صديق الحلو

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق الحلو

كوستي الأهلية دفعة 69 ايام هانئة مليئة بالدهشة
صديق الحلو
مدرسة كوستي الأهلية حيث كانت الإشارات عندنا مكثفة والأحاسيس. كنا ننطلق كطائر كوني لايدركنا السكون ولاتوقفنا الاشياء الحسية. تبهرنا أضواء السينما والنيون معا. الجاك بلانص. جون واين. وجاري كوبر. افلام تسري منزل وجانوار ومن أجل أبنائي. كنا عصام خليل. عمر محمد احمد. إبراهيم كعت. محمد احمد خليفة. محمد عثمان الشايقي. عبدالله عرمان. آلآمين عيسى.
ندخل الاستاد نشاهد كرة القدم والفريق الروسي وفرقة الاكروبات الصينية. حفلات وردي ود الامين. عثمان حسين ومسرحيات الفاضل سعيد. والدنيا جميلة ومليئة بالدهشة. عثمان حسن. بشير على جبريل. محمد الخيري عمر. الفاتح إبراهيم. آلآمين إبراهيم. وذلك الالق.
عندما تتفوق الأهلية على الأميرية ذاك خبر تسير به الركبان.
كانت الأهلية تسمى الصين الشعبية. أسسها تجار كوستي عام 1946 ولذلك سميت الأهلية الوسطي كوستي والتي كان يدخلها الطلاب الاذكياء. من بعد تحولت لثانوية ثم كلية جامعية.
كنا نقرأ جين اير. توم سوير ولمن تقرع الاجراس لهمنجواي. ولجوركي وسومرت موم وشكسبير وشارلس ديكنز. وشعر السياب ونازك الملائكة وادونيس. وروايات الطيب صالح. نجيب محفوظ. إحسان عبد القدوس ورواية لوليتا.
يوسف حسين كان ألفة الفصل مهاب واصيل يعاونه يعقوب عبدالجليل والناير مهدي. وأدم أبكر بذلك الهدوء. عابدين احمد محمد له فوضاه.
لم نكن ساذجين تخدعنا المظاهر. وكنا نخرج في المظاهرات تأييدا لفلسطين وجمال عبدالناصر ولن يحكمنا البنك الدولي. وداون داون يو اس اي. ونو فدريشن افتر دي. منقو قل لاعاش من يفصلنا.
كنا نعبر عن أيامنا بتلك القدرات والمقدرة و ذاك الفهم. والايام تمر هانئة. مليئة بالدهشة لايطالنا الشك بأن القادم احلى. وفي مسرح المدرسة المهيب تقدم الجمعية الأدبية بالعربي والانجليزي. وتعلق الجرائد الحائطية وتقدم مسرحيات الرشيدة اخت الرشيد ورابعة العدوية. تاجوج والمك نمر.
نستقبل الطلبة الجدد ونودع المغادرين بتلك الحفاوة. دفقات من المشاعر الرائعة حيث عرفنا الحب لأول مرة وفخامة أجوائه وطابعة الجمالي والرومانسي معاوتلك العجائب. كنا أنقياء كجدول رقراق. جاهزين كطعام جيد التحضير. رائعين ككذبة مكتملة. استغرق زمن طويل في صياغتها. حتى صدقنا أن أيامنا القادمة ستكون جنة على الأرض. وان السودان سيكون ذاهيا كاليابان وسويسرا. كنا نذهب لمحطة السكة الحديد بكوستي نستقبل العائدين من الخرطوم العاصمة ونودع المغادرين. نملا النظر من حسان حي النصر والمرابيع وبنات الأميرية.
ونعوم سباحة في الينبوع. نصطاد السمك في الميناء النهري. والحياة لم تعد كماهي في عالم الأحلام.
عندما يغني صلاح كوستي يتوقف الكون عن الدوران وتهدا العصافير. عليك أن تصمت وتستمع للحن الجميل ورقة وعذوبة الصوت والكلمات.
كان جمالا دائما باهرا ومختلف.
نعلق صور مارلين مورنو. سعاد حسني. وصوفيا لورين. على قاقرين والدحيش. إبراهيم عوض وردي والبلابل.
في ضلفات دواليبنا الخشب. بالداخلية
كان هناك الجيلي عبد الخير. الجوكر وعوض شلك. وحيدر شلقامي.
حسن عبداللطيف. عبدالفتاح عبدالكريم. عمر ضوالبيت. عبدالله يوسف. أحمد صباح الخير. نجيب نور الدين ونحن نستمع بوله لأغنية السنين والابيض ضميرك ل الفنان الطيب عبدالله ويطربنا عبد العزيز المبارك وزيدان إبراهيم.
يدهشنا الممثل عادل امام في مدرسة المشاغبين وأحمد زكي. وإسماعيل يس.
ونخلق فراديسنا من العدم. عالم مترام من الأمل والرجاء وكثافة الأحلام. نفهم أشياء وتغيب عنا اشياء. اساتذتنا كمال اللفت. أحمد سعيد جراب الفول. محمد إبراهيم بسيوني. أحمد أمان. عثمان عبدالرحيم. الأمين ابيض. هارون عبدالحليم. كانوا مثالا للفهم الرصين والعميق لطلبة في الطاشرات مليئين بالذكاء والنزق والمراهقة. معجزة أن تدير هذا العدد الكبير من المتمردين. كانت أرواحنا حية وكنا نحترم وقارهم المهيب. كأننا كنا في مسرحية تفيض بالشجن والغزارة ونحن ننمو بقوة. نسمو ونطمح لمثالية الأشياء. نشع بالاهواء والعمق في نوع من الزهو... ونعتقد أن الحياة ماهي إلا قصيدة شعرية.