د. جهاد بني عودة
10-11-2005, 11:43 PM
بالله يا طيرَ الحمامِ الزاجِلِ
رداً على غَريب المَنزِلِ للشاعر سمير العمري
تَكَشَّفت غريب المنزلِ عن معاناة مشتاقٍ للدِّيار وملوَّعٍ بالبعد عنها فرَقَقتُ لرقَّةِ قائِلِها وحزنت لحزنه وتباكيت معه فإني أحبُّ أن أعَزِّرَه بالدّموع ففاض القلم بما فتح الله على صاحبه
باللهِ يا طَيرَ الحمامِ الزَّاجِلِ = هَلّا نَزَلتَ على غَريبِ المنزِلِ
هلّا قرأتَ عَليه سورَةَ يوسًُفٍ = فَيَزولُ همٌّ إعتَراهُ ويَنجَلي
نزلَ السُّوَيدَ من البلادِ وإنَّما = نزَلَ السُّوَيدَ من الفؤادِ المُثقَل
يَرنو إلى دارٍ تَبَدَّلَ عهدُها = عهدُ الصِّبا شرخُ الشَّبابِ الأوَّل
هلّا وقفتَ على مشارفِ بيتِه = تُنبيهِ عن بيتٍ بعيدِ الموئِلِ
سَلِّم عليه إذا رآكَ وقل له = حوقِل ورَجِّع ما استَطعتَ وهَلِّلِ
عَدَتٍ اليَهودُ على عَجائِزِ أهلِكم = عَدوَ الذّئابِ على الضِّعافِ العُزَّلِ
سكَنت غَرابيبُ السَّوادِ بِدارِكم = والبومُ يَسكُنُ كلَّ بيتٍ مُقفَل
وتَعَفَّرَت دارُ الطُّفولةِ بعدَكم = وتَصَدَّعت من كلِّ خَطبٍ أهوَلِ
بلِّغه يا طيرَ الحمامِ رسالةً = قالت حروفُ الحبِّ فيها ما يَلي
الحمدُ للّه المؤلِّفِ بيننا = ثم الصلاةُ على النَّبيِّ المُرسَل
سُبحانُه أعطى العبادَ مَحبَّةً = واللّه يُعطي العَبدَ ما لم يَسألٍ
في الله حُبّاً خالِصاً بِجلالِه = والحبُّ خيرُ عِبادَةِ المُتَبَتِّلِ
نَرجو به يومَ التَّنادِ نَجاتَنا = في ِظلِّ عَرشِ اللهِ خالِقِنا العَلي
وسَرَت محبَّتنا ونورُ وِدادِنا = في عَتمةِ العَصرِ البَهيمِ الأليلِ
وَتَسَربَلَت بين الفؤادِ و تاجِه = و تَسَرَّبَت ما بين عَظمِ المِفصَلِ
أسكَنتُها بين الضُّلوعِ فأنبَتَت = وتَشَرَّبت مُخَّ العِظامِ النُّحَّل
وسألتُ ربّي حينَ عَمَّ بَلاؤُكم = لُطفاً بمن في حُبِّ خِلٍّ قد بُلي
وَتَلومُني فيما أبوحُ خَليلَتي = فأُكِنُّ ما فَضَحَ اليَراعُ بِداخِلي
أبصَرتُها خَلفَ الجِدارِ كَسيفةً = في غيرَةٍ من أمرِنا وتَمَلمُلِ
فغََضَضتُ طَرفي ما استَطَعتُ مُجانِباً = مُتَغافِلاً عنها و إن لم أغفَلِ
لا تَعذُليني قد عَلِمتِ حَقيقةً = أني امرُؤٌ أدمَنتُ عَذلَ العُذّلِ
في الشِّعرِ تَسرِيَةُ الهُمومِ عن الفَتى = و به يَبوحُ المُبتَلى للمُبتَلي
في الشَّعرِ تَسلِيَةُ المُحِبِّ عن الجَوى = وبه يُفَصِّلُ في الكلامِ الفيصَلِ
في الشِّعرِ إطفاءُ المُحِبِّ إذا اكتَوى = تَحرِقهُ نيرانُ الهَوى فَيُبَلِّلِ
لكِنّهم يَستَعذِبونَ حَسيسَها = نارُ المَودَّةِ غيرَ نارِ المُصَطلي
ألقِ عليه رِسالةً من صاحِبٍ = لا تَلفِهِ عند المَواقِفِ يأتَلِ
وانصِت ببابِ الدّارِ تَسمَع شَجوَه = يَبكي بكاءَ الرّاهِبِ المُتَبَتِّلِ
شاِطرهُ يا طيرِ الحمامِ نُواَحَهُ = في دَمعِ خِلٍّ في المَصائِبِ مُسبِِلِ
سُقياكَ يا شيخَ البلاغَةِ دَمعُنا = إن شَحَّ عِندكَ في النَّوازِلِ يَنزِلِ
زَمَنُ الشَّبيبَةِ نازِفٌ بِفُؤادِه = ومَراتِعُ الأطفالِ حولَ الَجدوَلِ
لَبَّيكَ يا حِبََّ القُلوبِ فإنني = أحيا نَصيرَكَ بالدُّموعِ الهَُّطَّلِ
فالقَلبُ خيرُ مُفَسِّرٍ والدَّمعُ خيرُ = مُعَبِّرٍ والشِّعرُ خَيرُ مُأوِّلِ
أعزِِز عَلَيُّ بأن أراكَ مُلَوَّعاً = تَبكي بُكاءَ الصَّابِرِ المُتَجَمِّلِ
في غُربَةٍ ألفَيتَ َطَعمَ مَذاقِها = سُمّاً مَريراً ناقِعاً كالَحَنظَلِ
جَمَّلتَها بالمُغرِياتِ نَعيمُها = لكنّها قَبُحَت ولَمّا تَجمُلِ
فَبِحَقِّ من ألقَى المَحَبَّةَ بينَنا = وبِحَقِّها وبِحَقِّ كُلِّ مُبَجَّلِ
لولا صِلاتٍ قد تَعَذَّرَ قَطعُها = لَرَكِبتُ نَحوَكَ سَرجَ كُلِّ مُحَجَّلِ
الأرضُ أقدَسُ ما شَرُفتَ بِحِفظِهِ = فاسلُك إليها كُلَّ دَربٍ موصِلِ
واللهُ أنبَتَنا نَباتاً مُزهِراً = إن نحنُ فارَقنا ثَراها نَذبُلِ
عُد يا غَريبُ ولا تُبارِح تُربَها = في قََلبِ رَكبٍ أو خَميسٍ جَحفَلِ
فالفَخرُ يَربِضُ فوقَ غَارِبِ سابِحٍ = والعِزُّ يَجثُمُ في مَثارِ القَسطَلِ
من يَحمِلُ الأثقالَ في أمَّاتِها = إن لم يَكن جَبَلُ االمَحامِلِ يَحمِِلِ
فانطَح بِرأسِكَ بأسَ كُلِّ خَطيرَةٍ = لِيَكونَ أنطََحَ من قُرونِ الأيِّلِ
لا تَحسَبَنَّ الأرضَ تَرجِعُ بالمُنى = او بالتّعَلُّلِ في حِسابِ الجُمََّلِ
ما أقبَحَ الإنسانَ في أخلاقِهِ = إن رامَ حَمدَ النّاسِ ما لم يَفعلِ
ستَشُمّ زَهرَ اللّوزِ في أرجائِها = كالعِطرِ يَعبِقُ من زُهورِ قُرُنفُلِ
والتِّينُ والزَّيتونُ في أكمامِهِ = حَبَّاتُ مَاسٍ بالجُمانِ مُفَصَّلِ
أوَ تَعدِلُ الأرضُ التي تَبكي بها = من أرضِنا مِثقالُ حَبَّةِ خَردَلِ
لو جِئتَها لِتَعودَها لَتَزَيَّنت = ولأقبَلت بالحَلوَياتِ وبالحُلي
لَملِم حَوائِجَكَ الدَّخِيلَةَ قافِلاً = أسرِع إليها بالإيابِ وَعَجِّلِ
ما أنتَ إلا من صَعِيدِ تُرابِها = فاضمُم تُرابَكَ للتُّرابِ الأوَّلِ
واربَأ بِعَظمِكَ أن يَقَرَّ بأمِّه = من قبلِ أن يَبكي هُناكَ وقد بَلي
من يَفقِدِ الأوطانَ فارقُم إسمَه = في النّادِباتِ النّائِحاتِ الثُّكَّلِ
وإذا أصِبتَ لَدى الزَّمانِ بِمَوطِنٍ = فاعلَم بأنَّكَ قد أصِبتَ بمَقتَلِ
إنَّ الدِّيارَ عَزيزَةٌ يا صاحِبي = بيتُ القَصيدِ وَحَدُّ حَدِّ المِقصَلِ
عُذراً إليكَ صُويحِبي لَيسَ المؤازِرُ = من سَلا في الحُزنِ يُنصِفُ من سُلي
فكأننا فيما تَخالَطَ بيننا = روحانِ قد حَلّا بِذاتِ الهَيكَلِ
وتَشابَهَت مِنّا المَشاعِرُ في الحَشا = فاغرِف فُؤادي مٍِن فُؤادِكَ يَمتَلي
ضوءانِ من مِشكاةِ دُرٍّ شَعشَعا = فانسُل لِساني من لِسانِكَ يَنسُلِ
يا رَايَتي فوقَ أشرِعَةِ الهَوى = يا شَيخَنا في المُلتَقى والمَحفَلِ
اتمَمتُها عَشراً قَصائِدَ بيننا = هذي الخِتامُ خَتَمتَ أم لم تَفعَلِ
مُتَشَوِّقُ مُتَشَوِّقٌ مُتَفاعِلن = نَفَحاتُ بَحرٍ كامِلٍ ومُكَمَّلِ
مَثَّلتُ فيهِ من الوِدادِ مَشاعِراً = فَنَحَتتَّ فيهِ من الوِدادِ الأمثَلِ
وَرَشَفتُ من نًُتَفِ البيانِ مَوَدَّةً = وَغَرَفتَ من دُرَرِ البيانِ الاجمَلِ
وَعَلَوتَ دأبَكَ في المواقِفِ كُلِّها = تَمشي على دَرَجِ الكَمالِ وَتَعتَلي
وتَظلُّ تَنفَرِجُ المساَحةُ بيننا = حتى تُساجِلَنا بَعيداً من عَلِ
حتّى خشينا أن نُقيمَ على الثَّرى = وتُقيمُ أنتَ على النُّجومِ الأفَّلِ
فاكفُف رَعاكَ الله ما نَقوى على = بُعدِ اليَراعِ الألمَعِيِّ الصَّيقَل
سَنَظَلٌّ نَبنيها القوافي حُرَّةً = لِتَمامِ مَجدٍ في البِلادِ مُؤِثََّلِ
رداً على غَريب المَنزِلِ للشاعر سمير العمري
تَكَشَّفت غريب المنزلِ عن معاناة مشتاقٍ للدِّيار وملوَّعٍ بالبعد عنها فرَقَقتُ لرقَّةِ قائِلِها وحزنت لحزنه وتباكيت معه فإني أحبُّ أن أعَزِّرَه بالدّموع ففاض القلم بما فتح الله على صاحبه
باللهِ يا طَيرَ الحمامِ الزَّاجِلِ = هَلّا نَزَلتَ على غَريبِ المنزِلِ
هلّا قرأتَ عَليه سورَةَ يوسًُفٍ = فَيَزولُ همٌّ إعتَراهُ ويَنجَلي
نزلَ السُّوَيدَ من البلادِ وإنَّما = نزَلَ السُّوَيدَ من الفؤادِ المُثقَل
يَرنو إلى دارٍ تَبَدَّلَ عهدُها = عهدُ الصِّبا شرخُ الشَّبابِ الأوَّل
هلّا وقفتَ على مشارفِ بيتِه = تُنبيهِ عن بيتٍ بعيدِ الموئِلِ
سَلِّم عليه إذا رآكَ وقل له = حوقِل ورَجِّع ما استَطعتَ وهَلِّلِ
عَدَتٍ اليَهودُ على عَجائِزِ أهلِكم = عَدوَ الذّئابِ على الضِّعافِ العُزَّلِ
سكَنت غَرابيبُ السَّوادِ بِدارِكم = والبومُ يَسكُنُ كلَّ بيتٍ مُقفَل
وتَعَفَّرَت دارُ الطُّفولةِ بعدَكم = وتَصَدَّعت من كلِّ خَطبٍ أهوَلِ
بلِّغه يا طيرَ الحمامِ رسالةً = قالت حروفُ الحبِّ فيها ما يَلي
الحمدُ للّه المؤلِّفِ بيننا = ثم الصلاةُ على النَّبيِّ المُرسَل
سُبحانُه أعطى العبادَ مَحبَّةً = واللّه يُعطي العَبدَ ما لم يَسألٍ
في الله حُبّاً خالِصاً بِجلالِه = والحبُّ خيرُ عِبادَةِ المُتَبَتِّلِ
نَرجو به يومَ التَّنادِ نَجاتَنا = في ِظلِّ عَرشِ اللهِ خالِقِنا العَلي
وسَرَت محبَّتنا ونورُ وِدادِنا = في عَتمةِ العَصرِ البَهيمِ الأليلِ
وَتَسَربَلَت بين الفؤادِ و تاجِه = و تَسَرَّبَت ما بين عَظمِ المِفصَلِ
أسكَنتُها بين الضُّلوعِ فأنبَتَت = وتَشَرَّبت مُخَّ العِظامِ النُّحَّل
وسألتُ ربّي حينَ عَمَّ بَلاؤُكم = لُطفاً بمن في حُبِّ خِلٍّ قد بُلي
وَتَلومُني فيما أبوحُ خَليلَتي = فأُكِنُّ ما فَضَحَ اليَراعُ بِداخِلي
أبصَرتُها خَلفَ الجِدارِ كَسيفةً = في غيرَةٍ من أمرِنا وتَمَلمُلِ
فغََضَضتُ طَرفي ما استَطَعتُ مُجانِباً = مُتَغافِلاً عنها و إن لم أغفَلِ
لا تَعذُليني قد عَلِمتِ حَقيقةً = أني امرُؤٌ أدمَنتُ عَذلَ العُذّلِ
في الشِّعرِ تَسرِيَةُ الهُمومِ عن الفَتى = و به يَبوحُ المُبتَلى للمُبتَلي
في الشَّعرِ تَسلِيَةُ المُحِبِّ عن الجَوى = وبه يُفَصِّلُ في الكلامِ الفيصَلِ
في الشِّعرِ إطفاءُ المُحِبِّ إذا اكتَوى = تَحرِقهُ نيرانُ الهَوى فَيُبَلِّلِ
لكِنّهم يَستَعذِبونَ حَسيسَها = نارُ المَودَّةِ غيرَ نارِ المُصَطلي
ألقِ عليه رِسالةً من صاحِبٍ = لا تَلفِهِ عند المَواقِفِ يأتَلِ
وانصِت ببابِ الدّارِ تَسمَع شَجوَه = يَبكي بكاءَ الرّاهِبِ المُتَبَتِّلِ
شاِطرهُ يا طيرِ الحمامِ نُواَحَهُ = في دَمعِ خِلٍّ في المَصائِبِ مُسبِِلِ
سُقياكَ يا شيخَ البلاغَةِ دَمعُنا = إن شَحَّ عِندكَ في النَّوازِلِ يَنزِلِ
زَمَنُ الشَّبيبَةِ نازِفٌ بِفُؤادِه = ومَراتِعُ الأطفالِ حولَ الَجدوَلِ
لَبَّيكَ يا حِبََّ القُلوبِ فإنني = أحيا نَصيرَكَ بالدُّموعِ الهَُّطَّلِ
فالقَلبُ خيرُ مُفَسِّرٍ والدَّمعُ خيرُ = مُعَبِّرٍ والشِّعرُ خَيرُ مُأوِّلِ
أعزِِز عَلَيُّ بأن أراكَ مُلَوَّعاً = تَبكي بُكاءَ الصَّابِرِ المُتَجَمِّلِ
في غُربَةٍ ألفَيتَ َطَعمَ مَذاقِها = سُمّاً مَريراً ناقِعاً كالَحَنظَلِ
جَمَّلتَها بالمُغرِياتِ نَعيمُها = لكنّها قَبُحَت ولَمّا تَجمُلِ
فَبِحَقِّ من ألقَى المَحَبَّةَ بينَنا = وبِحَقِّها وبِحَقِّ كُلِّ مُبَجَّلِ
لولا صِلاتٍ قد تَعَذَّرَ قَطعُها = لَرَكِبتُ نَحوَكَ سَرجَ كُلِّ مُحَجَّلِ
الأرضُ أقدَسُ ما شَرُفتَ بِحِفظِهِ = فاسلُك إليها كُلَّ دَربٍ موصِلِ
واللهُ أنبَتَنا نَباتاً مُزهِراً = إن نحنُ فارَقنا ثَراها نَذبُلِ
عُد يا غَريبُ ولا تُبارِح تُربَها = في قََلبِ رَكبٍ أو خَميسٍ جَحفَلِ
فالفَخرُ يَربِضُ فوقَ غَارِبِ سابِحٍ = والعِزُّ يَجثُمُ في مَثارِ القَسطَلِ
من يَحمِلُ الأثقالَ في أمَّاتِها = إن لم يَكن جَبَلُ االمَحامِلِ يَحمِِلِ
فانطَح بِرأسِكَ بأسَ كُلِّ خَطيرَةٍ = لِيَكونَ أنطََحَ من قُرونِ الأيِّلِ
لا تَحسَبَنَّ الأرضَ تَرجِعُ بالمُنى = او بالتّعَلُّلِ في حِسابِ الجُمََّلِ
ما أقبَحَ الإنسانَ في أخلاقِهِ = إن رامَ حَمدَ النّاسِ ما لم يَفعلِ
ستَشُمّ زَهرَ اللّوزِ في أرجائِها = كالعِطرِ يَعبِقُ من زُهورِ قُرُنفُلِ
والتِّينُ والزَّيتونُ في أكمامِهِ = حَبَّاتُ مَاسٍ بالجُمانِ مُفَصَّلِ
أوَ تَعدِلُ الأرضُ التي تَبكي بها = من أرضِنا مِثقالُ حَبَّةِ خَردَلِ
لو جِئتَها لِتَعودَها لَتَزَيَّنت = ولأقبَلت بالحَلوَياتِ وبالحُلي
لَملِم حَوائِجَكَ الدَّخِيلَةَ قافِلاً = أسرِع إليها بالإيابِ وَعَجِّلِ
ما أنتَ إلا من صَعِيدِ تُرابِها = فاضمُم تُرابَكَ للتُّرابِ الأوَّلِ
واربَأ بِعَظمِكَ أن يَقَرَّ بأمِّه = من قبلِ أن يَبكي هُناكَ وقد بَلي
من يَفقِدِ الأوطانَ فارقُم إسمَه = في النّادِباتِ النّائِحاتِ الثُّكَّلِ
وإذا أصِبتَ لَدى الزَّمانِ بِمَوطِنٍ = فاعلَم بأنَّكَ قد أصِبتَ بمَقتَلِ
إنَّ الدِّيارَ عَزيزَةٌ يا صاحِبي = بيتُ القَصيدِ وَحَدُّ حَدِّ المِقصَلِ
عُذراً إليكَ صُويحِبي لَيسَ المؤازِرُ = من سَلا في الحُزنِ يُنصِفُ من سُلي
فكأننا فيما تَخالَطَ بيننا = روحانِ قد حَلّا بِذاتِ الهَيكَلِ
وتَشابَهَت مِنّا المَشاعِرُ في الحَشا = فاغرِف فُؤادي مٍِن فُؤادِكَ يَمتَلي
ضوءانِ من مِشكاةِ دُرٍّ شَعشَعا = فانسُل لِساني من لِسانِكَ يَنسُلِ
يا رَايَتي فوقَ أشرِعَةِ الهَوى = يا شَيخَنا في المُلتَقى والمَحفَلِ
اتمَمتُها عَشراً قَصائِدَ بيننا = هذي الخِتامُ خَتَمتَ أم لم تَفعَلِ
مُتَشَوِّقُ مُتَشَوِّقٌ مُتَفاعِلن = نَفَحاتُ بَحرٍ كامِلٍ ومُكَمَّلِ
مَثَّلتُ فيهِ من الوِدادِ مَشاعِراً = فَنَحَتتَّ فيهِ من الوِدادِ الأمثَلِ
وَرَشَفتُ من نًُتَفِ البيانِ مَوَدَّةً = وَغَرَفتَ من دُرَرِ البيانِ الاجمَلِ
وَعَلَوتَ دأبَكَ في المواقِفِ كُلِّها = تَمشي على دَرَجِ الكَمالِ وَتَعتَلي
وتَظلُّ تَنفَرِجُ المساَحةُ بيننا = حتى تُساجِلَنا بَعيداً من عَلِ
حتّى خشينا أن نُقيمَ على الثَّرى = وتُقيمُ أنتَ على النُّجومِ الأفَّلِ
فاكفُف رَعاكَ الله ما نَقوى على = بُعدِ اليَراعِ الألمَعِيِّ الصَّيقَل
سَنَظَلٌّ نَبنيها القوافي حُرَّةً = لِتَمامِ مَجدٍ في البِلادِ مُؤِثََّلِ