زنوبا تعبر للضفة الاخري قصة قصيرة
بواسطة , 06-06-2020 عند 04:59 AM (998 المشاهدات)
زنوبا تعبر للضفة الاخري
قصة قصيرة: صديق الحلو.
زنوبا واخواتها التعيسات يتصايحن بالشتائم دون أن يطرف لهن جفن. كانن مثل تفاحات معطوبة لاشيء يمكنه اخفاء شرورهن المائسة تحت تنوراتهن التي بلون الورد. زينب منصور البائسة تشعل موقد النار تشمر عن ساعدها القوي والفصل خريف....ابقارها سارحة في المروج شيعت قلبها ليسكن حقل الصقيع. بعد ان طلقت زوجها طلقة بائنة. جعلته يحس كأنه مثل أولئك الأولاد اللاصقين علي اعمدة الكهرباء المتحلقين علي النواصي مرتدين البارمودا بلون الكعك المحروق. هاهي تثرثر عن العز الذي سوف يأتي. تحمل الهناء غيمة سائبة تودع الفقر والرهاب
..صبغت شعرها بالحناء. كل شيء علي مايرام مادام انها ستاكل الدجاج المشوي والفاكهة. عندها سياتي الخصب.. وهي التي اخفت المحاريث. سيرث ابناؤها القادمين مساحات الأرض والابقار. تودع الظلمة الداكنة. سرحت بآمالها في الفضاء العريض. خبأت سبائك الذهب وحملت الأماني وعشب الليالي في طحالبها المشرئبات الي الاعالي كان عليها دائما أن تنظف المراجل. وهاهو الزمن الرائق لزينب منصور يطل. لا اثم يلاحقها. لاتعاني من شظف العيش أو البحث عن الرغيف..واللحظات صارت كالاناشيد. تروي لزوجها ابراهيم عن ايام المحاق .وكيف انها بضربة لازب انتصرت علي زوجها السابق بعبثيته صعب المراس ناشف الرأس والقاسي. وكيف انها تجاوزت المصاعب والمحن والعقبات. أطلقت رغباتها الدفينه. وفتحت له مناطق لم تكن تعرف. وهاهي تستعين بابراهيم علي مواجهة الواقع وهي الآن في مرحلة الدهشة وكثير من التساؤلات تستشرف نبض الايام القادمة.
الصورة الشاخصة والصارخة تقول انها ابتعدت عن المنغصات التي يعقبها الحزن. كانت تتناول كسرة الخبز الجاف دون فرح يلفها الملل والضجر تسترجع بحسرة كظيمة تلك الأيام. زينب منصور في الجنة الآن تسكن قصرا مزخرفا من السيراميك والمرمر وتاكل في مائدة عريضة وعامرة بما لذ وطاب وتشرب الماء البارد الزلال وتعيش في سلام واشباع. الفجر دائما يبزغ من الظلام رغم الغيوم السوداء التي لاتستطيع ان تخفي وجه الشمس المنير. قصص زينب منصور البلهاء رواياتها السمجة والسخيفة في آن يبتلعها ابراهيم ببروده. لكن زينب منصور ماكانت لتكترث. قذارة قدميه العاريتين صارت تشمئز منها. زينب منصور تحب النظام والتنظيم ودفء الجو البعيد عن الضوضاء. وفي محاولاتها البائسة لتصليحه أحبطت رغم انها صارت لطيفة ومثيرة وتبحث عن الحرارة المفتقدة إلا ان علاقاتهما سرعان ماتنهار. هشاشة مناوراتها ادعاءاتها وعدوانيتها والطريقة التي نالته بها. تعامله الحيواني وحسه القليل بالحياة والفكاهه. مكتأبه وشاحبه اوصلها ذلك الي الملل والجنون. من جديد وخيبة الأمل والخواء. خطأ زينب منصور القاتل انها تسمع كلام الآخرين وتقفل التلفاز في وجه ضيوف زوجها. وهاهو احساسها بالوحدة يتجدد وللتغلب علي الخواء كانت تبحث عن المتعة. ابراهيم بنساءه الاربعة وتجاهله يجزعها. اودي بها الي ان تبدو في الخمسين قرفانه ومشمأزة ومغمورة في الوحل. جسدها ترهل وصار عبئا عليها. وجاءت الاوجاع لتكمل الضجر. راح فضولها ذاك والرغبات في طريقها للتلاشي .اكثر مايزعج ابراهيم حديثها بصيغة المذكر وقهقهاتها العالية. قاموسه المهتريء من الكلمات لم يجده. وهو يتامل زينب منصور المحدقة امامه بعد أن امتص رحيقها كنحلة. يرقد بجوارها وهي تداعب شعر راسه باصابعها تنبثق من ذاكرته لحظة ان زجرته. انتصب واقفا مؤكدا حبه لها ويلهب وجهها بحرارة منبعثه من اشواقه .توتر عينيها وتركيزها آثار قلقه ابعدها عنه وراح يتلاشي وينزاح ويهبط الشعور بالهناء ان تسحبها بعد كل ثورة غضب ذلك ماتوصل اليه ابراهيم ومن الضروري أن تستعمل كل حيلك الريفية لابعاد اكاذيبها وغرورها فضولها وتلك الحيل. يمكن بالمال ان تمتلك مفاتيحها القصية وعندما تبدو طيعة ومطيعة استخدم اجندتك وستصل لنتائج جيدة وسريعة. لاتسام استعمل خبرة السنوات وانتبه أن لاتقع اسير الاكاذيب وستثبت لك الأيام ايكم اكثر اخلاقا. العنفوان الآن في اوجه والاشتهاء.وزينب منصور تريه بعض الصور. تتمتع بذلك البذخ وتلك الوفرة اللذين لم تتعرف اليهما في طفولتها المفعمة بالحنظل الجاف واللوبيا الزنخ. ايام كانت فاتنة ممشوقة القوام غامضة ومتحدية قبل أن تنجب دستة من السناجب. هاهي الآن باردافها المهوله وخصرها الشاسع صارت الملابس لاتناسبها عاما بعد عام. الوساع ذلك ماكانت تنشده وتضحك ملء فمها ضجرا وهي تزدرد طيات اللحم المشوي وتقضم
عنب الشام.تاخر ابراهيم عن بيوته الاخري. أحيانا لا تتحمل عجرفته. تشاكسه فيذهب غاضبا ولايرجع لبيتها إلا بعد أن تاتيه باكية. الوغد دائما ماتجده دائخا من العمل وفي اللحظة المواتيه ياتيه زواره العديدين وتهرب الاشتهائات من النافذة. التفاصيل تبدو ضرورية والهواجس ترفع درجة الفانتازيا. المناورات التي لاتنتهي. تحزن زينب منصور وتبدأ في الاعترافات المتعثرة. سرطان الثدي. المصران والقرحة. والشعر الذي بدأ خفيفا ويتساقط انها لم تعد بحاجة للكلام. تفتح السكك لبدويها الملهوف وتقدم طبقا من المسرات اللاذعة. ايام كانت الريح تلهو بشعرها تلصق ثيابها بجسدها لتبرز شكل نهديها الجميلين. تفتح نافذة مطبخها لتراقب جارتها تحدثها وهي تداعب السلسل الذهب الذي اهداه لها بمناسبة زواجهم. تطل نظراتها لباحة واسعة ملاي بالابقار والروث والذباب الهائم. تعطي دروسا خصوصية... لأبناء زوجها. اطفال صفر ضامرون مليئة بالمخاط والذباب انوفهم وعلي الغرف رائحة بول الماعز. الضان يمارس الحب والدجاج. والدة ابراهيم تحيك شالا من الصوف لموسم الشتاء القادم لابنها. الغرف دون ستائر. وبنات زوجها ينشغلن باعمال البيت يسترقن النظر اليها. منذ أن حطت عليهم كالكارثة تحاول ان ترسل تاثيراتها الخاصة. مايسيطر علي تفكيرها محاولتها بقدر الامكان التلاؤم مع هذه البيئة. مزاجها المتطرف حير ابراهيم.في حلمه يراها مهمومه عابسة سريعة الغضب ترتدي زيا مهلهلا. ياتيه طيف والده المتوفي يسأله لماذا اقترن بها دون مشورته. يصغي اليه ويبتسم. جسده الشائخ ملامحه التي لاتميز لها يهزه من كتفه يراقبه بحذر.يعنفه. لحظات صمت مفاجأة. في البدء لم يستوعب الدلالات. صار يتامل ويسأل. يهتم بالمحدد والمحسوب يراقب زينب منصور بحذر تهذيبها مفاجاآتها التي لاتنتهي. مع زينب منصور تصعب معرفة الحقيقة ارادت ان يفهمها ويشركها في قدر من المشاعر. انتهز فرصة سفرها لزيارة امها. فتح دولابها وخزانتها الداخلية وجد مبتغاه مخلفات الصندوق تكومت بداخلها رسائل وصور احجبة وبخرات تعويذات مهمله اشكال مختلفة جزء من شعر راسه .صرصور نافق وجرادة حامل . ومنديله الازرق.سن تمساح. جلد قنفذ وقرن غزال. بدات ايامه صحراوية قاحلة. تكشف له زيف الثمرة الفجة. ان تصير كهلا تمتليء بالهواجس. الزوجة الناشز. الرطوبة. والم المفاصل والظهر. تكون بجوارها وانت تمارس الصمت. اسند راسه علي كفيه
احس بخيبة امل نظر الي كيفية نهايات الحب .دائما يترهل تسقط اسنانه وتضمر قوته.تخبو حرارته يذوب يتلاشي. يتحطم البناء المتخيل الجميل.
شتاء عام 2007م
- التصانيف
- غير مصنف