أحدث المشاركات
مشاهدة تغذيات RSS

صديق الحلو

حوار مع الروائي الشاب أسامة رقيعة

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق الحلو مشاهدة المشاركة
التيار الثقافي
يحاور الروائي السوداني. أسامة رقيعة. من دبي .
حاوره /صديق الحلو
أسامة رقيعة روائي له نهج مختلف في الكتابة. أشاد به المتلقي واستحسن سرده النقاد ماذا قال في هذا اللقاء .
رحب النقاد بانتاجك الأدبي لماذا تعزي ذلك؟
لا أدري ، وعلى أية حال فأن كل مقال ، أو قراءة حول مشروعي الأدبي أنظر اليها بإهتمام كبير وبتقدير ووفاء ، سوا كانت من ناقد مختص أو قارئ مهتم ، ولا شك قد وردتني الكثير من الكتابات التى دعمت مشروعي ومنحتني القدرة على التطور ، بل ولفتت إنتباهتي ..
الغربة ماذا اضافت لك وماذا خصمت؟
الغربة حالة متعادلة ، فهي بمقدار ما أعطتني أخذت مني ، فحين أنها أخذت مني الإنتماء الى المكان منحتني الفرصة لإستكشاف عوالم جديدة مليئة بالخبرات والتجارب ، وحين أخذت مني دفء الاهل والقرب منهم منحتني القدرة على بزل التضحيات من أجلهم ، وحين بخلت علي بشهود حراك الحياة منحتني الأخيلة التى أصور بها أحلامي للحياة ..
الوطن والإبداع بعد الثورة؟
الفرح كان عارما بالتغير ورفض الفساد ، وبمقدار ذلك ترعرعت الآمال في نفوسنا ثم داعبتنا أحلام العودة والمشاركة في التنمية في ظل الحرية والسلام والعدالة، ولكني لا أعرف أين ذهبت الآمل و أختفت منا الطموحات ، كل يوم ترد الينا الاخبار بمغادرة صديق لأرض الوطن . صدقني ورغم كوني خارج السودان لسنوات طويلة ، ولكني كل ما اسمع بهجرة أحد أتالم ثم أحتضن أحساس الوداع كما ولو أن ذاك المهاجر كان معي وفارقني ، أتمنى أن تعود آفاق الاستقرار والأحلام في بلادي صافية و ينمو الابداع ويزدهر الوطن .
المسكوت عنه هل تراه مهما في الرواية الحديثة؟
من طبيعة الرواية أن تتحدث عن الحياة بكل أفراحها ، وخيباتها ، وآمالها ، وتمنياتها وباالتالي من الطبيعي أن تتناول الرواية كل شئ يما في ذلك ما يعتقده الناس ، وما يفعلونه علنا أو في الخفاء ، وفي نظري أن الرواية قد فعلت ذلك وتناولت كل شئ ، لذلك ما يهمني هو الطريقة التى تناولت أو تتناول به الرواية ما نسميه تلطفا "مسكوتا عنه" ، في تقديري يجب أن يكون هناك مقتضى أدبي وفعل جمالي يدعم القيم الانسانية ولا يحطمها حينما تتناول الرواية الدين ، أو الجنس ، أوحتى السياسة وسائر المقدسات .
البعض يتصور ان الحرية الأدبية هي أن تقول كل ما تريد وعلى نهج ما تريد ، ان كان الأمر كذلك فلماذا لا تلغي القوانين والنظم المجتمعية ويترك الانسان يفعل كل ما يريد ، على نحو أن يلقى بنفسه في النهر مثلا ، أو يحطم سياراته الجديدة ويشعل فيها النيران لمجرد أن في مقدوره جلب غيرها ، في قناعتي أن كل فعل انساني يجب ان يكون في اتجاه دعم نماء الانسانية وتطورها، لا في إتجاه تحطيمها ، يجب أن يكون الفعل أضافة لا خصم ، وكذلك الفعل الأدبي يجب أن يكون في إاتجاه تعزيز قيم الإنسانية والخير والجمال ، بمعني أن نقول أدبيا كل ما نريد ولكن في هذا الاتجاه
أعرف انك لاتحب الاشتراك في المسابقات الأدبية ماهو السبب؟
ليس بهذا المعني تحديدا ، ربما يعود الأمر الى بداياتي بشكلها العام ، وربما لأنني أحب مخاطبة جمهوري كفاحا ومباشرة ثم أتركه يتمتع بحرية الاختيار على نحو ما كنت ولا زلت أفعل بتلذذ ..
حدثنا عن مصطفى محمود. عيسى الحلو. الطيب صالح. نجيب محفوظ. ؟
الإخلاص والتجرد عند جميع من ذكرت وعند غيرهم أيضا ، مصطفى محمود أنفق جميع عمره يفكر لنا ومعنا بصوت عال ، ومسموع ، ومؤثر ثم يدخل لوحده غمار الأراضي الفكرية الملغومة ليعود لنا بالمثير المدهش، وعيسى الحلو يحاورك بذات الخلوص ثم يقول لك أن افكار الجمال ليست منفصلة عني أنها تجري في دمي ، والطيب صالح يقدم سردا ناصعا ويصنع تاريخا أدبيا مجيدا لوطنه ثم يمضى في هدوء الصالحين، نجيب محفوظ يشعل عقول الأعاجم والعرب ويشغلها ثم يذهب هو أيضا مكتفيا بنفسه .. أحبهم جميعا وأقدر ما قدموا ثم اجلس أمامهم على منصة التعلم
لمن كنت تقرا وبمن تأثرت؟
منذ الصغر قرأت لمصطفى محمود ، ونجيب محفوظ ، والطيب صالح ، والمنفلوطي ، وجبران ، وكرستي ، والعقاد ، وانيس منصور والكثير من التراجم وأعمال الزملاء الكتاب العرب ، وقرأت في الفكر ، والفلسة ، والقانون ، والاقتصاد ، وعلم النفس ولكتاب لا أذكر أسماؤهم ثم تتلمذت على أساتذة الحياة الكبار وهم الصبر ، والمحبة ، والمعاناة خاصة حين كنت أفكر في قضايا الحياة الشائكة والموت والخير والشر ، كنت حينما أذهب الى مكتبة كردفان بسوق بورتسودان الكبير لا أبحث عن كتاب لكاتب معين وإنما أقبض على الكتب من الرف ، الواحد تلو الاخر وافتحه على اية صفحة تصادفني فيه ثم اقرأ واقلب صفحاته فاذا راق لي الموضوع والاسلوب رجعت الى الغلاف كي أعرف من هو كاتبه ، ومن أي بلد هو ، ثم أشتريه فورا ، وقد يكون الكتاب رواية أو في الدراسات أو في علم النفس أو الفلسفة ، كنت نادرا ما استجيب لإقتراحات الاصدقاء ، أو اعتمد على التسامع بأن الكاتب الفلاني جيد ، كنت أمارس الإختيار المباشر ، فهو حرية كنت ولا زلت أستلذ بها ، بل وأنصح بها كل قارئ محب للمعرفة والاستكشاف .
هل ترى أن ترجمة الأدب ضرورية؟
بكل تاكيد ترجمة الأدب مهمة وضرورية من أجل خلق تلاقح تجاربي مفيد بين المجتمعات ، ومن أجل إيصال الصوت الإنساني المبدع للعالم وتلقيه ، ولو لا الترجمة لما تمكنا من الاستمتاع بالروائع العالمية ، ولما تمكنا من معرفة وإستكشاف العالم ، ولما حدث التطور الثقافي من الأساس، تعجبني الصين مثلا فهي ومنذ فترة تهجم على دور النشر العربية بشراهة ولها مشروع للترجمة بالغ الدقة والدهشة ، إنها تنتقي من المنتوج العربي ما يجب عليها ترجمته لشعبها ، ثم تختار من إنتاج شعبها ما يجب إيصاله للعالم ، مشروعها لا يسير اعتباطا ، وإنما وفق رؤية قومية مؤسسية من أجل تمكين التجربة الثقافية الصينة لتأخذ حيزها من العالم ، وعلى الرغم من أني أفعل ولا اتوقف حيث تمت ترجمة ثلاث من رواياتي للغة الفارسية والتركية والامهرية والاخريات في الطريق الا انني اؤمن وأنادي بالفعل الجماعي المؤسسي في زمن تضمحل فيه وجاهة الفعل الفردي .
هل فعلا الطيب صالح سقف للرواية السودانية؟
مع تميز التجربة العبقرية للطيب صالح التى استحق عليها وبجدارة لقب "عبقري الرواية العربية" الا أنني اؤمن بأنه لا سقوفات للتجارب الانسانية ، لانه ببساطة لا كمال للفعل البشري مهما بلغ ثم أنه لا ثبات لقيمة التجربة الانسانية ذاتها على الاطلاق ، فالحياة تتبدل وتكتنفها التحولات والتغيرات مما ينعكس بدوره على الذائقة والتجربة الجمالية ، ومن جهة أخرى تجد أن امكانات الفرد تتطور بشكل مستمر ايضا والناظر الى المشهد السوداني خلال العقود الماضية سيعي ان هناك تجارب مهمة ما نالت من مقام التجربة العبقرية للطيب صالح ، كما أنها لم تقوم بتؤمأتها ولكنها أتت بخصاصيها المتفردة المستوعبة لتطور المشهد السوداني ، لقد جاءت وهي تحمل في كينونتها عبقرية زمانها ومكانها وتفوقها في عصرها الخاص .
هل تتوقع أن يتفاعل الحراك الثقافي في السودان بعد الثورة؟
الابداع والجمال رئتا المجتمع ، وطالما هناك حياة فلابد من ثمة حراك ، ولكنني دوما تجدني مشغولا بالنتائج البعيدة والتاثرات العميقة للفعل الثقافي ، قد يكون في مدينة ما هناك الف رواية جديدة ، ومثلها قصة ، ومجلة ، وحفل استماع ، وورشة رسم ، وتكريمات ومؤتمرات ثقافية وجوائز ولكن يظل السؤال هل كل هذا سيكون كافيا للنهوض بتجربة ابداعية مجتمعية دون أن تكون هناك رؤية واستراتيجية وتخطيط مؤسسي ، ودون ان يكون هناك حد الكفاية من الامن والامان والقوت والصحة ، يبدوا لي أن الامر صعبا ، وعلى كل حال أنا لازلت عند قولي بانه يجب أن يعود افق الاحلام انسانيا وصافيا ، يجب أن نتغني بالفعل تحت رايات السلام والحرية والعدالة كي ننتج تفاعل ثقافي مؤثر .
عزلة كرونا الراهنة هل تتنتج ادبا معافى؟
عزلة كورونا سلاح ذو حدين ، فان هي زادت عن حدها إنقلبت الى ضدها ، هذه الجائحة في ذاتها تجربة جديدة لهذا الجيل فقد اختبرت غرور عقله وما أدعاه من علم فائق وتمكن ، لقد وضعته في مأذق وتساؤل وحيرة وقلق وتفكير ، كل ذلك لا شك سينتج عنه ادبا يحكي ويحاكي التجربة وآلامها وآمال الخروج منها ، ولكن اذا استطالت الجائحة وتعمقت عزلتها فقد تفند قيمة الادب في ذاته وترمي به في مأذق الهزيان و الاحباط العام والانهزام .
هل حصل ان جربت كتابة الشعر؟
على الرغم مما اشار اليه بعض النقاد بأن لغتي شعرية الا انني بالطبع لست شاعرا ، ولا أنكر أنني جربت كتابة بعض المحاولات في مناسبات قليلة تأثرت بها ، وأول محاولة شعرية لي كنت وقتها في المدرسة المتوسطة ولا زالت أذكر كلماتها :
عيناك تبرقان بحريتان من عسل
والشعر ليل تماوج وانسدل
والقلب ينبض باسمك
يستنهض جيوش العشق داخل اوردي
فأشيد قصرا خرافي الجمال
لنكون سويا على القمر
جزاءا من شعاعه البدر مرسل للبشر
واظنها لم تكن شعرا وانما مجرد حالة شعورية ، وبمناسبة الشعر انا أحب سماع شعر الدوبيت والنمة وجميع أشكال الشعر الشعبي السوداني ومن هنا احي جميع رواده ومحبيه كذلك ...
الرواية التفاعلية ماهو رايك فيها؟
كما ولو أنها هي الابنة الشرعية للتكنولوجيا والتواصل وعلى كونها في طور التجارب فلم اتبين لها ملامح واضحة حتى الان ، ولكني ارى ان النصوص الادبية هي من تحمل ملامح المجتمع المعين وتجاربه وخصائصه . والرواية التفاعلية لن تمكننا الا من اختبار تمازج التجارب الانسانية مع بعضها البعض فهي في طورها الحالي قد تفلح في تعميق التفاعل بين الادباء وكتاب السرد انفسهم وتطور من مهاراتهم ولكنها ستكون في تحد امام القارئ واشكاليات تفاعله هو معها وقبولها ريثما تتشكل في كمالاتها اذا استمرت .
هل الوسائط تؤثر في الإنتاج الابداعي ؟
بكل تأكيد وما اشرنا اليه في الرواية التفاعلية هو اثر من اثارها ، وبشكل عام أرى ان الطبيعة الخاطفة والمختصرة لهذا العصر سوف لن ترحب كثيرا بالروايات المطولة ولا الخطابات كثيرة التجاريب حتى في طرائق السرد ذاتها سوف تجنح الى الجملة المختصرة التى تمنح الخيال الصورة الفورية للحدث أو المعني .

أرسل "حوار مع الروائي الشاب أسامة رقيعة" إلى Digg أرسل "حوار مع الروائي الشاب أسامة رقيعة" إلى del.icio.us أرسل "حوار مع الروائي الشاب أسامة رقيعة" إلى StumbleUpon أرسل "حوار مع الروائي الشاب أسامة رقيعة" إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات