|
شَمَّرَ عن سـاعدٍ وقـال غـدا |
أُسْعـدُ روحـي وأفسخُ الجسدا |
«ماتَ شهيداً !» يُقالُ محتسبـاً |
« في ملإ الصالحـين » قـد خَلُدا |
خـذَّرَ آمـالَـهُ الكـلام متى |
منْطَقَـهُ شيـخـهُ حـزامَ رَدَى |
عـضـةُ كَلْبٍ تُميتُ من كَلَبٍ |
خَـيْرَ طبيبٍ متـى عليـهِ بـَدا |
فاتبـع الأمـرَ مثْلما رسـموا |
يخـرقُ جَـمْـعا وينتقي العـدَدا |
يخطرُ ؛ يندسُّ في الجمـوعِ ويبـــدو حَـذِراً أنْ يسير منْفَـرِدا |
يحمـلُ إجـرامَهُ كـآلةِ مـو |
مسَّ زرارَ الـمنونِ فـانطلقتْ |
ترْشِقُ أشـلاؤهُ مـدىً بـمُدى |
أمُّ صـريـع تـلمُّ أطـرافـهُ |
حـين تَـردَّى ورأْسُـهُ فُقِـدا |
تشْهـقُ ثكلى تقـول نـائحةً |
جُـرْمُ شَظـاياكَ في دَمي اجْتهدا |
ما ثـمن النفس في شـريعتهم ؟ |
مـا هـدفُ القتلِ إن يسرّ عِدا؟ |
يُفـْرِحُ أعـداءَنـا تَـهَوُّرُهمْ |
يَطْـعَنُ في أمـةٍ تفيـضُ نَـدَى |
تُـرْعبُ أطفالنـا مشاهـدهم |
أهـلُ جُنـونٍ تصنَّعـوا رَشَـدا |
يضحكُ إبليسُ من سـذاجتهم |
إذْ غَـرَسُوا في الصُّدُورِ مَا حَصَدَا |
فـاقترفـوا ظلمَ أنفسٍ زهقتْ |
غيـلةَ جهـلٍ وحرَّ فـوا السندا |
يَنْشُـدُ بالانْتِحـار ِمَنْطِقُـهُمْ |
رفْـعَ تَـحَـدٍّ بجهْـلِ مَـنْ وَرَدا |
أين جـهادُ الـذينَ دانَ لَـهُمْ |
مغـربُ أرضٍ ومشـرقٌ بَعُـدا |
هلْ قتلوا صبيةَ العِـدا سَرَفـاً؟ |
أمْ غلبـوا بالشَّـهامةِ اللِّــدَدا |
ليس كَخَوْضِ الجِهـادِ مَكْرُمَـةٌ |
بينَ خطوبِ الـوَغَى لِـمَنْ صَمَدا |
حُـرِّمَ قَتْـلُ البَريء في سُـورٍ |
أَنْـزَلَـهـا اللهُ رحـمةً وَهُـدى |