بسم الله الرحمن الرحيم
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (صنفان من الناس اذا صلحا صلحت الناس واذا فسدا فسدت الناس العلماء والامراء) وقد ابتلينا في زمننا هذا بالصنفان معا ففسد حال الامة وليس ادل على ذلك ما يلي:
يسُود الساحة الإعلامية والسياسية خطابان متناقضان تجاه الظاهرة نفسها، مما يجعل ازدواجية المعايير التي تمارسها أميركا ينتقل إلى بلاد المسلمين، فيمارسون الازدواجية تجاه قضاياهم المصيرية، وفي ذلك قمة الخذلان لأمتهم وعقيدتهم.
الاحتلال: أصبح للاحتلال معياران, فهناك مسلمين من أبناء جلدتنا لا يعترفون بأن الوجود العسكري لأميركا وبريطانيا في أفغانستان والعراق هو احتلال عسكري، بينما هم أنفسهم أطلقوا على اجتياح صدام للكويت احتلالاً، وعلى الوجود العسكري السوري في لبنان احتلالاً، وعلى الاحتلال الروسي لأفغانستان احتلالاً (وهو كذلك)، لكن الأوامر الأميركية حينها أمرتهم أن يقاوموا الاحتلال الروسي.
المتعاونون: اختلفت النظرة إلى المتعاونين مع الاحتلال وذلك بحسب المكان، ففي جنوب لبنان أُطلق على جماعة (سعد حداد) وأنطوان لحد اسم العملاء، بينما لا يطلق على المتعاونين مع الاحتلال الأميركي في أفغانستان وفي العراق اسم عملاء، مع العلم أن الجميع قدموا على ظهر الدبابات الأميركية الغازية. حتى إن الاحتلال البريطاني للبصرة لا يعامل بنفس المعيار الذي تعامل به أميركا.
القمع والقتل وهدم البيوت: لا يختلف القمع وإرهاب الأطفال والنساء وهدم البيوت الذي يحصل في العراق عن مثيله في فلسطين المحتلة، لكن الأضواء تسلط على قطاع غزة (وهي تستحق ذلك التسليط)، لكنه يُـحجب أحياناً أو يخفف تجاه المحتل الأميركي والبريطاني في العراق.
الاغتيالات للصحافيين والعلماء، وأسر الآلاف: الاغتيالات التي تتم لخيرة علماء العراق في كافة المجالات وللصحافيين لا تحظى بالاهتمام الكافي من الإعلام المسيّر، وكذلك الأسرى في سجون الاحتلال الأميركي، ففي بعض الدول هناك أسرى يعدّون على الأصابع نالوا من الضجيج الإعلامي والاعتصامات أكثر مما حظي به أسرى العراق وهم بالآلاف، بل يذكر أسرى العراق في أبو غريب باستحياء وكذلك غوانتانامو.
ثم ياتي علماء السلاطين بعد ذلك ليبرروا لهؤلاء الحكام باعلامهم الخبيث المضل ما يدعون من خطاب
ابعد هذا الفساد من الحكام والعلماء فساد
اللهم اغثنا بنصر من عندك وابرم لهذه الامة من يخلصها من امرائها الفاسدين ويبدلنا بهم حاكم مسلم يطبق علينا شرعك انك على ذلك قدير وبالاجابة جدير