بواسطة , 22-08-2020 عند 11:00 PM (1008 المشاهدات)
ليس هناك سوي الانتظار
عبدالحميد البرنس في مجموعته القصصية تداعيات في بلاد بعيدة.
صديق الحلو
تداعيات في بلاد بعيدة نصوص قصصية لعبدالحميد البرنس تصميم وصور الغلاف محمد ابوالنجا. الطبعة الأولي اكتوبر 2002في 8 قصص قصيرة:عودة. طريق. وقفة. غلام.صديق. حيرة. خليفة. وتداعيات في بلاد بعيدة. وفي الغلاف الخارجي راي نقدي لدكتور صلاح السراوي. نشر بمجلة الثقافة الجديدة بمصر مايو 1996م.عبدالحميد البرنس عضو رابطة الاصدقاء الادبية بكوستي. في منفاه الاختياري بعاصمة المعز بمصر الكنانة. اصدر مجموعته القصصية تداعيات في بلاد بعيدة. صور ومشاهد في قصة الطريق صحيح انها مهمة لكنها تخترقك بذاك الالق الجاذب واللامنتظر. ايقاعها المحبب. مضمونها المجدد. يجعل سحرها الدفاق يتجسد امامك. وفي قصة عودة....لااحد هنالك. المستتر والمخفي والذي لايستسلم الابصعوبة ككنز مواري في الأرض أو سنبلة قمح تنضج بهدوء. انها المرأة الرمز الحي لغرابة الكون ولجوهر جماله. وعبدالحميد يطرح الاسئلة ويترك للمتلقي الاجابة دون أن يكشف اوراقه كلها. في قصة وقفة مشاعر مصطبغة بالحنين والود. قال عنها دكتور صلاح السراوي:قصة مكثفة رجل وامرأة وبينهما طفل. المرأة متاثرة لفراق الرجل. " التي اعتصرت يده وبكت." تفجرت عواطفها انه توقف لتيار حياة كامل كانوا يعيشونه معا. اننا لانلمح اقرا للراوي ولا للشخصية الرئيسية التي هي بلاملامح حتي الإسم فقط هم اناس ضعفاء وبهذا الابهام صرنا نقلب التأويلات الممكنة كافة مما ينتج لنا نصا مفتوحا في مقابل النص المغلق. انتهي حديث صلاح السراوي. انه الانسان الممزق ذو الرؤية الكاملة للعالم كما في قصة غلام. في قصة خليفة من مجموعة تداعيات في بلاد بعيدة ص 26.
اخيرا تطارده ضحكاتهن الصاخبة. اقتلع قدمة. سار عبر الحوش دون هدي منصتا بالم وعجز بالغين لدوي قنابل الحنق الحبيسة وهي تتفجر بداخله. ثم جلس بصعوبة تامة في ظل الديوان القصير كقائد مضي علي اوراق استسلامه وتم تجريده من اكثر اسلحته دمارا وفتكا ومضاء. ومن هناك راي عمته وهي تخرج من حجرتها في طريقها الي المرحاض. كان الوقت كافيا ليدير وجهه الي الناحية الأخرى ويواصل التفكير بعمق في هذه المصيبة الجديدة وقد ادرك علي نحو شديد الغموض ان من العبث استمرار المرء وحده في حرب متعددة الجبهات. هنا الطبيعة الانسانية في اعلي تساميها. ابطال مغامرين في موروث رومانسي مختزل تحول الي حلم يوظفه عبدالحميد بجدارة يعي مايقول مجددا وظائف الاشياء ذلك مايميزه عن الآخرين. الحكي احيانا متجرد بوضوح يفرض معضلاته لا غموض هناك أو تلاعب. يعالج قضايا مجتمعه المعقدة بسرد ممتد عارف وكاشف. شمل فئات اجتماعية متباينة. مجتمع الصغار. النساء والمراهقين. بتقنية مجودة احكم تكنيكه. خاصة في قصة تداعيات في بلاد بعيدة التي سميت بها المجموعة. عرض المثل والظرف السياسي الراهن لتخدم غاياته بفاعلية. عبدالحميد عباس البرنس فنان مسكون بهموم الابداع ويكره الظلم والاستبداد وفرض الافكار بالقوة. ليس هناك سوي الانتظار. ليحصل التغيير وتنشر الحقائق بعد ان اقتاتت الجماهير الحقائق المغلوطة ولي زمان العزلة وهاهو الأدب الرفيع لايحتاج الي تزكية. لقد دارت العجلة والهدف هنالك لايمنعك شيء من ان تناله. تداعيات في بلاد بعيدة ل عبدالحميد البرنس مجموعة قصصية مؤثرة تمنحنا ابداعا رائعا لاتملك إلا أن تقرأها في جلسة واحدة. انه الفن الرائع والصعب والذي يشارك في زمن التحولات. هنا انتاج غير عادي لأنه لم يتجنب كل مناحي الحياة. عرض لنا اناسا مقهورين والبعض منهم يضع قناعا وهو مبتسم في اجواء من الخوف. عدم الطمأنينة والريبة والخضوع. وليخسر هذا البؤس لابد من عرض القضايا بارادة قوية تؤثر للأفضل وتزيل المرارات .
الخرطوم 5/5/2005
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
- التصانيف
-
غير مصنف