أحدث المشاركات
مشاهدة تغذيات RSS

صديق الحلو

رواية دماء في الخرطوم/ل عماد البليك

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق الحلو مشاهدة المشاركة
دماء في الخرطوم رواية متجاوزة أنجزها عماد البليك
صديق الحلو
دماء في الخرطوم رواية ل عماد البليك. عبدالحفيظ ينشيء شركة مقاولات في الخرطوم. تلقي مكالمة من اللواء طه عبد الرحمن مدير عام الشرطة. اثناء اجتماعة مع مجموعة اجنبية. والده عبدالله العربي التاجر الكبير،اغتيل في حادث غامض. سقط عبدالحفيظ علي الأرض بعد ان سمع أسوأ خبر في حياته.دماء في الخرطوم لعماد البليك رواية متجاوزة في منتهي الوضوح. رواية بوليسية فيها جريمة قتل غامضة. تستدعي التحقيق. هنا جدد البليك في الشكل والمضمون. وكتب رواية من الشجن الأليم. التفاصيل الهامشية عنده مهمه للغاية وتوصل للمراد. وكذلك تلميحاته التي يوظفها بذكاء شديد لجعل الشعلة متقدة. في آخر مرة قال له والده كن حذرا وادرس الاحتمالات جيدا لأي عمل تقوم به. وتوقع كل شيء حتي القتل. زينب عبد الله ابنته العائدة من لندن للعزاء حتي الموت لم يعلمها كيف تتواضع. دماء في الخرطوم ليس كالروايات المألوفة. فيها من التراجيديا التي لازمت الحياة السودانية في ذاك العهد البائد
يكتب عماد البليك الرواية كما الاسطورة. ويمسك خيوطه بمهاره. تسلسل الاحداث بمنطقية. الصراع بين الخير والشر. مابين التفكير في القيم والاخلاق لمجتمع يؤمن بستر الميت. وعدم الخوض في عورات الناس والتفكير فيما تمليه الامانة الصحفية. كان عقل رئيس التحرير النصري قد دخل في دوامة من الصداع النصفي بحيث بات غير قادر علي اتخاذ القرار. هل ينشر الخبر ام لا؟
عماد البليك يجعل التشويق يجري في دماك. وتلك مقدرة عالية لها اهميتها. يعرف كيف يربط الاحداث مع علاقات الشخوص فيما بينهم. وحتي الاشياء عنده لها دور في الرواية. المكان ذو اهمية قصوي. المنظمة السرية المناهضة للحكومة تقتل عبدالله العربي حتي تثبت ذاتها في الواقع. وتسير الأمور بآلية منضبطة لمجري الاحداث.
الخرطوم كلها تتحدث اليوم عن شريط الفيديو. لم يعلق مرتضي. فقد ادرك من الدرس الاول الذي تلقاه قبل قليل أن عليه الصبر والاستسلام وعدم الخوض في كلام غير مدروس. لكن العقيد لم يتركه حيث صفعة مجددا فقال له بعنف لماذا لم تعلق. هنا جن مرتضي ولم يعرف كيف يتصرف. فهو امام عصابة لايستطيع المرء أن يتكهن بطباع افرادها أو يتوقع مايرغبون فيه بالضبط. رواية دماء في الخرطوم ارشح ان تقراها في زمن الكرونا والحظر. رصد فيها عماد البليك التحولات العميقة التي حصلت في المجتمع في عهد المشروع الحضاري بكل تيهه وذندقته وفجوره....البعض يقول ان التحولات شكليه مما جعلهم يستخفون بها. لماذا تم اختيار السيد عبدالله العربي دون غيره من عشرات رجال الاعمال والراسمالية السودانية لتنفيذ أول عملية اغتيال من قبل قائد الخلية. المطلوب في هذه المرحلة هو خلق حالة فوضي من خلال ماستقوم به اللجنة. لكن يحمد لعماد البليك ان وثق سرديا لمرحلة مهمة ومظلمة من تاريخ السودان الحديث. تكلم عن المسكوت عنه بجرأة ودون تكلف عري ذلك الواقع الهش وكشفه .وجعلنا نتفحصه بما يستحق من عناية لمعالجة الخلل حتي لايتكرر. ذاك الشذوذ والفساد والانحراف الذي فاق كل تصور. تخيل ما الذي سيكتبه التاريخ عنا ذات يوم. هل سيكتب اننا مجرمين. ليكتبوا ما شاءوا. شرف الانسان ان يعيس حرا. والحرية لاتوهب. بل تؤخذ بالقوة وبالعنف والدم(ذلك ماصارت اليه ثورة ديسمبر،).ليس في زماننا هذافقط. كان ذلك علي مدي التاريخ البشري. مضمون الرواية ليس ذلك السرد لخبر فاضح. اذا كان ذلك كذلك ستكون رواية كلاسيكية. ولكن المؤلف تعمق كثيرا. في الاحداث المصاحبة. الجريمة وتداعياتها. عرضها ومسبباتها. لتتسم الحكاية بالفن وتحاكم عهدا كاملا بكل اخفاقاته وبما يحمله من استبداد وخوف ودحض للمشاعر السويه وتشويه الأخلاق والمباديء .لقد وظف البليك التحليل النفسي والدلائل السيكلوجية بمهاره في تكنيك بارع يجيده وحده.
الكدرو 13 يوليو 2020

أرسل "رواية  دماء في الخرطوم/ل عماد البليك" إلى Digg أرسل "رواية  دماء في الخرطوم/ل عماد البليك" إلى del.icio.us أرسل "رواية  دماء في الخرطوم/ل عماد البليك" إلى StumbleUpon أرسل "رواية  دماء في الخرطوم/ل عماد البليك" إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات