أرض السعيدة
أرضُ السعيدةِ لا أُريــدُ سِــواهــا
فلقــد فُتِنــتُ بِحبِّــها وهــــواهــا
وعَشِقْتُ لونَ سمائِها منذُ الصِبا
ولهــوْتُ فــوقَ رمالـِـها وحصاهــا
مهمــا تعاظــمَ جُــرحُــها وتفاقَمَتْ
أوجــاعُها فستستعيدُ قُــــواهــا
مهمــا تجرَّعَتِ الأسى تِلوَ الأسى
وإلدهــرُ من قوسِ البلاءِ رماهــا
فغداً ستلتئمُ الجراحُ وتنتهي
آلامُــــها وأنينُــها وأســاهــــا
ستعــــودُ رايتُها المجيدةُ مــــرةً
أخرى تعانقُ كالصباحِ سمــاهــا
وتُــرددُ الآفــاقُ لحــنَ نشيدِهــا
وتُرفرفُ الأعــلامُ فــوقَ رُباهــا
وتجودُ غيماتُ السلامِ بِوَدْقِها
وشموسُها تمحو سوادَ دُجَاها
لا لن تُطأطِئَ رأسَها أو تنحني
ومع انحطاطِ الأمسِ لن تتماهى
لا يأسَ مهما الليلُ طالَ فَــ وَالذي
رفــعَ السمــاواتِ العُــلا وبناهــا
لَيُــوَلِّيَنَّ اللــيــلُ منــها مُــدبــراً
وَلَيَملَأنَّ الكــونَ نــــورُ ضُحاهــا
ولسوفَ تَحْني الراسياتُ لمجدِها
ويُقَبِّلُ النجمُ الــرفيعُ ثَــراها
وَلَيَبلُغــنَّ الخــيرُ كــلَ رُبوعِــها
بـِـدءاًً بِأقصاهــا إلى أقصاهــــا
ويعــودُ أيلــولُ المجيدُ مُعانِقاً
تشرينَ حيثُ المجدِ فوقَ عُلاها
هي أرضُ بلقيسِ السلامِ وتُبَّعٍ
مَن ذاعَ بينَ الخافِقَينِ صداها
هي جــنةٌ بــل جنَّتانِ وبلْــدَةٌ
بالطيبِ مولاها الغفورُ حَباها
لمَّا تَبَاهى بالمدَائِحِ غيرُها
صارت بمدحِ المصطفى تَتَباهى
بِدَمي سأفديها وروحي دونها
أبداً .. وعهدُ اللَّهِ لن أنساها
سأضلُ أهتفُ في الوجودِ مُردداً
أرضُ السعيدةِ لا أريدُ سِواها
ــــــــــــــــ
#محمد_راشد_الوركي