|
البحر يرضع من أَثدائه المطرُ |
فتنبري الأرض بالنايات تنفجرُ |
شِمْتُ المدى سلفا قد كان ذا شغفٍ |
لصبوة الماء في أفيائه وطرُ |
يغدو فتغدو شغاف المزْنِ نابذة |
لِمَا رأتْ في مرايا العشب ينهمرُ |
هي الرفوف وما كانت بمكتبة |
إلا وثَمَّ يموتُ اللحظةَ الضجرُ |
رأيت هاجرةً تجرى بلا قدَمٍ |
و النأي لجّ وآوى صمتَه الحجرُ |
لن أغدق القول، لا معنى لملحمة |
إذْ ربما لمسافاتي ارتقى الكدر |
أضحى يلملمني كون خفيفُ خُطىً |
و قربَ حوضيَ من نبض المنى زمَرُ |
أقول يا الله هذا رجمُ كاهنة |
قد أرجفتْ،لم يزل في أفقنا القمرُ |
غرسْتُ في زرقةٍ موجاً وقلت له |
إياك إياك يغوي عهنَك الشررُ |
ما أنت إلا ملاذ الرمل أو سأم |
فيه لمن صار قيحاً ضيمهُ وزَرُ |
ينحو الصباح ببرقي قبلةً،وأنا |
مجرد الومض عنه ندَّ لي البصرُ |
وأسمع الهمس يلقيه ندى غبش |
و قد غفا طيَّ أحشاء الدجى السحرُ |
أرنو ويجذبني وجهٌ ملامحُه |
ما زال يسكب فيها كأسَه الخفَرُ |
الطير في مأثمٍ لم تأْلُ جاثمة |
والنهر للغاب عنه قد سرى خبرُ |
ما زال يعوزني صبرٌ نظيرَ يدٍ |
عليه لي،يومَ بي ما انفكَّ يتَّزرُ |
أثنى على وكفاتي حينما انهملتْ |
وطفلُ غيمي طفا في كفه القدر |
للظل أروقة بالحر مغرمة |
هناك يشرب من مأساته الشجر |
لكن له ما اشتهاه لا ينازعه |
إلا لغوبٌ وما كان افترى السفَرٌ |
فُطِمْتُ لست أداري نجمةً طلعتْ |
بأمرِ ما فيه حظي ليس تأتمرُ |
تجري ببحر القوافي عذبةً سفني |
فيهنَّ ما يشتهيه الذوق والنظرُ |