المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذئب و الفريسة



نزار ب. الزين
11-11-2005, 12:11 AM
FF6600

رجاءًًً : إذا كانت أعصابك لا تحتمل ، لا تقرأ القصة
الذئب و الفريسة
قصة واقعية بقلم : نزار ب. الزين*
-------------------------------------------
تسمع هدير السيارة ، ترتعش ،

يتوقف الهدير ، تزدادا إرتعاشا و رعبا ،

تشاهده يكشف طرف الخيمة ، فتصرخ و تصرخ ؛

يتقدم منها و قد ركَّب إبتسامة صفراء فوق لحيته الصغيرة ، (( لماذا تخافين مني يا صغيرتي )) يقول لها بصوته الوحشي ، ثم يضيف : (( لقد أحضرت لك صديقي حمود كما أحضرنا لك كبابا و حلويات .. هيا كلي بالهناء و الشفاء )) تجيبه بمزيد من الصراخ و بلغة لم يفهم منها حرفا ، ربما كانت تستنجد بوالديها " همس لنفسه " ، يحاول إرغامها على الأكل ، تزدرد لقيمات ثم لا تلبث أن تتقيأها ؛ (( ترفضين الطعام ؟ هذا شأنك ، و لكنك لن ترفضي المتعة ... )) يعاود ربط يديها ، يملأ فمها بقطعة قماش قذرة ليخرس صوتها المبحوح ، ثم يلتفت إلى صديقه حمود : (( تفضل قبلي !!! ))

يتقدم حمود ، يشمئز ، يرفض ، يبتعد ....

يتقدم عبد الرحمن ، فيمارس وحشيته ..

(( حرام عليك يا رجل إنها طفلة ... إنها تموت ، إنها تنزف ! )) يقول حمود مستاءً ، فيجيبه عبد الرحمن متسائلا بينما لا يزال يلتهم ضحيته : (( تقول طفلة ؟ إنها في التاسعة يا رجل ! )) ..

يزداد إشمئزاز حمود ، تخالطه مشاعر الإشفاق على الطفلة و الندم لأنه رضي بمرافقة صديقه ، و الغضب منه بل و إحتقاره ، يخرج من الخيمة و يجلس في السيارة مضطربا منزعجا تتقاذفه الأفكار ..... و النوايا ! .

(( ظننتك رجلا يا حمود )) يقول لصحابه - ممازحاً - بعد أن فرغ من إلتهام ضحيته ، فيجيبه حمود : (( و أنا ظننتك آدمياً ! ))

(( لماذا أنت هكذا خجول مثل البنات يا حمود ؟ لقد تناوب عليها منذ إختطفتها كل أصدقائنا المشتركين ، و خرجوا جميعاً شاكرين ، إسأل راشد ، إسأل شارخ و إسأل عبد الله ، كل أفراد مكتبنا في دائرة المخابرات أعجبتهم الوليمة ! إلا أنت.؟!. ))

يصمت حمود و هو يكاد يبكي !

*****

بعد أن إعتلى منصة المشنقة مرغماً ، التفت عبد الرحمن نحو الجماهير المحتشدة ، فصاح يخاطبهم : (( لماذا أنا وحدي ؟!... كلهم كانوا شركائي ، جميعهم دفعوني لإختطاف الطفلة ، راشد و شارخ و عبد الله و جسار و غلام ؛ زملائي في مكتب المخابرات جميعهم دفعوني و شاركوني ثم تخلوا عني .. )) و إذ علا صياحه أكثر ، أسرع منفذ حكم الإعدام ( العشماوي ) فغطى رأسه بكيس أسود فانكتم صوته ، ثم ما لبث جسده أن تدلى فأخذ يتراقص في الخلاء كديك مذبوح ؛ ثم نفق...

بينما كانت الجموع المحتشدة تهلل و تكبر .
--------------------------------------------

**نزار بهاء الدين الزين

مغترب يعيش في الولايات المتحدة من أصل سوري

البريد : nizarzain@adelphia.net

الموقع : www.FreeArabi.com

حوراء آل بورنو
11-11-2005, 10:57 PM
مازلت يا سيد القصة القصيرة تدق النواقيس في كل الأنحاء حرصا .

ليس للفكرة فقط و لا للهدف فقط أثبتها ؛ بل لأنك قاص يحتذى به .

نزار ب. الزين
13-11-2005, 01:26 AM
مازلت يا سيد القصة القصيرة تدق النواقيس في كل الأنحاء حرصا .
ليس للفكرة فقط و لا للهدف فقط أثبتها ؛ بل لأنك قاص يحتذى به .
حرة

---------------------------------------

أختي الكريمة حرة
إمتناني لحروفك النابضة بالود ، لا حدود له
شهادتك وسام أعلقه فوق صدري بكل إعتزاز
دمت بخير
نزار ب. اليزين

زاهية
13-11-2005, 03:16 AM
لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

من اختطاف طفلة ..تعذيبها..تحويلها إلى مزرعة أحقاد

إلى قتل أمة والفتك بأعراض النساء

الكل مشتركون ولكنهم يتوارون عن الأنظار بستار الجبن

والغش والخداع والعمالة التي تدنس الكثيرين

فتهوي بهم إلى الحضيض ولو بعد حين

تنسحب قصتك أخي الفاضل

نزار ب0زين

على أمور كثيرة تلمُّ بأمَّتنا

دمت مبدعاً

أختك

بنت البحر

نزار ب. الزين
13-11-2005, 02:59 PM
الأخت الكريمة زاهية
الربط بين آلام الطفلة المخطوفة و بين ما يحدث في بلادنا من كوارث إنسانية ، ربط موفق للغاية
شكرا لمرورك يا أختي
و دمت بخير
نزار ب. الزين