تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بالله يا طير الحمام الزاجل



د. جهاد بني عودة
10-11-2005, 11:43 PM
بالله يا طيرَ الحمامِ الزاجِلِ
رداً على غَريب المَنزِلِ للشاعر سمير العمري
تَكَشَّفت غريب المنزلِ عن معاناة مشتاقٍ للدِّيار وملوَّعٍ بالبعد عنها فرَقَقتُ لرقَّةِ قائِلِها وحزنت لحزنه وتباكيت معه فإني أحبُّ أن أعَزِّرَه بالدّموع ففاض القلم بما فتح الله على صاحبه




باللهِ يا طَيرَ الحمامِ الزَّاجِلِ = هَلّا نَزَلتَ على غَريبِ المنزِلِ
هلّا قرأتَ عَليه سورَةَ يوسًُفٍ = فَيَزولُ همٌّ إعتَراهُ ويَنجَلي
نزلَ السُّوَيدَ من البلادِ وإنَّما = نزَلَ السُّوَيدَ من الفؤادِ المُثقَل
يَرنو إلى دارٍ تَبَدَّلَ عهدُها = عهدُ الصِّبا شرخُ الشَّبابِ الأوَّل
هلّا وقفتَ على مشارفِ بيتِه = تُنبيهِ عن بيتٍ بعيدِ الموئِلِ
سَلِّم عليه إذا رآكَ وقل له = حوقِل ورَجِّع ما استَطعتَ وهَلِّلِ
عَدَتٍ اليَهودُ على عَجائِزِ أهلِكم = عَدوَ الذّئابِ على الضِّعافِ العُزَّلِ
سكَنت غَرابيبُ السَّوادِ بِدارِكم = والبومُ يَسكُنُ كلَّ بيتٍ مُقفَل
وتَعَفَّرَت دارُ الطُّفولةِ بعدَكم = وتَصَدَّعت من كلِّ خَطبٍ أهوَلِ
بلِّغه يا طيرَ الحمامِ رسالةً = قالت حروفُ الحبِّ فيها ما يَلي
الحمدُ للّه المؤلِّفِ بيننا = ثم الصلاةُ على النَّبيِّ المُرسَل
سُبحانُه أعطى العبادَ مَحبَّةً = واللّه يُعطي العَبدَ ما لم يَسألٍ
في الله حُبّاً خالِصاً بِجلالِه = والحبُّ خيرُ عِبادَةِ المُتَبَتِّلِ
نَرجو به يومَ التَّنادِ نَجاتَنا = في ِظلِّ عَرشِ اللهِ خالِقِنا العَلي
وسَرَت محبَّتنا ونورُ وِدادِنا = في عَتمةِ العَصرِ البَهيمِ الأليلِ
وَتَسَربَلَت بين الفؤادِ و تاجِه = و تَسَرَّبَت ما بين عَظمِ المِفصَلِ
أسكَنتُها بين الضُّلوعِ فأنبَتَت = وتَشَرَّبت مُخَّ العِظامِ النُّحَّل
وسألتُ ربّي حينَ عَمَّ بَلاؤُكم = لُطفاً بمن في حُبِّ خِلٍّ قد بُلي
وَتَلومُني فيما أبوحُ خَليلَتي = فأُكِنُّ ما فَضَحَ اليَراعُ بِداخِلي
أبصَرتُها خَلفَ الجِدارِ كَسيفةً = في غيرَةٍ من أمرِنا وتَمَلمُلِ
فغََضَضتُ طَرفي ما استَطَعتُ مُجانِباً = مُتَغافِلاً عنها و إن لم أغفَلِ
لا تَعذُليني قد عَلِمتِ حَقيقةً = أني امرُؤٌ أدمَنتُ عَذلَ العُذّلِ
في الشِّعرِ تَسرِيَةُ الهُمومِ عن الفَتى = و به يَبوحُ المُبتَلى للمُبتَلي
في الشَّعرِ تَسلِيَةُ المُحِبِّ عن الجَوى = وبه يُفَصِّلُ في الكلامِ الفيصَلِ
في الشِّعرِ إطفاءُ المُحِبِّ إذا اكتَوى = تَحرِقهُ نيرانُ الهَوى فَيُبَلِّلِ
لكِنّهم يَستَعذِبونَ حَسيسَها = نارُ المَودَّةِ غيرَ نارِ المُصَطلي
ألقِ عليه رِسالةً من صاحِبٍ = لا تَلفِهِ عند المَواقِفِ يأتَلِ
وانصِت ببابِ الدّارِ تَسمَع شَجوَه = يَبكي بكاءَ الرّاهِبِ المُتَبَتِّلِ
شاِطرهُ يا طيرِ الحمامِ نُواَحَهُ = في دَمعِ خِلٍّ في المَصائِبِ مُسبِِلِ
سُقياكَ يا شيخَ البلاغَةِ دَمعُنا = إن شَحَّ عِندكَ في النَّوازِلِ يَنزِلِ
زَمَنُ الشَّبيبَةِ نازِفٌ بِفُؤادِه = ومَراتِعُ الأطفالِ حولَ الَجدوَلِ
لَبَّيكَ يا حِبََّ القُلوبِ فإنني = أحيا نَصيرَكَ بالدُّموعِ الهَُّطَّلِ
فالقَلبُ خيرُ مُفَسِّرٍ والدَّمعُ خيرُ = مُعَبِّرٍ والشِّعرُ خَيرُ مُأوِّلِ
أعزِِز عَلَيُّ بأن أراكَ مُلَوَّعاً = تَبكي بُكاءَ الصَّابِرِ المُتَجَمِّلِ
في غُربَةٍ ألفَيتَ َطَعمَ مَذاقِها = سُمّاً مَريراً ناقِعاً كالَحَنظَلِ
جَمَّلتَها بالمُغرِياتِ نَعيمُها = لكنّها قَبُحَت ولَمّا تَجمُلِ
فَبِحَقِّ من ألقَى المَحَبَّةَ بينَنا = وبِحَقِّها وبِحَقِّ كُلِّ مُبَجَّلِ
لولا صِلاتٍ قد تَعَذَّرَ قَطعُها = لَرَكِبتُ نَحوَكَ سَرجَ كُلِّ مُحَجَّلِ
الأرضُ أقدَسُ ما شَرُفتَ بِحِفظِهِ = فاسلُك إليها كُلَّ دَربٍ موصِلِ
واللهُ أنبَتَنا نَباتاً مُزهِراً = إن نحنُ فارَقنا ثَراها نَذبُلِ
عُد يا غَريبُ ولا تُبارِح تُربَها = في قََلبِ رَكبٍ أو خَميسٍ جَحفَلِ
فالفَخرُ يَربِضُ فوقَ غَارِبِ سابِحٍ = والعِزُّ يَجثُمُ في مَثارِ القَسطَلِ
من يَحمِلُ الأثقالَ في أمَّاتِها = إن لم يَكن جَبَلُ االمَحامِلِ يَحمِِلِ
فانطَح بِرأسِكَ بأسَ كُلِّ خَطيرَةٍ = لِيَكونَ أنطََحَ من قُرونِ الأيِّلِ
لا تَحسَبَنَّ الأرضَ تَرجِعُ بالمُنى = او بالتّعَلُّلِ في حِسابِ الجُمََّلِ
ما أقبَحَ الإنسانَ في أخلاقِهِ = إن رامَ حَمدَ النّاسِ ما لم يَفعلِ
ستَشُمّ زَهرَ اللّوزِ في أرجائِها = كالعِطرِ يَعبِقُ من زُهورِ قُرُنفُلِ
والتِّينُ والزَّيتونُ في أكمامِهِ = حَبَّاتُ مَاسٍ بالجُمانِ مُفَصَّلِ
أوَ تَعدِلُ الأرضُ التي تَبكي بها = من أرضِنا مِثقالُ حَبَّةِ خَردَلِ
لو جِئتَها لِتَعودَها لَتَزَيَّنت = ولأقبَلت بالحَلوَياتِ وبالحُلي
لَملِم حَوائِجَكَ الدَّخِيلَةَ قافِلاً = أسرِع إليها بالإيابِ وَعَجِّلِ
ما أنتَ إلا من صَعِيدِ تُرابِها = فاضمُم تُرابَكَ للتُّرابِ الأوَّلِ
واربَأ بِعَظمِكَ أن يَقَرَّ بأمِّه = من قبلِ أن يَبكي هُناكَ وقد بَلي
من يَفقِدِ الأوطانَ فارقُم إسمَه = في النّادِباتِ النّائِحاتِ الثُّكَّلِ
وإذا أصِبتَ لَدى الزَّمانِ بِمَوطِنٍ = فاعلَم بأنَّكَ قد أصِبتَ بمَقتَلِ
إنَّ الدِّيارَ عَزيزَةٌ يا صاحِبي = بيتُ القَصيدِ وَحَدُّ حَدِّ المِقصَلِ
عُذراً إليكَ صُويحِبي لَيسَ المؤازِرُ = من سَلا في الحُزنِ يُنصِفُ من سُلي
فكأننا فيما تَخالَطَ بيننا = روحانِ قد حَلّا بِذاتِ الهَيكَلِ
وتَشابَهَت مِنّا المَشاعِرُ في الحَشا = فاغرِف فُؤادي مٍِن فُؤادِكَ يَمتَلي
ضوءانِ من مِشكاةِ دُرٍّ شَعشَعا = فانسُل لِساني من لِسانِكَ يَنسُلِ
يا رَايَتي فوقَ أشرِعَةِ الهَوى = يا شَيخَنا في المُلتَقى والمَحفَلِ
اتمَمتُها عَشراً قَصائِدَ بيننا = هذي الخِتامُ خَتَمتَ أم لم تَفعَلِ
مُتَشَوِّقُ مُتَشَوِّقٌ مُتَفاعِلن = نَفَحاتُ بَحرٍ كامِلٍ ومُكَمَّلِ
مَثَّلتُ فيهِ من الوِدادِ مَشاعِراً = فَنَحَتتَّ فيهِ من الوِدادِ الأمثَلِ
وَرَشَفتُ من نًُتَفِ البيانِ مَوَدَّةً = وَغَرَفتَ من دُرَرِ البيانِ الاجمَلِ
وَعَلَوتَ دأبَكَ في المواقِفِ كُلِّها = تَمشي على دَرَجِ الكَمالِ وَتَعتَلي
وتَظلُّ تَنفَرِجُ المساَحةُ بيننا = حتى تُساجِلَنا بَعيداً من عَلِ
حتّى خشينا أن نُقيمَ على الثَّرى = وتُقيمُ أنتَ على النُّجومِ الأفَّلِ
فاكفُف رَعاكَ الله ما نَقوى على = بُعدِ اليَراعِ الألمَعِيِّ الصَّيقَل
سَنَظَلٌّ نَبنيها القوافي حُرَّةً = لِتَمامِ مَجدٍ في البِلادِ مُؤِثََّلِ

حوراء آل بورنو
11-11-2005, 12:36 AM
تجرعت كأسه ، و من حنظل البين مرارة سكبت الدموع ، أو غيرها نملك !

أو غيرها نملك أيها الشاعر !

رحمة من الله أن وهبك سكب الأوجاع قوافيا ، فلا كبد تفتت .

د. جهاد بني عودة
11-11-2005, 11:55 AM
الأخت الأديبة الرفيعة الكريمة حرة :
يسعدني ان أول الطارقين لهذه القصيدة
صدقت والله إن الدمعة نعمة المحزونين
وإن المرء لتمر به الفجيعة فلا أثمن ولا أغنى لديه وقتئذ من عبرة تلاطفه ودمعة تسارره
تحيتي يا كريمة الخير والذوق

د. سمير العمري
19-11-2005, 02:54 AM
الحبيب د. جهاد:

سنحت لي فرصة مرور عابر فما وجدتني وقد رأيت درتك الكريمة هذه إلا أن أمتن لك بالحمد ، وأن أستأذنك في أن تمهلني ريثما أستطيع العودة إلى الواحة ليكون الرد الذي يليق بها وبصاحبها فإلى لقاء أرجو أن يكون قريباً.


محبتي وامتناني
:os::tree::os:

أسماء حرمة الله
19-11-2005, 03:53 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحيــة مطرّزة برحيق البنفسج

الأخ المبدع د. جهـاد بني عودة،

في الشِّعرِ تَسرِيَةُ الهُمومِ عن الفَتى
و بـه يَبـوحُ المُبتَلـى للمُبتَلـي
في الشَّعرِ تَسلِيَةُ المُحِبِّ عن الجَوى
وبه يُفَصِّلُ فـي الكـلامِ الفيصَـلِ
في الشِّعرِ إطفاءُ المُحِبِّ إذا اكتَوى
تَحرِقـهُ نيـرانُ الهَـوى فَيُبَـلِّـلِ

صدقت..صدقت أيها الكريـم..
أمطرتْ حروفك المرهفة زهـراً وشجنـاً، فغسلتْ أوجاعنا على مقربة منا..ثمّ أشعلَتها مرة أخرى وقد اشتعل معها الشوق لأحبابنا الراحلين والغائبين أيضا..
اعذرني، فقد تلعثمت الحروف بين يديّ، أمام قريضك المكتوب بحرقة البين، وباشتعال الشوق، والمزروع بأقصى حنايا الفؤاد..
متّعكَ الرحمـن وأستاذنا الغالي د. سميـر بلقاء قريب، والوطنُ جليسُكما..إنه على كل شيء قديـر..
تقبّل مني ألف باقة من الورد والمطــر
وخالص التحايا والتقدير والإعجاب

مجذوب العيد المشراوي
19-11-2005, 05:28 PM
بالله يا طيرَ الحمامِ الزاجِلِ
رداً على غَريب المَنزِلِ للشاعر سمير العمري
تَكَشَّفت غريب المنزلِ عن معاناة مشتاقٍ للدِّيار وملوَّعٍ بالبعد عنها فرَقَقتُ لرقَّةِ قائِلِها وحزنت لحزنه وتباكيت معه فإني أحبُّ أن أعَزِّرَه بالدّموع ففاض القلم بما فتح الله على صاحبه




باللهِ يا طَيرَ الحمامِ الزَّاجِلِ = هَلّا نَزَلتَ على غَريبِ المنزِلِ
هلّا قرأتَ عَليه سورَةَ يوسًُفٍ = فَيَزولُ همٌّ إعتَراهُ ويَنجَلي
نزلَ السُّوَيدَ من البلادِ وإنَّما = نزَلَ السُّوَيدَ من الفؤادِ المُثقَل
يَرنو إلى دارٍ تَبَدَّلَ عهدُها = عهدُ الصِّبا شرخُ الشَّبابِ الأوَّل
هلّا وقفتَ على مشارفِ بيتِه = تُنبيهِ عن بيتٍ بعيدِ الموئِلِ
سَلِّم عليه إذا رآكَ وقل له = حوقِل ورَجِّع ما استَطعتَ وهَلِّلِ
عَدَتٍ اليَهودُ على عَجائِزِ أهلِكم = عَدوَ الذّئابِ على الضِّعافِ العُزَّلِ
سكَنت غَرابيبُ السَّوادِ بِدارِكم = والبومُ يَسكُنُ كلَّ بيتٍ مُقفَل
وتَعَفَّرَت دارُ الطُّفولةِ بعدَكم = وتَصَدَّعت من كلِّ خَطبٍ أهوَلِ
بلِّغه يا طيرَ الحمامِ رسالةً = قالت حروفُ الحبِّ فيها ما يَلي
الحمدُ للّه المؤلِّفِ بيننا = ثم الصلاةُ على النَّبيِّ المُرسَل
سُبحانُه أعطى العبادَ مَحبَّةً = واللّه يُعطي العَبدَ ما لم يَسألٍ
في الله حُبّاً خالِصاً بِجلالِه = والحبُّ خيرُ عِبادَةِ المُتَبَتِّلِ
نَرجو به يومَ التَّنادِ نَجاتَنا = في ِظلِّ عَرشِ اللهِ خالِقِنا العَلي
وسَرَت محبَّتنا ونورُ وِدادِنا = في عَتمةِ العَصرِ البَهيمِ الأليلِ
وَتَسَربَلَت بين الفؤادِ و تاجِه = و تَسَرَّبَت ما بين عَظمِ المِفصَلِ
أسكَنتُها بين الضُّلوعِ فأنبَتَت = وتَشَرَّبت مُخَّ العِظامِ النُّحَّل
وسألتُ ربّي حينَ عَمَّ بَلاؤُكم = لُطفاً بمن في حُبِّ خِلٍّ قد بُلي
وَتَلومُني فيما أبوحُ خَليلَتي = فأُكِنُّ ما فَضَحَ اليَراعُ بِداخِلي
أبصَرتُها خَلفَ الجِدارِ كَسيفةً = في غيرَةٍ من أمرِنا وتَمَلمُلِ
فغََضَضتُ طَرفي ما استَطَعتُ مُجانِباً = مُتَغافِلاً عنها و إن لم أغفَلِ
لا تَعذُليني قد عَلِمتِ حَقيقةً = أني امرُؤٌ أدمَنتُ عَذلَ العُذّلِ
في الشِّعرِ تَسرِيَةُ الهُمومِ عن الفَتى = و به يَبوحُ المُبتَلى للمُبتَلي
في الشَّعرِ تَسلِيَةُ المُحِبِّ عن الجَوى = وبه يُفَصِّلُ في الكلامِ الفيصَلِ
في الشِّعرِ إطفاءُ المُحِبِّ إذا اكتَوى = تَحرِقهُ نيرانُ الهَوى فَيُبَلِّلِ
لكِنّهم يَستَعذِبونَ حَسيسَها = نارُ المَودَّةِ غيرَ نارِ المُصَطلي
ألقِ عليه رِسالةً من صاحِبٍ = لا تَلفِهِ عند المَواقِفِ يأتَلِ
وانصِت ببابِ الدّارِ تَسمَع شَجوَه = يَبكي بكاءَ الرّاهِبِ المُتَبَتِّلِ
شاِطرهُ يا طيرِ الحمامِ نُواَحَهُ = في دَمعِ خِلٍّ في المَصائِبِ مُسبِِلِ
سُقياكَ يا شيخَ البلاغَةِ دَمعُنا = إن شَحَّ عِندكَ في النَّوازِلِ يَنزِلِ
زَمَنُ الشَّبيبَةِ نازِفٌ بِفُؤادِه = ومَراتِعُ الأطفالِ حولَ الَجدوَلِ
لَبَّيكَ يا حِبََّ القُلوبِ فإنني = أحيا نَصيرَكَ بالدُّموعِ الهَُّطَّلِ
فالقَلبُ خيرُ مُفَسِّرٍ والدَّمعُ خيرُ = مُعَبِّرٍ والشِّعرُ خَيرُ مُأوِّلِ
أعزِِز عَلَيُّ بأن أراكَ مُلَوَّعاً = تَبكي بُكاءَ الصَّابِرِ المُتَجَمِّلِ
في غُربَةٍ ألفَيتَ َطَعمَ مَذاقِها = سُمّاً مَريراً ناقِعاً كالَحَنظَلِ
جَمَّلتَها بالمُغرِياتِ نَعيمُها = لكنّها قَبُحَت ولَمّا تَجمُلِ
فَبِحَقِّ من ألقَى المَحَبَّةَ بينَنا = وبِحَقِّها وبِحَقِّ كُلِّ مُبَجَّلِ
لولا صِلاتٍ قد تَعَذَّرَ قَطعُها = لَرَكِبتُ نَحوَكَ سَرجَ كُلِّ مُحَجَّلِ
الأرضُ أقدَسُ ما شَرُفتَ بِحِفظِهِ = فاسلُك إليها كُلَّ دَربٍ موصِلِ
واللهُ أنبَتَنا نَباتاً مُزهِراً = إن نحنُ فارَقنا ثَراها نَذبُلِ
عُد يا غَريبُ ولا تُبارِح تُربَها = في قََلبِ رَكبٍ أو خَميسٍ جَحفَلِ
فالفَخرُ يَربِضُ فوقَ غَارِبِ سابِحٍ = والعِزُّ يَجثُمُ في مَثارِ القَسطَلِ
من يَحمِلُ الأثقالَ في أمَّاتِها = إن لم يَكن جَبَلُ االمَحامِلِ يَحمِِلِ
فانطَح بِرأسِكَ بأسَ كُلِّ خَطيرَةٍ = لِيَكونَ أنطََحَ من قُرونِ الأيِّلِ
لا تَحسَبَنَّ الأرضَ تَرجِعُ بالمُنى = او بالتّعَلُّلِ في حِسابِ الجُمََّلِ
ما أقبَحَ الإنسانَ في أخلاقِهِ = إن رامَ حَمدَ النّاسِ ما لم يَفعلِ
ستَشُمّ زَهرَ اللّوزِ في أرجائِها = كالعِطرِ يَعبِقُ من زُهورِ قُرُنفُلِ
والتِّينُ والزَّيتونُ في أكمامِهِ = حَبَّاتُ مَاسٍ بالجُمانِ مُفَصَّلِ
أوَ تَعدِلُ الأرضُ التي تَبكي بها = من أرضِنا مِثقالُ حَبَّةِ خَردَلِ
لو جِئتَها لِتَعودَها لَتَزَيَّنت = ولأقبَلت بالحَلوَياتِ وبالحُلي
لَملِم حَوائِجَكَ الدَّخِيلَةَ قافِلاً = أسرِع إليها بالإيابِ وَعَجِّلِ
ما أنتَ إلا من صَعِيدِ تُرابِها = فاضمُم تُرابَكَ للتُّرابِ الأوَّلِ
واربَأ بِعَظمِكَ أن يَقَرَّ بأمِّه = من قبلِ أن يَبكي هُناكَ وقد بَلي
من يَفقِدِ الأوطانَ فارقُم إسمَه = في النّادِباتِ النّائِحاتِ الثُّكَّلِ
وإذا أصِبتَ لَدى الزَّمانِ بِمَوطِنٍ = فاعلَم بأنَّكَ قد أصِبتَ بمَقتَلِ
إنَّ الدِّيارَ عَزيزَةٌ يا صاحِبي = بيتُ القَصيدِ وَحَدُّ حَدِّ المِقصَلِ
عُذراً إليكَ صُويحِبي لَيسَ المؤازِرُ = من سَلا في الحُزنِ يُنصِفُ من سُلي
فكأننا فيما تَخالَطَ بيننا = روحانِ قد حَلّا بِذاتِ الهَيكَلِ
وتَشابَهَت مِنّا المَشاعِرُ في الحَشا = فاغرِف فُؤادي مٍِن فُؤادِكَ يَمتَلي
ضوءانِ من مِشكاةِ دُرٍّ شَعشَعا = فانسُل لِساني من لِسانِكَ يَنسُلِ
يا رَايَتي فوقَ أشرِعَةِ الهَوى = يا شَيخَنا في المُلتَقى والمَحفَلِ
اتمَمتُها عَشراً قَصائِدَ بيننا = هذي الخِتامُ خَتَمتَ أم لم تَفعَلِ
مُتَشَوِّقُ مُتَشَوِّقٌ مُتَفاعِلن = نَفَحاتُ بَحرٍ كامِلٍ ومُكَمَّلِ
مَثَّلتُ فيهِ من الوِدادِ مَشاعِراً = فَنَحَتتَّ فيهِ من الوِدادِ الأمثَلِ
وَرَشَفتُ من نًُتَفِ البيانِ مَوَدَّةً = وَغَرَفتَ من دُرَرِ البيانِ الاجمَلِ
وَعَلَوتَ دأبَكَ في المواقِفِ كُلِّها = تَمشي على دَرَجِ الكَمالِ وَتَعتَلي
وتَظلُّ تَنفَرِجُ المساَحةُ بيننا = حتى تُساجِلَنا بَعيداً من عَلِ
حتّى خشينا أن نُقيمَ على المخ ثَّرى = وتُقيمُ أنتَ على النُّجومِ الأفَّلِ
فاكفُف رَعاكَ الله ما نَقوى على = بُعدِ اليَراعِ الألمَعِيِّ الصَّيقَل
سَنَظَلٌّ نَبنيها القوافي حُرَّةً = لِتَمامِ مَجدٍ في البِلادِ مُؤِثََّلِ
أرى بها نبرات الأولين ..متماسكة ، قوية ، اللغة هنا تغطي موسيقاها لتجعلها بنت الشرفاء لا غير
رأيت بناء هذا البيت ضعيفا في معناه وعقيدتنا أيها الألمعي
سُبحانُه أعطى العبادَ مَحبَّةً = واللّه يُعطي العَبدَ ما لم يَسألٍ

أما بيتك هذا لعبت به أفلِ لتضعفه ...لأن نسبة الأفول للنجوم توحي بأفول صاحبك ضمنيا يا أخي
حتّى خشينا أن نُقيمَ على الثَّرى = وتُقيمُ أنتَ على النُّجومِ الأفَّلِ
أخي عودة الرائع أنت فوق ما سجلت في عجالة تقبل تقديري لروحك الشاعرة أيها الشامخ :NJ:

مصطفى بطحيش
19-11-2005, 06:21 PM
ستَشُمّ زَهرَ اللّـوزِ فـي أرجائِهـا*** كالعِطرِ يَعبِقُ مـن زُهـورِ قُرُنفُـلِ
والتِّيـنُ والزَّيتـونُ فـي أكمامِـهِ*** حَبَّـاتُ مَـاسٍ بالجُمـانِ مُفَصَّـلِ
أوَ تَعدِلُ الأرضُ التي تَبكـي بهـا*** من أرضِنـا مِثقـالُ حَبَّـةِ خَـردَلِ
لـو جِئتَهـا لِتَعودَهـا لَتَزَيَّـنـت*** ولأقبَلـت بالحَلوَيـاتِ وبالحُـلـي
لَملِـم حَوائِجَـكَ الدَّخِيلَـةَ قـافِـلاً***أسـرِع إليهـا بالإيـابِ وَعَجِّـلِ
ما أنـتَ إلا مـن صَعِيـدِ تُرابِهـا*** فاضمُـم تُرابَـكَ للـتُّـرابِ الأوَّلِ
واربَـأ بِعَظمِـكَ أن يَقَـرَّ بـأمِّـه*** من قبلِ أن يَبكي هُناكَ وقـد بَلـي
من يَفقِدِ الأوطـانَ فارقُـم إسمَـه*** فـي النّادِبـاتِ النّائِحـاتِ الثُّكَّـلِ

************
د جهاد بني عودة
حياك الله واغدق مدادك وبيانك
ما ارى ابياتك الا حرقة مفارق , وأشواق وفيّ
لمَّ الله شملكما بأرض لا تعدل تربة الارض كلها مثقال حبة خردل منها !

تحية لك

د. جهاد بني عودة
21-11-2005, 05:16 AM
الحبيب د. سمير
كيف لا تمرّ تَكِرّ وفيك قيلت
ورجوت ان لا يكون عابِراً
وقبل أن يصِلني ردّك فإني لست مُلزَما بِمثله فسبق أن أخبَرتك
أتممتُها عَشراً قَصائِدَ بيننا هذي الخِتامُ خَتَمتَ أم لم تَفعَلِ
حبي وتقديري

د. جهاد بني عودة
23-11-2005, 05:51 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحيــة مطرّزة برحيق البنفسج

الأخ المبدع د. جهـاد بني عودة،

في الشِّعرِ تَسرِيَةُ الهُمومِ عن الفَتى
و بـه يَبـوحُ المُبتَلـى للمُبتَلـي
في الشَّعرِ تَسلِيَةُ المُحِبِّ عن الجَوى
وبه يُفَصِّلُ فـي الكـلامِ الفيصَـلِ
في الشِّعرِ إطفاءُ المُحِبِّ إذا اكتَوى
تَحرِقـهُ نيـرانُ الهَـوى فَيُبَـلِّـلِ

صدقت..صدقت أيها الكريـم..
أمطرتْ حروفك المرهفة زهـراً وشجنـاً، فغسلتْ أوجاعنا على مقربة منا..ثمّ أشعلَتها مرة أخرى وقد اشتعل معها الشوق لأحبابنا الراحلين والغائبين أيضا..
اعذرني، فقد تلعثمت الحروف بين يديّ، أمام قريضك المكتوب بحرقة البين، وباشتعال الشوق، والمزروع بأقصى حنايا الفؤاد..
متّعكَ الرحمـن وأستاذنا الغالي د. سميـر بلقاء قريب، والوطنُ جليسُكما..إنه على كل شيء قديـر..
تقبّل مني ألف باقة من الورد والمطــر
وخالص التحايا والتقدير والإعجاب
الأخت الكريمة : أسماء حرم الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنما عطر التحية طيف مرورك وطيب كلماتك
أسال الله أن يُجيب دعوتك
يذكر أيها الكريمة أني لا اعرف د. سمير إلا منذ بضعة اشهر عبر واحة الخير ولم احدثه أو أراه او اعاشره إلا عبر الملتقى هذا ن ، و إنما ويكاننا تعارفنا منذ القدم فسبحان من ألف بيننا في الشعور حتى قلت ك
وتشابهت منا المشاعر في الحشا فاغرف فؤادك من فؤادي يمتلي
فكأننا فيما تخالط بيننا روحان قد حلا بذات الهيكل
تحيتي لك أيتها الاخت والشاعرة

د.جمال مرسي
23-11-2005, 03:24 PM
في الشِّعرِ تَسرِيَةُ الهُمومِ عن الفَتى=و بـه يَبـوحُ المُبتَلـى للمُبتَلـي
في الشَّعرِ تَسلِيَةُ المُحِبِّ عن الجَوى=وبه يُفَصِّلُ فـي الكـلامِ الفيصَـلِ
في الشِّعرِ إطفاءُ المُحِبِّ إذا اكتَوى=تَحرِقـهُ نيـرانُ الهَـوى فَيُبَـلِّـلِ

أخي الشاعر المبدع الزميل د. جهاد
لله درك .. و كأنك تغرف من بحار اللغة فلا تكف
قصيدة رائعة كنت و أنا أقرؤها أتذكر قصيدة الشاعر الكبير يحيى السماوي رحلة بين فضائين .
اعذرني أن لم ألتفت لها إلا اليوم و كأنني و أنا أقرؤها أقرأ لشعراء الحكمة الذين انقرضوا بكل الأسف من زمننا هذا
بارك الله بك و بمن كتبت له أخينا د. سمير
فهو أهل لكل خير

و دمتما بخير و سعادة

د. جمال

د. جهاد بني عودة
27-11-2005, 10:51 AM
الأخ الحبيب مجذوب :
لم يكن اقتباسك مقتبساً إذ أنك اقتبستَ قصيدة كاملة أما قولك انها بنت الشرفاء فهذا لأنها وقعت على أذنك يا ابن الاشرفين الذين يتذوقون لغة العرب ، شاكرا لك إعجابك
اما قولي
والله يعطي العبد ما لم يسأل
اي ان عطاء الله فوق سؤال العبد ، فغالب ما فيه العبد من النعمة لم يسال الله عنه بل وهبه اياه
اما قولي
حتى خشينا ان نقيم على الثرى وتقيم انت على النجوم الافل
المقصود مكان النجوم لا أفولها ، علوا وارتفاعا

د. جهاد بني عودة
01-12-2005, 11:29 AM
الأستاذ الكبير مصطفى بطحيش :
شكراً لاقتباسك اللطيف ، و مرورك الظريف
وتحية وغعجاب لك
الشاعر الكبير الزميل جمال مرسي
سعدت بثناءك على ابياتيوما هذا إلا لإلتحاقي بمدرستكم ن وورودي على موردكم
تحية عظيمة وتقدير كبيرين