تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حتى تغني الطيور



صباح الضامن
14-11-2005, 12:15 PM
حتى تغني الطيور

المقدمــــــــــــة

معكم ستغدو الطيور بغناء وبكم ستحلو أناشيد المساء
سأكتب لكم من عمق دنياي التي عشتها وراودني لها حنين بشفق يتلون في القلب
سأكتب عن أناس عشت بهم وعاشوا معي
عني وعن غيري
عن رؤاهم وأحلامهم
ألمهم وفرحهم
ألمنا وفرحنا
عن سكبات من فيض روحهم التقية المكافحة .
عن نفحات من أخلاق زُرعت ..
قد أكون أنا في الحكاية وقد يكون خيال يبتدعه القمر المصاحب بمساءاتي لما يعبث بي الرقاد فيقذف بي بجفاء لا يريد مني صحبة .
ولما أ متشق نجيمات الفكر منيرة أسدلها على متن الصفحات لتتراقص متلألئة بفكرة في قصة أسردها ,
سيكافح القلم مع بطل او بطلة في ساحة بين الحروف تتصارع لتكون منتصرة : بفهم ينقل أعترف بأني مارسته أو مورس علي .
ستسعى السطور أن تسكن القلوب بسرد لما وراء الشخوص تأخذ من هنا عبرة مرسلة سهلة حتى تبني ,
وستبحر آفاق الروح في سفن أشرعتها حرة منطلقة بلا خداع ولا رياء , بل صادقة مع الريح فيصدقها بعون يدفع بها نحو شطآن الحقيقة .
ستورف وريقات على أغصان الفؤاد دانية بزهر يطلع يوم يشتد الريح, ويزمجر الرعد , ويسفك المطر على عري الأغصان حتى ترف عليها سابحات من الطير بعد عناء .
تغدو وتغني فقد طال البكاء .
ستكون لغات أكتبها
لغة حب نتعلمها,
ولغة صبر نزرعها ,
ولغة ...ولغة .......
سيكون قصي لكم .............. أمسك به فلا روغ فمنه أنا وهو مني
فمن يهرب من نفسه لمـَّا يريد أن
تغني الطيـــــــــور
-------------------------------------------------------------------------------------------------

صباح الضامن
14-11-2005, 12:47 PM
( 1)
أبـــــــــــــــــي .. حبيبي

أيها الساكن مرج حياة لا ترحل فدونك الحب مهدا فاسكن فيه
أيها السابق لعصر والآتي من عصر سلف الخير فيه وكنت فيه
أيها الحب أنت
فهل لك إلا الحب يا من زرعته في سبل وتمثل في بسمات مروية بأحلام نقية
هل لك أن تسمع قلما كان لك يوما ومن زرقة عيونك بحر مددت فغرفت وأسلت به قطري
أبي
منك تعلمت
فهل أستطيع أن أعلم
---------------------------------------------------------------------------------------------------

عند الصباح الباكر والطير الصغير الذي تربى في حضن طبيعتنا الغناء يسبي عين الغادي بجماله , ويكتب كل يوم حرفا يتعلمه من نسمة تبسم مختبئة في ريشه الجميل ..تعلمه أنها أكرم لما تواجدت في دنياه الصغيرة وأعطته من حريتها .
عند ذاك الصباح وقف أبي يستمع للقاري عبد الباسط عبد الصمد وقد ابتدأت حركة الشارع تسمع من بعيد تمتزج عنوة وتحشر أنفها في عالمه الهاديء , وأشرقت بسمته على باحة البيت فملأتها ضياء و طيفه النحيل وحده الحائم فيها يشذب تلك النبتة أو يوشوش تلك الزهرة , يحتضن هذه الزرعة فتغدو خجلة من كرم حناياه فتتفتح مشرقة على شط عينيه العميقتين .
وعند باب البيت القديم ذي الرائحة الخشبية من عهد الأجداد يقف أبي وهو يستعد للخروج
وأي خروج إنه سفر في كل يوم سبت يتركنا أسبوعا كاملا بعمل خارج المنطقة .
تبعته بعيني وقد ترقرق القلب دامعا فكم كنت أتمنى أن أمسك بيديه الكبيرتين الحانيتين , لكن الحزن يتناوب علي فلا يدعني أحلم حتى بلمسة من كفه فأركض تجاهه وأراه يبتعد بقامته المديدة, ونسائم خفيفة تحرك شعره فيحتج عليه واضعا يده ويسير سراعا ,,, وتلهث مني المحبة تحاول أن تقول للريح جملة استعطاف في يوم ربيعي جميل يندر ألا يفصح كرما .
ولكنه سبقني للحافلة لألمح جمال إشراقه من خلف زجاج مغبر ,
وألوي عطفي حزنا عائدة لأرى أني قد طردت من المدرسة لتأخري وتلكعي في الشارع .
وعند باب البيت العتيق جلست أتلقى من أمي التعنيف .
لم أهتم كثيرا فتلك النظرات الحبيبة لوجه أبي .كانت لي تعادل شهادات الدنيا التي أفوز بها .
لملمت سياط الحروف اللائمة في جعبة التبلد وطويتها فقد حصلت على مرافقة أبي الحبيب الذي سيغيب نجمه ليال عنا .
وجلست على المصطبة الرخامية أتذكر مقارعته لي بالشعر وتأليفه الكثير منه وهو يضحك علينا .
لمست مكانه الحبيب ووضعت خدي عليه أشم رائحة الأبوة التي ستفقدها ابنة العاشرة طيلة خمسة أيام
إيه كم أشتاق لك حبيبي ولضمتك الحانية .
كم أشتاق لك لما تمسك بيدي الصغيرة وتقول لي يا صبحي تعالي أشعاري لك ...
لا تصافح عيني شمس الأصيل ساعتها ولا تسابق أكوان الفرح في بواكير اشهر الحب ساعتها
ولا تسرق الشمس كل الأنوار وكل الدفء وكل الوهج ساعتها ,,
بل تتعدى إلى أن أن أعيش لحظة خيال أركب فيها موجأ رقيقا بسفينة مذهبة ربانها هو واحد وساريتها حبه المحتوي لكل رويحة تهب .
فذاك أبي ...
حملت قلبي المثقل لفقده وأمسكت بحقيبتي المطرودة معي أأتنس بخيبتها , فقد انتصف النهار وأنا أجلس الساعات أتخيل وأتذكر مواقفه وأشعاره وأداعب نبتاته وأحلامه الصغيرة وطيوره الملونة ,
وجررت الأنا الآن لأحس بيد تمسك كتفي برقة تعتلي عرش القلب فهي لمسة أبي
واستدرت سريعا
- صارخة أبي لأرتمي في أحضانه
ليقول لي معي ضيوف
وكان معه ضيفان
- أين أمك؟
_ آه ليست هنا
- يا إلهي وكيف أطعم ضيوفي
نظرت إلى وجهه المشرق وقد علته سحائب الحزن والخجل فقد دعاهم من قرية مجاورة وهم أغراب
فما العمل
؟؟
وهنا همست بأذنه الحبيب
سأحضر كذا وكذا فهل تستطيع أن تعاونني في تجهيزها
وتعاونا بسعادة بالغة كنت أرقبه وهو يملي علي ما أفعل ويعود كأنه الفارس من عالم الخيال المثالي يجامل ضيوفه في ساحة أخرى ويشرق عليهم
حتى أنجزت له كل شيء
وتم كل شيء وسر الجميع ......
عندها قدم أبي الحبيب وعلى جبيني وضع قبلة امتزجت بدموعه قائلا:
- لقد أكرمني الله ولم يخزني في إكرام ضيفي .وأجهش بالبكاء فرحا أنه أكرم ضيفه وحملهم بقية الطعام
آه لله درك يا أبي كم علمتني ......
أتبكي فرحا أنك أكرمت ضيفك
أو لم يكن الرسول كأنه الريح المرسلة كرما

لا زالت قبلته المبللة دمعا بكل قطرة منهاهي البحر من الخلق
بكل قطرة منها درس في الكرم
بكل قطرة منها شفافية ورقة كيف يكون المسلم
بكل قطرة تتسامى فيها ألحاظ بليل أو نهار لتعلم معنى الضياء
لما يكون للغير
فمنك أبي تعلمت العطاء .................... بأبسط صوره
فليرحمك الله

ليال
16-11-2005, 10:51 PM
لطالما استمعت لعذوبة شدوك ورقيق همسك ..كوني بخير .

أسماء حرمة الله
17-11-2005, 12:54 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحيــة تنهمل عطرا

العزيزة المبدعة صبـاح،

أتدرين؟ قرأتُ حروفكِ، ربما أكثر من خمس مرات..أقف بكل كلمة كتبتِها بالحب، بالوفاء، بذكرياتك الرائعة..بحبك لوالدك الكريم رحمه الله..لقد عشتُ معكِ كل ماحكيتِه حرفا حرفا..وكأنني أشاهد ذلك رؤي العين..حتى أن الدموع قرأتْ هي الأخرى، بعين القلب، ماكتبه يراعُك الوفي..
سأتابعك أيتها المبدعة المكتوبة بعطر الورد الأبيض، وبصفاء الزمن الجميل، وبحب أغلى القلوبِ بالكون..وهل ثمة أغلى من الوالدين؟؟
سأبقى على شاطئ حرفك ونبضك العبِقيْن..لأرشف مايروي ظمأ حبي لمن أدينُ لهما بكلّ نبضاتِ عمـري..
رحم الله والدكِ وجعل مثواه الفردوس ..
دمتِ لنا رحيقا..
وتقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطــر
خالص التحايا والتقدير والإعجاب

صباح الضامن
22-11-2005, 12:29 PM
بنياتي
ليال
أسماء
سلم يمينكما
وأحسن الله إليكما


أتمنى لو أمكث معكما في التحدث ولكني أعتمد على كرمكما في الاكتفاء بقول
أحبكما في الله
لكما كل التقدير

د. سمير العمري
05-12-2005, 12:10 AM
سأحجز لي هنا مقعداً في الشرفة المطلة على أيكتك لأستمتع بسجع يمامتك الهادئ.

كم يسعدني أن أقرأ لك هنا هذه البداية التي تشد المشاعر وتخلب النواظر.


سأتابع فواصلي.



تحياتي
:os::tree::os:

صباح الضامن
05-12-2005, 11:59 PM
سعيدة بمرورك سيدي

ولدي قهوة للضيوف تقدم على طبق مع عرفان بالجميل
دمتم