أحدث المشاركات
مشاهدة تغذيات RSS

صديق الحلو

اختبيء لابحث عنك، /صديق الحلو

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق الحلو مشاهدة المشاركة
اختبيء لابحث عنك
صديق الحلو
اختبيء لابحث عنك عنوان مجموعة قصصية للأستاذ عيسي الحلو . الطابع دارعزة للنشر والتوزيع في 220 صفحة من القطع المتوسط صمم الغلاف عصام عبدالحفيظ. تحتوي المجموعة 26 قصة. كتبت علي مدي 15 عاما. مع الكاتب المثابر الأستاذ عيسي الحلو نجد أنفسنا فجأة أمام عوالم شديدة البهاء كثيرة الجاذبية مما يدفعنا للتساؤل عن الكم والكيف. لقد ارفد عيسي الحلو دنيانا بجمالية في قصة رجل يحول نفسه الي سؤال. وواصل دون تراجع حين كشف لنا في قصة رجل بلاملامح حالنا التي تحتاج لمعجزة ووعينا المتشظي الي وعيين. وهكذا بدقة متناهية سرنا معه في مجموعته شديدة البهاء. الإبداع والامتاع. وهو الحداثوي المتمكن والقاريء النهم المتخم بالخبرة المليء بالمعلومات والذي أحدث رسوخا في كتابة القصة القصيرة في السودان. وفي قصة هل يستعيد العشب خضرته نكتشف معه مناطق مجهولة في الإنسانية بكل توهجهها ورغباتها وجموحها. في توترات شجرة ورد الجهنمي. يجعل حلمنا يتبدد ونواجه الذاكرة التي تحاول الإجابة عن الأسئلة المطروحة. ونظل نقرأ ونتامل بقية القصص. وفي قصته رحلة الملاك اليومية نجد الحاضر والمستقبل ونحاول امتلاك لحظة الفعل وينبهنا عيسي الحلو للوسائل التي يجب علينا اتباعها. مستحيل الإلمام بكل عوالم عيسي الحلو فهل يمكن اكتشاف الأشياء في العتمة. لقد اجتاحنا كاعصار والمجموعة نموذج للقصة السودانية الحديثة. اجتهاد المؤلف ومواكبته لفنون القص علي مستوي العالم تحسب لغة عيسي الحلو ذات الإشارات المدروسة فهي تخاطب ماضينا وحاضرنا وتلامس أفق المستقبل الآتي. ليس هناك كلمة تكتب حشوا وليس هناك لغو كلام. الكلمات وظفت بعناية لتخدم أغراضها وهي تصحي النائمين وتخاطب الغائبين بمفردات جمالية وتعابير شديدة الإشراق. تداعب اشواقنا وتجعلنا نفكر في المصير الإنساني ووحدة الوجود. وفي قصته كانوا جميلين جدا كالافكار وامواج البحر. هي أقوال وأفعال وحبكة لاتحتاج لزريعة أو تبريرات. ملأي بالأسئلة المنفتحة وبمسؤولية عرض لنا فداحة الواقع ووحشته وانسداد الأبواب فهل مكانة للتسويق. الصيف أضاع الحديقة معطياتها تجعلنا منتبهين وان نصر علي نشر الجمالي والاسيكون مصيرنا الضياع حين تفقد الأشياء صلات التجاور وتتوه عقولنا في السهو. وفي قصته الطوابق العالية. حيث يبدو عيسي هنا متحكم بالتناقضات ودون أقنعة أو حجب تسير الاحلام تنضم لقافلة الاحلام الموؤودة وتغرق في السراب. وتابي الأشياء إلا أن تأتي متخفيه حينما لانستطيع أن نفعل شيئا. فإننا نبكي أو نغني. ويقول الراوي علي لسان بطلته أن الذاكرة تنسي ماتريد أن تنساه وتذكر ماتريد أن تذكره. وفي قصة الجرح القديم يضع النقاط علي الحروف بابداع حر وكبرياء. مشطت الين شعرها عقدته خلف عنقها وسارت كفتاة مراهقه.بين النهر والحقول اذا أردنا أن ناول كل القصص.
الدخان :العصافير تدخل فضاءاتها. زينب تدخل في صورتها كما يدخل الحزن القلب. الحديقة التي أحبت البستاني العجوز الذي يرعاها. يبدو فيها عيسي الحلو أشد تحيزا للإنسان في كافة أحواله وهو صعب المراس جعلنا نتماهي بقدرته علي اقتحام دهاليز النفس مع تكنيك للقصة باهر ومتميز وتحكم في النص .اراؤه عبر شخوص القصص كأنها تغني اناشيد الحياة في ليلة لم يغب عنها القمر.هنا تجد الخبرة والمعرفة وغزارةالمعلومات ومعرفة المفردات التي تساعد في تكوين الشخصية. هنا فنيات عالية وخيال جامح. مع رصد للراهن بكل احباطاته ومعاناته وفوضاه. وأحلام أبطالها المتعبين الذين يكابدون العشق والاشواق التي لم تكتمل. الراوي يشير لحقائق كثيرة في واقعنا وظرفنا القاسي والمتازم. المكان عنده مدينة كبيرة تتجسد فيها الاحلام الاستثنائية وحظر التجول وواقع اقتصادي مزري. وهنا يظل الحلو وحده يرفد أيامنا بهذه الخضرة الزاهية في اختبيء لابحث عنك فهو متوازن في شخوصه والمجموعة تضج بالاشارات الجمالية وبروح الثقة ولم تتوقف عند حدود الجمال بل خاطبت الكوني والوجود من الفرديه. فهي تقدم برؤية واضحة أن نتعامل مع الحاضر بموضوعية حتي نكسب المستقبل في سرد يكشف تراتيبية مركبة توضح في جلاء بنية مجتمعنا وشخوص القصص التي هي منا ونعرفها اجتماعيا وسياسيا. علينا إذن مزيدا من قراءة المجموعة وبجدية وفاعلية حتي نعرف كثيرا من الأشياء المختبئة فيها والتي تسعدنا في إبداع الحلو الذي يمدنا بجماليات لاتنضب. ..

أرسل "اختبيء لابحث عنك، /صديق الحلو" إلى Digg أرسل "اختبيء لابحث عنك، /صديق الحلو" إلى del.icio.us أرسل "اختبيء لابحث عنك، /صديق الحلو" إلى StumbleUpon أرسل "اختبيء لابحث عنك، /صديق الحلو" إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات