أستاذُنا العُمَرِي
أستاذُنا العُمَرِي
قصيدة أهديتُ مطلعها للأديب اليمني التهامي الكبير/
عبدالله خادِم العُمَرِي
الأربعاء 25-11-2015م
شعر : صالح عبده إسماعيل الآنسي
_______________
حسنُ ابتداءِ يَدِي * إسمٌ بهِ مَدَدِي
عَوْنِي ومُعْتَمَدِي * يا ربُّ زِدْ رَشَدِي
ذا (الآنسيُّ) لِمَا * أشْجَا بهِ أَلَمَا
بَثَّ اليَرَاعَ بمَا * قد حَاكَ من بُرَدِ
بحرُالبسيطِ لَدُنْ * (مٌستَفعِلُنْ فَعِلِنْ)
مَخْبُوْنَةٌ (فَعِلِنْ) * كالعِقْدِ مُنْسَرِدِ
يُهْدِي قَوَافِيَهَا * طَوْدَاً يُطَاوِلُهَا
رَحْبَاً يُقَابِلُهَا * من قالَ لي وَلَدِي
من لانَ جَانِبُهُ * حُلْمَاً يُصَاحِبُهُ
تزهُوْ مَنَاقِبُهُ * أَهْلُ الثناءِ سَدِي
أستاذنا(العُمَري) * أَوْلَيْتُهُ سَمَري
ناجَيْتُهُ قَمَرِي * ما طُلْتُهُ بيَدِي
من بالعلومِ سَمَا * خدَامَهَا كَرَمَا
أروى العِطاشَ بما * أجْرَى العطاءَ نَدِي
والقارِئينَ لها * أنتمْ فطاحِلُها
كم جاءَ ماثِلُها * منكم يفقْ خُرَدِي؟!
ما للمشيبِ عَلا * بالعارِضَينِ؟! ألا
يرتاثُ بي مَهَلا؟! * أمْ طالَ بي أمَدِي؟!
من حينِ عاجَلَني * هذا البياضُ ضَنَي
الصفوُ غادَرَني * هَمّي بَرَا جَسَدِي!
كم لامَ ؟! عاتبَني * من كانَ يعرِفُنِي
من عتبِهِم شَجَني * قد فتَّ في عَضُدي!
لكن قِيلَ بِأنْ * شيبُ الصغيرِ دَخَنْ
يبدو بأهلِ فَطَنْ * لا من يكونُ رَدي
من رقَّ طابِعَهُ * أجرى مًدًامِعَهُ!
يَبيَّضُ طالِعَهُ! * هل ظنَّ مُنتقِدِي؟
أني المثيلُ لهُ! * هَمّي كَضَاحِلهُ!
علمي كجاهِلهُ! * طبعي الجفاءُ عَدِي!
إني جُبلْتُ على * عالي الأمورِ فلا
هَمّي يكونُ خلا * أَكْلِي ومُزدَرَدِي!
لي في المَشابِ نِعَمْ! * منها الوقارُ حَرَمْ!
تاجُ البهاءِ كَرَمْ! * بَردَاً على كَبِدِي!
والأربعينَ أتتْ * بالعمرِ قد وَفَدَتْ
ناءَتْ بما حَصَدَتْ * ما أوْهَنَتْ جَلَدِي!
كمْ قد سَهِرْتُ بها؟! * قُرّْبِي غزالُ مَهَا
يَرتَاشُ من فَمِهَا * شَهْدُ النقاءِ نَدِي!
عاقرتُ خمرَتها * أفنيتُ لِذتَها
أُبْلِيْتُ مِحْنَتَهَا * ما دَارَ في خَلَدي!
أنَّ السنينَ كذا! * مرّتْ كَنَفحِ شَذَى!
كم ماتَ ذاكَ وذا * صَحْبِي وَمِنْ سَنَدِي؟!
في(قرنِ زيدِ) حَلا * عيشي بها وطَلَى
يا حُسْنَهَا نُزُلا * أيَّامُها رَغَدِي
شُمُّ الجبالِ ذُرَا! * قُرْبَ النجومِ تُرَى!
قد جَاوَرَتْ قَمَرَا * بَاهِي السَّنَاءِ بَدِي!
تِلْكُمْ(حُفَاشُ) زَهَتْ * أرضٌ بها وُرِفَتْ
بالحُسْنِ قد وُصِفَتْ * يا طيبَهَا بَلَدَي!
صَاحَبْتُ كُلّ صَفِي * فيها وكلّ حَفِي
ما قد وَجَدْتُ وَفِي * مثلَ الكتابِ هَدِي!
سَامَرْتُ صَفْحَتَهُ * لازمتُ صُحْبَتَهُ
ما عِفْتُ صَفْوَتَهُ * ظَامٍ لَهُ وَصَدِي!
مثلُ اليَرَاعِ جَرَى * بالكَلْمِ مُنْهَمِرَا
بالفضلِ مُشْتَهَرَا * سَالَتْ بهِ زُبَدِي
مثلُ القريضِ لَهُ * فضلٌ يُخَاوِلُهُ
قد دامَ سَاجِلُهُ * طيرُ الغُصُونِ شَدِي!
من حينَ قلتُ أنا * كمْ ذُقتُ كُلَّ عَنَا؟!
كمْ قد بَكَتْ شَجَنَا * عينايَ من كَمَدي؟!
ما نِلْتُ من زَمَنِي * ما كانَ رَاوَدَنِي!
تَاهَتْ بِهِ سُفُنِي! * ما حيلتي؟! وَيَدِي
بالْعَيِّ قد حُصِرَتْ! * عن سَيرِهَا قنِعَتْ!
لكنَّ قد بَقِيَتْ * كُبْرَى المُنَى لِغَدِي
يا ربُّ مَسْألَتِي * قد لازمَتْ شَفَتِي
إحْسَانُ خاتِمَتِي * دِيْنِي ومُعْتَقَدِي
إذ ما أتيتُ غَدَا * بالذنبِ مُنْهَمِدَا
من عَفْوِكُمْ مَدَدَا * يا رَبُّ خُذْ بِيَدِي