطات أقوى من أسلحة الدمار الشامل ، يا خانم ! نعم ، تهمتكما هي تهريب مخطوط خارج البلاد يا خانم ، و التهرب من عرضه على الرقابة الحكومية يا خانم ، و كلاهما يخالف القانون ، أما أنتِ يا خانم فلك حساب آخر ، فأنت متهمة - إضافة إلى كل ذلك - بتهمة إقتحام مكتب المخابرات بدون إستئذان و التهكم على موظف حكومي أثناء تأديته لعمله ! )) .
-----------------------------------------------
*نزار بهاء الدين الزين

مغترب يعيش في الولايات المتحدة من اصل سوري

الموقع www.FreeArabi.com

البريد nizarzain@adelphia.net

عدنان أحمد البحيصي
08-11-2005, 04:15 AM
متقنة

كعادتها

وجمعت بين السرد والحوار


شكرا لك أخي

نزار ب. الزين
08-11-2005, 04:45 PM
متقنة كعادتها
و جمعت بين السرد والحوار
شكرا لك أخي
عدنان الاسلام


-------------------------------
أخي الأستاذ عدنان
شكرا لمرورك السريع
دمت بخير
نزار ب. الزين

عبلة محمد زقزوق
08-11-2005, 06:00 PM
حقيقة إنها متقنه وتجمع بين السرد والحوار .


:008:
ما أتعسنا عندما تصادر أفواهنا بالكلام ،

ونحتجز بديارنا وكأننا أبتعدنا عن حدود الدار .

وتكسر أقلامنا لصوت أزيزها على الجدران .

ونكتم الآهة ، فتنبت الأشواك داخلنا .

لا فوض فوك أخ فاضل قدير بحسن الأقصوصة بيننا

أ / نزار _ب _ الزين

د. سلطان الحريري
08-11-2005, 11:46 PM
منذ فترة طويلة لم أقرأ لك أيها النقي
أعجبتني الفكرة والصياغة ، ولكنني ما زلت أصر على أنك لم تتخلص من عقدة المسرح:001:
دمت مبدعا

نزار ب. الزين
09-11-2005, 12:31 AM
حقيقة إنها متقنه وتجمع بين السرد والحوار .
ما أتعسنا عندما تصادر أفواهنا عن الكلام ،
ونُحتجز بديارنا وكأننا أبتعدنا عن حدود الدار .
وتكسر أقلامنا لصوت أزيزها على الجدران .
ونكتم الآهة ، فتنبت الأشواك داخلنا .
لا فض فوك
أخي الفاضل
أ / نزار _ب _ الزين
عبلة محمد زقزوق

--------------------------------------------

أختي الكريمة عبلة
إنها الحرب على الكلمة يا أختي
شكرا لحضورك الدائم
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
09-11-2005, 12:40 AM
منذ فترة طويلة لم أقرأ لك أيها النقي
أعجبتني الفكرة والصياغة ، ولكنني ما زلت أصر على أنك لم تتخلص من عقدة المسرح:001:
دمت مبدعا
د. سلطان الحريري


----------------------------------
أخي الحبيب الدكتور سلطان
في رمضان ثم العيد ، نصاب أحيانا ببعض الكسل أما بالنسبة للأسلوب ، فإني أعجز عن التمييز بين ما اصطلح عليه بالأجناس الأدبية ، ذلك أن همّي ينصب دائما على إيصال الفكرة أولا ؛ فهلا عذرتني ؟
تقديري و إحترامي
نزار ب. الزين

عبدالله المحمدي
09-11-2005, 11:51 AM
أمركة .....الديمراقطية

ولتحيا الديمقراطية في ظِل الأعراف الحُكمية


شكرا لك اخي نزار


كل عام وانت بخير

نزار ب. الزين
10-11-2005, 03:50 PM
أمركة .....الديمراقطية
ولتحيا الديمقراطية في ظِل الأعراف الحُكمية
شكرا لك اخي نزار
كل عام وانت بخير
------------------------------
شكرا لمرورك أخي الكريم عدنان (عاشق الخيل)
دمت بخير
نزار ب. الزين

سمر سليم الزريعي
10-11-2005, 03:59 PM
صاحب الحرف المعجزة الأديب نزار ....
دمت هرماً للحرف وسيقول الحرف كتبني الأديب نزار زين
كل التقدير لك سيدي الرائع بحرفه

نزار ب. الزين
10-11-2005, 09:05 PM
صاحب الحرف المعجزة الأديب نزار ....
دمت هرماً للحرف وسيقول الحرف كتبني الأديب نزار زين
كل التقدير لك سيدي الرائع بحرفه
سمر سليم الزريعي


------------------------------
شهادتك وسام يا إبنتي سمر
حروفك نابضة بالطيبة و الود
إعتزازي بكلماتك و إحترامي لشخصك
نزار ب. الزين

نزار ب. الزين
10-11-2005, 09:14 PM
صاحب الحرف المعجزة الأديب نزار ....
دمت هرماً للحرف وسيقول الحرف كتبني الأديب نزار زين
كل التقدير لك سيدي الرائع بحرفه

***************

شهادتك وسام يا إبنتي سمر
حروفك نابضة بالطيبة و الود
إعتزازي بكلماتك و إحترامي لشخصك
نزار ب. الزين