أحدث المشاركات
مشاهدة تغذيات RSS

صديق الحلو

مقال أدبي الشاعر الصادق كباشي احمد طلب

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق الحلو مشاهدة المشاركة
الشاعر الذي رحل مبكرا الصادق كباشي احمد طلب
كتب/صديقى الحلو
كانت ايامنا في خريف العام 1994م باهته كحائط قديم. وكوستي تغرقها زخات المطر الهاطل في الاماسي النديه. مليئة بالحب والعصافير والشجن. ارسل لنا الشاعر الشاب الصادق كباشي احمد طلب. قصائد من تونس الخضراء. حيث كان يدرس الجامعة هناك. كنا نسميه الفتي القذحي. وكان بهيا وسيما نضرا شديد الذكاء ويكتب الشعر:
أروي بحلمك ظمأ الظهيرة.. وإمني الخيال شموسا منيره..
وأمشي أمام نساء القبيلة ...يزغردن صبح ارتداء الحريرة...فتهوي علي الغصن غصن النخيلة...
خط اللام:
يجيء اليك المساء الكسول..تخير وقتا بحيث يليق المنام..وسامر نجما توسط ثلة انجم...حواها المساء بساطا وريحا...
إصابتنا الدهشة لهذا الشعر الغامض مثل الحزن الممتليء حتي الثمالة. مثل الضوء المتراقص فرحا. شعر ضاج بالنضارة. يمثل جسرا للتواصل. شعر رقيق مليء بالوله والظمأ وحنين الصحاري للماء. مربوط بذاك الجمال. الألق والبهاء..
تشكل جثة غول..وتعقد فيك المجالس...وتعلن انك يكثر فيك الذهول. وتدخلك العواصف ليلا بباب الخروج..
وتخرج منك بباب الدخول. فتخطو وترفل بين النشيد...تروض في اغنياتك كمهر عنيد...يسابق ريح الشمال واسراج سرجك فيه...يعد عنادا لنيل المحال..والان تعلم منك الحسد..لاهل تساموا عليك بحب البلد..وابكي لفقدك عيش دفيء رغد....
شعر نزق. متمرد علي السائد. مليء بالرغبات والآمال. سمح الملامح. ذكريات متألقة في ضوء النهارات السعيدة والليالي المصابات بالارق. أبيات القصيدة. الموتيفات والتوق كعطر سوار دي باريس يوقظ الذكريات المنسية الحبلي بالوعد القادم. وكان ان اشرأبت اعناقنا لمعانقة الوجد الكشفي وتلك النفحات. اتسعت العيون بالدهشة وسارت مع الأحلام الممتلئه. وكان الشاعر الصادق كباشي يملأ ايامنا بالحبور واشتات قلبه بضخات السعد. والناس يعرفون انفسهم علي مرآة اشواقهم وذكريات ماضيهم قصائد ذات ملامح جميلة. ناضجة ومفعمة بالحنين. والعالم لايكون جميلا إلا عندما تتحقق الذات. وبما أن العالم ليس منصفا فان قصائد الصادق كباشي لم تجد حظها من الذيوع ولكنها غيرت من مفاهيم أعضاء رابطة الاصدقاء الادبية بكوستي إلي الأبد.
تعلم كيف افتكاك عصي العقد في حبل المسد. وكيف تعيد إليك اشتياقا جمد..وطيفا جميلا تلاشي ابتعد. وكيف ستغسل جلدا فسد. في هذا البلد. بعرق الجسد.
قصائد فيها روح البسالة وذاك النبل. شيء حار كالغضب
مرير كالحقد وبار جدا كالحزن. تلك الاسرار تشدك إليها تندغم في حسنها النضر واريج عبقها الصافي البهي...انغرست فينا تلك التعابير الشفافه واندغمنا في سمائها ريده ومحبة. كانت الصبايا يخبأن الحروف تحت اهدابهن وينمنا ولها. عرف الصادق كيف يخاطب جيله ويجسد عصره بهذا الدفق الفوار من المعاني وهو يعرف أن الحب ورطة. وأن الحياة ملحمة مليئة بالأسئلة الصعبة والاجابات المستحيلة.
خط التاء:
وأذكر فيك نهاك الحبيبة
..حبيبة قلب بعمر الطفولة. اذكرها حين تجيء إليك الصباح..وتدعوك تصحو وتسألك...ماقد كتبت الأمس فيها...فتسلو وتمحو..
ماعادت تحبذ لهو الطفولة.. وتبني بيوتا من تبر الرمال. قد غسلت طفولتها بماء الدلال..وتعلمت كيف تحيك شراكا. لتوقع فيها الرجال. رايتها ترحل عنك إليك..و تركض خلف ذيول قطارك. للمسافرين تبيع قصائد شعرك..
وتشتري بثمنها رمانتان. تضعهما في صدر تعالي في ذات المكان.
قصائد ناضجة ابتعدت من مناورات الوصال والصد. تومض عيناها باشواق حبلي بالجمال تفيض حنينا وارفا لمواسم التزاوج والحصاد. تدخل احلامنا تلج مساماتنا ولاتكف عن الهسهسة الهمسات والدبيب. تبعد عنا الشرود الذي لاينتهي وتلك الاستكانة والسكون .بذلك السحر الآخاذ احتلتنا لطفا. جمالا ومهاره. عبارات متسعة ومعاني ممتدة تسمو وتتوهج تسبح في خيال وارف. وكعاشقين متماسكين بالايادي تندغم استيهامات الود الراعف. وبما أن الذكري تدق في عالم النسيان فها هي قصيدة خطوط التعب للشاعر الراحل الشاب الصادق كباشي تملؤنا بحنين لاينضب. رائعة كالاكاسيا وزهور الياسمين والفل والصندل. قصيدة وسيمة كالقلب المحب. اتتنا في ذاك العمر الجميل فتملكتنا الطمأنينة وعمت احلامنا شآبيب الوله والنظرات المختلسة المتأججة بدفء المشاعر الجياشة وآهات الارق العطش لقطرة ماء. زامله من الشعراء:عبدالله الشاعر. التوم بخيت. عمر الفاروق. مصطفي عكاشة.
وبعض الضفائر تباهي بهن الحسان..رايتها سافرة تغني
..لحن أغنية وضيعة..قديما عفاها الزمان وكانت وكان ..
خط العين:
سنعرف سبة عمرك..انك مرء عنيد..
فلن تتبدل فيك المواسم عيد..ستبقي قراك تسير ارتحالا يطول..
تشيل الهوادج فوق الظهور..تتوكأ حزنك بين الزحام..بعيرك يمشي ارتحالا
ويفقد بر الأمان.. يصارع غيهب ظلم الزمان ..ويفتر فيه السنام .
وكان في تلك الازمنة:ناصر بابكر .الفاضل فضل وشمس الدين.احمد ضحية. عبدالحميد البرنس. عركي وقريب الله فرح.
قصائد مشبعة بالانفعال الحار. منسابة كريح مسجاة . خلقت حضورها البهي وجمالها الخلاق. حلقت بنا عاليا في سماوات صفو واشراق.
خط الباء:
مساحة ارضك قيست..بحجم ظهور الجمال ..
تنام عليها..تقلم فيها اظافر كفك. وتمشي بغير النعال.. وتبقي شوارع قلبك. تذري الغبار.وفيها غطيط الكلام. اتبقي طويلا تسافر. متن خطوط التعب.
وتحمل في كفتيك اللهب. واغفو بعرض الزمان. لعل المنام يجيء أليك. لابد للفراشات الملونة ان تنجذب للزهور. شعر كحمحمة صهيل الخيل. يتوهج القا وبشارة. سحرا لايوصف.. وكان لابد أن نحط الرحال والقصيدة تتكون تتجمل..تشعل فينا الحب المستعر ولهيبا من الاسي المقيم..تألمنا لرحيل الشاعر المبدع الصادق كباشي باكرا. ذبلت لحظات السعد جفت عيدانها. اصيبت ليالينا بالعطب. جثم علي ربوعنا الحزن الوخيم. واضحت ايامنا تعسة. كئيبة ولا مبالية. حبب الصادق الينا الموت ومسخ علينا الحياة. ضاعت الهناءات البكر في البؤرة المظلمة من النفس. احترق من أجلنا. واحترقنا معه. ربما ان الطريق المسدود لايفتحه التمني .كان لابد من اندمال الجروح القديمة ليأتي الشعر منسابا ومحاطا بالندي الرقراق .وحتما ستنقضي أيام المتاهات الشائهه ويستدير البرتقال من جديد.

أرسل "مقال أدبي الشاعر الصادق كباشي احمد طلب" إلى Digg أرسل "مقال أدبي الشاعر الصادق كباشي احمد طلب" إلى del.icio.us أرسل "مقال أدبي الشاعر الصادق كباشي احمد طلب" إلى StumbleUpon أرسل "مقال أدبي الشاعر الصادق كباشي احمد طلب" إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات