بواسطة , 02-06-2020 عند 12:00 AM (4461 المشاهدات)
تقاسيم الوعي المعاش...سيرة المختلف عيسي الحلو.
كتب/صديق الحلو
تعابير عيسي الحلو وقصصه جعلته في قمة كتاب القصة في السودان خمسين عاما وهو يكتب القصة المكثفة العبارة بشعرية عالية لايبالي وهو يمتلك ادواته يخاطب الاحاسيس مستوعبا لتقنيات القصة الحديثة في العالم حيث خلق عالمة. قال عنه الياس فتح الرحمن انه كاتب الحب المجنون أو كاتب جنون الحب النبيل احيانا والعنيف الجارح المبلل بالدم احيانا اخري غير انه في كل الحالات جميعها حالم دائم. ضالته الرحابة وفضاءات الحرية. ولد عيسي الحلو 1945م بمدينة قلي شمال كوستي علي النيل الابيض حيث خلدها في كثير من قصصه. سماه والده الذي هو احد أمراء المهدية عيسي علي جده لامه الذي كان ناظرا لقبيلة الشنخاب التي فرع منها دغيم قبيلة عيسي الحلو حيث كانت لها مجاهدات بارزة في صدر الثورة التي بهرت العالم. عيسي ودجفون الذي صار لاحقا عمدة في الفساشوية بعد تأييده للثورة المهدية. والدة عيسي آمنة بنت العمدة من بيت عز وجاه. شديدة الذكاء الاناقة والكرم والحكمة. وكان يحبه ابواه. درس الاولية حينها بقلي والاوسط بكوستي الاهلية حيث زامله استاذنا الشاعر الكبير عبد الله شابو والمبدع خالد المبارك. درس الثانوية بحلوان في مصر. ثم التحق بمعهد بخت الرضا بالدويم وصار معلما في المدارس الوسطي. نشأ في أسرة علم ودين. استقال من التدريس بعد أن نقل الي دنقلا. وعمل بصحيفة الايام رئيسا للقسم الثقافي ثم جريدة السياسة فرئيسا لتحرير مجلة الخرطوم والتي في عهده صارت اكثر تميزا. اصدر اول مجموعة قصصية له عام 1967م من دار الحياة البيروتية باسم ريش الببغاء والتي نالت اعجاب النقاد. وجد كثير من الفرص ان يسافر خارج السودان للعمل ولكنه لم يفعل. تعرفه الدوائر الثقافية العربية في لبنان والعراق ومصر والسعودية ولندن وله صداقات معهم. عمل عدة برنامج في الاذاعة والتلفزيون السوداني كما اتصل به كتاب امريكا اللاتينية مشيدين بملفه الثقافي المتميز. القصة القصيرة عند عيسي الحلو تنهض علي الموضوع وتهتم بابراز المعاني الكليةللاحداث وهي ليست معاني معلقة في سماء التجريد بل هي مثقلة بالانفعالات محملة باريج العاطفة لان التجريد عنده مقترن بحب عميق للحياة فيه رائحة التراب والبذور والخصب. لاتستطيع بلوغ المدينة البهية التي ستهبنا الكرامة والنور الابالصبر الملتهب وهكذا لايذهب الفن الجميل سدي. والابداع الاصيل هو الصيحة المباركة المناهضة للياس والمعبرة عن الأشواق المكبوتة والاحلام الخفية وهة ما يجعل الناس اكثر استجابة للخير والحق والامل في الغد الافضل
لم تحظ اعمال عيسي الحلو الغزيرة بالدراسة والتحليل. لقد كتب عنه الشاعر محجوب كبلو دراسة بعنوان المختلف وقدمت عشرات الاوراق النقدية عن قصصة كما قدمت رسالة الماجستير والدكتوراه عن رواياته. وعندما سئل الروائي العالمي الطيب صالح في بيروت ذات مره عن من هو خليفته في السودان قال عيسي الحلو. لقد ظل الاستاذ عيسي الحلو وفيا للقصة القصيرة ظل يكتبها لمدة اربعين عاما ولازال. كتب عن النهر والقرية والمدينة والمضمون الوجودي والقصة النفسية التشكيلية في عذوبة سلاسة وجمال. تزوج فاطمة بنت بشير عيسي وانجبت له اربعة ابناء:هشام وحسام. نون وامل. وتوفيت في وقت مبكر مما اثر فيه كثيراوتالم أفقدها ولم يتزوج بعدها. لم تعرف ل عيسي الحلو اي ميول سياسية واضحة. كتب عنه الناقد مجذوب عيدروس عن روايته صباح الخير ايها الوجه اللامرئي الجميل من الصور التي استهوت الروائيين العرب شخصية العربي المهاجر الي اوروبا كتب
عنها توفيق الحكيم عصفور من الشرق وسهيل ادريس الحي اللاتيني ويحي حقي قنديل ام هاشم والطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال. وسليمان في رواية عيسي الحلو مر بذات التجربة. رواية صباح الخير ايها الوجه اللامرئي الجميل متعددة الاصوات تضمنت رواية داخل الرواية كما تضمنت تداخل الازمنة رواية متوقع لها ان تثير النقاش والجدال وتستقطب الاهتمام والانتباه والرواية تقوم علي الذاكرة التي تتراجع وتحيا وتنتقل عبر المكان والزمان تفتح الرواية كوة امامنا نطل منها علي عالم من المرئيات واللامرئيات وننتقل عبر الازمنة والامكنة ونتامل فيها الكوني والحياتي واليومي. كان عيسي الحلو ميالا للسينما شغوفا بها دخل العديد من الافلام الممتازة في دور السينما بالقاهرة وكوستي والخرطوم وام درمان ولامدرمان في نفسه حب خاص. كما كان يحب اعمال التشكيلي ابراهيم الصلحي واحمد عبدالعال وشبرين وكان أن عمل سيناريو فيلم عن دكتور احمد عبدالعال نال استحسان النقاد والجمهور علي حد سواء. وعيسي الحلو صديق للفنان الذري ابراهيم عوض ويحب اغانيه كما يحب الاستماع ل عثمان حسين وزيدان والكابلي ومحمود عبد العزيز. ويحب الشعر ولايكتبه من أصدقائه الشعراء شابو ومحمد عبدالحي. صلاح احمد ابراهيم.عمر الدوش ومحجوب كبلو.قدم كتب للشباب أسامة شيخ ادريس وعبدالمنعم حسن الحاج ومحمد سالم واشاد بروايات عمر فضل الله. وقصص الطيب عبدالسلام. كتب عيسي الحلو النقد الادبي في عموده قوة الاشياء وديالتيك كما عمل مشرفا للقسم الثقافي لجريدة الرأي العام. وملفه المتجاوز ينتظره القراء والمهتمين في يوم الاربعاء من كل اسبوع. المعروف عن عيسي الحلو ان اي قصةاوقصيدة تنشر في ملفه فذلك اجازة لها لانه لايجامل ابدا ولاينشر عملا ضعيفا فهو مدرسة بذاته.بعد ريش الببغاء اصدر مجموعة قصصية وردة حمراء من أجل مريم.قيامة الجسد. اختبيء لابحث عنك. وله ست روايات مداخل العصافير للحدائق.رحلة الملاك اليومية. الجنة باعلي التل. السماء والبرتقالة. الوهم.صباح الخير ايها الوجه اللامرئي الجميل. عجوز فوق الارجوحة. الورد وكوابيس الليل.
من عوالمه:
مشطت الشمس شعرها.عقدته خلف عنقها وسارت كفتاة مراهقه بين النهر والحقول. وعند الظهر نالها الاعياء. اتجهت غربا قبل الغروب يئست الشمس من اعلي المكان . فوق اعلي المآذن اخذت الشمس في البكاء. حتي احمر وجهها. شهقت. وكان عليها أن تكف عن البكاء اخيرا أرخت رأسها. اتكات علي صدر السماء وتناومت مفتوحة العينين. وعلي الأرض علي مسافة ما .عند جانب النهر الذي ينصف المدينة استكانت الأجنحة علي قمم الأشجار. كانت تلك اللحظة الوحشية الوجه ترسم وجهها المتغضن علي سطح النهر. وفي ذات اللحظة كانت الين تري وجهها علي مراتها. العمر يتقدم ولايجدي النسيان ولا الكذب. عيسي الحلو يعرف كيف يختار عناوين قصصه بعناية فائقة تدل علي ذائقة معرفية وابداع: من عناوين قصصه الجاذبة:
معجزة الايكون الانسان وردة. الصيف اضاع الحديقة. كانوا جميلين جدا كالافكار وإنتاج البحر. توترات شجرة ورد الجهنمي.عينا القطة تلتقطان الصور. الحديقة التي احبت البستاني العجوز. انتظري حيثما يذهب العابرون. دوران الامكنة في زمنها الخاص. رجل بلا ملامح. الملاحظ ان العنوان فيه موسيقي شعرية كما أن العنوان طويل نسبيا. معروف ان العنوان له دلالاته ويمثل توضيح للنص كاشفا وجاذبا. من مقولات عيسي الحلو المشهورة أن الطيب صالح سقف للرواية السودانية رغم ان الطيب نفسه كسر سقف نجيب محفوظ حيث اثار حديثه هذا كثير من الجدل
الفانتازيا والخيال منطقة عيسي الاثيرة. قريبا ستنشر دار مدارك للطباعة والنشر والتوزيع الاعمال الكاملة ل عيسي الحلو.قصص عيسي الحلو اشبه بقصيدة تترنم بها. قرا عيسي الحلو الكثير من الكتب واطلع علي كافة المدارس العالمية وبتجاربه العديدة كون له مادة فكرية وفنيه بين منها قصصه العديدة
ومن مناطقه الاثيرة الانسان الكوني واسئلة الوجود والعدم واشكالية الموت والحياة. يغوص في مكونات النفس بوجد عميق. يحب عيسي الحلو رواية المريض الانجليزي ل اوندتيجي ورواية العطر لزوسكند. وروايات ميلان كونديرا وامبيرتوايكو وشكسبير.قال سليمان بطل رواية صباح الخير ايها الوجه اللامرئي الجميل كل منا يختار صورته فنكون مانحن كائنون عليه دائما ماينهي عيسي الحلو قصصه بانتهت اوتمت مما يدل علي الدقة ووضع اللمسات الاخيرة.
من اسماء أبطال قصصه:
ابراهيم عطية. مريم. مامون. عائشة.يوسف. ريم .زينب.الرضية. سميرة رزق.حليم وبهيجة. آمنة. بثينة. معتصم. احمد.سليمان
سلوي.حامد. سكينة. آدم. احمد جلي.موسي سليمان. وعن الاماكن في قصصه
قلي. كوستي. ام درمان. الخرطوم. ابو ادم.الرياض
حدائق عبود. باريس. لندن. جامعة الخرطوم. بورسودان
كافتيريا النيل الأزرق . الابيض. بابنوسة. اسماء سودانية وأماكن واقعية وذلك ربما يكون نفيا لما يقوله البعض أن قصص عيسي تجنح للخيال ولا تلامس الحياة الشعبية السودانية. ورقة قدمت في مؤتمر الرواية العلمي بمناسبة تكريم ا/عيسي الحلو بمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي في ام درمان 2006
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
- التصانيف
-
غير مصنف