أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

مشاهدة تغذيات RSS

صديق الحلو

الهرة المتوحشة قصة قصيرة صديق الحلو

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق الحلو مشاهدة المشاركة
الهرة المتوحشة
قصة قصيرة صديق الحلو – السودان
نهض ذات صباح مثقل؛ قام متثائبا ارتشف كوب الشاي الدافئ؛ مع حبات البلح الجاف علي عجل. داعب قطته التي حبلت مؤخرا. سيأتي الفرح الغامر كسيل دافق يملأ حياته بهجة ومسرة. هو الذي لم يعرف الفرح يوما لابد من فرصة. الأيادي الغادرة التي تطعنه من الخلف دائما. الحديث المبطن كحية رقطاء. كان يمني النفس بها امرأة من السكون والدهشة تهبه الطمأنينة وتمنحه الهدوء النادر والوفاء. تملأ أيامه بدفء جميل. وفجأة كسحابة صيف سرعان ما انقشعت. راحت الأماني كسراب متلاشيء. لفته العتمة غزته الوحدة وسار في الشارع العريض. في الطريق الي محطة المواصلات احس ان جسده خفيف جدا كاد يطير لم يزعجه كبير شيء انتبه فجأة انه يسير دون ظل. في أول الأمر لم يعر الأمر انتباها إلتفت للمرة الثانية ليجد أن ظله قد اختفي والي الأبد. امتلأ بخوف حقيقي تملكه الوجل. ركب الباص الآتي المكتظ بالبشر حشر نفسه في وسطهم تماما ممنيا النفس بنسيان كل الأمر. رؤوس الحيوانات علي أجساد الناس المكتظة في الباص. هناك أناس يحملون رؤوس نعاج وطلاب وحمير. والباص المترهل لايود الوصول للمحطة الأخيرة ابدا. بالقرب منه تقف فتاة في ريعان الصبا. صدر الصبية اليافعة الواقفة أمامه والسلسال الذهبي الجوال يضرب ضفتي صدرها. جعل يماثلها بنهي. توقف الباص فجأة. دواخله دنيا ملأي بالاضطراب والجنون. بركان ثائر لإقرار له. نزل الناس جميعا وكان آخر النازلين. كان يحاول جاهدا أن يبدو مرفوع الهامة دون أن يطاطيء الرأس الي الأرض. سار مسافة ليست بالقليلة إذ برجليه تنغرز في الرمل الأبيض. جرجرها باناة وصبر ممنيا النفس أن لايقابل إنسانا يعرفه في تلك اللحظة. توقف برهة ونظر خلفه. وجد أن الظل مازال مختفيا. قرر أن يذهب للطبيب النفسي او الروحي أو حتي فكي الحي الذي تعرفه أمه منذ أمد بعيد. او يذهب الي صديقه محمد ليحكي له ما حل به من مصيبة لايدري كنهها. ذهول تام تملكه. بعد جهد جهيد وصل الي مكان عمله. حاول ان يكون طبيعيا كأن شيئا لم يكن. في صباح اليوم التالي يرقب الحالة وان استدعي الأمر سيذهب للطبيب ا والدكتور اوحتي فكي الحي الهمام. ارتاح لهذه الفكرة التي اتته أخيرا. ليالي الاسي تطول والأحزان تمتد صباح مساء. لابد من أن السعد سيجيء رغم ركام الأحزان. اناشيد الليل الشتائية الطويلة. الآهات التي تختصر زمنا يفيض بالشجن. جاء اليوم التالي سريعا علي غير العادة. لبس هندامه بتان وانتعل حذاء ابيض جديدا. خرج من المنزل الي محطة الباص والتفت بحذر الي ظله كان موجودا لم تسعه الفرحة ذاك اليوم سار جزلا كطاؤوس تحرر من القفص. لم ينتبه الي ان الظل غير مكتمل تماما. سار نشوانا وهم بترديد لحنه المحبب الجميل. ولكن مابال صوته اللعين لايخرج متكاملا وفي تلك اللحظات الحرجة لاتسعفه حبال صوته التي أشادت بها الزميلات في المكتب. بل همهمات مبتوره وغمغمات غامضة. كتم غيظا. غضب جارف كسيل هادر لاتحده حدود أمسك به. ركب البص وجد مقعدا وجلس بدأ جاره الذي علي اليمين يحملق فيه برعب. وهناك امرأة عجوز علي البعد لها وجه كوجه الكلب تنظر إليه بدهشه. رؤوس الحيوانات علي أجساد الناس، مابال هؤلاء الناس يحملقون فيه. تمني أن يصل البص سريعا للمحطة الأخيرة. كان أول النازلين. سار قليلا في طريق ليس به رمال تنغرس فيها الأرجل. إلتفت الي ظله للمرة الثانية وجد أن ظله بلا رأس. تحسس برفق مكان رأسه وجده فراغا عريضا. أنزل يده علي عجل. كر راجعا حاول ان يمس أعلاه بحذر وجد العنق مشرئبا للاعالي ينقصه الرأس. اتي سريعا الي المنزل والخاطر مليء بآلاف التساؤلات. دوائر الموج في البحر الرهيب دوامة تدور أثر دوامة. أسئلة حائرة تبحث عن إجابات. الظل الذي اختفي ثم عاد. الرأس الذي الي الأبد. كيف سيحتسي الشاي الدافئ مع حبات البلح الجاف وعينيه التي تري الجمال المدهش المنسل عبر حناياه الي يافوخه المختفي. ولحنه المحبب الجميل..جنني وغير حالي. ونهي الصغيرة كحبات الكرز في غابة من الابنوس. إنه يركض خلف ليل لا صباح له. كأنه معلق من رجلية. فقاعات الصابون. الغمام المائج. في حلقات لاوسط لها مازال يواصل الركض وراء مطر لايعرف التوقف وراء صقيع متواصل النزول. وصل المنزل لاهثا يخر العرق النازل منه انهارا من الملح. وجد أن هرته الهرمة قد ولدت لأول مرة ثمانية هرات صغيرات. خمسة إناث وثلاثة ذكور متشابهات الإناث سمان دائمات التشاكس والصياح. عينا الهرة تنظران إليه شذرا والشرر يتطاير منهما. أحس أن حدقتي عينيها الصفراوان تنفذان منه تخترقانه حتي الأعماق. يستطيل عنقه. يعرض يبدأ الفك في النموء. القطة تشبه المرأة ذات الوجه الكلبي التي رآها في البص هذا الصباح. أنفها المستقيم. الشعيرات البيضاء التي تنمو علي صدغيها. عيناها الصفراوان المتحفزتان. تستدير الاذنان. تكتمل. يبدأ الفم في التكوين يود أن يصرخ بملء فيه. ليسمع الكون كله. ترمقه القطة وبناتها الخمس. يتضائل. ينكمش. يرجع للوراء. عيناه مثبته في عيني القطة. يكتمل أنفه. يستنشق هواءا عليلا. يملأ خياشيمة. استدار الرأس لمس شعره كان مدعوما دون شعر. نظر الي القطة مليا اتسعت عيناها. تقدمت نحوه. انزوي. بعيدا حتي لاصق الجدار. تماهي في ظله المختفيء. رأسه المنزوع من مكانه. نظرات الرأس البطيئة عادت الي مكانها والمحاولات البائسة اليائسة التي قام بها الشيوخ والأطباء وحكماء البلدة. ركزت القطة عليه نظرات كأنها الجمر. كادت أن تلتهمه تتلون عيناها بشتى الألوان. راعه انه وحيد بالمنزل امتلكه الخوف والرعب والوجل. اقتربت القطة أكثر. أمسك صرخة مكتومة. عرف القطة المتقدمة نحوه. جاءت بذكره كلمح البصر. الصورة الموجوده في مكان ما بدولابه القديم .قفز ناحية الدولاب. لاحقته القطة بسرعة ازهلته. دخلت معه في معركة شرسه. استعملت فيها المخالب والاظافر. جري دم غزير في وجهه. اعيته الحيلة خارت قواه وفي المدخل القط الزوج كالدب يرقب المعركة الدامية دون تدخل. أخيرا وبعد لأي وجهد وجدها يداه الملطختان بالدم النازف من جسده كله. لوثت الصورة. بألم رمي بها علي أرضية الغرفة. انهارت القطة التي مثل الكلب. ماتت وبناتها في نفس اللحظة .اختفي القط الأب الذي مثل الدب من أمام المدخل. مسجي علي السرير. منسدح. يتحسس رأسه الذي نما دون شعر.

أرسل "الهرة المتوحشة قصة قصيرة صديق الحلو" إلى Digg أرسل "الهرة المتوحشة قصة قصيرة صديق الحلو" إلى del.icio.us أرسل "الهرة المتوحشة قصة قصيرة صديق الحلو" إلى StumbleUpon أرسل "الهرة المتوحشة قصة قصيرة صديق الحلو" إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات