|
يغريه تِبْر الأماسي حين تنبثقُ |
في جحفل من شجون ليس تتسق |
ما كان ينكره ما عاد ينكره |
البحر ينداح في عينيه و الأفُقُ |
سحائب الألم المجنون و انفتحتْ |
حتى انبرى يرتدي طينَ المدى الشفقُ |
أقعى على قلق في رهْوِهِ نُذُرٌ |
ينمو فجاجا على سيقانها الأرقُ |
يضج للمشتهى مسفوحُ وشوشة |
يسقي امتزاجَاتها بالدهشة الفلقُ |
أعيا مناحيه طرّاً أنه غبش |
و أنه بابُ ليل خانه الغسقُ |
رأيت للدجْنةِ الخنثى مناكفةً |
يندُّ عن وجْهِ ما في كفها اليَققُ |
و الماء في فمِ نهرٍ من سذاجته |
لغضّ أشلائه الأنواءُ تخترقُ |
يا حسرة القمر الصاحي علي رهَجٍ |
متى تمرَّدَ في أنفاسه الرمَقُ |
يمشي بطيئا نحيلا مثل ذي ورعٍٍ |
أهاج في جفنه رُمْحَ القذى رهقُ |
يهفو المحاق إليه لا اصطبارَ له |
نارا غزاها لأكل الشمعة الشبقُ |
ما كان أمري مريرا هكذا،سئمتْ |
منه الدياجير و الأطياف تنسحقُ |
لهفي عليه يداري محْضَ عوسجة |
كان اسمَها في سجلّ الغيمة النزقُ |
الوقت أرملة و الناي أنملة |
و البحر أرجوحة أمواجها مهَقُ |
أرى البروق بصدر البيد وامضة |
و إن خبتْ نفضتْ أسمالَها الطرقُ |
قوافل البيدِ لم يطفحْ لها لغبٌ |
كأنما أنْ يطيشَ الهدْب مختلقُ |
سلوا الغراب إذا ناست رؤاه،أهل |
عليه حرَّضَ غولَ الظلمة الغسَقُ |
أرى الجداولَ لا تجري كعادتها |
إن من مزاعمها لم يسْلَمِ الحبقُ |
أمشي و كلي وضوحٌ إنني رجلٌ |
بالمشي في جوفه لم يغْرِني نفقُ |
مزادتي ليس تأوي غير ذاكرةٍ |
يقتات من رحلتي نحو الغد القلقُ |