مصطفى معروفي

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لدي رأي في برنامج [أمير الشعراء] الذي يذاع على إحدى قنوات أبو ظبي وأرجو من كل الإخوة والأخوات الذين يخالفونني الرأي أن يدلوا بآرائهم في الموضوع،وأقول:
منطقيا لا يجوز أن يكون للشعر أو الشعراء أميرا يتأمر ولو بالسيف على غيره من الشعراء،وعجبي ليس من الذين سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا أمراء للشعر بقدر ما هو من الذين نصبوا أنفسهم حكاما وقضاة ينصبون هذا أميرا وذاك من الحاشية وذلك من المنبوذين الذين حلت عليهم لعنة الشعر بعد أن دخلوه من النوافذ بدل أن يدخلوه من بابه.
أنا أتساءل عمن أعطى لتلك اللجنة من القضاة - أقول القضاة-الحق في مزاولة القضاء بين الشعراء والحكم بأفضلية هذا الشاعر عن ذاك،في حين كان عليها هي نفسها أن تمر أمام لجنة أخرى متخصصة في الشعر حتى تفحص وتختبر أهليتها للتحكيم في جنس أدبي جميل هو من أصعب الأجناس الأدبية قاطبة،ولو فعلت لربما جاءت النتيجة مؤسفة.
إن تنصيب أمير للشعراء معناه أن الشخص المنصب - بفتح الصاد - ينبغي أن يكون مثالا وقدوة ،وبمعنى أوضح ،ينبغي لكل شخص يمارس الشعر أن يكتب القصيدة على منوال قصائد الأمير،وإلا ستكون قصائده ليست في المستوى.فإمارة الشعر في التحليل الأخير هي المثال الذي يجب أن يحتذى وأن يقتدى به.ويعلم كل شاعر حقيقي أن في هذا تقزيما للشعر وتحجيما وحصرا له،وهو ما لا يقبله الشعر نفسه،وفي تاريخ هذا الجنس الأدبي الجميل خير دليل على ما نقول.
لقد تابعت بعض حلقات هذا البرنامج،ورأيت كيف تطلق الأحكام اعتباطا،وكيف يتعسف على النصوص شرحا وتأويلا،وكيف يقصى شعراء مقتدرون ،وكيف أن الحظ وحده كان إلى جانب البعض دون البعض الآخرحتى لا أقول ربما الزبونية وربما القبلية وربما ..وربما...هي التي فعلت أفاعيلها.....
الشعر ليس له أمير،فكل شاعر هو أمير نفسه....ومن يرد أن يتأمر على الشعراء فليحتكم إلى الشعراء
ليقولوا قولهم الفصل في ذلك،أما أن يحتكم إلى مجموعة من الأشخاص لا ندري من خول لهم الحق في اختيار أمير للشعراء فليكن أميرا عليهم هم ،وليربح حتى ألف مليون....
مع تحياتي الأخوية.