الرّوضة الأدبية - حفصاوي عبد القادر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر حفصاوي

أيّها النّاس..
هذا كورونا قد جاءكم..
فأعيروني السّمع بإخلاص
حتّى لاتندموا..
وتضربوا أخماسا بأسداس..
ولات حين مناص..
عدوّكم فيروسٌ خفيّ دسّاس..
ليس إيبولا ولا طاعون عمواس..
فقد غزا العالم..
بسرعة لا تُقاس..
حيّر العلماء..
ولمّا يجدوا له بعدُ لقاحا..
ولا دواء يُذهبُ الباسْ..
وقد لا ينفع معه قُفّازٌ ولا واقٍ..
أو أي لباس..
ليس له تفضيلات في الأساس..
لا يعترف بالحدود..
ولا الأعراق ولا الأجناس..
ولا الأغنياء أو ذوي الإفلاس..
أيها النّاس..
إن أردتم النجاة فليكن شِعاركم: لا مِساسْ..
هذا الكورونا عدُوّ المشاعرِ والإحساسْ..
ألم تروا أنّه يُفرّقُ الجُلاّس..
ويترصّدُ كُلّ مُصافحٍ..
وحاضنٍ وبَوّاس..
يفتك بالرّئتين ويخنقُ الأنفاس..
وحُمّى مُريعةٌ تصطكُّ لها الأضراس..
وصُداع في الرّاس..
ويهدّ قِوى ضحاياهُ..
فتراهم كأنّهم أحلاس..
ويغيب من الشمّ والذوق الإحساس..
أيها الناس..
هذا فيروس لا يمنعكم منه درعٌ..
ولا يوقفهُ مِتراس..
ولا حلّ سوى الحبسِ في البيوت..
وإحكام الغلق بترباس..
ومداومة الطّهورِ..
والصلاة لربّ الناس..

../